الاستمتاع في العمل
يقضي الفرد معظم ساعات يومه في العمل بعيدًا عن أهله وأصدقائه، سواء كان موظفًا يعمل لدى شركة ما أم صاحب العمل، ويُعرف العمل على أنه مجموعة من المهام المرتبطة بعضها ببعض والتي يؤديها الموظف مقابل أجر معين ويمكن قياس هذه المهام وتقييمها، ويتواجد الموظفون ضمن بيئة عمل معينة والتي تُعرف بأنها كل ما يحيط بالموظف عند العمل من أدوات وهواء وضوضاء وضوء، وتؤثر بيئة العمل على الموظفين كثيرًا؛ إذ تُعد بيئة العمل الجيدة واحدة من أهم العناصر التي تساهم في حصول الموظفين على الرضا الوظيفي، والذي بدوره ينعكس على العمل ويؤدي إلى ازدهاره وتطوره ونموه، وتقع مسؤولية خلق بيئة عمل صحية على كافة الأفراد المتواجدين في العمل بدءًا من المدير إلى كافة الموظفين الذين يتبعون له، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على بعض الطرق والاستراتيجيات التي يمكنك أن تفعلها كموظف لتشعر بالسعادة خلال عملك، موضحين أثر شعورك بهذه السعادة والراحة على أدائك في العمل وعلى أسلوب حياتك ككل.من الأمور التي يبحث عنها الكثيرون في وظائفهم هو المتعة والسعادة، وذلك لأنهم سيقضون أكثر ساعات يومهم في العمل، وللاستمتاع في العمل فوائد عديدة تعود على الموظف والعمل نفسه، وسنوضح لك بعض الفوائد التي يمنحها العمل الممتع:
- يساعد على تكوين الصداقة الحميمة بين الموظفين.
- يزيد من الإنتاجية في العمل.
- يعزز من رضا الموظفين وولائهم للشركة التي يعملون بها.
- يشجع من إبداع الموظفين وابتكارهم مما ينعكس على العمل ويجعل منه الأفضل والأكثر ربحًا.
طرق لتكون سعيدََا في عملك
يسعى العديد من أصحاب العمل إلى خلق مجموعة متنوعة من الامتيازات في بيئة العمل من أجل تحسين سعادة موظفيهم وتحفيزهم على الإنجاز والعطاء، إذ إن الموظفين السعداء هم أكثر إنتاجية من غيرهم ويرجح أنهم أكثر التزامًا بالعمل لدى الشركة، من جهة أخرى يمكن أن يساهم الموظفون بخلق السعادة لأنفسهم في العمل، ومن بعض الاسترتيجيات التي يمكنك اتباعها لزيادة سعادتك في العمل:
- ابحث عن وظيفة تستمتع بها: من الطبيعي أن لا تشعر بالسعادة في العمل كل يوم إذا لا بُد من أوقات تشعر فيها بالإحباط والملل، بينما إذا كانت الوظيفة شيئًا ممتعًا بشكل عام وكنت تشعر فيها بالفخر والاسمتاع فمن المرجح أن تشعر بالسعادة في العمل، لذا عندما تبحث عن وظيفة حاول أن تجد ما يتناسب مع مهاراتك واهتماماتك، واعثر على شيء يمكنك أن تستمتع به كل يوم.
- ابحث عن وظيفة تسمح لك بقضاء الوقت خارج العمل: يسعى العديد من الأفراد إلى إيجاد وظيفة تتيح لهم إنشاء نمط حياة يقدّرونه خارج المكتب، لذا ابحث عن الوظيفة التي تريد أن تناسب نمط حياتك وهذا يعني أن تسمح لك بقضاء السهرات والعطلات في نهاية الأسبوع مع الأصدقاء، وتقدم لك وقت إجازة لمتابعة هواياتك، وجدولًا زمنيًا محددًا يسمح لك بأن تكون في المنزل مع أطفالك كل ليلة، فإذا لم تعثر على وظيفة تحبها بل كانت الوظيفة التي تعمل فيها تجعلك تحب الحياة فهذا سيجعل منك موظفًا غير سعيد في العمل.
