أزمة اقتصادية عالمية والسبب كورونا
يتوقع الاقتصاديون أن اقتصاد عام 2020 سيكون أسوأ من الأزمة الاقتصادية العظمى التي مر بها العالم في عام 2009 والسبب فيروس كورونا، إذ أثر انتشار فيروس كورونا سلبيًا على كافة الجوانب الاقتصادية في العالم، وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأن النمو الاقتصادي العالمي سينمو بنسبة 1.5٪ فقط في عام 2020 في حال انتشر فيروس كورونا على نطاق واسع في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وهذه النسبة تقارب نصف معدل النمو البالغ 2.9 ٪ الذي توقعته المجموعة لعام 2020 قبل انتشار المرض، ويعد هذا الانخفاض كافيًا لتعريض اقتصاد اليابان وأوروبا لخطر الركود.
تأثير كورونا على الاقتصاد العالمي
ركود اقتصادي
تعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأمة تجارية رائدة لذا فإن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا تهدد أيضًا النمو العالمي، وأشارت مجموعة من الاقتصاديين في استطلاع رأي أجرته رويترز بأن النمو الاقتصادي في الصين سينخفض ليصل 4.5% في الربع الأول لعام 2020 بعدما كان 6% في الربع الأخير من العام الماضي، وهو أبطأ وتيرة منذ الأزمة الاقتصادية العالمية، ومع ذلك تفاءل الاقتصاديون بتعافي الاقتصاد الصيني بسرعة إذا نجح احتواء الفيروس.
تراجع الطلب على النفط وركود في سوق الأسهم
تعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وبسبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا فقد تضرر قطاعا التصنيع والسفر في الصين، مما جعل وكالة الطاقة الدولية (IEA) تتوقع أول انخفاض في الطلب العالمي على النفط منذ عقد، وفي بداية شهر مارس انخفضت أسعار النفط انخفاضًا يصل إلى ثلث قيمته الأصلية وهو أكبر انخفاض منذ حرب الخليج عام 19991، كما تراجعت الأسهم في كل من لندن وفرانكفورت وباريس بما نسبته 7-8% بعد أنباء إغلاق إيطاليا، كما توقف التداول في بورصات الولايات المتحدة تلقائيًا لمدة 15 دقيقة لأول مرة من بعد الأزمة المالية 2008-2009.
التأثير على السفر الجوي
يؤثر تفشي فيروس كورونا على شركات الطيران العالمية إذ تتوقع الرابطة الدولية للنقل الجوي بأن الانتشار الواسع للفيروس سيكلف شركات الطيران خسائر تصل لـ 113 مليار دولار بسبب قلة عدد المسافرين الذين يذهبون في رحلات جوية، وقال برايان بيرس كبير الاقتصاديين في اتحاد النقل الجوي الدولي لوكالة أسوشييتد برس: “لا يزال هذا المجال هشًا للغاية لوجود الكثير من شركات الطيران التي لديها صافي أرباح قليل نسبيًا وكثير من الديون”، وفي 6 مارس توقفت شركة الطيران الإقليمية البريطانية “فلايبي” عن الطيران بسبب تفاقم المشاكل المالية لانخفاض عدد المسافرين خوفًا من كورونا.
اضطراب التجارة العالمية
يؤثر النقص في صادرات الصين من المنتجات وقطع الغيار إلى الشركات في جميع أنحاء العالم على إنتاجها، إذ إن تأخر الإنتاج يُعزى إلى بقاء العمال في منازلهم للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس، وقد أغلقت بعض الشركات العالمية كنيسان وهيونداي مصانعها خارج الصين وذلك لعدم وصول قطع الغيار من الصين، ويواجه شريك شركة أبل الأمريكية في الصين فوكسكون تأخيرًا في الإنتاج والتصنيع لقطع الغيار.
أكثر القطاعات تأثرًا بفيروس كورونا
يتوقع أن يستمر تأثير فيروس كورونا على الحالة الاقتصادية للعام 2020 كما يلي:
القطاع | مدى التأثر حسب المدة الزمنية | الفترة المتوقعة لعودة الاقتصاد |
---|---|---|
قطاع السياحة | الأكثر تأثرًا | سيستمر الركود حتى نهاية عام 2020 |
قطاع الطيران | تأثر كبير ولكن بنسبة أقل من السياحة | من المتوقع أن يزدهر في بداية الربع الأخير من عام 2020 |
قطاع النفط والغاز | تأثر متوسط ولكن بنسبة أقل من الطيران | من المتوقع أن يزدهر في بداية الربع الأخير من عام 2020 |
قطاع السيارات | تأثر متوسط ولكن بنسبة أقل من النفط والغاز | من المتوقع أن يزدهر في بداية الربع الأخير من عام 2020 |
قطاع السلع الاستهلاكية | تأثر متوسط ولكن بنسبة أقل من السيارات | من المتوقع أن يزدهر بعد منتصف عام 2020 |
قطاع الإلكترونيات | الأقل تأثرًا | من المتوقع أن يزدهر بعد منتصف عام 2020 |
ماذا يحدث لو انهار الاقتصاد
عند انهيار الاقتصاد العالمي فإن البنوك ستغلق، وتنهار العملة، وينخفض الطلب على الدولار، وتزداد الفائدة وسيحدث تضخم عالمي، وسيتفوق الطلب على الإنتاج والعرض من المواد الأساسية لعيش الإنسان كالأغذية والطاقة من نفط وغاز، وسيؤثر هذا على توفر المياه الصالحة للاستخدام والكهرباء مما سيثير الذعر في النفس البشرية، وسيعود العالم إلى الوضع الاقتصادي التقليدي المعتمد على تقديم الخدمات مقابل الغذاء.
ما الذي ينبغي عليك فعله فيما يتعلق بالمخاطر الاقتصادية لكورونا؟
نذكر فيما يأتي بعض النصائح الواجب اتباعها فيما يتعلق بالمخاطر الاقتصادية لكورونا:
- لا تعتمد على التوقعات؛ إذ إن الأسواق المالية تتغيير حاليًا بدرجة كبيرة وتتأرجح في حالة من انعدام اليقين، وتوجد مجموعة واسعة من السيناريوهات والتوقعات المنطقية وغير المكتشفة حتى الآن ويجب أن تستكشفها الشركات.
- لا تسمح لتغيرات الأسواق العالمية وتقلباتها أن تؤثر على قراراتك بعيدة الأمد في الاعمال التي تقودها.
- ركز على تعميق ثقة المستهلك، وثق في غرائزك الخاصة، واعرف كيف تستفيد من بيانات شركتك لتستطيع تجاوز المحنة.
- خطط للأفضل واستعد لأسوأ المسارات، وضع في اعتبارك أن النهوض السريع من الأزمة على شكل حرف V هو السيناريو المعقول من الناحية المفاهيمية والتجريبية، لذا خطط له وتوقع أسوأ الأحداث حتى تكون مستعدًا لها.
- ابدأ بالتخطيط لما بعد الأزمة بالسؤال عن التأثير الكلي أو الجزئي الذي سيتركه كورونا على العالم؟ ما الفرص والتحديات التي ستنشأ بعد انتهاء الأزمة؟
- فكر في كيفية التعامل مع عالم ما بعد الأزمة؛ إذ هل يمكن أن تتأقلم مع العالم الجديد من التقنيات الجديدة؟ هل يمكن أن تجد لشركتك وعملائك ومجتمعك ميزة وناحية إيجابية لهذه الأزمة؟
وش أسوي