العوامل الميسرة والمعيقة لقبول نشر نظم إدارة التعلم في المدارس الحكومية السعودية
مقدمة
بدأت المؤســــسات التربوية والتعليمية بالعـــــــالم تبحث عـــــن أفضـــــل الأنمـــــاط والأســـــــــاليب التي يمكن أن تقدم مـــن خلالها خبرات تعليمية لطلابها، بدلا من الأســــــاليب التقليدية المتمركزة علــى التلقين والحفظ. وفي هــــذا الإطـــــار ظهرت أســـــاليب وأنماط حديثة في التعليم منها التعليم الإلكتروني E-learning والذي يعتبر أسلوبا من أساليب التعلم عن بعد التي لاقت اهتماما واسعا من التربويين، وأصبحت نظم إدارة التعلم الوسيلة التي من خلالها يتم الاستفادة القصوى من جميع منتجات التعليم الإلكتروني وإدارتها، وإحداث تغييرات وتطورات في بيئة وحياة الطلاب تربويا وعمليا. ( آل مزهر، 2006 )
أنظمة إدارة التعلم ( LMS )
هي اختصار لعبارة Learning Management System، وهو عبارة عن نظام رقمي مصمم خصيصاً لإدارة مقررات إلكترونية وإتاحة عمل تعاوني بين المعلم والمتعلم، حيث يدير هذا النظام كل هذه الجوانب من خلال أتمتةٍ Automation لعمليات إدارة التعلم، وتشمل العمليات عرض جدول المواد الدراسية وتسجيل الطلاب وطباعة تقارير لتقويم مخرجات العملية التعليمية وقائمة بأسماء الطلاب وإدارة عملية إدخال درجات الطلاب وطباعة الشهادات وعرض نتائج الاختبارات، وفصـــــــــــــول افتراضية عن بعد، فهو نظــــــام يساعد على إدارة العملية التعليمية. (Ninoriya et al., 2011) .
و يذكر الخليفة (2008) أن أهمية أنظمة إدارة التعلم تكمن في أنها:
- تدير وتنظم عملية التعليم الإلكتروني كاملة ( محتوى – واجبات – اختبارات – تواصل ).
- تستخدم في تدريس مواد كاملة أو تزويد تدريب في الوقت المناسب.
- تستخدم الوسيلة في أي وقت وأي مكان.
- تيسر على المعلم والطالب عملية التواصل في أي وقت وأي زمان.
- تطور المحتوى التعليمي وتنوع أشكاله (نصوص – صور – رسومات – فيديو).
- تستخدم الفصول الافتراضية في بث الدروس عبر شبكة الإنترنت.
- تدعم التعلم النقال وشبكات التواصل الاجتماعي.
- تستخدم كأداة للتعلم المدمج.
- تشتمل على تقويم لمراقبة تقدم الطالب.
يمكن القول أن أنظمة إدارة التعلم ( LMS ) لها علاقة بجميع مكونات مجال تقنية التعليم الخمسة، فهي تعمل وفق سياسات وأنظمة وتستخدم تقنيات مدمجة واستراتيجيات منوعة وإدارة للعملية التعليمية مع ربط بين أعضاءها وإجراء للتقويمات التكوينية والإجمالية للعملية التعليمية.
أولا – العوامل التي تيسر قبول نشر هذا التغيير في المدارس
-
عوامل متعلقة بالتطبيق المستخدم
أثبتت دراسة عبد العاطي ( 2013) أن نظم إدارة التعلم تتمتع بالخصائص التالية:
- تساعد على نمو الطلاب بوضوح ( معرفي وأدائي ).
- موجه نحو الطالب.
- تشتمل على تقويم لمراقبة تقدم الطالب.
- تدعم الهواتف النقالة.
- زيادة إمكانية الاتصال عن طريق المنتديات والبريد الإلكتروني.
- توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع.
- توفر المساعدة الإضافية في الأعمال المكتبية للمعلم.
- عدم الاعتماد على الحضور الفعلي.
- يمكن إنجاز التغيير عليها شيئا فشيئا وعلى نحو محدد.
-
عوامل متعلقة بالقيادة الواعية
- يعترفون بجهود المبتكرين ويتبنون الابتكار وينشرونه كمهمة تعاونية.
- يخلقون جوا وظيفيا يدعم المشاركة والتجريب.
- يهيئون برامج تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة لمهارات الابتكار المطلوبة والتبني الموجه.
- يقومون بالمشاركة واتخاذ القرار والالتزام.
- يكافئون المعلمين والمتبنين للابتكارات على أفكارهم الجديدة.
وقد أثبتت دراسة عسيلان ( 2017 ) أن ممارسـة قائدات المـدارس للمهـارات القياديـة مـن وجهـة نظـر المشـرفات جـاءت مرتفعة مما يساعد على قبول نشر نظم إدارة التعلم.
