العلاقات المهنية
يُعد مجتمع العمل مكانًا واسعًا يضم فئات متعددة تختلف في مستوى تفكيرها ومهاراتها وخبراتها، وتتكون بطبيعة الحال علاقات تربط بين الأفراد تنقسم إلى قسمين هما؛ علاقات مهنية وعلاقات شخصية، وتُعرف العلاقات المهنية على أنها نوع من أنواع العلاقات والروابط التي تتكون بينك وبين زملائك في العمل بقصد إنجاز عمل ما، كما أنها تساعد على التقدم في الحياة المهنية، وهذا النوع من العلاقات لا يتكون إلا إذا كنت تمتلك وظيفة ما، بينما تُعرف العلاقات الشخصية في العمل بأنها تلك العلاقات الناشئة لأسباب اجتماعية، وتؤثر على نفسيتك من خلال تحسين شعورك بالرضا الوظيفي والمحافطة على صحتك العقلية والنفسية في مكان العمل، وكلا النوعين من العلاقات لا تتعارض مع بعضها البعض فبعض الأشخاص يمتلكون العديد من العلاقات المهنية والشخصية، والتي تُعد مهمة وضرورية لجعل العمل أكثر متعةً وإثمارًا.
كيف توسع شبكة علاقاتك المهنية؟
تهدف العلاقات المهنية إلى تسهيل إنجاز المهام في بيئة العمل، ولتتمكن من توسيع شبكة علاقاتك المهنية للاستفادة منها في تطوير حياتك المهنية وزيادة خبرتك إليك بعض النصائح التي قد تفيدك في ذلك:
- ابنِ شبكة اجتماعية خاصة بك: يُعد التواصل أمرًا حيويًا ومهمًا في بناء العلاقات بين الأفراد، سواء أكان التواصل عبر الإنترنت أو دون الإتصال بالإنترنت، وتقدم كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي العديد من الميزات لإبقاء الأفراد على تواصل وبناء صداقات وعلاقات جديدة، إذ يمكنك من خلالها زيادة التفاعل مع الآخرين ومشاركة منشورات مدروسة وذات صلة بمجال عملك، فعلى سبيل المثال يمكنك مشاركة موضوعات ومعلومات وأفكار مهمة مع جمهورك من خلال الاشتراك في بعض المجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل LinkedIn أو Twitter، إذ إن هنالك الآلاف من الدردشات والمجموعات لمجموعة متنوعة من المجالات والتخصصات، كما يمكنك البحث عن عمل أيضًا عبر تلك المواقع.
- كن صبورًا ومرنًا: إذ إن بناء شبكة من العلاقات المهنية الناجحة يحتاج إلى الوقت والتحلي بالصبر، لذا عليك المحافطة على موقف إيجابي والتحلي بالمرونة والتي ستساعدك بلا شك على مواجهة الأزمات الوظيفية في المستقبل، كما عليك أن تحدد أولويات اتصالاتك بناءً على من لديه وظيفة تحب أن تعمل بها، أو من يعمل لدى أحد أصحاب العمل المستهدفين، وركز جهودك بشكل استراتيجي وهادف، ويمكنك الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي في هذا الغرض، كأن تخصص رسائل الاتصال لأشخاص جدد على مواقع مثل LinkedIn، واجعل رسائل الاتصال موجزة ومباشرة، وتجنب الخوض في التفاصيل الشخصية في وقت مبكر أو وضع اتصالات محتملة على الفور، كل ما عليك فعله الآن هو دعوتهم ليكونوا على اتصال أو اعرض عنوان بريدك الإلكتروني عليهم كوسيلة للاتصال.
- اكتسب مصداقية الآخرين: لتتمكن من اكتساب مصداقية جمهورك عليك إجراء البحوث، والبحث عن أفضل الممارسات، وكسب المزيد من الخبرة والتواصل مع الأشخاص الذين يشاركونك خبراتهم، كما يمكنك مشاركة الأفكار مع الأفراد المتحمسين لمجالهم والذين يساعدونك على البقاء متحمسًا ومشاركًا في مجال عملك، ويمكنك أيضًا المساعدة من خلال الأعمال التطوعية عبر تنسيقها عبر الإنترنت، أو حضور حدث للتواصل والترويج له عبر الإنترنت.
أهمية العلاقات المهنية في عملك
للعلاقات المهنية دور مهم في إنجاز العمل وتوسيعه، وفيما يلي سنوضح لك أهمية بناء علاقات مهنية ناجحة وتأثيرها على عملك:
- تحسين العمل الجماعي والتعاون بينك وبين زملائك: فعندما تتعرف أنت وزملائك على بعضكم البعض جيدًا، فمن المرجح أن تعملوا معًا بشكل أفضل، وستحبون وتحترمون بعضكم البعض، وتصبحون أكثر استعدادًا للتعاون من أجل تحسين العمل وإنجازه بالشكل المطلوب.
