ما هو الاحتراق الوظيفي؟
تحتل ساعات العمل الطويلة أغلب يومنا مما يترتب عليه الإجهاد والتوتر والضغط النفسي، ولا بُدَّ أنك تعاني أو سبق لك وأن مررت بفترة شعرت فيها بالإحباط والكآبة سواء في حياتك الشخصية أو حياتك المهنية، هذه الحالة التي نتحدث عنها تُعرف باسم الاحتراق، إذ يُعرف الاحتراق بأنه حالة من الضغط المستمر تجعلُكَ تشعر بالعجز وخيبة الأمل والإرهاق التام، وقد يشمل الإرهاق عدة جوانب منها؛ الإرهاق العاطفي أو الجسدي أو العقلي الناتج عن الإجهاد المفرط والمُطوّل، ويحدث ذلك عندما تشعر بالتعب وعدم القدرة على تلبية المطالب المستمرة، ومع استمرار حالة التوتر والقلق قد تبدأ بفقدان الاهتمام والدافع الذي يدفعك إلى القيام بدور معين، وينتج عن ذلك قلة إنتاجيتك واستنزاف طاقتك وشعورك بالعجز واليأس وعدم قدرتك على تقديم أيّ شي مفيد،
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الإحتراق أو الإرهاق مرتبط كثيرًا بالعمل وينتج عنه انخفاض الفعالية في العمل والنفور من القيام بعدد من المهام، ويحدث الاحتراق الوظيفي نتيجة الضغط على الموظف على المدى الطويل، وينطوي عليه الإرهاق العقلي أو العاطفي أو البدني بالإضافة إلى الشعور باليأس، وهو عملية تدريجية تبدأ بالضغط المزمن وتتطور مع مرور الوقت، أي أنها لا تحدث فجأة، وتوجد مجموعة من العلامات التي تظهر على الموظف الذي يعاني من الاحتراق الوظيفي سنتحدث عنها لاحقًا.
علامات تدل على أنك تعاني من الاحتراق الوظيفي
توجد مجموعة من العلامات التي تشير إلى أنك تعاني من الاحتراق الوظيفي وفيما يلي أبرزها:
- الإرهاق: يُعد شعورك بالتعب طوال الوقت من المؤشرات على أنك تحترق وظيفيًا، سواء أكان الإرهاق عاطفيًا أو عقليًا أو جسديًا، وهذا يعني أنك لا تمتلك الطاقة الكافية لتأدية بأي نشاط.
- عدم وجود الدافع للعمل: عندما لا تشعر بالحماس تجاه أي شيء أو لم يعد لديك الدافع الداخلي لعملك فهذا يعني أنك تعاني من الاحتراق والتعب، إذ قد يكون من الصعب عليك الذهاب إلى عملك وإنجاز مهامك.
- الإحباط والتهكم: وذلك يتمثل في شعورك بأن ما تفعله ليس بالشيء المهم أو قد تشعر بخيبة أمل من كل شيء، بالإضافة إلى بعض العواطف السلبية الأخرى؛ كأن تكون متشائمًا أكثر مما اعتدت عليه، فمن الطبيعي أن يعاني الجميع من بعض المشاعر السلبية من وقت لآخر، ولكن المهم أن تعرف متى تصبح هذه الأمور غير عادية بالنسبة لك.
- المشاكل المعرفية: وتتمثل هذه المشاكل بقلة الانتباه والتركيز، وعدم القدرة على تخطي هذه المشاكل بسرعة، بالإضافة إلى كثرة النسيان وصعوبة تذكر بعض الأمور، وهذا بالطبع أمر مقلق، إذ يؤثر سلبًا في قدرتك على حلّ المشكلات أو اتخاذ القرارات.
- انخفاض مستوى الآداء الوظيفي: إذا وجدت أن مستوى آدائك في العمل اليوم أقل من مستوى عملك في الفترات السابقة، فهذا يعني أنك تعاني من الاحتراق الوظيفي.
- المشاكل الشخصية في المنزل والعمل: تقسم هذه المشاكل إلى قسمين؛ الأول وجود الكثير من الصراعات والخلافات مع أشخاص آخرين، والثاني الانسحاب من الوسط الذي تعيش فيه والتحدث بصورة أقل مع أفراد عائلتك وزملائك في العمل.
- عدم الاعتناء بنفسك: عندما تُصاب بالإرهاق ستظهر لديك بعض العادات غير الصحية منها؛ الإفراط في تناول الطعام والتدخين، وتناول الكثير من الوجبات السريعة، أو عدم تناول الطعام الكافي، أو عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وتعد معالجة هذه المشاكل بالطريقة الخاطئة مثل الاعتماد على الحبوب المنومة للنوم أو شرب المزيد من القهوة لجلب الطاقة لإجبار نفسك على العمل مشكلة أخرى تزيد الأمر سوءًا.
- انخفاض الرضا العام: يتمثل ذلك بعدم الرضا عن العديد من الأنشطة والأحداث التي تحدث في محيطك، وبالتالي الافتقار إلى الشعور بالسعادة بصورة عامة.
عواقب الاحتراق الوظيفي
يمكن أن تكون أكثر عرضة للاحتراق الوظيفي إذا افتقرت حياتك للتوازن بين الجانبين العملي والشخصي، وعندما تفقد السيطرة على التحكم بما حولك، وبالتالي عواقب خطيرة على صحتك النفسية والعقلية وآدائك بصورة عامة، فهو يتسبب بالإجهاد المفرط، والإعياء، والأرق، والحزن أو الغضب، وإدمان الكحول أو المخدرات، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى ألم في الصدر، والصداع، وخفقان سريع في القلب، وضيق في التنفس، ودوار أو إغماء، وآلام في الجهاز الهضمي.