كيف يتعلم الأطفال التسامح في ظل التحول الرقمي؟

كيف يتعلم الأطفال التسامح في ظل التحول الرقمي؟
أصبح التحول الرقمي طوق نجاة لمواجهة أزمات عديدة خاصة بعد ظهور فيروس كورونا 19. ومن ضمن المجالات التي ظهر فيها دور التحول الرقمي بشكل فعال التعليم والتدريب، وإن كان الاهتمام بالجانب المعرفي ظل قائماً، ومازال المعلمون والقائمون على العملية التربوية والتعليمية يحذون حذوه. ومع هذا كله، مازالت هناك حاجة لتفعيل المجال الوجداني وبخاصة التسامح.
1- التسامح:
يمثل التسامح تقبل الآخرين وتقبل التعايش معهم بغض النظر عن الجنس والعرق، والاعتراف بالمساواة واحترام الآراء، وهو شجاعة وليس ضعفاً واستهانة يحفظ للآخرين حقوقهم، يحقق للفرد السعادة والهناء ويجعله أكثر قدرة على التكيف مع الآخرين وهو شرط لانتشار السلام، ومنه أنواع عديدة :الاجتماعي –الديني –العلمي – السياسي. ويتأثر التسامح بالثقافة الاجتماعية والتطور التكنولوجي؛ لذا أصبح نشره ضرورة مطلوبة من خلال قنوات تربوية مختلفة كالأسرة والمدرسة والإعلام والصحافة.
2- التحول الرقمي:
إن التحول الرقمي شمل مجالات متعددة ومنها التعليم، فأصبحت الخدمات التعليمية تقدم عن طريق الأساليب التكنولوجية الحديثة سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال المنصات التعليمية مثل ادمودو، برنامج زووم، ومواقع التواصل الاجتماعي… ولكن السؤال هنا هو: هل تقتصر هذه الوسائل على النقل المعرفي فقط للمعرفة؟ وهل يمكن الاستفادة منها في نشر القيم الأخلاقية وبخاصة التسامح؟
3- الأطفال وتنمية التسامح:
ترى أمل حسونة (2011) أن تدريب الطفل على تقويم نفسه وآرائه في المواقف المختلفة والإقرار بالخطأ والاعتذار للآخرين، بالإضافة إلى التعاطف والمبادرة سواء في علاقاته الواقعية أو في الألعاب التربوية من شأنه أن يحسن مستوى التسامح لديهم.
وأوصت دراسة محمد ماهر محمد (2016)، ونهلة محمد علي حماد (2019) على أنه لإكساب الأطفال التسامح لابد من تصميم أنشطة تربوية تمكنهم من العمل الجماعي والانخراط الفعلي في ثقافة التسامح مع ذويهم ومع المعلمة واستخدام قنوات الاتصال الفعالة والإيجابية القائمة على التسامح وإنتاج ألعاب تثقيفية، والاستفادة من الكتب المصورة وغير المصورة وتخصيص مساحة من موقع المدرسة على الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي للتوعية بأهم مبادئ حقوق الطفل وممارساته مع الآخرين.
4- إكساب الأطفال التسامح في ظل التحول الرقمي:
هناك دراسات استخدمت استراتيجيات تعلم وتقنيات حديثة لغرس قيم التسامح مثل: مواقع التواصل الاجتماعي لطلاب الجامعة في دراسة لطيفة عثمان ومنيرة عبد الرحمن المقرن (2013) وهالة فوزي عبد الفتاح (2020)، و القصص الرقمية في مادة الدراسات الاجتماعية لتحسين القيم الأخلاقية لطلاب المرحلة المتوسطة كدراسة إبراهيم بن مقحم المقحم (2018)، والصحافة الإلكترونية في دراسة ربا سلمان (2018) ودراسة إلهام عبد الحميد فرج، إيمان مصطفى موسى، وشادية عبد الحليم تمام (2019) التي استخدمت الرحلات المعرفية لتحسين التسامح للطلاب المعلمين.
من الملاحظ أنه يمكن تحسين التسامح من خلال التقنيات الحديثة؛ لذا نعرض بعض التوصيات لتفعيل التسامح والسلام من خلال تقتيات التعليم الرقمي:
- الكشف عن الاحتياجات التدريبية في إدارة التعلم الرقمي، والكشف عن القيم الأخلاقية في المناهج الدراسية لمرحلتي رياض الأطفال والصفوف الأولى.
- التنسيق بين الجهات المختلفة لإدارة ندوات لتوعية الأسر والمعلمين والقائمين على أمر ورعاية الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة عن القيم الأخلاقية كالتسامح تدار عن طريق المنصات التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعي، أو يمكن تسجيلها ونشرها على اليويتوب أو التليجرام.
- مشاركة الطالب الفعالة وسعيه للتعلم الذاتي والبحث عن الحقائق من خلال المناهج الدراسية من خلال استراتيجيات التعلم النشط الإلكترونية.
- التعزيز باستخدام شهادات التقدير الإلكترونية والمتوفرة في برنامج التميز.
- تدريب التلاميذ على إلقاء كلمات تعبر عن التسامح ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمدرستهم أو المنصات التعليمية.
- تفعيل الدور الرقابي على مواقع التواصل الاجتماعي والسيطرة القانونية لاتخاذ سياسة فاعلة للحفاظ على القيم.
ختاما:
لن ترجع الحياة للوراء فقد أصبحنا في عهد جديد يتميز بالانفتاح والممارسات الرقمية في الحياة اليومية وأطفالنا خلقوا لزمن غير زماننا فهم خلقوا لعصر التطور التكنولوجي ولكن علينا أن نسكتشف مزايا التطوير التكنولوجي لتنشئة اجتماعية سليمة لأبنائنا.
وش اسوي