الموظف المبدع
عدا عن السلوك الذي يظهر فيه إبداع العاملين، تحتاج المؤسسة إلى تحقيق التجانس بين الموظفين وإشراكهم معًا للحصول على أقصى درجات الإبداع من خلال إمكانياتهم، إذ إن مشاركتهم مع بعضهم البعض لها دور كبير في إثبات قدراتهم الإيجابية، كما أن على الموظف والمنظمة أن يعملا في نفس الاتجاه لتحقيق الأهداف المطلوبة،كما على صاحب المنظمة أو العمل أن يُحلل المشروع بدقة حتى يتمكن من تحديد المتطلبات والحاجات التي تؤدي إلى التعاون ومن ثم الإبداع، لذا تسعى المنظمات إلى ملاحقة العاملين المبدعين الذين لديهم قدرات عالية وشخصيات مميزة، إليك صفات العامل المبدع التي يُصنف وفقًا لها:
- الأصالة والانتماء: يكون بها العامل المبدع ملتزم بالقواعد والقوانين، ويسعى لتأدية المهام التي لا يؤديها الموظفين الآخرين.
- الالتزام وتحقيق الأهداف: يجب على موظف أن يكون ملتزمًا ومرحًا ومبدعًا ويمتلك ثروة من الأفكار التي تحقق الأهداف للمنظمة.
- المرونة: من الصفات التي يجب أن يتمتع بها العامل المبدع هي أن يكون مرنًا، وينظر للمشكلات من جميع الجوانب، ويجد حلولًا مناسبة.
- الطموح: ليس من السهل أن يكون الموظف طموحًا ومؤثرًا بالآخرين، بالإضافة إلى القدرة على لفت انتباه الجميع.
- الدافع: أن يمتلك العامل الدافع لتأدية المهام التي تحقق الأهداف، بالإضافة إلى قدرته على تحمل الصعوبات.
طرق بثّ روح الإبداع لدى الموظفين
أغلب الشركات والمشاريع مليئة بنسبة من الموظفين المبدعين والموظفين الذين يمتلكون مهارات غير مُستغلة أيضًا، يمكنك كمشرف أو مدير شركة أو مسؤول معيّن أن تُنمّي وتُحفز المهارات الموجودة عند موظفيك، ومن المعروف أن تلك المهارات ستنعكس على عمل الشركة ككل، وستزيد من نجاحها، إليك بعض الأفكار التي تساعدك في تحفيز العاملين:
- قدّم بعض الملاحظات عن الأفكار الجديدة، واجعل هذا المبدأ متبادل بينك وبين عامليك، أي اطلب منهم أن يُقدموا اقتراحاتهم وملاحظاتهم، يمكنك استخدام وسائل الإنترنت والجلسات الجماعية والعصف الذهني وغيرها الكثير، إذ إنك من خلالها قد تشجع الموظفين على الإبداع والابتكار أكثر.
- اجعل التعاون أسلوبًا دائمًا؛ نظرًا لأن الإبداع عملية مستمرة ومشتركة في المنظمات، فمن الطبيعي عند تقديم فكرة معينة أن يتعاون بقية الأشخاص لتطويرها، إذًا نستطيع أن نقول أن العمل يبني بعضه البعض.
- عند تفكير الكبار في الإبداع والعمل فإنهم غالبًا ما يفكرون بالأمور المستقبلية، أي القادمة بعد مرور خمس سنوات أو أكثر، أما الموظفين العاديين فقد يسعون للتركيز على الإبداع الفوريّ، لذا أعطِ العاملين فرصة للإبداع من خلال إخبارك لهم بما تأمل بتحقيقه على المدى البعيد.
- كافئ الموظفين المبدعين لديك، وقدر جميع أفكارهم حتى لو لم تنجح.
كيفية تهيئة بيئة عمل محفزة للإبداع
كيف تبدو بيئة العمل في المنظمات الناجحة؟ عند دخولك بيئات عمل ناجحة من الممكن أن تلاحظ مجموعة من النقاط المشتركة التي تحقق بها تلك المنظمات أهدافها، إليك هذه الأسس والطرق الأساسية التي تساعد في تحوّل بيئة العمل إلى بيئة محفزة للإبداع:
- احترم الموظفين واثنِ واحتفل بجهودهم، وتأكد من أن موظفيك يشعرون بالتقدير، بالإضافة إلى تذكير الموظفين بالعمل الجماعي التعاوني؛ لأنه يحقق إبداعًا ونجاحًا كبيرًا للمنظمة.
- اجعل اهتمامات الموظفين الخارجية تنعكس على إبداعهم في بيئة العمل، كأن يكون أحد موظفيك لديه اهتمام بعمل المشاريع الفردية والجماعية، فحاول أن تستثمر ذلك في بيئة العمل لديك، أو أن تسمح لهم بالتعبير عن بعض الاهتمامات كالموضة وغيرها.
