ما المقصود باقتصاد الريع؟
يتضمن مفهوم الاقتصاد الريعي Economic Rent دفع مبلغ من المال إلى مالك منتج معين في المنطقة بنسبة أعلى مما يحتاجه لتغطية كافة نفقات عملية إنتاج المنتج أو السلعة الخاصة به، وذلك يشمل تغطية قيمة الأرض، والعمالة، ورأس المال وغيرها من المصاريف، وبذلك يكسب مالك الإنتاج أكثر من خلال عرض المنتج في السوق العادي، وبمعنى آخر؛ أن المبلغ المدفوع للمشتريات أكثر من المتوقع تحصيله في عملية البيع في السوق العادي، ويمارس الاقتصاد الريعي كثيرًا عند توفر منتجات أو بضائع لدى بعض المنتجين وغير متوفرة عند غيرهم، أو عندما يتوفر لديهم ميزات تكنولوجية أكثر تقدمًا من المنتجين الآخرين في السوق؛ لأن هذه الميزات تقلل من تكلفة الإنتاج وبالتالي يستطيعون البيع بأسعار منافسة أكثر.
تعرف على أنواع اقتصاد الريع
يشبه الريع الاقتصادي عملية الإيجار التي يدفع من خلالها مبلغ من المال مقابل استئجار ملكية أو منتج من صاحبها مع إضافة نسبة فائدة لها، وهذه النسبة هي مقدار الاقتصاد الريعي فيها؛ فهي القيمة الفرقية بين ثمن إنتاج السلعة المستأجرة وبين ما تقدمه كربح، ويوجد لهذا النوع من الاقتصاد أنماط أخرى يختلف كل منها باختلاف نشأته وأهدافه ومسبباته، وللتعرف عليها اطلع على النقاط التالية:
- ريع الندرة Scarcity Rent: يُستخدم هذا النوع من الريع عند ندرة الملكية أو المنتج كالأراضي المتجانسة والمناسبة للمحاصيل، لأن الأراضي التي تحتاج عوامل إنتاج مرتفعة الثمن، تُعرض من قِبَل المالكين بشكل وأسعار أكبر لتجنب عوامل الإنتاج الباهظة، أما الأرض المتجانسة فيكون عرض تأجيرها وسعرها ثابت لتميزها ومرونتها.
- الريع التفاضلي Differential Rent: يراعي هذا النوع من الريع الاختلاف بين الملكيات أو المنتجات المتجانسة والنادر في آنٍ واحد، ويعتمد على نسبة الجودة في كلٍ منها، مثال على ذلك الأراضي؛ إذ إن جودتها تختلف من مكان لآخر باختلاف أنواع الخصوبة وبالتالي تؤدي إلى اختلاف أسعار الإيجارات، أي أن الأرض ذات الخصوبة القليلة يكون إيجارها أقل من مرتفعة الخصوبة، وهنا تتفاوت الأسعار المطروحة بين المستأجر وصاحب الملكية.
- شبه الريع Quasi-Rent: يصف هذا النوع من الريع جميع الإيجارات المتعلقة بالملكيات غير الأراضي، وتختلف العروض فيها تِبعًا لعوامل إنتاجها ومردودها خلال فترة قصيرة، وسميت بشبه الريع لأنه يتعلق بإجمالي الربح على المدى القصير فقط لحين تساوي العرض والطلب، أما إذا استقر إجمالي الربح على المدى الطويل سوف يكون شبه الريع مساويًا للأرباح العادية أي الثابتة في السوق، فيكون مساويًا لتكلفة التشغيل باستمرار للمنتج.
ما سبب انتشار اقتصاد الريع؟
يساعد اقتصاد الريع أصحاب الملكيات والمنتجات المختلفة على تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة المادية من خلال عرض تأجير منتجاته أو ممتلكاته للمستثمرين والشركات قبل عرضها في السوق العادي، وتختلف قيمة العروض تِبعًا لميزات الملكيات والمنتجات ومدى الطلب عليها، لكن في المحصلة يحصل صاحب الملكية على مبالغ أعلى من الإيرادات المتوقعة، ويوفر عليه العديد من الإجراءات والعمليات اللازمة للاستفادة من هذه الملكيات وتجهيزها للسوق، ويكمن سر انتشار هذا النوع من الاقتصاد لهذا السبب، ألا وهو أن صاحب الملكية أو المنتج يعرض ما لديه في السوق مقابل مبلغ يغطي على الأقل تكلفة هذه الملكية بالإضافة إلى الربح منها وذلك ضمن بنود اقتصاد الريع، وفي المحصلة تكون أرباح اقتصاد الريع أكبر من البيع في السوق العادي لأن الأسعار المقدمة من المستثمرين تتجاوز الأسعار المطروحة في السوق.
أبرز سلبيات اقتصاد الريع
يعد اقتصاد الريع طريقةً فعّالة لأصحاب الملكيات والعقارات والمنتجات في تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، لكن ذلك أيضًا يعود بالخسارة على العديد من المستأجرين، إذ إن الفكرة الأساسية من اقتصاد الريع أن العرض المُقدم من قِبَل المستأجر أعلى مما تستحقه هذه الملكية أو المنتج، وأن العروض تكون ثابتة وغير قابلة للتفاوض حتى لو اختلف مقدار الاستفادة من الملكية أو المنتج، وبذلك يأخذ صاحب الملكية أو المنتج أكثر مما يستحق ويخسر المستأجر، حتى أن صاحب الملكية لا يتحمل أي مصاريف متعلقة بالعمليات الإنتاجية للاستفادة من الملكية وبالتالي تبقى قيمة الأجور زائدة عن القيمة الأساسية، وفي حال حدوث خسائر أثناء استثمار هذه الملكيات أو المنتجات، يتحمل المستأجر وحده المسؤولية ويبقى التزامه بالدفع الدوري لصاحبها قائمًا مما يزيد من المخاطر وقيمة الديون والالتزامات إن وُجدت.