المزاج الإيجابي في العمل
تقود المشاعر السلبية التي تسيطر عليك مثل الاكتئاب والحزن والقلق إلى خسائر عديدة، وقد تكون هذه الخسائر جسدية أو خسائر نفسية، إلا أنّ المشاعر الإيجابية مثل الفرح والامتنان والرضا تؤثر عليك بشكل معاكس، إذ إنّ الأشخاص الذين يشعرون بالمشاعر الإيجابية يكونون أفضل حالًا من الأشخاص الذين تسيطر عليهم المشاعر السلبية سواء أكانوا في المنزل أو في العمل، وفي بيئة العمل فإن الأمر يحتاج منك إلى انتباه ودراسة أكثر، إذ تنعكس مشاعرك على إنتاجيتك في الوظيفة وعلى رضاك الوظيفي أيضًا، ويمكن أنّ تتسبب بخسرانك لوظيفتك، كما يمكن أن تؤثر على ترقيتك في عملك، وفي هذا المقال سنضع بين يديك كل ما تحتاجه لكيفية تحسين مزاجك في العمل.
طرق تحسّن بها من مزاجك في العمل على الفور
قد تمر بضائقة نفسية وبمزاج سيئ نتيجة لخلاف مع مديرك أو أحد زملائك في العمل، أو نتيجة الضغط في العمل من قِبل مديرك، إذ تتعدد الأسباب التي تجعلك تشعر بمزاج سيئ، فإذا كُنت تبحث عن طرق بسيطة لتحسين مزاجك، فأنتَ في المكان المناسب، إذ سنقدم لك مجموعة من الطرق البسيطة التي ستُحسن مزاجك في العمل وهي كالآتي:
- احرص على تزيين مكتبك، فإذا قمت بتزيين مكتبك بطريقة جميلة، فإن ذلك سيساعد على تحسين مزاجك كثيرًا، إذ إن الموظفين الذين يصممون مكاتبهم بطريقة جميلة أفادوا بأن مزاجهم تحسن بنسبة تصل إلى 40% عن السابق، لذا عليك ألا تتردد في ذلك، كما عليك ألّا تنفق كل ما تملك على ذلك، فقط حدد مبلغ معين لذلك ضمن المعقول.
- استمتع باستراحة الغداء الخاصة بك، إذ يمكنك القيام ببعض الأمور التي من شأنها أنّ تحسن مزاجك خلال استراحة الغداء، فعلى سبيل المثال؛ اقرأ كتابًا تحبه أو شاهد حلقة من برنامجك المفضل أو تناول القهوة مع صديقك المفضل، كما يمكنك أيضًا تناول غدائك بمكان تفضله بعيدًا عن المكتب.
- اضحك، إذ إنّ الضحك يساعد على تحسين مزاجك ويقلل من التوتر لديك، فهو أفضل دواء للاكتئاب، وإذا لم تجد من تشاركه الضحك، يمكنك أخذ استراحة قصيرة لمشاهدة بعض المقاطع المضحكة على اليوتيوب.
- تناول الطعام الصحي، إذ إنّ الجوع من شأنه أن يظهر مشاعرك السلبية، لذا حافظ على تناول الطعام الصحي والأطعمة التي تحسن المزاج مثل؛ الموز والحبوب والمكسرات بالإضافة إلى الشوكولاتة الداكنة، كما حاول أن تحافظ على شرب كميات وفيرة من الماء.
- احرص على تحقيق التوازن بين عملك وحياتك الشخصية، ولا تسمح لضغوط العمل بالتسرب إلى حياتك الشخصية وإفساد مزاجك، فعند وصولك إلى منزلك بعد العمل احرص على إغلاق بريدك الإلكتروني وفصل كل ما يتعلق بالعمل عن منزلك.
