التعريف بريادة الأعمال
ريادة الأعمال هي تطوير المشاريع التجارية الصغيرة والتأكد من قدرة روادها على تنظيمها آخذين بعين الاعتبار أهم حيثية ريادة الأعمال وهي المخاطرة، فالمخاطرة إما أن تكون ناتجة من نقص تمويل المشروع، أو التوجه لاتخاذ قرارات من شأنها إفشال المشروع، وبالتالي فريادة الأعمال تحتاج لأن يتقن روادها العديد من المهارات سنأتي على ذكرها لاحقًا، والتي من شأنها أن تخفض المخاطر قدر المستطاع والحصول على أعلى عائد ممكن، فمن الضروري أن تضيف ريادة الأعمال وتحقق قيمة مضافة تتمثل بزيادة ثروة روادها الأمر الذي ينعكس على زيادة ثروتهم وبالتالي المجتمع الذي ينتمي له رائد الأعمال، فرائد الأعمال هو من يتحمل مسؤولية من يستمثر موارده الخاصة أو يحصل على رأس ماله من مصادر أخرى، وعليه فالفشل أو النجاح يعود عليه بالدرجة الأولى، وهنا يكمن الفرق بين من يبدأ بمشروع يخصه مباشرة أي أن يكون رائدًا فيه، وبين المدير الذي يدير مشروعًا يكون أحد عناصره البشرية ويتقاضى أجرًا مقابل خدماته، وبالتالي فهو لا يتحمل مسؤولية النجاح أو الفشل للمشروع.
ريادة الأعمال ومن يمارسها تتميز بالمجازفة، ولها العديد من القيم المضافة ودور أساسي في النهوض باقتصاد البلاد، ولذلك نجد أن هناك توجهًا عالميًا لا سيما في الدول النامية لتشجيع ريادة الأعمال وتقديم الدعم اللازم من خلال العديد من مؤسسات المجتمع المدني، إذ تسعى هذه المؤسسات لإعادة تشغيل للمشروع الريادي، وقد يكون على شكل مبلغ مالي أو معدات للبدء بمشروعات روادها التي يأملون بأن تكون من المشاريع الهامة مستقبلًا، ولا بد أن المشاريع الريادية تحمل في طياتها الأفكار الجديدة التي يحتاجها سوق العمل، فقد تكون منتجات جديدة يفتقدها المجتمع سواء أكانت منتجات سلعية أو خدماتية، وما شهدناه من تطور كبير طرأ على معظم مجتمعات العالم ما هو إلا نتيجة للتفكير في مشاريع ريادية تخرج بمنتجات جديدة وفريدة، ومع مرور الوقت أصبحت هذه المنتجات ضرورة من ضرورات الحياة للعديد من المجتمعات، فحصل التقدم في العديد من المجالات العملية والتكنولوجية والثقافية الناتجة عن هذا التوجه.
مفهوم رواد الأعمال
رواد تعود لأصلها “رائد” في اللغة، وهو من كان يتقدم قومه ليرشدهم، أما في عالم الأعمال فالريادي Entrepreneur استخدم عند الفرنسيين في القرن السادس عشر، إذ كان يشير إلى المخاطر التي رافقت الأعمال الاستكشافية آنذاك، وفي القرن السابع عشر بدأ استخدام مفهوم الشخص الريادي في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، فأصبح يشير إلى من له القدرة على مزج عناصر الإنتاج للخروج بقيم تضاف للاقتصاد والمجتمعات لم تكن قد خرجت بهذه النتائج من قبل، ولكن مع التطور السريع وظهور الوسائل الحديثة في جميع المجالات أصبحت الأفكار الريادية أكثف وأسرع من ذي قبل
التوجه العالمي لريادة الأعمال وأهميتها
أصبح توجه العالم مؤخرًا يعتقد بأن ريادة الأعمال هي من تُغير العالم، وقد انتشر هذا المفهوم بين فئة الشباب حول العالم خصوصًا في الدول النامية أو ما يسمى بالعالم الثالث لإدراك أهميتها وما تضيفه للاقتصاد المحلي والدولي لبلادهم، فقد بينت احصائيات الدراسات المستفيضة في مجال ريادة الأعمال أن هذه مشاريع تسهم في تحسين الاقتصاد، والأهم من ذلك خلق فرص عمل للعديد من الفئات الشابة التي كانت ضمن قوائم العاطلين عن العمل، أي أنها تقلل من نسب البطالة يصورة ملحوظة، وما تضيفه من ضخ سلع وخدمات متنوعة وبكميات تلبي حاجة السوق منها، مما يعزز من النمو وزيادة الرفاهية للمجتمعات، وبما أنها أفكار مبتكرة لمشاريع تبدأ صغيرة وتنمو شيئًا فشيئًا، فهي تساعد أيضًا في نمو وتطوير سبل البحث والتطوير في الدول التي تتبناها، وبالتالي تتكون في مراكز هذه الدول وجامعاتها بنوك للمعلومات والاحصائيات التي أنتجتها هذه الأفكار الريادية، وبينت دراسة ميدانية أجراها أفادت بأن 64% من رواد الأعمال يؤمنون بأن لهم دورًا مجتمعيًا واقتصاديًا هامًا، وأن الذين نجحوا في مشاريهم ستكون لهم فرصة أخرى تزيد بنسبة 30% بنجاحهم في المشاريع الأخرى، كما بينت الدراسة بأن حوالي 50% من رواد الأعمال من فئة النساء توجهوا للأعمال التي ترتبط بحل الخدمات الاجتماعية، أما مستقبلًا فإن التوجه لريادة الأعمال كرؤية تضعها العديد من الدول في عام 2030م تهدف إلى نشر المزيد من ثقافة ريادة الأعمال ضمن خطة متكاملة بمساعدة العديد من المؤسسات المدنية والصناعية والتجارية لكي تصبح هذه الثقافة أحد مفاهيم فئات الشباب في مجتمعاتهم .
