زيادة الراتب
إنّ زيادة راتبكَ أمر إيجابي، فبغض النظر أنّها تزيد من أجركَ كموظف إلّا أنّها تزيد من مكانتكَ ودافعيتكَ في العمل، فطلب الزيادة ليس أمرًا صعبًا فحسب بل قد يكون خطيرًا إذا قلت شيئًا خاطئًا، ولكن قد يساعدكَ كتابة طلب جيد الصياغة في الحصول على الزيادة التي تريدها، فهي تساعد في دعم حجتك بينما تساعدك في تجنب الكلمات الخاطئة، كما أنها تدفع صاحب العمل للتعامل مع طلبك بجدية، بالإضافة إلى أن الخطاب يوثق، فإذا رُفض الآن يمكن أن يُنظر فيه مستقبلًا.
تقدم المنظمات زيادات للموظفين بعدد من الطرق المختلفة ولأسباب متنوعة، فبعض المنظمات تحدد الزيادات بناءً على مراجعة الموظف في تقييم الأداء السنوي، ولكن هذا النوع من الزيادة غير موضوعي، لأن رأي المدير غالبًا هو المحدد الرئيسي لزيادة الموظف، في حين أن المنظمات الأخرى توزع الزيادات بالتساوي على جميع الموظفين، إمّا سنويًا أو نصف سنويًا مثل؛ زيادة تكلفة المعيشة بنسبة 2.5٪، ولكن هذا النوع من الزيادة لا يحفز الموظفين على تحسين أدائهم، لأن جميع الموظفين يحصلون على نفس الزيادة سنويًا، ولكن الأهم من كل ذلك أنه يمكن للموظف، وخاصةً في القطاع الخاص أن يطلب زيادة في الراتب عندما يتأكد أن مساهماته في العمل تستحق زيادة في الأجر، كما ترافق الزيادة حدث توظيفي مثل؛ الترقية أو المهمة الخاصة أو دور قيادة الفريق، فحاول أن تسعى دائمًا لطلب الزيادة بنفسك.
أسباب طلب الموظفين الزيادة في الرواتب
عندما يشعر الموظفون بضيق المال تتأثر جودة إنتاجه وبموجبه يأثر على صاحب العمل، فأفضل طريقة لحفاظ صاحب العمل على إنتاجية موظفيه بطريقة تؤثر إيجابيًا على النتيجة النهائية للشركة تبدأ بمناقشة قضية الزيادة في الراتب بشكل واضح، فأصحاب العمل الذين يرغبون في الحفاظ على وضعهم التنافسي في سوق العمل يميلون إلى دعم موظيفهم، فالمكافآت والتعويضات وزيادة الرواتب شائعة في العديد من الصناعات للحفاظ على الموظفين الموهوبين، فهنالك عدة أسباب تجعل الموظفين يشعرون بضيق المال تتمثل بِـ:
- التكلفة المعيشة: عندما لا يستطيع الموظفون مواكبة تكلفة المعيشة الحالية؛ فإن زيادتها تقدم أحد أكثر الأسباب المبررة لزيادة الرواتب، فعادة ما تكون زيادات المرتبات بسبب تكلفة المعيشة بروتوكولًا قياسيًا في مختلف المواقع الجغرافية فقد يكون هناك مختص يقوم بحساب تكاليف المعيشة.
- الاستحقاق: بالرغم من أن العديد من أصحاب العمل، يعدون تقييمات الأداء أقل المهام المفضلة لديهم، إلا أن زيادة استحقاق الموظف تطغى على عملية التقييم المروعة بالنسبة لصاحب العمل، فعادة ما تؤدي النتائج الإيجابية في مراجعات الأداء وتقييمات الموظفين إلى زيادة استحقاق الموظف بناءً على عمله، وبالعادة يُكافأ موظفو المراجعات الجيدة بزيادة أكبر في الرواتب.