- تولَّ مسؤولية التنمية المهنية والشخصية الخاصة بك: يمنكك تنمية قدراتك الشخصية والمهنية من خلال وضع خطة وأهداف محددة لحياتك المهنية ومتابعتها، كما يمكنك أن تطلب المساعدة من رئيسك في العمل، ويمكنك القيام بذلك من خلال البحث عن المهام التي ستساعدك على تحقيق أهدافك المهنية أو تعلم مهارات معينة، فإذا شعرت أنك تتحكم في حياتك المهنية وتستطيع أن ترى نفسك تتحسن وتنمو فمن المرجح أن تشعر بالرضا عن وضعك الحالي في العمل.
- تحمل المسؤولية لمعرفة ما يحدث في العمل: يمكن أن يؤدي شعورك بأنك خارج حلقة العمل أو معرفة أنك تفتقد المعلومات الأساسية التي يمتلكها الموظفون الآخرون إلى شعورك بعدم الرضا والقيمة، وإذا انتطرت أن يشاركك أحد ما هذه المعلومات فمن الممكن أن لا تحصل على ذلك، لذا وبدلًا من الانتظار لمعرفة ما يحدث لشركتك أو لمشاريع القسم أو زملاء العمل ابحث بشكل استباقي عن المعلومات التي تحتاجها لأداء عملك واتخاذ قرارات مهمة، وطورها واستخدمها، واطلب لقاءً أسبوعيًا مع رئيسك واطرح أسئلة ذات مغزى تريد معرفتها، وهذا سيجعل منك أكثر قدرة على القيام بعملك وستشعر بإحساس أكبر بالسيطرة على مسار حياتك المهنية.
- اسأل عن التعليقات باستمرار: يُعد حصولك على تعليقات حول عملك أمرًا مفيدًا، إذ تساهم التعليقات الإيجابية في جعلك تشعر بالتقدير لما تنجزه من مهام، بينما تساعدك التعيلقات السلبية على اكتساب مهارات جديدة وفهم الثغرات التي ستساعدك على القيام بعملك وتناسب بيئة العمل، لكن الموظفين الذين لا يتلقون هذه التعليقات من مديريهم غالبًا ما يفتقرون للقدرة على القيام بعملهم وبالتالي يشعرون بعدم السعادة في العمل، لذا إذا كنت لا تتلقى تعليقات منتظمة من المشرف أو المدير في عملك فابدأ في اتخاذ موقف استباقي بشأن طلبها، واطلب من رئيسك الحصول على ملاحظات في نهاية المشاريع أو تحدث مع فريق الإدارة حول وضع سياسة قائمة على تنفيذ تقييمات منتظمة للموظفين لمساعدتهم على النجاح في وظائفهم، ويمكنك أيضًا الاستفادة من عملائك ومعرفة ملاحظاتهم حول الخدمة التي تقدمها لهم، فكلما تلقيت تعليقات أكثر زاد احتمال نجاحك في عملك، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة شعورك بالسعادة في العمل.
- تجنب السلبية في العمل: إن المشاركة في بيئة عمل سامة من الأسباب التي تؤدي إلى عدم رضاك بغض النظر عن مدى استمتاعك بعملك، لذا اختيار السعادة في العمل يعني تجنب المحادثات السلبية والثرثرة وعلاقات العمل غير الصحية قدر الإمكان، وفي بعض الأحيان مهما كان مقدار شعورك بالإيجابية فإن الأشخاص السلبيين يتمتعون بتأثير عميق على نفسية الأفراد المحيطين بهم، فإذا وجدت أن مجموعات معينة في العمل أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات سلبية مثل القيل والقال أو الشكوى فحاول أن تُبعد نفسك عن هؤلاء الأشخاص، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا فافعل ما بوسعك لإعادة توجيه المحادثات إلى مواضيع أكثر إيجابية، ويمكنك أيضًا اختيار التحدث إلى صاحب العمل الخاص بك حول خلق ثقافة الشركة التي تقدر الإيجابية والتعاون بدلاً من القدرة التنافسية، مما يساعد على خلق بيئة عمل أكثر سعادة لجميع الموظفين.
