مفهوم التسويق
هل ترغب في إقناع زبونكَ لاختيار الخدمة التي ستُقدمه له أو السِلعة التي يُريد عوضًا عن منافسيك أو ممن يقدمون ذات السلعة أو الخدمة؟.
إنّ مفهوم التسويق يعني إنشاءكَ لسلعة أو خدمة، واستهداف الزبائن المُحتملين لها، والترويج لها وبيعها خلال قنوات بيع مُعينة، فإذا كان هدفك بيع المزيد من السِلع أو الخدمات فالتسويق هو الطريق لتحقيق ذلك، وكل طريقة تستخدمها في سبيل إقناع المستهلكين بالخدمة التي تُقدمها أو السلعة التي تصنها تُعّد تسويقًا، سواء كان بترويجها بالإعلانات أو طريقة بيع المنتج وعرضه أو بالقسائم والجوائز أو عن طريق وسائل التواصل جميعها تندرج تحت مُسمى التسويق.
قبل بيع المنتج للجمهور؛ يجب أن تمر سلعتك بعدة مراحل للتأكد من جاهزيتها قبل عرضها ولضمان جودة السلعة المُقدمة ونجاحها، وتلك المراحل هي:
- الفكرة: أي مشروع يبدأ بفكرة الخدمة أو السلعة التي تنوي بيعها للزبائن، وعليه ينبغي التجهيز والتفكير بالسلعة والخيارات المُتاحة لبيعها وكيفية تعبئتها وبيعها للمستهلك.
- البحث والاختبار: قبل عرض المنتج النهائي للمستهلك، حاول إجراء بحوث واختبارات تسويقية للمنتج، وغالبًا ما تكون تلك مهمة قسم التسويق في الشركة أو المنشأة، تستطلع مجموعات التسويق اهتمام المستهلكين وتحسين المنتج ووضع سعر مناسب له، وقد يُساعدكَ البحث عن منافسيك لتحديد السعر، والشكل النهائي للمنتج أو السلعة أو الخدمة التي تنوي تقديمها.
- الإعلان: يُساعدكَ بحثك السابق لإيجاد طريقة إعلان مُناسبة للمنتج، ووضع استراتيجية مُعينة للتسويق وإنشاء حملة تسويقية للمنتج، تشمل الحملة الإعلانية العديد من الطرق لتسويق المنتج، والأفضل تحديد معايير مرجعية، لتحديد فعالية تلك الحملة في تسويق المنتج.
- البيع: حاول تحديد أماكن وطرق بيع سلعتك أو خدمتك، إذا كمت ترغب بالبيع المُباشر أو البيع لوسطاء بيع الجملة أو حتى البيع عن طريق الإنترنت، فقد تكون السلعة التي تنوي بيعها محلية أو على نطاق أوسع لتصل للعالمية، فاختيارك لطريقة البيع تُحدد من هم المستهلكين لها ووقت الشراء وكيفية الشراء.
خصائص التسويق
للتسويق عدة خصائص واستراتيجيات للباحث عنها، فإذا رغبت تعلّم المزيد عن هذا العلم أو رغبت بتسويق منتجك أو خدمتك لشركة أنشأتها حديثًا أو حتى لتحسين المُخرجات والعائد المادي لشركتك؛ إليكَ أهم خصائص التسويق لمُساعدتكَ في ذلك
- توجّه العملاء: حتى يبقى العمل ضمن مساره الصحيح، حاول توجيه العمل لإرضاء العملاء ورغباتهم في الأساس وخلق الأنشطة التجارية التي من شأنها توفي خدمات تُرضي ذوق العملاء المُستهدفين لسلعتك أو خدمتك، ويجب تطبيق هذا الأساس على جميع القرارات التسويقية حتى يُصبح المُستهلك هو الدليل في إدارة الأعمال في المنشأة.