- شجع الموظفين على العمل الجماعي؛ لأن الإبداع يزدهر في التعاون وتبادل المهارات، فمثلًا حاول توسعة مساحة المكتب للالتقاء والعمل والتشجيع على العصف الذهني.
- ركّز على أهمية التواصل؛ لأنه دون تواصل لا يستطيع العاملين أن يكونوا مبدعين، فمثلًا بعض المدراء لا يقدمون معلومات كافية عن المشاريع وهذا خاطئ، ويجب الحفاظ على سياسة ترك الباب مفتوح للتواصل والتعليقات البناءة.
- امنح الموظفين فرصة اتخاذ القرارات الجريئة، بالإضافة إلى فتح مجال تحمل المخاطر التي تحفزهم على التنافس والإبداع.
- عزز الابتكار لدى الموظفين.
- شجع الموظفين على التعلم والتعليم من خلال ممارسة المهارات الجديدة، مثل؛ الذهاب لمؤتمرات الصناعة والدورات التدريبية وغيرها من المشاريع التي تساعد على تنيمة الإبداع.
مفاتيح الإبداع في العمل
تعد مهارات التفكير والخبرة من المواد الخام التي يمتلكها الموظفين، ولتحويل هذه العوامل إلى إبداع وابتكار، عليك أن تتعلم مفاتيح الإبداع لتساعد منظمتك على النجاح، وهي:
- التحديات الخارجية: قد يتعرض البعض للتحديات الخارجية خلال العمل، لكن يكمن دورك هنا في البحث عن الذي يجعل موظفيك متحمسين ومبدعين في نفس الوقت، لا يمكنك قول “عليك فعل هذا العمل لأني طلبت منك”؛ لأنها ليست طريقة مناسبة لتُحفز بها العامل.
- السماح بكيفية العمل وليس السؤال بـ لماذا: عليك منح موظفيك طريقة قيامهم بالعمل وطريقة تجاوزهم للتحدي، فقد يحتاج موظفوك إلى رؤية الهدف بوضوح دون قيامك بتحديد مسار عملهم حتى الوصول للنهاية.
- الموارد: إن أهم الموارد المتعلقة بالأعمال هي المال والوقت، كما أن ضيق الوقت من الممكن أن يؤدي إلى الإبداع إذا كان الوصول إليه تحديًا حقيقيًا، ويجب التنويه إلى أن المواعيد الكاذبة وغيرها من الأمور المزيفة تؤدي إلى تدمير التحفيز والثقة، بالإضافة إلى استنزاف طاقات العاملين، وفي بعض الأحيان الأخرى قد يكون الإبداع في مواقف معينة من الأمور التي تحتاج إلى وقت طويل حتى تتولد أفكار جيدة، والتي لا يمكن إنجازها في أوقات ضيقة، أما بالنسبة للموارد المالية والمادية فهي ضرورية جدًا، وعدم توفر أي منا قد يؤدي إلى التأثير سلبًا على الإبداع.
- العمل الجماعي: إن للعمل الجماعي ميّزات مهمة جدًا لخلق الإبداع، كما أن تنوّع مهارات الفريق وتركيز أعضائه على هدفٍ واحد وعملهم مع بعضهم البعض في أصعب الأوقات له دور كبير في الإبداع، مع وجوب احترام وجهات النظر المقترحة من الجميع، كما يمكن بناء مجموعات موظفين متجانسة، لكن يجب الانتباه إلى أن التجانس قد يلغي التنوع في وجهات النظر.
- التشجيع الإشرافي: يمكنك كمدير أو مشرف أن تبقى على تواصل تشجيعي مع موظفيك أثناء تأدية الأعمال للحفاظ على المستوى الإبداعي الذي يعملون به، كما تستطيع الاحتفال بنجاحاتهم، وفيما لو كانت بعض المحاولات غير ناجحة يمكنك الثناء على عملهم وجهدهم؛ لأن التثبيط يؤدي إلى قتل الإبداع لدى الموظفين في المحاولات القادمة.
- الدعم الإداري: عدا عن التشجيع الإشرافي وتشجيع العاملين لبعضهم البعض، قد يحتاج الموظف إلى التشجيع الإداري أيضًا الذي يدعم جهده وهدفه، كما أن على المنظمة أو الشركة بشكل عام أن تضع قيم وإجراءات لتشجيع الموظفين، مثل المكافآت المالية والخارجية، بالرغم من أن بعض تلك المكافآت قد تعكس نشاط العامل وتجعله يشعر بالسيطرة والقوّة.