- تدرب على الشجاعة المهنية: يعاني الكثيرون من الخوف من الصراع في بيئة العمل، خاصةً عندما يشعر الفرد أن الصراع يمكن أن يؤثر على مستقبله المهني والأمن المالي، فإذا لم تتعلم كيفية الانخراط في صراع ذي مغزى فمن المحتمل أن تفكر في الأمر على أنه مخيف وضار ومؤذٍ، إذ يمكن أن يكون الصراع سلبيًا ولكن إذا كان جيدًا فقد يساعدك النزاع في إنجاز مهمة عملك ورؤيتك الشخصية عندما يتم تناوله بشكل صريح من خلال التواصل الإيجابي والأهداف الواضحة واحترام زملائك في العمل والمشرفين، ويمكن أن يكون الصراع أمرًا إيجابيًا في العمل إذ يمكن أن يساعدك الدفاع عن المبادئ أو الأفكار التي تؤمن بها في خدمة العملاء وإنشاء تغيير له مغزى وأن تكون أكثر نجاحًا في وظيفتك، ويمكن لممارسة الشجاعة المهنية أن تخلق فرصًا جديدة في منصبك الحالي، وعندما تدافع عن أفكارك وأهدافك وأحلامك فأنت على الأرجح تشعر بالفخر بنفسك وسعادة بخياراتك.
- تكوين صداقات في العمل: إن الموظفين الذين لديهم صداقات قوية في العمل سواء كانت تلك الصداقات التي نقلت إلى حياتهم الخارجية أم لا أكثر عرضة للسعادة والتحفيز في العمل، إذ يقضي الموظفون الكثير من الوقت في العمل؛ لذا فإن الاستمتاع مع زملاء العمل الذين تقضي وقتًا معهم إحدى السمات المميزة لتجربة عمل إيجابية، كما يمنحك الشعور بالفهم والتقدير من قبلهم إلى زيادة شعورك بالسعادة اليومية في العمل.
أنشطة ممتعة تستطيع أن تفعلها في العمل
هنالك العديد من الأنشطة والفعاليات التي يمكنك أن تفعلها مع زملائك في العمل والتي بدورها تدخل السعادة إلى قلوبكم، ومن الأمثلة على هذه الأنشطة التي يمكنك تطبيقها في بيئة عملك:
- تزيين مكان العمل: إن تخصيص مساحة في مكان العمل للموظفين ليزينوها أمر يرفع من معنوياتهم، بالإضافة إلى ذلك يمكنك تخصيص مساحة لوضع صور العائلة والحيوانات الأليفة، وأزهار جميلة وألوان مريحة للنظر.
- ممارسة بعض الأنشطة الرياضية: يمكنك تثبيت طوق كرة السلة في موقف السيارات وتخصيص بطولة للموظفين أثناء استراحة الغداء، وهذا سيساهم في إسعاد الموظفين كما أنها فرصة لممارسة التمارين الرياضية خلال العمل.
- بناء جدار الشهرة: يمكنك تحديد جدار في المكتب باسم جدار الشهرة، وزينه بالجوائز وملاحظات الشكر المقدمة من العملاء ومقتطفات الأخبار عن نجاحات شركتك وغيرها من الأحداث المهمة.
- إنشاء لوحة الفكاهة: يمكنك تخصيص لوحة في مكان العمل لإضافة بعض إعلانات الفكاهة عليها، واجعلها نقطة للبحث عن الرسوم والنكات التي تسخر من الظروف التي تسبب السلبية أو الصراع في المكتب.
- جرس النجاح: فكر ة ممتعة تفعلها بعض الشركات وهي وضع جرس في مكان ما يسهل الوصول إليه، وعندما يساعد شخص ما في المكتب أحد العملاء أو يجري عملية بيع جديدة يقرع الجرس ويهتف الجميع.
- تخصيص غرفة في المكتب للفكاهة: يمكنك زيادة مستوى الضحك والسعادة في مكان عملك من خلال تخصيص غرفة القهوة إلى غرفة فكاهية، وخزن بعض المواقف المضحكة والكوميدية على DVD أو الأشرطة الصوتية.
- إضافة بعض الألعاب إلى العمل: تُعد الألعاب أمرًا مهمًا في تخفيف الضغط عن الموظفين وتقديم قسط من الراحة لهم، ويمكن أن تشتمل ألعاب المكتب على كرات الكووش وأطواق حولا وصينية رمل وكتل خشبية وورق اوريغامي وغيرها.
- الاحتفال بتحقيق هدف معين: من خلال تناول البيتزا أو الآيس كريم مع كافة الموظفين كنوع من السعادة لتحقيق هدف مهم.