- البحوث التسويقية: يجب تخصيص أبحاث دورية مواكبة لحاجة السوق والعملاء المُتغيرة عدا عن الحاجة للإبداع والابتكار في تطوير المنتجات إلا أنّ البحوث هي الأساس لمواكبة سوق العمل، وعلى البحوث أن تُجيب عن بعض الأسئلة، منها؛ ما هي المنتجات أو الخدمات التي نُقدمها وما هو عملنا؟، من هم عملائنا؟، ما الذي يرغب به عملائنا؟، كيفية توزيع المنتجات؟، وكيف نستطيع التواصل أكثر مع عملائنا؟.
- التخطيط للتسويق: ينبغي تحديد أهداف وسياسات التسويق بدقة، بحيث تكون الأهداف العامة للشركة كسب الأرباح من خلال إرضاء العملاء، فالتخطيط التسويقي يُساعد في خلق فلسفة أنظمة الأعمال، ويعمل كدليل لجهود الشركة.
- التسويق المتكامل: بعد وضع الأهداف التنظيمية للمؤسسة أو للشركة، ينبغي مواكبة تلك الأهداف مع أهداف العاملين في الشركة، بتشغيلهم بوحدات مُنظمة لتحقيق الأهداف.
- رضاء الزبائن: وهو الهدف الرئيسي لزيادة الربح على المدى البعيد من خلال إرضاء رغبة العملاء بالمنتجات.
أنواع التسويق
تختلف أنواع التسويق بتنوّع السِلع واختلاف أذواق البشر واحتياجاتهم، لذا كان من الضروري إيجاد طُرق مُختلفة لتصل السلعة أو الخدمة لأكبر عدد من المتسوقين، فبعض الطرق التقليدية للتسويق لا تجدي نفعًا مع الجيل الحديث أو جيل الشباب، والسبب يعود لاختلاف الوسائل المستخدمة لإيجاد المعلومة، على سبيل المِثال؛ كانت الجرائد أو إعلانات التلفاز هي إحدى أنجع الطرق لتسويق منتجًا مُعينًا في السابق، لكن في وقتنا الحالي يستخدم الشباب والكبار والصغار على حدٍ سواء وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في تقصي المعلومات والأخبار، ومن أساليب التسويق المُختلفة:
- التسويق التأثيري أو المؤثر: وهو اختيار أحد المشاهير أو المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للتحدث عن سِلعة أو خدمة وتجاربهم باستخدامها، فتلك الشخصيات لها تأثير كبير على متابعيهم.
- التسويق عن طريق العلاقات: ويهدف هذا النوع لإنشاء قاعدة بيانات، لاستهداف المتسوقين الدائمين في برنامج ولاء طويل الأمد للشركة وللمنتج أو الخدمة التي تُقدمها الشركة.
- التسويق الفيروسي: والاسم يأتي من الفايروس وطرق انتقاله بين البشر، فهي طريقة تعتمد على تمرير الرسالة التسويقية بين الناس كما ينتقل الفايروس بالعدوى من شخص لآخر.
- تسويق المنتجات الآمنة على البيئة: وهي طريقة في التسويق تعتمد على تسويق المنتج على أنّه آمن على البيئة، قد تكون المواد المُستخدمة في التغليف أو المواد المصنوع منها المنتج أو بعرض المنتج بتأثيره السلبي القليل على البيئة.
- التسويق باستخدام الكلمات المُفتاحية أو الرئيسية: وهي وضع رسالة تسويقية للمستخدمين تظهر عند بحثهم عن كلمة مُعينة أو كلمة مُفتاحية، تكمن ميزة هذه الطريقة التسويقية بإيصال الرسالة الصحيحة بالوقت المناسب للأشخاص المُستهدفين لشراء المنتج.
- تسويق العصابات: وهي طريقة غير تقليدية في مفهومها، تهدف للحصول على أقصى النتائج بأقلّ التكاليف أدنى حد من الموارد.
