بيئة العمل المزعجة
توفير بيئة عمل هادئة وإيجابية دومًا من الأمور الصعبة في الشركات والمؤسسات، فقد تواجه أحيانًا بعض الإزعاج والضجيج في مكان عملك وقد يكون هذا الإزعاج نابعًا من مكان العمل نفسه بسبب بعض العوامل، أو من قِبل بعض الزملاء المزعجين، وتتمثّل عوامل الإزعاج المحتملة في العمل بمقاطعات بعض الزملاء أو نتيجة الضجيج أو حديث بعض الموظفين على الهاتف بصوت مرتفع، وقد يكون الإزعاج بسبب الفوضى على مكتبك أو تعاملك مع بعض الأشخاص الذين يخلقون بيئة سامة من حولك، وكموظف فأنت عرضة للانخراط في بيئة عمل مزعجة وسلبية، ولكن عليك أن تُحسِن التعامل معها وتبذل مزيدًا من الجهد لتحافظ على تركيزك وتقلل من عوامل الإزعاج والتشتيت.
طرق لتحافظ على تركيزك في بيئة العمل المزعجة
بيئة العمل المزعجة تشتت انتباهك وتمنعك من التركيز في عملك، ولهذا اتبع النصائح التالية لتحافظ على تركيزك في مكان العمل المزعج:
- ضع لوحة عدم الإزعاج: فإذا كنت تعاني من المقاطعات وإزعاج بعض الأشخاص في مكان عملك، ضع على مكتبك أو على بابه لوحة، واكتب عليها عبارة “يرجى عدم الإزعاج”، إذ سقلل هذه الطريقة من الأشخاص المزعجين من حولك وستمنعهم من مقاطعتك وتشتيت انتباهك أثناء العمل.
- ابتعد عن هاتفك المحمول: بيئة العمل المزعجة تشتت الانتباه ولكن الهاتف المحمول يزيد الأمر سوءًا، ولتستطيع التركيز في مهامك بالعمل، اقفل هاتفك المحمول إن أمكن أو ضعه بعيدًا عنك كي لا تسمح للإشعارات والرسائل أن تُلهيك عن عملك، أو على الأقل ضعه على الوضع الصامت.
- أوقف تشغيل إشعارات الوسائط الاجتماعية: لتتمكن من التركيز في العمل أوقف تشغيل الوسائط الاجتماعية أو ألغِ إشعارات مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تساهم في إلهائك وتشتيت انتباهك أثناء العمل، وحتى إن كنت في فترة راحة حاول أن تصفّي ذهنك وتسترخي، ولا تستخدم هاتفك المحمول إلا للأمور الطارئة.
- خصص وقتًا محددًا للدردشة مع زملائك في العمل: فقد يكون زملاء العمل أحد عوامل الإزعاج في المكتب، ولهذا يُفضّل أن تخصص وقتًا محددًا للدردشة معهم كأن يكون ذلك خلال وقت شرب القهوة صباحًا أو خلال وقت تناول وجبة الغداء، وكن صارمًا في تعاملك مع زملائك كي لا تهدر وقتك معهم وتفقد تركيزك في العمل.
- طوّر عقلية وظيفية واحدة: ضغط العمل والمهام المتعددة واحدة من عوامل الإزعاج في العمل وتؤدي إلى تشتت ذهنك وفقدان تركيزك، فإذا أحسست أنك فاقد للتركيز أثناء العمل، ابتعد عن تعدد المهام وركّز كل طاقتك على مهمة واحدة وأنهها على أكمل وجه قبل الانتقال إلى المهمة التالية.
- استخدم سماعات الرأس: إذا كانت مصادر الإزعاج خارجية ولا يمكنك التحكّم بها، فاستخدم سماعات الأذن لتجاهلها، إذ يمكنك الاستماع إلى ما تحب، مما يحجب عنك عوامل الإزعاج في المكتب ويساعدك على التركيز في العمل.
- غادر مكان الإزعاج إلى مكان أكثر هدوءًا: إن كان التركيز في مكتبك أمرًا مستحيًلا ولا يمكنك التعامل مع عوامل الإزعاج، فاطلب من مديرك أن تنجز مهامك في مكان آخر، ويمكنك الاستفادة من قاعات الاجتماعات الفارغة أو من المكتبة أو حتى إتمام عملك في مقهى قريب من المكتب إن أمكن ذلك.