نصائح للتفاوض على زيادة راتبك بذكاء
كشف استطلاع أجراه موقع Salary أن 37٪ فقط من الناس يتفاوضون على زيادة رواتبهم بينما 18٪ لا يفعلون ذلك أبدًا و44٪ من المستطلعين يزعمون أنهم لم يطرحوا موضوع الزيادة خلال مراجعات أدائهم، وأكبر سبب لعدم طلب الزيادة؛ الخوف، ولكن إذا كان التفاوض على الراتب مخيفًا فالأكثر رعبًا هو عدم القيام بذلك، لذا سواء كنت في وظيفتك الأولى أو الخامسة، فقد حان الوقت لتتعلم كيفية التفاوض على زيادة مرتبكَ، إليك بعض النصائح ستفيدك عند التفاوض على مرتبك:
- اعرف قيمتك: فإذا كنت ستحصل على الأجر الذي تستحقه، فمن المهم معرفة أهمية الوصول إلى مركزك في مجالك، فيمكنك ذلك عن طريق إجراء بحث عبر الإنترنت على مواقع مثل؛ Payscale أو Glassdoor أو عن طريق سؤال الآخرين عن مكانة مجالك.
- الاتصال بشركات التوظيف: طريقة أخرى للقيام ببعض البحوث؛ الاتصال بشركات التوظيف فهم يعرفون ما يستحقه الأشخاص الذين لديهم خبرتك.
- تنظيم أفكارك: تحقق من الموارد المجانية في She Negotiates لتنظم جميع أفكارك وأبحاثك في مكان واحد مع العلم أنها مفيدة للذكور أيضًا بغض النظر عن الاسم.
- اختر المكانة الأعلى في نطاقك: فعند قيامك بالبحث من المحتمل أن تجد نطاقًا يقدر قيمتك السوقية، فيكون من المغري أن تطلب شيئًا في منتصف النطاق، ولكن بدلاً من ذلك يجب أن تطلب شيئًا نحو القمة، تقول فيكتوريا بينشون مؤسسة She Negotiates ” حاول أن تبين أنه يحق لك الحصول على أجر أعلى”، كما أن صاحب العمل سيتفاوض حول راتبك لذا أنت بحاجة إلى مساحة متذبذبة للحصول على راتب تسعد به.
- معرفة راتبك الجديد بدقة: وفقًا للباحثين في كلية كولومبيا للأعمال، فإنكَ ينبغي أن تطلب رقمًا محددًا جدًا، فقد اتضح أنه عندما يستخدم الموظفون رقمًا أكثر دقة في طلب التفاوض الأولي فمن المرجح أن يحصلوا على عرض نهائي أقرب إلى ما كانوا يأملون، وهذا لأن صاحب العمل سيفترض أنك قمت بإجراء بحث أكثر شمولاً حول القيمة السوقية الخاصة بك للوصول إلى هذا الرقم المحدد.
- تأكد من أنك مستعد: قبل أن تطلب زيادة حاول أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة مثل؛ هل كنت في عملك لمدة عام؟، هل تحملت مسؤوليات جديدة منذ أن عُيِنت؟، هل تجاوزت التوقعات؟، حاول أن تكون الإجابة على كل هذه “نعم” لتكون مستعدًا لطلب الزيادة.
- التخطيط للتوقيت الصحيح: فقد تبين أن التوقيت مهم، فمعظم الناس ينتظرون حتى موسم مراجعة الأداء لطلب تعديل الراتب ولكن بحلول ذلك الوقت ربما قرر رئيسك بالفعل ما هي الزيادات التي ستُوزع على الفريق، فقد قالت الكاتبة وخبيرة الموارد البشرية السابقة سوزان لوكاس من EvilHRLady.org لـ LearnVest: “ابدأ في التحدث إلى مديركَ حول الحصول على زيادة قبل ثلاثة إلى أربعة أشهر مقدمًا من موعد مراجعة الأداء”.
