العمل الجماعي
هل سبق وأن عملت ضمن فريق؟ لا بد أنك لاحظت بأن العمل ضمن فريق يعتمد على التعاون بصورة أساسية، وبأن أي سلوك غير جيد من أحد أفراده سيضر الفريق بأكمله، فالعمل الجماعي أو العمل ضمن فريق هو آلية عمل تعتمد على مجموعة من الموظفين يعملون معًا لتحقيق هدف واحد، وتؤتي فرق العمل ثمارها عند تغيير المحتوى الوظيفي، وعندما يمتلك أعضاء الفريق مجموعة متنوعة من المهارات، وعندما يكون لكل منهم واجبات محددة قادرين على الالتزام بها، ويُشكَّل فرق العمل بعناية لتلبية احتياجات العمل التي لا يمكن لفرد واحد تأديتها والتي تستطيع الفرق تلبيتها بكفاءة أعلى، ويُقاس آداء الفريق عادةً من خلال نتائج عمله بصورة جماعية، ويركز في العمل الجماعي على الأهداف النهائية من خلال قيام كل فرد بواجباته التي تصب بمصلحة العمل والشركة وأهدافها النهائية.
تحديات العمل الجماعي وطرق مواجهتها
يواجه أعضاء فريق العمل في العمل الجماعي العديد من التحديات، وإذا كنت صاحب عمل أي رئيس الفريق ستقع على عاتقك مهمة مواجهة هذه التحديات والحد منها، ومن أبرزها ما يلي:
- الاجتماعات غير المثمرة: تعقد الشركات الكثير من الاجتماعات لأعضاء الفرق، وقد يكون بعضها روتيني وغير مهم، فإذا كنت صاحب عمل أو رئيس فريق وأردت أن تعقد اجتماعًا عليك أن تخطط مسبقًا وتضع جدول أعمال واضح ورؤوس أقلام للمواضيع المهمة التي يجب مناقشتها وتخدم هدفك النهائي، واستخدم وقت الاجتماع بفعّالية واحرص على أن يبقى الاجتماع في المسار الصحيح وأن يركّز على الهدف.
- تفويض مهام الفعّال: يعدّ تفويض الأعمال والمهام من أبرز التحديات التي تواجه أعضاء الفريق في العمل الجماعي، ولهذا انظر أولًا لوظيفتك وانظر إلى الوظائف والمهام التي يجب أن تعطيها لأعضاء فريقك، واحرص على مطابقة المهمة مع احتياجات كل فرد في الفريق وقدراته، ولا تتردد بسؤال أعضاء الفريق عن آرائهم واطلب منهم أن يعطوك بعض الأفكار، وقدّم لهم الدعم والملاحظات والتقدير والامتنان على جهودهم وعملهم.
- التعامل مع الصدامات الشخصية: يقع أعضاء الفريق أحيانًا في مشاكل وصدامات شخصية وهذا أمر طبيعي، ولكن يجب التعامل مع هذه المشاكل على الفور، ولهذا لا تخض في تفاصيل المشاكل ولا تنخرط في لعبة إلقاء اللوم ولا على الأحداث الماضية، وإنما ركّز على المطلوب لإنشاء علاقة فعّالة ومثمرة بين أعضاء الفريق، ولتفادي هذه المشاكل حدد السلوكيات غير المقبولة بين أعضاء الفرق وحاول أن تشجع المسؤولية الفردية لكل أعضاء الفريق.
- التعامل مع الأداء الضعيف: يواجه أعضاء الفريق آداءً ضعيفًا من بعض الأعضاء ويجب أن تتعامل مع هذه المشكلة فورًا؛ لأنها ستؤثر على الدافع والحافز عند بقية الأعضاء، ولحل المشكلة تحدّث مع الشخص ذو الآداء الضعيف واطرح عليه الأسئلة بصورة تعاطفية لتفهم سبب ضعف أدائه والمشاكل التي يعاني منها، وحاول أن تستكشف الحلول معه واحرص على دعمه وتشجيعه ليتحسّن آداؤه، وضع له أهدافًا واضحًا وراقب عمله.
- بناء الثقة: الثقة من الأشياء الضرورية التي يجب أن يتحلّى بها أعضاء الفريق ، وتعد بناء الثقة واحدة من أبرز التحديات في العمل الجماعي، ودون الثقة لن يحقق فريق العمل أهدافه، ولهذا اسمح للفريق بالتوصل إلى حلول خاصة بهم واستعد للأخطاء العرضية المحتملة واعتبرها فرصة تدريب، ولبناء الثقة شجع على الانفتاح وتحمّل المسؤولية وطوّر مهارات الاستماع والتواصل المنتظم لدى أعضاء الفريق، وتذكّر أن بناء الثقة يحتاج لدعم وتشجيع متبادل.