التعامل مع زميل العمل المزعج
قد تواجه في حياتك المهنية بعض الزملاء المزعجين الذين يصعب عليك التعامل معهم، وقد يؤثر بعضهم على أدائك في العمل، لذا سنقدم لك بعض النصائح التي ستساعدك على التعامل مع زميل العمل المزعج:
- كن مهذبًا مع الشخص المزعج ولا تصعّد الموقف معه كي لا تزيد المشكلة سوءًا، إذ يمكن للدخول بجدال مع زميلك المزعج أن يسبب لك مشاكل في العمل.
- تجاهل المشكلة التي سببها لك زميل العمل إن استطعت، فلا بد أن تتعرّض لبعض الإزعاج في عملك ولكن حاول أن تتجاهل إن لم تؤثر المشكلة عليك أو على أدائك في العمل، فمثلًا إن كان زميلك يتحدّث بصوت مرتفع على الهاتف، ضع سماعات الرأس ريثما ينتهي من مكالمته.
- لا تُبدِ أي ردّة فعل وانتظر لتهدأ قبل أن تتصرّف؛ لأن وقت الغضب ليس الوقت المناسب للتعامل مع زميلك المزعج، فانتظر حتى تهدأ وواجه زميلك بالأمر الذي يزعجك.
- لا تقترب من زميلك المزعج وتجادله أمام الجميع، فأنت بغنى عن إثارة المشاكل أمام الزملاء الآخرين، ويُفضل أن تواجه زميلك على انفراد وإن أحسست أن المواجهة لن تكون هادئة ومثمرة فيُفضل أن تصطحب معك أحد زملائك المقربين للمساعدة على التوسّط والوصول إلى حل يناسب الطرفين.
- تحدث مع زميلك لحل المشكلة، واحرص على أن تكون مؤدبًا معه أثناء الحديث ولكن كن حازمًا أيضًا، فإذا شعر زميلك أنك تهاجمه سيزيد من المشكلة سوءًا.
- لا تنتقم من زمليك بإزعاجه بشيء آخر بدورك، فهذه الطريقة ستؤدي إلى تصعيد الإزعاج من كلا الطرفين وقد تزداد المشكلة سوءًا.
- اتبع نهجًا جانبيًا في حل المشكلة إذا كنت لا تريد أن تواجه زميلك مباشرة، أي أن تطرح المشكلة أمام الجميع دون توجيه الاتهام لشخص معين، كأن تقول مثلًا أنك لاحظت ازدياد مستوى الضوضاء في المكتب وأن هذا الشيء يقلل من تركيزك في العمل، واطلب من الجميع بلطف أن ينتبهوا إلى مقدار الضوضاء التي يحدثونها.
- إذا حاولت بكل الطرق السابقة تخفيف الإزعاج في مكان عملك، ولم تجدِ نفعًا، فتحدّث إلى مديرك في العمل، ولكن قبل ذلك فكّر في مدى تأثير المشكلة على عملك، فإن كانت المشكلة تزعجك فعلًا وتقلل من تركيزك وإنتاجيتك فتحدّث إلى مديرك، ولكن إن كنت تستطيع تفاديها ولا تؤثر عليك كثيرًا يُفضل أن تتجاهل الأمر.
- إن اخترت أن تتحدث مع مديرك عن مشكلتك مع زميل ما، فاختر الوقت المناسب لذلك، وركّز في حديثك معه على إيجاد الحل المناسب لا على الشكوى فحسب.
مَعْلومَة
بيئة العمل المزعجة هي بيئة عمل سلبية وسامة وغير صحية ويتمثل ضررها بالمشاكل التي قد تسببها لصحتك البدنية والنفسية، إذ ستتعرّض في بيئة العمل المزعجة للضغط والتوتر والغضب وتؤدي هذه المشاعر إلى ضرر بالغ على صحتك قد تقودك إلى سلوكيات غير صحية، كما يمكن أن تتعرّض للإجهاد في بيئة العمل المزعجة وذلك بناءً على عوامل الإزعاج، وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص المعرّضين للإجهاد في بيئة العمل أكثر تهربًا من العمل وأقل إنتاجية، ومن ناحية أخرى يؤثر الإجهاد على صحتك الجسدية أيضًا خاصة إذا كانت عوامل الإزعاج ناشئة عن ضجيج الآلات التي قد تؤثر على حاسة السمع لديك، فأضرار بيئة العمل المزعجة كثيرة ولكن عليك أن تعرف كيف تتعامل معها وتتجنبها لتحافظ على صحتك وإنتاجيتك وسعادتك في العمل.