تعريف الأسواق المالية
هو السوق الذي يمكن من خلاله الاستثمار في الأوراق المالية أو ما يُسمى بالاستثمار المالي Finance Investment، وفية تصدر الأصول المالية التي يمكن تداولها في السوق أو خارجه؛ أي إجراء عمليات البيع والشراء بين الأفراد أو المؤسسات دون اللجوء لسوق المال، فاليوم يمكن تداول الأوراق المالية على المستوى المحلي أو العالمي، والهدف منها بالنسبة للمستثمر هو الحصول على الأرباح في ظل مخاطر محدودة، وفي الغالب يوجد مستثمرون يرتادون سوقًا خاصًا أكثر من غيرهم، فمثلًا نجدهم يهتمون بسوق العملات أكثر من غيرها، وذلك يعتمد على طبيعة المستثمر ومدى قبوله للمخاطر والعوائد المحتملة لهذا النوع من الاستثمار، أما بالنسبة للدول فالأسواق المالية هي وسيلة لتحريك التجارة الدولية والاقتصاد عامة، وقد حصل تطور وتعقيد على الأسواق المالية في الثلاثة عقود الماضية من ناحية الضوابط على الصرف، وقيمة رأس المال، والمعاملات المالية العالمية، وطريقة الدفع، الأمر الذي أدى إلى تدفقات رأسمالية دولية في الأسواق المالية، بالإضافة لظهور أدوات مالية مستحدثة كسوق العملات الرقمية؛ إذ تعد الدول التي تتبنى هذا النهج من التجارة أن الأسواق المالية تدفع المجتمعات للتقدم والانفتاح.
كفاءة الأسواق المالية
تعد العلاقة التي تربط المعلومات السوقية المتاحة والقيمة السوقية للأصول المالية هي الأساس الذي يُفهم منه كفاءة السوق المالي، وللتوضيح فالقيمة السوقية في الأصل تُحدد بناءً على تقديرات العائد والمخاطرة للأصول المالية، والذي بدورهما (العائد والمخاطرة) يُقدران بحسب التوقعات المستقبلية للأصل؛ أي المعلومات الواردة؛ فالسوق المالي الكفء هو السوق الذي يعكس تمامًا المعلومات المتوفرة عن الشركة التي أصدرت الأوراق المالية (القوائم المالية، معلومات مصرح عنها، سجلات الأسعار)، بحيث تكون هذه المعلومات قد عكست القيمة السوقية لأوراقها المالية، وعليه فإن السوق الذي يوصف بالكفاءة لا يمكّن المستثمر من الحصول على عائد إضافي يتجاوز متوسط العائد المتعارف عليه، وقد قسم علماء الاقتصاد الأسواق المالية لثلاثة مستويات تبعًا لطبيعة المعلومات التي تحدد القيمة السوقية للأوراق المالية، هي كالآتي :
- السوق المالي الضعيف في كفاءته: في هذا المستوى من الأسواق المالية؛ فإن الأصول المالية تُقيم من خلال المعلومات التاريخية المتوفرة عنها، إذ يعد المختصون الماليون أن هذه المعلومات أو البيانات التاريخية غير مجدية في قدرتها على التنبؤ بالأسعار المستقبلية، هو ما يُسمى بالتحليل الفني التاريخي.
- السوق المالي المتوسط في كفاءته: في هذا المستوى من الأسواق المالية تُقيم الأصول المالية من خلال المعلومات التاريخية والمعلومات العامة المتوفرة، فالمعلومات المتاحة هي القوائم المالية كقائمة الدخل والمركز المالي، وأي مرفقات توضحها، فالأسعار في هذه الأسواق تعكسها المعلومات التاريخية والحالية.
- السوق المالي عالي الكفاءة: وهو السوق الذي تُقيّم فيه القيمة السوقية للأصول من خلال المعلومات التاريخية والمتاحة للعموم، والمعلومات الخاصة التي ما زالت غير معلنة لعموم المستثمرين.
شروط السوق المالي الكفؤ
يوصف السوق المالي بالكفاءة عندما تعكس أسعار الأوراق المالية كالأسهم مثلًا جميع المعلومات التي أتيحت للمستثمرين، وبالتالي يكون السوق المالي قد أدى الدور المرجو منه، والذي فيه لا يمكن لأي مستثمر أن يستغل معلومات أو يطلق إشاعات بهدف تحقيق عائد إضافي عن المتوسط المتعارف عليه، وفيما يأتي شروط تحقق السوق المالي الكفؤ :
- توفر الظروف التنافسية التامة بين المستثمرين أو من يدخل في هذا السوق.
- يجب أن تكون المعلومات أو البيانات المتاحة صحيحة سواء كانت بيانات مالية أو غير مالية، وكما ذكرنا فإن هذه المعلومات هي ما تصدره الشركات من قوائم مالية وميزانيات وغيرها.
- الإفصاح عن المعلومات وتوفرها في الوقت المناسب، أي بأسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة للحصول عليها، وبجب أن تتوفر لدى كافة الداخلين في السوق دون استثناء.
خصائص الأسواق المالية الكفؤة
توجد خصائص للأسواق المالية التي تتميز بأعلى درجات الكفاءة تميزها عن غيرها من الأسواق المالية التي تفتقد للكفاءة، هي كالآتي:
- السوق المالي الكفؤ يضم مستثمرين يتخذون قرارات رشيدة وعقلانية في توجهاتهم الاستثمارية، الأمر الذي يدفعهم لزيادة ثرواتهم دائمًا.
- السوق المالي الكفؤ تتوفر فيه المعلومات دون أي تكاليف إضافية للحصول عليها، سواء كانت معلومات للمقرضين أو المستثمرين، أو الجهات الإدارية في السوق، أو الجهات الحكومية الرقابية.
- السوق المالي الكفؤ يخلو من الرسوم الضريبية لعملية تداول الأوراق المالية، ولا تكاليف مفروضة على عملية التداول نفسها.
- السوق المالي الكفؤ يشمل عددًا كبيرًا من المستثمرين، وذلك لضمان عدم قدرة أي منهم التأثير على الأسعار.
- السوق المالي الكفؤ لا يتيح للمستثمر أن يحقق عائدًا كبيرًا، وإنما سيكون العائد ضمن المعدل المتعارف عليه.
- السوق المالي الكفؤ لا بد أن تتوفر فيه معلومات مبنية على عناصر إعلامية تفصح عن البيانات الحقيقية التي من شأنها أن توجه المستثمر للمفاضلة بين الفرص الاستثمارية المتنوعة، فهي ستعكس القيمة الحقيقية للأوراق المالية.
الكفاءة الاقتصادية للأسواق المالية
تكمن الكفاءة الاقتصادية للأسواق المالية في تعظيم ثروات المستثمرين، وذلك من خلال الفارق الزمني بين حصولهم على المعلومات وما ستفعله هذه المعلومات من انعكاس على الأسعار، ففي هذا الفارق يحدث فرقًا للقيمة السوقية بالزيادة أو النقصان عن قيمتها الحقيقية، وهنا تكمن حيثية فرض تكاليف المعاملات والضرائب المسموح بها نتيجة هذا الفارق في الأسعار ما بين القيمة السوقية والقيمة الحقيقية، وبالتالي فالكفاءة الاقتصادية بعكس الكفاءة الكاملة للأسواق المالية التي لا فروقات زمنية فيها بين صدور المعلومات وتغير الأسعار، فالاستجابة السعرية تكون سريعة جدًا ولا حاجة لفرض رسوم ضريبية أو تكاليف إضافية فيه .