فوائد التحلّي بمزاج إيجابي في العمل
إنَّ التحلّي بالمزاج الإيجابي في عملك سينعكس على سلوكياتك وعلى الأعمال التي تقوم بها بوضوح، إذ إنّ المزاج الإيجابي في بيئة العمل يعود عليك بفوائد قيمة في محيط عملك، وسنقدم لك مجموعة من الفوائد التي تعود عليك في العمل عندما يكون مزاجك إيجابيًا وهي كالآتي:
- ستكون أكثر كفاءة، إذ يؤثر المزاج الإيجابي على أدائك الوظيفي، مما يجعلك أكثر كفاءة مقارنة بالموظف الذي يكون ذو مزاج سيئ، كما أنّ الأخطاء التي ترتكبها في عملك ستكون أقل بكثير عندما يكون مزاجك جيدًا مما هي عليه عندما يكون مزاجك سيئًا.
- إن مزاجك الإيجابي سينعكس على صحتك، إذ ستكون أقل عرضة للاكتئاب والقلق والتوتر، كما ستقل لديك المشاكل البدنية الناتجة عن ذلك، مما ينعكس إيجابًا على التكاليف الطبية التي ستتكبدها، بحيث ستصبح أقل.
- التحلّي بالمزاج الإيجابي سيقلل من معدلات تغيبك عن عملك، فسيكون لديك قدرة ورغبة أكبر في العمل، كما أنك لن تحتاج إلى أخذ المزيد من الإجازات المرضية.
- سيساعدك مزاجك الإيجابي في العمل على الإنتاج والعمل بكفاءة أكبر، مما سينعكس على حوافزك وتقييمك وبالتالي ستحصل على أجر أعلى.
- سيساعدك مزاجك الإيجابي في العمل على الشعور بالمزيد من التفاؤل مما سيساعدك على الإدراك الافضل وتحليل المشكلات التي تتعرض لها وحلها بطريقة أفضل.
المشاعر السلبية في العمل وتأثيرها عليك
يمكنك أنّ تواجه في بيئة العمل مجموعة من المشاعر المختلطة، والتي تتراوح بين المشاعر الإيجابية؛ كالسعادة والفرح والإنجاز، والمشاعر السلبية؛ كالغضب والحزن والقلق، إلا أنّ هذه المشاعر لها تأثيرات عليك في بيئة عملك، وسنقدم لك مجموعة من المشاعر السلبية التي من الممكن أن تواجهك في بيئة عملك وما ينبغي عليك فعله إزاءها لتقلل من تأثيرها عليك وعلى إنتاجيتك:
- الغضب: تنشأ مشاعر الغضب نتيجة للنزاعات الشخصية مع الزملاء ورؤساء العمل والناتجة عن مواقف عدّة؛ كالمعاملة غير العادلة بين الموظفين في العمل، وغيرها من الأسباب التي قد تولد الغضب وتجعلك تنتهج سلوكيات غير عقلانية، والتي من شأنها أنّ تتسبب بفقدانك وظيفتك، لذا عند شعورك بالغضب عليك أن تترك المكان وتضبط أعصابك وتحافظ على هدوئك، فيمكنك أن تذهب إلى الخارج حتى تهدأ ومن ثمَّ تفكر وتتصرف بعقلانية.
- الحسد: تنشأ مشاعر الحسد لديك أو لدى زملائك في العمل عند حصولك أو حصول زميل لك على ترقية أو عند تحقيقه إنجازات معينة، وهنا عليك أنّ تجعل تلك المشاعر حافزًا لك للعمل بجديّة أكثر للحصول على المكافآت والترقيات، والمفتاح للتعامل مع تلك المشاعر هي عدم مقارنة نفسك بالآخرين، وذلك لاختلاف الخبرة والمؤهلات بينكم، واسعَ لتكون الصورة الأفضل من نفسك وافرح بإنجاز غيرك.
- الخوف: غالبًا ما يكون شعور الخوف مسيطرًا عليك في بيئة العمل سواء أكان ناتجًا عن تجربة مهام جديدة أو عندما تتولى منصبًا جديدًا، وهنا عليك أن تضبط تلك المشاعر وتتعامل معها بطريقة تجنبك فقدان وظيفتك أو تؤثر على إنتاجيتك، لذا عليك أن تتحلّى بالمشاعر الإيجابية وأن تحافظ على مكانتك الوظيفية وأن تسع جاهدًا لإثبات جدارتك في العمل.