أخطاء شائعة يقع بها فريق العمل
يقع أعضاء الفريق في العمل الجماعي بالكثير من الأخطاء، والتي عليك الحرص كقائد فريق على تنبيههم لها لتفاديها، ومن أبرزها ما يلي:
- عدم الاستماع: الاستماع النشط والفعّال من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها أعضاء الفريق، والعديد من أعضاء الفرق لا يستمعون لبعضهم بما يكفي، ولهذا تحدث بعض الثغرات وإساءة الفهم بين الأعضاء.
- قلّة الكلام: يعد التواصل الفعّال مفتاح نجاح العمل الجماعي، ولكن يضع بعض أعضاء الفريق حواجز مع الآخرين، ولهذا يجب أن توجد محادثات فعّالة داخل الفريق، ويحصل هذا الخطأ خاصة عندما يحتوي الفريق على أعضاء انطوائيين أو هادئين.
- الافتقار للتخطيط: قد يفتقر الفريق إلى القدرة الكافية على التخطيط، وهي من الأخطاء الشائعة والأشياء المهمة التي قد يغفل الفريق عنها، ولكن يجب أن يقضي أعضاء الفريق وقتًا يسيرًا في التخطيط للوصول إلى الهدف والنتيجة النهائية من العمل؛ لأن الفرق عادةً ما تدخل في العمل مباشرةً دون تخطيط الأمر الذي قد يضيع وقتهم أحيانًا.
- فشل القيادة: القيادة مهارة هامة جدًا، ويجب أن يتمتع رئيس الفريق أو مدير العمل بمهارات قيادية عالية ليستطيع إدارة الفريق بفعّالية، فالقائد هو العمود الفقري للفريق.
- الوقوع في فخ المنافسة: يقع أعضاء الفريق غالبًا بخطأ فادح وهو المنافسة، إذ يسعى كل موظف إلى إبراز مواهبه وقدراته على الأعضاء الآخرين، ولكن العمل الجماعي بحاجة للتركيز على المصلحة العامة للفريق وهدف المشروع النهائي بدلًا من المصالح الشخصية، وإن لم يفكّر جميع الأعضاء بالهدف والنتيجة النهائية لن يصل الفريق إلى نتائج إيجابية وفعّالة.
- عدم التركيز على الهدف: قد يفقد الفريق أثناء العمل الرؤية الشاملة وينسى الهدف الجماعي الأخير الذي يجب أن يركز عليه جميع الأعضاء، وقد تحدث هذه المشكلة رغم التعليمات الواضحة الموجهة لأعضاء الفريق، وقد يركّز أعضاء الفريق أحيانًا على الهدف الكبير والنهائي وينسون الأهداف الصغيرة والتفاصيل المهمة التي تؤدي للهدف النهائي.
عوامل نجاح العمل الجماعي
توجد بعض المفاتيح والعوامل المسؤولة عن نجاح فريقك في العمل، والتي يجب تعزيزها بين أفراده، ومنها:
- التواصل: آليات التواصل الفعّالة من أهم العوامل المسؤولة عن نجاح الفريق، ولهذا يجب أن تطوّر الفرق أساليب تواصل فعّالة ومثمرة بين أعضائها، ومن مؤشرات الاتصال الفعّال؛ المحادثات المثمرة والاستعداد لمراعاة أفكار وآراء الجميع والرغبة في تعزيز وتيرة التواصل وحل النزاعات بصورة فعّالة والاهتمام بعملية صنع القرار.
- التفكير الجماعي: إن لم يفكر أعضاء الفريق بصورة جماعية لن ينجحوا في هدفهم النهائي، إذ يعزز التفكير الجماعي الانسجام بين أعضاء الفريق ويؤدي إلى عمل أكثر فاعلية وإنتاج أعلى.
- التجانس: يعني التجانس مدى تشابه الأعضاء مع بعضهم البعض، وهذا العامل صعب المنال أحيانًا لأن أعضاء الفريق من ثقافات وخلفيات مختلفة، ولكن يمكن خلق انسجام وتوازن بين أعضاء الفريق، ولهذا عليك أن تأخذ كقائد فريق أوجه التشابه والاختلاف بين الأعضاء بعين الاعتبار، وأن تهتم بالفروقات التعليمية والشخصيات المختلفة والمهارات والقدرات والخلفيات الثقافية.
- تحديد الأدوار: ويعتمد ذلك على مدى قدرة الأعضاء على تولي أدوار مختلفة والقدرة على تنويع الجهود؛ لأن المهارات والمعارف المختلفة توفر قدرًا كبيرًا من القدرات اللازمة لتحقيق الأهداف النهائية، ولهذا عليك أن تتعرف على قدرات أعضاء فريقك وأنواع المهام الأنسب لكل منهم.
- حجم الفريق: يلعب حجم الفريق دورًا هامًا في نجاحه، فكلما زاد عدد أعضاء الفريق كلما زادت الموارد المتاحة والقدرات والمهارات التي تصب في مصلحة الشركة والفريق والهدف النهائي، ومع ذلك كلما زاد عدد أعضاء الفريق كلما زادت النزاعات والتحديات بينهم، ولهذا عليك أن تنظر إلى مدى الفعالية والتناغم بين أعضاء الفريق لإنجاز المهام وتحقيق أفضل النتائج.