استراتيجيات التسويق الناجحة
نمو الأعمال وازدهارها ليس بالأمر الهين أو السهل، بل إنّه بحاجة للعمل الجاد وإنتاج سلع أو خدمات ذات جودة عالية وتسويقها بوسائل وطرق عديدة للحصول على النتائج المرجوة، وقد يكون تسويق منتجك أو سلعتك يحتاج لميزانية عالية وفي بعض الأوقات تهلك كاهل الشركة، لكنه أمر لا بدّ منه لتسويق منتجك وإيصاله لأكبر قدر من المستهلكين المستهدفين، ولتحقيق هذه الغاية، إليكَ بعض الاستراتيجيات التي تُمكنك من تسويق منتجاتك بتكاليف أقلّ، وتحقيق أكبر قدر من المربح:
- ضع هدفًا وميزانية: فكل مشروع يجب أن يهدف لأمر ويكون له ميزانية مُحددة سابقًا خاصةً للمشاريع الصغيرة والناشئة، فإذا لم تضع ميزانية مُخصصة للتسويق قد يعني الوقوع في المشكلات مستقبلًا، وقد يصعب تحديد إذا ما نجحت الخطة التسويقية أم لم تنجح.
- اصنع تأثيرك: أنجَح حملات التسويق ما يُساعدك في تحقيق أعلى عائد استثماري، ومن أفضل حملات التسويق في الوقت الحالي وأنجحها ما يعتمد على المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، خاصًة إذا ما اخترت الشخص الصحيح والتوقيت الصحيح لتسويق منتجك عن طريقه، والأفضل التركيز على قناة تلو الأُخرى من قنوات التواصل الإجتماعي في كل مرة فالتشعّب والتنقل بين القنوات لن يُتيح لك الفرصة بإعطاء الحملة حقها في كل قناة على حدى.
- ابنِ علاقات عبر البريد الإلكتروني: فقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في التسويق حيث أنّ 59% من جهات التسويق تتبعها، عليك أن تجذب المتصفحين لزيارة الموقع الإلكتروني الخاص بك وانشئ عروض اشتراك متعددة واستخدم بعض النماذج المنبثقة للبريد الإلكتروني وقد يُفيد إضافة دعوة للاشتراك ولتوقيع اتفاقية العمل وإضافة توقيع إلكتروني مُعتمد لاتخاذ الإجراءات المُناسبة.
- اصنع مدونة: فهي واحدة من أنجح الطرق التسويقية إذا ما كتبت باحتراف إلا أنّ عليك تقديم الجودة عن الكمية وتطوير استراتيجية عرض مناسبة قبل البدء بالكتابة بالمدونة مع محتوى دائم ومستمر.
- ابحث عن المنافسين لك من ذات الاختصاص: فقد يُفيدك إجراء بعض التغيرات لتكون المنافسة أفضل، فقد لا تستطيع وسم منتجك على الإنترنت بذات الوسم الذي وضعه أحد منافسيك الكبار في ذات المجال، جرب بأن تختار وسم له علاقة مُباشرة تصل المستخدمين لمنتجك ويختلف عن الوسم الذي اختاره منافسك.
- ركّز على شرح محتوى منتجك: الأفضل أن تُحيط المستهلك بجميع المعلومات التي يحتاجها عن المنتج أكثر من التركيز على عملية البيع فقط، فالمستهلك يرغب بمعرفة جميع المعلومات المُتعلقة بالمنتج قبل الشراء، وقد يكون إخفاء الحقائق أو الضبابية بالإعلان عن المنتج ليس بصالحك وهو السبب وراء تدهور وضع بعض الشركات الصغيرة وتراجع مبيعاتها.
- ابحث واستمع وتعلّم: يجب أن تعي حاجات المستهلك الذي تسعى له لتحقيق متطلباته، وقد يُفيد إنشاء استبيان لمعرفة جميع المعلومات التي تُهمك، حدد هدفك من الاستبيان وحدد وقتًا معينًا له كما ويجب أن تُحدد من هم الأشخاص الذين ترغب بأدائهم للاستطلاع واستخدم وسائل مُناسبة لتُساعدك في جمع البيانات وتحليلها بدقة.
- الاهتمام بالصفحة الرئيسية للموقع: فالتركيز عليها إحدى الاستراتيجيات الناجحة للمشاريع الصغيرة أو الناشئة، يجب على الصفحة أن تحتوي على خيار اتخاذ إجراء واحد وعدم تشتيت القارء بعدة خيارات فنسبة النجاح قد تصل إلى 100%.