- إعداد ورقة بإنجازاتك: فقد أوضحت كاثلين أومالي أنّها ملخص من صفحة واحدة يوضح بالضبط مدى روعتك كموظف، فحاول ذكر أي إنجازات وجوائز وشهادات، تُثبت قيمتك لرئيسك في العمل.
- الممارسة والتدرب من أجل التفاوض: حتى تشعر بالراحة التامة عند إجراء المحادثة اكتب ما تريد قوله وتدرب على المرآة أو على الفيديو أو مع صديقك.
- الاجتماع بالمدير يوم الخميس: فقد أشارت الدراسات إلى أنه من المرجح أن تحصل على زيادة إذا طلبتها من مديرك يوم الخميس، فتميل الشركات إلى رفض الزيادة في بداية الأسبوع وتصبح أكثر مرونة وتفهم مع اقتراب نهاية الأسبوع، فأيام الخميس والجمعة تكون أكثر انفتاحًا على التفاوض والحلول الوسط، لأنّها تريد إنهاء عملها قبل نهاية الأسبوع.
- الثقة بالنفس: جرب نصيحة إيمي كودي قبل الدخول في المفاوضات بالقيام بـ “وضعية القوة” بالدخول إلى دورة المياه والوقوف مرتفعًا مع رفع يديك وصدرك وقدميك ثابتة على الأرض، فالقيام بذلك يزيد من هرمون التستوستيرون، ممّا يُؤثر على الثقة ويقلل من هرمون الإجهاد الكورتيزول.
- شرب بعض القهوة: فقد أثبتت دراسة أجرتها المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي أن الكافيين جعل الناس أكثر قدرة على الإقناع، ممّا يعني أنه سيكون لديك وقت أكثر للتمسك بموقفك أثناء المفاوضات.
- المشي بثقة: يقول جيمس كلير: “إن الطريقة التي تدخل بها الغرفة يمكن أن تبين كيف سيكون التفاعل المتبقي”، فحافظ على رأسك مرتفعًا وابتسم عند الدخول فبدأ الأمور بأجواء إيجابية أمر مهم للغاية.
- ابدأ الحوار بأسئلة: حاول أن تبدأ محادثة التفاوض بطرح أسئلة تشخيصية لفهم المزيد حول الاحتياجات الحقيقية لرغبات الطرف الآخر ورغباته ومخاوفه وتفضيلاته وأولوياته، فقد قال البروفيسور لي طومسون من كلية كيلوغ لإدارة الأعمال بجامعة نورث وسترن: إن 93٪ من جميع المفاوضين فشلوا في طرح أسئلة التشخيص.
- إبراز عملك: فقبل أن تبدأ في التحدث عن الأرقام تحدث عمّا قمت به وما يمكنك القيام به، تذكر أنّ ورقة الإنجازات التي قمت بكتابتها هي فرصتك لتقدم إنجازاتكَ إلى مديركَ فيمكنك طبع نسخة لمديرك للنظر فيها ليرى ما حققته، كما ستحتاج إلى تسليط الضوء تحديدًا على الأوقات التي تجاوزت فيها دورك إلى أبعد الحدود مما سيبني الحالة التي تستحق زيادة، وبعد ذلك كن مستعدًا لعرض بعض الأفكار حول ما يثير حماسك للمضي قدمًا مثل؛ تنفيذ مشروع حالي أو اقتراح فكرة جديدة أنت متحمس لامتلاكها فقد تخلص مديرك من الحيرة الواقع فيها.
- فكر في الشخص الآخر: فقد أوصى الخبير المهني ستيف ستيرن أنه عند التحضير للتفاوض، حاول الدخول في عقلية تفكير الطرف الآخر، كما يظهر البحث الذي أجراه عالم النفس آدم جالينسكي أنه عندما نفكر في أفكار واهتمامات الشخص الآخر فمن المرجح أن نجد حلولًا تعمل جيدًا لكلينا.
