تعرف عليها: طرق زيادة رأس المال للشركات المساهمة
لا شكّ أن جميع الشركات تحتاج إلى زيادة رأس مالها وزيادة تمويلها الخارجي لتوسيع أعمالها أو إنشاء أعمال والتربع على عرش الأسواق ولتكون منافسًا قويًا، وتكون زيادة رأس المال إما بالبحث عن مقرضين أو من خلال مستثمرين خارجيين، وعلى الرغم من اختلاف أنواع الشركات إلا أن طرق زيادة رأس المال واحدة في جميعها، وفيما يلي مجموعة من المصادر المتاحة لزيادة رأس مال الشركات المساهمة:
الأرباح المحتجزة
يُعرف صافي الدخل المتبقي بعد دفع النفقات والالتزامات المختلفة بالأرباح المحتجزة للشركة، فهدف الشركات هو كسب الأرباح، وذلك من خلال بيع منتج أو خدمة بتكلفة تفوق تكلفة إنتاجها، وشحنها وتخزينها، وهذه هي الطريقة الأساسية لزيادة رأس المال لجميع الشركات ومنها الشركات المساهمة، ويمكن استخدام هذه الأموال للاستثمار في المشاريع وتنمية الأعمال التجارية من أجل مضاعفة الأرباح، ولكن غالبًا ما تُخصص هذه الأرباح لمكافأة المساهمين في الشركة على شكل مدفوعات أرباح أو إعادة شراء الأسهم، ويعود السبب في ذلك إلى أن جمع رأس المال من المستثمرين الخارجيين أقل تكلفة بالنسبة للشركة، ويمكن من خلال حوافز المساهمين أن يتم جذب المزيد من المستثمرين الذين سيكونون أكثر فاعلية ومردودًا للشركة.
رأس المال المدين
يمكن للشركات اقتراض الأموال مثلما تستطيع أنت كفرد اقتراض مبلغ مالي، ويكون ذلك من خلال القروض المصرفية، أو قد يكون علنًا من خلال إصدار الديون، وتُعرف إصدارات الديون هذه باسم سندات الشركات، إذ تتيح تلك السندات لعدد كبير من المستثمرين أن يصبحوا مُقرضين أو دائنين للشركة، الأمر الذي يزيد من رأس مالها، فيستوجب اقتراض المال لدفع أصل الدين والفائدة للمُقرضين، وعدم دفع الفائدة أو سداد أصل الدين يؤدي إلى الإفلاس، لكن الفائدة المدفوعة على الدين عادة ما تكون معفاة من الضرائب للشركة، وحتى لو كان هنالك فوائد فإنها بالطبع أقل تكلفة من تكلفة مصادر رأس المال الأخرى.
بيع الأسهم
يمكن للشركة زيادة رأس مالها ببيع حصص الملكية على شكل أسهم للمستثمرين الذين يصبحون مساهمين فيها، وتُعرف هذه العملية باسم تمويل الأسهم، وتفيد هذه الطريقة في أن المستثمرين لا يطالبون بتسديد مدفوعات الفائدة كما يفعل حاملو السندات، وبالتالي يمكن زيادة رأس المال للشركات المساهمة، حتى لو لم تحقق الشركة الأرباح، فالفكرة الرئيسية هنا هو أن الأرباح المستقبلية يجب تقسيمها بين جميع المساهمين حتى الجدد منهم الذين اشترو الأسهم مؤخرًا لزيادة رأس مال الشركة المساهمة، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع المساهمون في حقوق ملكية الشركة بحقوق التصويت، الأمر الذي يعني أن الشركة تخسر بعضًا سيطرتها على الملكية كلما باعت المزيد من أسهمها، ويُعد رأس مال الأسهم من أغلى أشكال زيادة رأس المال بالنسبة للشركة المساهمة، ولا يُعفى من الضرائب كالدين.
الآثار المترتبة على زيادة رأس المال للشركات المساهمة
تجذب الشركة المساهمة عناصر تساعد في زيادة رأس مالها، الأمر الذي يساعد في تلبية الاحتياجات المالية والإدارية المتنامية للشركات المساهمة، وقد تكون الآثار المترتبة على زيادة رأس المال للشركات المساهمة إيجابية أو سلبية، تبعًا لوضع الشركة نفسها، وفيما يلي نذكر لك الآثار الإيجابية والسلبية التي تترتب على زيادة رأس مال الشركات المساهمة:
- الآثار الإيجابية المترتبة على زيادة رأس المال للشركات المساهمة: هناك العديد من الميزات التي تكتسبها الشركات إثر زيادتها لرأس المال، فعلى الرغم من التخفيف المحتمل للأسهم أي انخفاض سعره، يمكن أن تكون الزيادات في مخزون رأس المال مفيدة لمستثمري الشركة في النهاية، فالزيادات التي جُمعت عن طريق بيع أسهم إضافية يمكن أن تموّل مشاريع الشركة فتزيد من نموها، وإذا استثمرت الشركة رأس المال الإضافي بنجاح، فإن المكاسب النهائية في سعر الأسهم بالإضافة إلى توزيعات الأرباح التي حققها المستثمرون قد تكون أكثر من كافية للتعويض عن نقصان سعر أسهمهم الذي حصل أولًا.
