العمل
يعد العمل من أهم الأنشطة البشرية التي يمارسها الإنسان سواء أكان ذلك المجهود عضليًا، أو عقليًا أو نفسيًا، مقابل عائد مادي على هيئة ربح أو راتب من أجل كسب لقمة العيش وتحقيق الحاجات الأساسية وإشباع الرغبات والكماليات. فهي تعد من أهم المقومات المحركة لاستمرارية الإنسان للالتزام في العمل والبحث عن فرص تطوير أدائه من خلال توفر الطاقة والمقدرة لتقدمه ونجاحه. وتنعكس الآثار الإيجابية للعمل ليس فقط على الفرد وإنما يشمل المجتمع، أي أن ما ينجزه الفرد في عمله تنعكس مخرجاته على المجتمع ككل. إضافة إلى إنتاج أشخاص منتجين مكتفين مستقلين بذاتهم ومعتمدين على أنفسهم في حال الحاجة دون اللجوء إلى الآخرين وطلب العون أو المساعدة؛ بسبب توسع الخبرات والمعارف لديهم والتفكير في استغلال طاقاتهم ومهاراتهم بالشكل الذي يوفر لهم الدخل الكريم وتحقيق الذات مع صون كرامتها.
ثقافة العمل الحر
يدعم العمل الحر الأفكار الريادية والمشاريع الصغيرة، ويساهم في زيادة الوعي بأساسيات الإعداد والتخطيط للعمل. وبهذا يتسلح الفرد بالثقافة والإبداع بعيدًا عن العمل التقليدي. فمنه تعدد الفرص الوظيفية التي تتناسب مع قدرات وإمكانية الفرد وبالتالي بناء الثقة بالذات والتسلح بالتجربة الثرية بالنصائح والمعلومات.ونشرت الإحصائيات بأن هناك حوالي 15 مليون مواطن في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بمزاولة العمل الحر، وفي الوقت الحالي بدأت ثقافة العمل الحر بالانتشار في الوطن العربي من خلال ظهور عدد من مواقع العمل الحر مثل موقع مستقل، وخمسات، واستخدامهم لمواقع أجنبية مثل موقع الأب ويرك (Upwork) والفري لانسر (Freelancer).
يُعرّف العمل الحر على أنه مجموعة الأعمال التي تدار من قبل أشخاص يعملون ضمن حساباتهم الشخصية ويسمّون بالمستقلين. ففكرة العمل الحر ليست جديدة بل قديمة بِقِدم الإنسان، إلا أنه كان بمسمّيات ومهن حرفية بسيطة مثل أن يكون العامل الحر مزارعًا، أو راعي غنم أو حكواتي. ويأتي العمل الحر بصورتين، الأولى يكون متكئًا على مبلغ من المال (رأس مال) مثل الالتزام بوظيفة معينة لفترة من الوقت، ومن ثم الاستقالة منها وتأسيس مشروع خاص اعتمادًا على الأرباح المكتسبة من الوظيفة المتروكة، والثانية متكئة على المهارات والمواهب مثل الكتابة والتصميم. ونتيجة لذلك، فالعمل الحر مقسم إلى نوعين، الأول عمل مستقل كامل؛ أي أن العامل معتمد عليه اعتمادًا كاملًا أساسيًا ومطلقًا، والثاني عمل مستقل جزئي، أي أن العامل معتمد عليه كوظيفة إضافية إلى جانب الوظيفة الأساسية. وظيفته الصباحية.
مجالات العمل الحر
تتنوع مجالات العمل الحر لتغطي كافة المهن قدر الإمكان، ومنها ما يلي:
- برمجة وتطوير المواقع: ويتخصص فيها المبرمجون، ومطورو الويب، أو مَن هم على دراية بلغات البرمجة، ويختلف العائد المادي اعتمادًا على المهارة والابتكار.
- التصميم بأنواعه المتعددة: يشمل تصميم الشعارات، الأشكال وتصميمات الفوتوشوب، فمجال التصميم يدخل ضمن المنافسات العالمية.
- كتابة المقالات: تتميز بتحقيق عائد مادي ممتاز في حال تحقيق الاحترافية والتميز في الكتابة وخاصة باللغة الإنجليزية، وكلما ظهرت المقالة ضمن نتائج البحث الأولى، كان العائد المادي أكبر.
- ترجمة المقالات: مثل ترجمة الملفات والوثائق وتختلف الأسعار من لغة إلى أخرى بناء على عدد المترجمين.