- كن إيجابيا: قد تكون المفاوضات مخيفة لكن حاول دائمًا الحفاظ على المحادثة في بطريقة إيجابية، فقد أوصت فوربس قائلة “ابدأ المحادثة بحديث مثل أنا أستمتع حقًا بالعمل هنا وأجد عملي صعب للغاية أو في العام الماضي كنت أشعر أن نطاق عملي قد توسع قليلاً أو أعتقد أن أدواري ومسؤولياتي ارتفعت وأود أن أناقش معك إمكانيات مراجعة تعويضاتي”.
- لا تضع مدى لراتبك: فيوضح مايك هوفمان أنه لا يجب استخدام كلمة “بين” أبدًا عند التفاوض، لأنّ ذلك يشير إلى أنك على استعداد للتنازل، وسيقفز الشخص الذي تتفاوض معه على فورًا إلى الرقم الأصغر.
- لا تذكر الاحتياجات الشخصية: لا تركز على احتياجاتك الشخصية مثل؛ حقيقة أن إيجارك ارتفع أو زادت نفقات رعاية الأطفال فمن المحتمل أن يكون زملائك في العمل يتعاملون مع مواقف مماثلة، فعليك أن تقدم حالة أفضل بكثير لرئيسك.
- اطلب المشورة: توصي جرانت بسؤال صاحب العمل عن اقتراحه بعد الحديث عن مزاياك وقيمة منصبك وتوجيه سؤالك، فبذلك تكون قد أطلعت صاحب العمل على تقديرك له، وشجعته على أخذ وجهة نظرك بعين الاعتبار.
- استخدم البريد الإلكتروني إذا أمكن ذلك: تُجرى معظم المفاوضات شخصيًا أو عبر الهاتف ولكن إذا كانت معظم اتصالاتك مع مسؤولي التوظيف عبر البريد الإلكتروني، فلا تخف من التفاوض، لأنه سيضمن لك الالتزام بالنص ويمكن أن تكون أقل قلقًا، فإذا كنت تتفاوض عبر البريد الإلكتروني حاول أن تغرس أكبر قدر من المحادثة الممتعة، والانفتاح في رسالتك.
- لا تنسَ الاستماع: إن الاستماع والانتباه لما يقوله الطرف الآخر أثناء المفاوضات يكاد يكون مهمًا مثل سؤالك وحجتك، فيمكنك فهم وجهة نظره ودمجها لإيجاد الحل.
- عدم الخوف من الرفض: قد تكون خائفًا من الرفض ولكن وفقًا لـ Pynchon، فلا تبدأ المفاوضات فعليًا حتى يقول أحد الطرفين “لا”، فقد أوضحت Pynchon ذلك بقولها “إنها ليست مفاوضات حقًا إذا كنا نطلب شيئًا نعرف أن شريكنا يريد عكسه في المساومة، التفاوض هو محادثة هدفها التوصل إلى اتفاق مع شخص لا تتوافق اهتماماته تمامًا مع مصالحك. “، فالرفض ليس إلا جزء من عملية التفاوض.
- المماطلة لصالحك: فعندما تسمع عرض صاحب العمل لا توافق فورًا، فقد أوصى مدرب المهنة التنفيذي جاك تشابمان قائلًا “امنح نفسك بعض الوقت، وفي ثوان من الصمت من المرجح أن يتحسن عرض الطرف الآخر بطريقة ما”.
- الابتعاد عن التهديدات: من المهم أن تبقي المحادثة إيجابية، فمهما فعلت ومهما كانت الردود لا تهدد بالمغادرة إذا لم تحصل على الزيادة، فقد أوضح سميث ذلك قائلًا “حاول ألا تهدد مديرك بعروض العمل الأخرى أو محادثات التوظيف”.
- الاستمرار في التفاوض: فالتفاوض عملية معقدة تحتوي على تقنيات وأساليب كثيرة، لكن كلما قمت به أصبح أسهل.