- تحسين معنوياتك وزملائك: فنظرًا لمقدار الوقت الذي تقضونه مع بعضكم البعض، فإن تطوير علاقات جيدة في مكان العمل يمكن أن يرفع من معنوياتكم، إذ يصبح زملاء العمل ودودين ويتطلعون إلى قضاء الوقت مع بعضهم البعض أثناء أدائهم لواجباتهم الوظيفية، مما قد يجعل العمل أكثر متعة وإيجابية، بالإضافة إلى تحسين الروح المعنوية للفريق بأكمله، وعلى العكس من ذلك فإن بيئة العمل القاسية وغير الودية لها تأثير معاكس على نفسيتك وأدائك.
- الاحتفاظ بمعدلات أعلى من الموظفين: فعندما تشعر أنت وزملائك بالارتباط بمكان العمل، وتشعرون بأنكم تعملون معًا ضمن أسرة واحدة، فستكونون أقل رغبة في البحث عن عمل في شركة أخرى، كما أن عملية تكوين صداقات يتطلب وقتًا وخاصة الصداقات الجيدة، لذا فقد يساعد احتمال بناء صداقات جديدة في مكان العمل على حرص بعض الموظفين على البقاء في عملهم.
- زيادة إنتاجيتك: فنظرًا لدور العلاقات المهنية الجيدة في رفع معنوياتك وسعادتك، فإن معدل إنتاجيتك سيرتفع بطبيعة الحال، وستشعر بأنك أكثر ارتباطًا بمكان عملك، مما ينعكس على جهدك وسعيك للمساعدة على استمرار الشركة ومساعدتها على النمو والإزدهار.
سؤال وجواب
كيف أجعل بيئة العمل بين الموظفين في شركتي ودية؟
لا بد أن تعلم بأن موظفيك يقضون وقتًا طويلًا في العمل في المكتب، لذا حاول أن تجعل بيئة العمل ودودة قدر الإمكان، واحرص على تحفيزهم على إنشاء علاقات جيدة فيما بينهم، فعندما تخلق جوًا لطيفًا في شركتك، سيكون موظفوك أكثر حرصًا على الذهاب إلى أعمالهم، كما أن العلاقات الجيدة فيما بينهم ستجعلهم أكثر رضا من الناحية الوظيفية مما يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم، لذا احرص على تعزيز التواصل الودي بينهم وشجع المنافسة الودية، فالبيئة التنافسية الودية ستزيد من دافعهم للإنجاز، وقد تؤدي إلى زيادة العلاقات الودية بينهم.
كيف أحفز فريقي على العمل بجد؟
يُعد تحفيز الموظفين على العمل من الأمور المهمة التي تنعكس نتائجها على سير العمل وعلى نفسية الموظفين، فإذا كنت أحد أصحاب العمل ويقع على عاتقك الاهتمام بموظفيك ودعمهم فيمكنك تحفيزهم على العمل من خلال خلق بيئة عمل ودية تجذبهم للعمل والإنجاز، والثناء على أدائهم وإنجازاتهم، وتقديم المكافآت والحوافز والتي لا يُشترط أن تكون مادية بقدر أن تدخل السعادة إلى قلوبهم، وتشجيع المنافسة الودية بينهم من خلال مشاركتهم في المسابقات أو التحديات التي تؤدي إلى زيادة الصداقة الحميمة بينهم.
كيف أحافظ على علاقة جيدة مع صاحب العمل؟
يمكنك المحافظة على علاقتك بصاحب العمل من خلال التعرف على شخصيته عن طريق طرح بعض الأسئلة العامة عليه مثل أين نشأ وماذا درس وما هي هواياته، كما يمكنك التعرف على أسلوب عمله من خلال مراقبته في العمل، والتحدث إلى زملائك في العمل الذين يعملون في الشركة لفترة أطول منك لتتعرف أكثر على مديرك، وبالإضافة إلى ذلك فمن المهم أن تعلم طريقة الاتصال المفضلة لرئيسك في العمل، إذ إن لكل رئيس طريقة اتصال مختلفة عن الآخر لذا يُفضل أن تسأله عما إذا كان يفضل البقاء على اتصال من خلال الاجتماعات وجهًا لوجه أو عن طريق البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو الهاتف، وعليك أيضًا إظهار الاحترام له كونه يمتلك سلطة في الشركة أكثر منك، لذا تصرف باحترام تجاهه وانتبه إلى نبرة صوتك وكلماتك أثناء الحديث معه.