الفائدة المركبة
تزامن ظهور الكثير من المفاهيم الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل في مجال الأعمال مع ظهور البنوك والمصارف وكثرة الاستثمارات والأعمال، مثل الفائدة المركبة؛ والتي تعني إعادة استثمار الفائدة التي كسبتها على رصيدك في حساب التوفير أو الاستثمار، وهي إضافة الفائدة المكتسبة على الرصيد الأساسي مما يضاعف عوائدك المالية، ويعني حصولك على المزيد من الفائدة، وتعمل الفائدة المركبة على تسريع نمو مدخراتك واستثماراتك مع مرور الوقت بشكل ملحوظ، ومن جانب آخر فإنها توسع أرصدة الديون التي تدين بها لأطراف أخرى مع مرور الوقت، ويرى البعض أن قيمة الفائدة المركبة قليلة إذا ما قورنت مع الفترة الزمنية، فيما يرى آخرون بأنها أموال تأتي دون تعب أو جهد مما يعني أنها جائزة مجانية، وفي هذا المقال سنعلمك كيف تحسب قيمة الفائدة المركبة التي ستحصل عليها من البنك عند إيداع أموالك فيه.
كيف أحسب الفائدة المركبة؟
عندما تودع الأموال في حسابك البنكي، فإن البنك يدفع فائدة على وديعتك، وفي العام التالي يأتي دور المضاعفة بحيث تكتسب فائدة إضافية على وديعتك الأولى، ومن ثم ستكتسب فائدة إضافية على الفائدة التي أودعتها للتو وهكذا دواليك، مما يعني أن الفائدة التي ستربحها في العام التالي ستكون أكبر من الفائدة التي حصلت عليها في العام الأول، وعلى الرغم من أنك لم تقم بأي إيداعات إضافية، إلا أن أرباحك سوف تتسارع بشكل كبير، ومن الجدير بالذكر أن العديد من البنوك تعمل وفق هذا المبدأ وبخاصة البنوك عبر الإنترنت، إذ تُضاف قيمة الفائدة يوميًا، ثم تضاف إلى حسابك شهريًا، وبالتالي تتحرك العملية بشكل أسرع، وفي حال اقترضت المال من أجل الحصول على الفائدة المركبة، فالمضاعفة ستعمل ضدك ولصالح المقرض وستصبح مدينًا له في النهاية، وكي تتمكن من حساب ذلك بالشكل الصحيح، فإن هنالك صيغة معينة لذلك وبعض الإجراءات التي سنوضحها فيما يلي:
- افحص سيناريوهات (ماذا لو؟) المحتملة باستخدام أرقام مختلفة لمعرفة قيمة أرباحك.
- استخدم الآلة الحسابية المالية التي تحتوي على وظائف تخزين خاصة للصيغ، والتي تحوي مفتاح الأس.
- طبق الصيغة: (م=أ (1+ [ف/ ع])^ (ع × ت))، حيث أن:
- م: المبلغ الذي ستحصل عليه في النهاية.
- أ: رأس المال.
- ف: معدل الفائدة السنوية.
- ع: عدد الفترات المركبة في السنة؛ الشهرية أو الأسبوعية.
- ت: الوقت الذي ستستثمر به أموالك بالسنوات.
أمثلة على حساب الفائدة المركبة
هنالك أنواعٌ مختلفة من المواقف التي تُستخدم فيها الفائدة المركبة، وهنالك متغيرات عديدة يمكن أخذها بعين الاعتبار مثل مقدار مضاعفة الفائدة، وشروط وأحكام الاستثمار، وأساس التراكب “يومي، شهري، سنوي”، ولهذا سنطرح مجموعة من الأمثلة التي توضح لكَ عملية حساب الفائدة المركبة:
- مثال (1): استثمر أحدهم مبلغًا مقداره 5000 دولار ولمدة ثلاثة سنوات، وكان عائد الربح بعدها يقدر بحوالي 10بالمائة، جد مقدار الفائدة المركبة؟
- الحل: طبق قانون حساب الفائدة المركبة: (م=أ (1+ [ف/ ع])^ (ع × ت)).
- م=5000 (1+ [0.10/ 1])^ (1 × 3)
- م=5000 (1.10)^3
- م=6,655 دولار.
- مثال (2): استثمر أحدهم مبلغًا مقداره 10,000دولار لمدة خمس سنوات، احسب قيمة الاستثمار بعد نهاية المدة إذا كان الاستثمار يربح عائدًا بنسبة 3 بالمائة كمركب شهري؟
- الحل: طبق قانون حساب الفائدة المركبة: م=أ (1+ [ف/ ع])^ (ع × ت)).
- م=10,000 (1+ [0.03/ 12])^ (12× 5)
- م= 10,000 (1.0025)^60
- م= 11,616 دولار.
- مثال (3): استثمرت إحدى الشركات مبلغًا مقداره عشرة آلاف دولار لمدة عامين، احسب قيمة الاستثمار بعد عامين، إذا كان عائد الربح 2 بالمئة؟
- الحل: طبق قانون حساب الفائدة المركبة: (م=أ (1+ [ف/ ع])^ (ع × ت)).
- م=10,000 (1+ [002/ 4])^ (4 × 2)
- م= 10,000 (1.005)^8
- م= 10,407 دولار.
كيف تحقق البنوك أرباحًا أكبر؟
الرغبة بزيادة الأرباح والحصول على أموال أكثر هي حاجة رئيسية لدى العملاء والمتعاملين مع المصارف والبنوك الدولية، ولكنهم في بعض الأحيان قد يتفاجؤون بوقوع خسائر لا أرباح، مما يكبدهم عناء الدفع وتحمل الديون، ولكي تتجنب حدوث ذلك سنقدم لكَ مجموعة من الأمور الذكية التي تتخذها بعض البنوك لزيادة أرباح عملائها:
- تجميع المنتجات وتسعيرها، إذ تحرص البنوك على النظر إلى المنتجات والأسعار المطروحة بناءً على رأي العميل وتحقيق أفضل سعر متاح.
- مشاركة البيانات وعرضها على العملاء، فمن المهم أن يكون لدى البنوك صورة شاملة عن كافة التفاصيل المالية للعميل، والتي تمكنهم من استهداف المنتجات والخدمات بدقة للعملاء الحاليين وتقليل تكاليف التسويق وتحسين رضا العملاء وبالتالي زيادة الأرباح.
- تقسيم العملاء بناءً على المقاييس المصرفية وعدد الحسابات والأرصدة البنكية وتكرار التعامل مع البنك وغيرها، والحرص على تلبية احتياجات العملاء الفردية لتحقيق الرضا لهم.
- البيع المتقاطع والفعلي من خلال اتباع حملات تسويقية تهدف إلى التفاعل مع العميل مما يجعله ينتمي إلى البنك بصورة أكبر.
- تصميم مبتكر للمكافآت، فهنالك سوق تنافسية عالية بين البنوك اليوم، مما يعني تجاوز حاجز الأمور التقليدية والتفكير بإبداع.
- أتمتة خدمة العملاء في العصر الرقمي، فذلك سيوفر لهم المزيد من الخدمات الذاتية التي تعني تقديم رعاية أفضل للعميل.