-
عوامل متعلقة بالاتجاهات الشخصية وتقبل التغيير
قام الباحث الحميري ( 2014 ) بعمل دراسة بحثية على عينة مقدارها (13025) فردا، منها (412) عضو هيئة تدريــــس من الجنســــــين بجامـــــعة تبوك و (963) معلم ومعلمة بمنـــــطقة تبوك، و (8052) مــــن طلبة الجامــــــعة، و ( 3625) من طلبة المرحلة الثانوية. وكشفت نتائج الدراسة أن اتجاهات المجتمع التعليمي بمنطقة تبوك نحو تطبيق التعلم الإلكتروني إيجابية جدا، ولا يوجد فروق دالة في اتجاهات أعضاء هيئة التدريس وفي اتجاهات المعلمين والمعلمات واتجاهات الطلاب والطالبات تعزى لمتغير النوع. مما يدل على تقبل المجتمعات لهذا التغيير.
ثانيا – العوامل التي تعيق قبول نشر هذا التغيير
ذكر ايلي ( Ely,1990 ) أن من العوامل التي تيسر تنفيذ التغيير توافر المعرفة والمهارات، وبالرجوع إلى الأبحاث والدراســــــــات التربوية حول مدى توفر مــــهارات نظم إدارة التعلم لدى أعضـــــــــــــاء الهيئة التدريســـــــية نجد أنها سلبية، كما في دراسة الخطيب ( 2012) حيث أفادت أن من معوقات استخدام نظم إدارة التعلم الإلكتروني ضعف المهارات المتعلقة بالاستخدام سواءً على مستوى الطلبة أو أعضاء هيئة التدريس، وبالتالي فيعتبر هذا العامل من المعيقات لانتشار نظم إدارة التعلم، وللتغلب عليه يجب تدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب على التعامل مع النظام وكيفية الاستفادة القصوى منه.
و من العوامل التي تعيق قبول نشر نظم إدارة التعلم من ناحية التنظيمات المدرسية ما يلي:
- نصاب المعلمين مرتفع ولا يمكن مع هذا النصاب وجود وقت للمعلم للتدريب على النظام وتؤيده دراسة ستفنسون ( Stevenson,2007).
- القاعات الدراسية معزولة.
- تكييف طرق تدريس المعلمين، حيث أن تطبيق نظام إدارة التعلم يمكن أن يؤدي في حد ذاته إلى دفع المعلمين والمدربين إلى إعادة النظر في أساليب تدريسهم.
- عدم وجود اجتماعات بين المعلمين لمناقشة التغييرات بالمدرسة بسبب أعبائهم التدريسية و الإشرافية.
- المبنى المدرسي غير مهيأ بالأدوات والتجهيزات التي تساعد على تنفيذ التغيير، ولضمان نجاح التغيير يجب تهيئة المباني الدراسية لتطبيق نظم إدارة التعلم وهذا ما توصلت له دراسة عبدالوهاب وعلي (2012 ).
- قلة الدعم.
وذكر ايلي ( Ely,1990 ) أن من العوامل التي تيسر تنفيذ التغيير توافر المصادر. وبالرجوع إلى الأبحاث والدراسات التربوية حول مدى توفر المصادر لنظام إدارة التعلم، أفادت دراسة الرويلي (2018) حول معوقات استخدام نظام إدارة التعلم الإلكتروني البلاك بورد (Blackboard) لدى طلاب كلية التربية في جامعة الملك سعود:
- نقص التدريب اللازم والخبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات.
- ضعف سرعة الإنترنت.
- الافتقار الى التشجيع والوقت.
- نقص الأجهزة.
الخلاصة
ذكر الصالح ( 1423 ) أن التغيير في اتجاهات المعلمين نحو الابتكارات التعليمية وتبنيها واستبدال الأساليب التقليدية التي دربوا عليا وألفوها أمر بالغ الصعوبة، وهذا ما أوضحته أدبيات التغيير عموما، والتغيير التربوي خصوصا، ويتطلب التغيير وقتا طويلا للعديد من الأسباب أهمها:
- المعلمون لا يرحبون بالتغيير عموما نظرا لتبعاته العملية و النفسية.
- القائمون على التغيير التربوي بالإدارة لا يهتمون بخطط تنفيذ التغيير.
- التغيير يمر بمراحل تتطلب وقتا معتبرا وجهدا مكثفا من قبل القائمين على إدارة التغيير.
ولكي يتمكن المعلمون مــن اســـــــــــتخدام التقنية بشـــــكل كامل فـي التعليم العام، ينبغي حدوث تغييرات جوهـرية في أســــــــــــاليب التدريس وتنظيم الصــف والمناهج والبنى التحتية للمباني المدرســـــــية، وأن هذه التغيرات تحدث خلال سنوات وليس أســــــــــابيع أو أشهرا، وتتطلب نموا مهنيا كبيرا لجميع المســـــــــتفيدين، ودعما فنيا وتعليميا مســــــتمرا ( Kliman,2001 ).
وش اسوي