التوكيل التجاري
يُشار إلى عقود الوكالة التّجاريّة بأنها عقد بين طرفين، يفوّض الطّرف الأوّل فيه الطّرف الثّاني القيام بأعمال تجاريّة نيابةً عنه مقابل أجر مادّي يتّفق عليه الطّرفان بموجب العقد، ويكون الطّرف الثّاني وسيطًا مستقلًا للقيام بالنّشاطات التّجاريّة، دون أن يتحمّل الطّرف الأوّل أي مخاطر يمكن أن تتضمّنها تلك النشاطات، وقد تكون هناك نفقات إضافيّة يتّفق عليها الطّرفان وتُذكر في العقد مثل نفقات السّفر، أو الأنشطة التّرويجيّة، والجدير بالذّكر أنّ أحد طرفي عقد التّوكيل التّجاري قد يكون شخصًا طبيعيًا، أو شخصًا اعتباريًا أي منشأة تجاريّة، وتجدر الإشارة إلى أن الطرف الثاني أي الوكيل يحصل على عمولات من حجم المبيعات التي يقوم بها نيابةً عن الطرف الأول، وتعتمد هذه النسبة على القطاع الذي يعمل به الطرف الأول، ولا بد من التنويه إلى أن هذه العمولات يجب أن تُدفع للوكيل بمدة لا تتجاوز الشهر عن آخر عمل قام به، وإذا أردت أن تصبح وكيلًا تجاريًا لشركة ما، تابع قراءة المقال لتتعرف على كيفية ذلك.
كيف تصبح وكيلًا لشركة؟
لكي تكون وكيلًا تجاريًا ناجحًا لشركةٍ ما، وتحظى بسمعة تجارية مميزة في السوق المستهدف عليكَ أن تستفيد من النّصائح التّالية:
- اعمل أبحاثًا مستفيضة ووافية للسّوق، حتى تتمكن من معرفة المنتجات الأكثر طلبًا من قبل المستهلكين، وتحدد الفئة المستهدفة منهم، والدّول التي تقدّم تسهيلات بخصوص إجراءات الاستيراد منها أو التّصدير إليها، وكذلكَ الطّريقة التي ستتّبعها للقيام بالعمليّات التّجاريّة، بمعنى هل سيكون البيع مباشرةً للعملاء، أو من خلال موزّعين، ومندوبين.
- اعتمد طريقة منهجيّة عمليّة صحيحة يمكنك من خلالها التّواصل مع الشّركات الأجنبيّة أو المحليّة، والتّي ترغب في التّعامل معها بنشاطك التّجاري، سواء أكان ذلك بالتّوريد والبيع أو الاستيراد والتّصدير، ولتكون أكثر مهنيّة وحرفيّة ننصحك بالتواصل مع سفارات الدّول التي تنتمي إليها الشّركات الأجنبيّة التي ستتعامل معها حتى تتأكد من قانونيّة أعمالها وما إن كانت وهميّة أم لا، أو هناك أي شبهة احتيال تمسها.
- لا ضير من أن تبحث عن جهات الاتّصال التي ترغب بالتّعامل معها عن طريق الشّبكة العنكبوتيّة، لأن ذلك سيساعدك على التواصل معهم والاستفسار عن بعض الأمور المهمّة، مثل الأعمال التّجاريّة التي قاموا بها في مجال الاستيراد والتّصدير.
- تأكّد من المدّة الزمنيّة التي تستغرقها عمليّات الاستيراد أو التّصدير، لتكون على علم بالوقت الذي تحتاجه لإتمام العمليّات التّجاريّة، وبالتالي سيساعدك ذلك على إعداد جدول لتنظيم أعمالكَ.
- بعد أن تحصل على قائمة شركات الاستيراد والتّصدير من السّفارات، وتلك التي حصلت عليها من خلال بحثكَ على الإنترنت، تستطيع أن تبعث لهم رسالة تعريفيّة بنفسكَ، والخدمات التي تستطيع أن تقدّمها لهم والأرباح التي قد يحققونها في حال تعاملوا معكَ.
- تأكّد من أنّ العقد المنشأ بينكَ وبين الطّرف الآخر مستوفيًا لجميع الشّروط التّجاريّة التي ترغب بها، مثل الأجر المالي، وما إن كان هناك نفقات إضافيّة كالسّفر مثلًا، أو العمولات على زيادة نسبة المبيعات، وكذلكَ طريقة الدّفع، ومدّة العقد، وما إن كان قابلًا للتّجديد أم لا، وما هي الشّروط الجزائيّة المترتبّة على كليكما في حال إلغاء العقد وفسخه قبل إتمامه، أو الغرامات المترتّبة على أي تأخير.
- حدد طريقة استلام وتسليم البضاعة من الشّركة المصنّعة إلى الموزّع، وتأكّد من تعاملكَ مع أفضل مكاتب وشركات الشّحن، من حيث المصداقيّة، والالتزام بالوقت، مع أقل الأسعار.
- كن مستعدًا بترتيب مكان مناسب لتخزين البضائع في حال احتجت لهذا الأمر.
- حدد سعر المنتج بالاعتماد على مقدار العمولة التي تتلقّاها من شركة الاستيراد والتّصدير، وعادةً لا تكون بحدود 10%، إذ يمكنك ضرب مقدار عشرة بالمائة بسعر الاستيراد أو التّصدير حتى تتمكن من تحديد مقدار العمولة التي ستحصل عليها من بيع وحدة واحدة من المنتج، ثمّ اجمع هذه العمولة إلى السّعر الأصلي للمنتج لتعرف السّعر لتتمكن من تحديد سعر البيع، ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار مصاريف أخرى قد تضّطر إلى إضافتها على سعر المنتج النّهائي مثل مصاريف الشّحن، والتّخزين، والنّقل، والتّغليف، والتّأمين.
مهارات تساعدك على أن تكون وكيلًا تجاريًا ناجحًا
أن تكون وكيلًا تجاريًا لشركةٍ ما، يتحتّم عليكَ امتلاك بعض المهارات الأساسيّة اللازمة في هذا المجال، ومن أهم هذه المهارات ما يلي:
- مهارتكَ في عمل تحليل دقيق سواء للأسواق المحليّة أو العالميّة، من أجل معرفة أنماط الاستهلاك والاستثمار المتاحة.
- قدرتكَ على البحث عن أسواق جديدة لتسويق المنتجات.
- معرفتك لظروف الاستيراد والتّصدير في الدّول التي ترغب بالتّعامل معها، لتعرف هل تستطيع العمل وفق قوانينها، وما هي العقبات التي يمكن أن تواجهكَ، وكيف يمكنك التغلّب عليها.
- قدرتكَ على تحليل جميع المخاطر في أي عنصر من عناصر التّجارة الدوليّة أثناء تسويقكَ لمنتجات الشّركة التي انتدبتكَ لتكون وكيلًا لها، وانتبه إلى ضرورة إعداد الكثير من السّيناريوهات الاحتياجيّة لمواجهة أي مخاطر مفاجئة.
- كن على علم بالتذّبذبات العالميّة في أسواق العملات، وكذلك الإلمام بالأوضاع الاقتصاديّة والسّياسيّة للدّولة التي تعمل فيها الشّركة التي تتعامل معها.