- الآثار السلبية المترتبة على زيادة رأس المال للشركات المساهمة: قد تؤثر زيادة رأس المال للشركات المساهمة في إجمالي مخزون رأس المال سلبًا على المساهمين الحاليين؛ وذلك نظرًا لدورها المعتاد في تخفيف الأسهم، أيّ أن كل سهم موجود يمثل نسبة أقل من الملكية، مما يجعل الأسهم أقل قيمة، فكلما زاد عدد الأسهم انخفضت قيمة كل منها، ونظرًا لتقسيم أرباح الشركة على العدد الجديد والأكبر من الأسهم لتحديد أرباح الشركة لكل سهم ستنخفض قيمة الأسهم وستنخفض مكانة الشركة في سوق الأسهم؛ ولهذا يشعر المستثمرون والمحللون بالقلق إذا بدأت الشركة باستمرار عرض أسهم إضافية للبيع من أجل زيادة رأس مالها، إذ يشير هذا الأمر إلى أن الشركة تواجه صعوبة في الحفاظ على النسبة المالية لإيراداتها الحالية وأنها في حاجة دائمة إلى تمويل إضافي.
ما أسباب زيادة رأس المال للشركات المساهمة؟
كقاعدة عامة، يمكن زيادة رأس مال الشركات المساهمة العامة في أي وقت، إلّا أن القرار بشأن زيادة رأس المال لا يُتخذ إلا من قبل المساهمين أنفسهم، لأنه من المفترض أن يتحملوا بعض الالتزامات المالية لمواجهة زيادة رأس المال، ويُحدد القرار مقدار الزيادة وقيمة الإصدار للأسهم الجديدة، مما يعني ضرورة إطلاع المساهمين على أسباب ومبررات الزيادة قبل أخذ هذا القرار، وغالبًا ما يُتخذ قرار زيادة رأس المال الشركات المساهمة لأسباب تتعلق بالصعوبات العملية التي تواجه الشركة نفسها أو المساهمين أو قد تكون لأسباب تتعلق ببعض المشاريع الجارية التي حظيت بالخسارة والفشل بدلاً من تحقيق الربح والنجاح، كما يمكن للشركة أن تزيد من رأس مالها بهدف تعزيز كفاية رأس المال لديها،ولكن لا تزيد الشركة المساهمة رأس مالها لدرء الخطر أو الخسارة التي تتكبدها وإنما يمكن أن تسعى الشركات لزيادة رؤوس أموالها للقيام بمشاريع جديدة أو لتطوير مشاريعها الحالية، أو لتوسيع أعمالها في الأسواق وإبعاد المنافسين، كما يمكن أن تستثمر الشركات من خلال رأس المال الجديد بمجالي البحث والتطوير وبالتالي يمكن أن تزيد الشركات المساهمة رأس مالها لتنمو وليس فقط لتنجو من خسارة ما.
قد يُهِمُّكَ: ما هي الأسهم، وكيف تُصبح الشركات مُساهمة؟
السهم بمثابة استثمار، فعندما تشتري سهمًا لأي شركة، فأنت تمتلك جزءًا صغيرًا منها، وحصتك فيها ليست كامل ما اشتريت، بل جزءًا منها، ويُسمى سهم، فيشتري المستثمرون الأسهم في الشركات التي يعتقدون أنها ناجحة وسترتفع قيمتها، فإذا أصابت توقعاتهم، تزداد أموالهم بزيادة قيمة أسهم الشركة، ويمكن تعريف الأسهم بأنها أوراق مالية تمثل حصة ملكية في الشركة، وبالنسبة للشركات فإن إصدار الأسهم تعد وسيلة لجمع الأموال والتي تساهم في النمو والتطور والاستثمار في أعمالها، أمّا بالنسبة للمستثمرين فتعدّ الأسهم وسيلة لتنمية أموالهم وتجاوز التضخم بمرور الوقت، وعندما تمتلك أسهمًا في شركة ما، إذ يُطلق عليك اسم مساهم لأنك تُشارك في أرباح الشركة.
ولكن كيف تصبح الشركات مساهمة؟، في الحقيقة تبيع الشركات العامة أسهمها من خلال بورصة معينة، مثل بورصة ناسداك أو بورصة نيويورك، كما يمكن للمستثمرين شراء وبيع هذه الأسهم فيما بينهم من خلال سماسرة البورصة، إذ تتّبع تلك البورصات قانون العرض والطلب لأسهم كل شركة، الأمر الذي يؤثر مباشرةً على سعر السهم، فتتقلب أسعار الأسهم على مدار اليوم، لكن المستثمرين الذين يمتلكون الأسهم يأملون في زيادة قيمة السهم بمرور الوقت، ومع ذلك قد تفقد الشركات قيمتها أو تتوقف عن العمل تمامًا، وعندما يحدث ذلك، فإن مستثمري الأسهم يخسرون كل أو جزء من استثماراتهم، ولهذا إن كنت مستثمرًا فعليك توزيع أموالك، وشراء الأسهم في العديد من الشركات المختلفة بدلاً من التركيز على شركة واحدة فقط تجنبًا للخسارة الكبيرة.