- المحاسبة: من خلال العمل في قسم الحسابات لأي مشروع من حيث التكلفة والأرباح وغيرها من الأمور المالية المحققة نجاح المشروع وتميزه، فمجال المحاسبة من أكثر الأعمال الحرة المطلوبة لدى سوق العمل الحر.
- مجال الرسومات التوضيحية: ويتمثل في مهارة الرسم واستخدام التقنيات المختلفة الخاصة بالرسم، إذ تبلغ نسبة العاملين في هذا المجال حوالي 19.9% لما لها من فرصة ترويج المنتجات للكثير من المؤسسات وبخاصة مدارس الأطفال والحضانات.
آثار العمل الحر
يعد العمل الحر من الوظائف الدارجة في القرن الحالي؛ لتحرره من القيود مثل إمكانية العمل ليلًا أو نهارًا دون تحديد ساعات معينة، في أي مكان دون شروط كالحديقة، أو المنزل، فهو من اسمه يكون الشخص حرًا، فلا يوجد تعليمات ولا قوانين ولا حتى تبعية لأية مؤسسة. وينتج عنه العديد من الآثار والنتائج الإيجابية والسلبية.
آثار العمل الحر الإيجابية
للعمل الحر العديد من الميزات الإيجابية، وهي كالآتي:
- التحرر من القوانين والأنظمة كالروتين اليومي ورتابة مهام الوظيفة.
- الربح المادي غير معروف أو محدد بقيمة معينة مثل الوظائف الأخرى.
- إمكانية النجاح في وقت قصير اعتمادًا على مدى اجتهاد الفرد وابتكاره.
- تسليم المهمات اعتمادًا على اختيار الفرد وضمن الوقت المناسب له في العادة.
- اختيار المجال الذي يرغب الفرد في العمل فيه بغض النظر عن مجال دراسته مثل الوظيفة التقليدية.
آثار سلبية
رغم الخدمات التي تُنتج من العمل الحر، إلا أن له العديد من السلبيات، يمكن حصرها في الآتي:
- الحرمان من الامتيازات التي تقدمها الوظيفة العادية مثل التأمين، والعطلات والإجازات الرسمية كالإجازة المرضية، الأمومة وغيرها.
- الالتزام بتكاليف التشغيل مثل رسوم الاشتراك بالإنترنت، فواتير الكهرباء وغيرها بالشكل الذي يجعل الفرد يحمل على عاتقه مسؤولية نفقات إضافية مع احتمالية عدم توفر دخل مستقل يغطي تلك التكاليف.
- صعوبة تنظيم الوقت بسبب الأعباء الإضافية التي يتحملها الفرد، مع صعوبة تحديد أوقات الراحة.
نصائح لمبتدئي العمل الحر
ينصح خبراء العمل الحر بالتأني والصبر الشديدن مع لفت الانتباه للنصائح التالية من أجل تحقيق النجاح والدخل الممتاز:
- عدم استبدال وظيفة بأخرى: أي عدم ترك الوظيفة الحالية مع أجل ممارسة وتجربة وظائف العمل الحر، فوظائفه تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت من أجل تحقيق مصدر دخل جيد.
- مرافقة ذوي الخبرة: رفقة ذوي الخبرة بمجال العمل الحر يتيح فرصة الحصول على عمل جيد بسرعة أكبر، ويمكن التعرف عليهم من خلال مشاركة المؤتمرات والندوات المشاركين فيها، أو الانضمام إلى مجموعات التواصل الاجتماعي، فتجاربهم ونصائحهم من أهم الدروس المهمة للتعلم من أخطائهم وتجاوزها.
- تطوير المهارات: يظن المبتدئون أن نجاحهم مرتبط بالحصول على مهارات معينة وبها تزيد إنتاجيتهم، إلا أنه يحبذ تطوير المهارات الموجودة فمن خلالها يمكن الحصول على المال من خلال تحديثها بحسب احتياج السوق، بدلًا من البدء من الصفر.
- الخوف من الرفض: ينتاب الجميع فكرة الخوف من الرفض خلال تقديم الطلبات للخدمات، وهذا شيئ بديهي لأي مبتدئ في أي مجال، ومع الوقت تزداد فرصة القبول نتيجة زيادة الخبرات والمهارات.
- استهداف العملاء: يُنصح بتقديم العروض وطلب التوظيف للمؤسسات الصغيرة فمن خلالها يمكن أن تكون خدماتهم سندًا لقيام هذه المؤسسات وتطورها.