مهارات ريادة الأعمال
يحتاج رواد الأعمال لامتلاك العديد من المهارات التي ستساعدهم في تحقيق أهدافهم لنيل النجاح في مشروعاتهم،إذ لا تحتاج هذه الفئات لدرجات عملية عالية بقدر ما تحتاج لاستيعاب وممارسة العديد من المهارات التي نوردها فيما يأتي:
- التخطيط: لعملية التخطيط لريادة الأعمال خصوصية تخطيطية تتناسب مع طبيعة الفكرة الإبداعية التي يسعى رواد الأعمال لتحقيقها، إذ يركز تخطيطهم كمهارة هامة في عملهم على تخطيط تنفيذ المهام التي لها أولوية ومن شأنها إحداث الفروق الواضحة في عملهم مستقبلًا، فلا يجب أن تنال المهام الأقل قيمة جهدًا على حساب الأعمال الأهم في قيمتها، إذ يُطبق هذا الشكل من أشكال التخطيط بوضع الخطط وإنجازها التي تمتاز بالإنتاج الفوري للمهام التي تحدث الفرق الواضح في المشروع الريادي، وتزامنًا مع تأجيل المهام الأخرى التي تُفوض لجهات أو أشخاص لهم الخبرة الكافية في إنجازها مستقبلًا.
- إدارة الوقت:إدارة الوقت من القضايا التي تحتاجها جميع فئات المجتمع في جميع الأعمال التي يقومون بها، وفي حال كانت هذه الأعمال تحتاج لاستثمار الوقت على أكمل وجه كي لا يضيع الوقت في أمور ثانوية ليس لها أهمية كبيرة في إنجاح المشروع أو إفشاله، ففي المشاريع الريادية يجب استثمار الوقت وعدم انفاقه كما يقول “ستيفن كوفي”، وعليه يجب التركيز في استثماره على ثلاث قضايا هي: تخطيط الأفكار التي هي المنبع الأساسي للفكرة الريادية المنوي القيام بها، والبحث عن الأشخاص أو المؤسسات ذات العلاقة بالمشروع الريادي، أي التركيز على العلاقات الداخلية والخارجية، وأخيرًا استثمار الوقت في العمليات الإجرائية أي التنفيذ.
- إدارة المخاطر: تتميز المشاريع الريادية عن غيرها كونها مشاريع تسعى للوصول إلى القمة من البداية، وبالتالي فإن تحديد المخاطر المحتملة والتحوط منها يشكل عاملًا هامًا لنجاح أو فشل المشروع، فالتحديات ستواجه أي مشروع ريادي، ولكن البطولة تحديدها ووضع البدائل المبتكرة لمواجهتها أو التخفيف من حدتها، وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات أهمها تقيم الوضع التنافسي من خلال نظرة العملاء على سبيل المثال لا الحصر، وأخيرًا فإن المهارات المكتسبة لمواجهة المخاطر تعتمد على وضع الفروض المحتملة للمخاطر، وبالتالي فهي تحتاج إلى تخطيط مسبق والتصرف السليم والسريع بناءً على البدائل المخطط لها .
- التواصل: يحتاج رواد الأعمال إلى شبكة اتصال وتواصل مع جميع الفئات الذين ستتعامل معهم الشركة حاضرًا ومستقبلًا، أي ما يُسمى بالـ Stack holders الخاصين بأي شركة من موظفين وجهات مؤثرة وموردين ومنافسين وغيرها، وبالتالي فرواد الأعمال لابد لهم من امتلاك مهارات التواصل مع هذه الفئات، إذ يأتي ذلك من خلال العديد من التدريبات التي يجب عليهم تعلمها، مثل؛ كيفية الاستماع للآخرين، الإيجاز في الحديث، تعلم لغة الجسد واتقانها وغيرها.