- اكسب ثقة المستهلكين: كأن تتبنى حملة خيرية باسم شركتك ومنتجاتك لمساعدة الأقل حظًا أو الأيتام وما إلى ذلك، فتلك الطريقة تبني الثقة بين المستهلكين وبين شركتك، فالكثير من الشركات تفتقد لثقة المستهلك في الوقت الحالي.
- احتفظ بعملائك الأوليين: قد يكون الأمر صعبًا في البداية لكن مع تحقيق رضاء المستهلك يكون الاحتفاظ وتحقيق الأرباح من العملاء السابقين أفضل وأنجح من البحث عن عملاء جُدد.
- ابحث عن شراكات مُحتملة مع شركات أو شُركاء جُدد: خلال بحثك كُن صريحًا فيما يتعلق بشركتك والخدمات والسِلع التي تُقدمها وقد يُفيد أن تسأل الأسئلة الصحيحة عن الشركاء المُحتملين لشركتك، وركّز على الشركات التي فيها منفعة مُشتركة للطرفين.
- اعرض استشارات مجانية: ركّز من خلالها على خدمة العملاء وأسألهم أسئلة مُباشرة عن استفساراتهم وأظهر لهم رغبتك بالمساعدة وبالإجابة عن جميع أسألتهم.
أكثر المسوقين نجاحًا حول العالم
تتحرك وتيرة صناعة التسويق بسرعة كبيرة حول العالم وقد لا تستطيع مواكبتها في جميع الأوقات، فإذا بأن تكون مُسوّقًا مُحترف مُلمًا بخفايا الحِرفة، حاول مواكبة السوق ومتطلباته وتجربة أفكار جديدة ومناقشة الآخرين من أهل الخبرة للاستفادة من علمهم وخبراتهم. ومن أفضل المسوقين حول العالم الذين يُسطرون خبراتهم ليستفيد منها العديد من الناس حول العالم ما يلي:
- سيث غودين: وهو من أبرز المسوّقين المُلمين بأساليب التسويق الحديثة في عصر المعلومات الرقمية والإنترنت ويجدر بالذكر بأن مدونته الخاصة من أكثر المدونات التي يرجع لها المسوقين في العالم أجمع.
- غاري فاينرتشوك: وهو ليس مجرد مسوّق، لكنّه تمكن من بناء عمل كبير بفترة قصيرة بعد تخرجه من الجامعة ورفع من قيمة شركة أبيه من 3 ملايين إلى 60 مليون دولار في فترة 5 سنوات تقريبًا وهو مُقدم لبرامج تلفزيونية ويمكتلك موقعًا خاصًا به على الإنترنت.
- نيل باتل: وهو كاتب ومؤلّف ورجل أعمال ومسوّق، أنشأ أول موقع إلكتروني خاص به في عمر السادس عشر، وشركة تسويق بعدها بسنوات، يُساعد الآن كُبرى الشركات في العالم في تسويق منتجاتها كما يُرحب بمساعدة الشركات الصغيرة والناشئة.
- لاري كيم: أنشأ كُبرى شركات التسويق عام 2007، تُقدّم الشركة خدمات تسويق إلكترونية من خلال إدارته لفريق من المهندسين والمُسوقيين لتطوير وبيع برامج التسويق عبر مُحركات البحث المُختلفة.
- جون لومر: بدأ عمله عام 2011 لمُساعدة الشركات على تحقيق أقصى قدر من التواصل الاجتماعي ليُحدث فرقًا كبيرًا في مبيعاتهم، خلال فترة تزيد عن عام بقليل أنشأ نشاطًا تجاريًا على الإنترنت وحقق ما يزيد عن أربعة ملايين مُشاهدة لصفحته، بعدها بعامين أصبح من أكثر 10 أشخاص مؤثرين في العالم بمدونته.
- براين دين: وهو رائد أعمال مُحترف بتطوير مُحركات البحث وزيادة زيارات المُشاهدين المُستهدفين لسلعة مُعينة عبر مُحرك البحث.