- حل الألغاز: تطرح بعض الشركات لغزًا أسبوعيًا بين الموظفين، ويحصل الشخص الأول الذي يجيب على اللغز إجابة صحيحة على هدية صغيرة، غالبًا ما تكون الهدايا ألعابًا يمكن لعبها أو مشاركتها في المكتب.
- الاحتفال بأعياد ميلاد الموظفين: يمكنك تحديد يوم في الشهر للاحتفال بأعياد الميلاد ، وأحضر كيكة عيد الميلاد والآيس كريم، وامنح أولئك الذين يحتفلون بعيد ميلادهم في ذلك الشهر هدية معينة.
- الاحتفال بالذكرى السنوية للموظفين: يمكنك الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية لكل موظف في الشركة من خلال منحهم هدية صغيرة أو بطاقة هدية، ويمكن ربط مبلغ بطاقة الهدايا مع عدد السنوات التي قضاها الموظف في الشركة.
- تشغيل الموسيقى: على سبيل المثال يشغل الموظفون في شركة Microsoft الموسيقى في الساعة الثالثة عصرًا عندما تبدأ طاقة الجميع في التراجع، فينهض بعض الأشخاص ويرقصون ويصفق الجميع عند انتهاء الأغنية.
- الاحتفال بالعطلات السنوية في المكتب: يمكنك الاحتفال بعيد الميلاد أو الأعياد الأخرى بتزيين المكتب والاجتماع فيه وقضاء الوقت مع الأصدقاء.
- تخصيص غرفة ألعاب في مكان العمل: يمكنك وضع بعض الألعاب في غرفة الاستراحة على سبيل المثال يمكنك أن تضع طاولة كرة الطاولة أو طاولة كرة قدم أو إعداد مجموعة شطرنج، كما يمكنك وضع جهاز Wii لتشجيع التمرين، بالإضافة إلى ذلك يمكنك إضافة أحجية صور بانورامية مجتمعية يمكن للأشخاص العمل عليها أثناء استراحة القهوة أو الغداء.
- عرض المواهب المختلفة: من الممتع أن يعرض الموظفون مواهبهم أمام بعضهم البعض على خشبة المسرح سواء كانت المواهب العزف على آلة موسيقية، أو القيام بحيل سحرية من خلال إعداد عرض للمواهب، ويمكنك إحضار آلة كاريوكي إلى المكتب وتنظيم مسابقات مختلفة في استراحة الغداء.
مَعْلومَة
للسعادة والشعور بالراحة داخل بيئة العمل أهمية كبيرة ليست فقط على الموظف نفسه، بل تمتد لتؤثر على سير العمل كذلك، ومن بعض الدلائل التي تشير إلى أهمية السعادة والراحة وتأثيرها على بيئة العمل:
- تُعد السعادة أمرًا معديًا وعندما تشجع يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء الشركة بأكملها، والموظفون الذين يستمتعون بعملهم يصنعون نماذج ممتازة لأصدقائهم العاملين معهم ويشجعونهم على الاستمتاع بعملهم.
- يُعد الموظفون السعداء الأكثر نجاحًا و إنتاجية وسعادة في عملهم، مما يساهم في زيادة ثقتهم بأنفُسهم، كما أن التخلص من التوتر والقلق لدى الموظف يؤدي إلى زيادة إنتاجيته في العمل.
- الموظفون السعداء يدعمون بعضهم البعض ويتمتعون بروح الإيجابية والمشاركة والدعم لزملائهم الآخرين في العمل.
- يتميز الموظفون السعداء بأنهم لا يخشون ارتكاب الأخطاء؛ إذ على العكس فهم يعلمون أن الأخطاء ما هي إلا أداة تعليمية قوية يمكن أن تؤدي إلى نجاح غير متوقع لاحقًا.
- تُعد السعادة مصدر إلهام للموظفين وذلك من خلال حثهم على الإبداع والابتكار في إيجاد الحلول التي يحتاجها العمل للنجاح.
- بطبيعة الحال يُفضل الأفراد العمل مع الناس السعداء وذلك كونهم أكثر استعدادًا للعمل معًا من أجل الصالح العام، وبالتالي فهم الأكثر ولاءً ورغبةً في تشجيع بناء فريق قوي حيوي لنجاح العمل.