العمل والتوتر
هل تعاني من التوتر في عملك؟ يشهد العالم اليوم اضطرابات اقتصادية مختلفة أدت إلى تقليص حجم الكثير من الأعمال، وتسريح العديد من العاملين، وإفلاس مئات الآلاف منهم، كما أن ملايين العاملين حصلوا على مهام غير مناسبة في شركاتهم، وعلى الرغم من كافة الضغوط التي يتعرض لها العمال، ظهرت مجموعة جديدة من الضغوط؛ كتعيين رؤساء جدد، ومراقبة الإنتاجية من خلال الكاميرات، إلى جانب تقليل الفوائد الصحية وفوائد التقاعد الممنوحة للعاملين، والعمل لفترات أطول وجهد أكبر للحصول على ذات المدخول الاقتصادي، ومع كافة الضغوط السابقة قد تتعرض للتوتر والقلق، وقد تلجأ إلى تحديث سيرتك الذاتية مرارًا وتكرارًا خشية فقدانك لوظيفتك، وبالتالي تدهور وضعك الاقتصادي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مما يؤدي إلى إصابتك بأمراض جسدية، ويزيد لديك الشعور بالقلق، والاكتئاب، ومن الجدير ذكره أن فقدانك لوظيفتك سيؤثر بلا شك على نمط الحياة الخاصة بك وسيزيد من مستويات التوتر لديك.
ما هي الوظائف الأقل تسببًا للتوتر؟
تتوفر طريقتان لقياس التوتر لديك؛ أحدها الاختبارات الفسيولوجية، والأخرى الاستبيانات النفسية، والمقصود بالاختبارات الفسيولوجية مراقبة معدل ضربات قلبك، وضغط الدم، وهرمونات التوتر لديك، ويختلف مستوى التوتر لديك عن الآخرين وفقًا لشخصياتهم واهتماماتهم على الرغم من اتفاق غالبية العاملين على مجموعة أمور تخفف من حدة التوتر؛ كالمرونة، والأجور العادلة، والبيئات قليلة الضغط وما إلى ذلك، وفي حال كانت وظيفتك تسبب لك المزيد من التوتر والضغط النفسي، عليك محاولة تغييرها جاهدًا لوظيفة أقل تسببًا للتوتر حفاظًا على صحتك، وفيما يلي جملة من الوظائف الأقل تسببًا للتوتر:
- مختصو السمع: مهمة هذا المختص تشخيص المشاكل السمعية التي تعاني منها، خاصة مشاكل الأذن الداخلية، ولا تتطلب هذه الوظيفة سوى بيئة هادئة بعيدة عن الضجيج، مما يجعلها وظيفة قليلة التوتر مريحة جسديًا وذهنيًا، ومختصو السمع عادةً ما يعالجون فئة كبار السن، إذ إن ازدياد أعمار الناس من حولك يزيد من الطلب على هذه المهنة.
- أخصائي التدليك: تتميز هذه الوظيفة بكونها مرتفعة الأجر ومنخفضة التوتر في ذات الوقت، وهي شائعة للغاية في أستراليا، ويتميز أخصائي التدليك بالموازنة الكبيرة بين الحياة الشخصية والعمل، مما يساهم في تخفيف الضغوط وبالتالي تقليل مستويات التوتر.
- عالم الأرصاد الجوية: يهتم أخصائي الأرصاد الجوية بوضع توقعات يومية للطقس من خلال مبادئ علمية خاصة، وهي وظيفة قليلة التوتر لأنها بعيدة عن الأنظار وذات بيئة هادئة.
- صانع المجوهرات: يهتم صانعو المجوهرات بصقل المجوهرات وتلميعها وتثبيتها، وهي إحدى أقل الوظائف إرهاقًا، وذلك لأنها تتطلب إنجاز مشروع واحد في وقت واحد والتركيز عليه، مما يخفف ضغط العمل عليك كمختص في صناعة الجواهر وبالتالي تقليل مستويات التوتر لديك، وبالإضافة إلى ذلك يحصل صاحب هذه المهنة على قدر كبير من الأموال.
- وظائف أخرى: أخصائي النطق، أخصائي تصوير طبي تشخيصي، عالم سياسي، عالم الهيدرولوجيا، فلاح، كوافير، تاجر عبر الإنترنت، كاتب تقني، محاسب، مترجم، فني هندسة الصوت، مهندس طب حيوي، فني مختبر طبي، مهندس قواعد البيانات، محلل في تكنولوجيا المعلومات، طبيب جلدية، وغيرها.
لتتجنبها: ما هي الوظائف الأكثر تسببًا للتوتر؟
يظهر التوتر في جزء كبير من حياتك وخاصة المهنية، ولعلك تعتقد كغيرك أن وظيفتك هي الوظيفة الأكثر إرهاقًا وتوترًا في العالم، لكن الأمر يعتمد على مجموعة عوامل لتحديد ذلك، و إليك مجموعة لأبرز الوظائف التي تعد من أكثر الوظائف التي قد تسبب لك التوتر:
- الحكم الرياضي: يتعرض الحكم الرياضي إلى نسبة كبيرة من التوتر خلال أداء وظيفته، ويتناوب على هذا الأمر كل من الجمهور واللاعبين ومستوى المباراة وحساسيتها وما إلى ذلك، إلى جانب بعض الإساءات اللفظية التي تزيد الأمر سوءًا، ويُعد السفر أحد أجزاء هذه المهنة، مما يسبب لك المزيد من الإرهاق والتوتر.
- موظف خدمة العملاء: يظن البعض أن جلوسك في المكتب والتحدث إلى الناس طوال اليوم أمر سهل ومريح، إلا أن تعاملك مع العملاء والزبائن الغاضبين يزيد من مستوى التوتر لديك، ومع التفكير بكافة الالتزامات في نهاية الشهر ستشعر بالمزيد من الإجهاد والإرهاق.
- مستشار الصحة العقلية: قد يكون عملك كمستشار للصحة العقلية عمل مرهق للغاية، فأنت بحاجة لأن تتمتع بطبيعة هادئة لتهدئة الآخرين لإنجاز عملك بطريقة صحيحة، كما أن عليك تحمل أعباء العمل الثقيلة لمساعدة المرضى على التحسن والانتقال من حالتهم إلى حالة صحية أفضل، ويمكن للمرضى في كثير من الأحيان أن يكونوا سيئين لفظيًا مما يجعلك تتوتر كثيرًا.
- الأخصائي الاجتماعي: يجهل الأخصائيون الاجتماعيون طبيعة أعمالهم في البداية، لكن مع ممارستهم لها سيدركون أنهم مجبرون على التعامل مع كبار السن والأطفال والمرضى الذي يعانون من أمراض عقلية وصحية، وإن التأخر في العمل لساعات طويلة في عمل الأخصائي الاجتماعي يؤثر على صحة هؤلاء الأشخاص وحياتهم الشخصية، وبالتالي تعرضهم للضغوطات والتوتر وجملة من المشاعر السلبية.
- المسعف: لا بد أنك تعلم بأن الصعوبات العاطفية تلازم عملك كمسعف، بالإضافة للإرهاق البدني والنفسي وما إلى ذلك من الصعوبات التي تواجهك، وتهتم بحكم وظيفتك بالاستجابة السريعة للظروف الطارئة، مما يزيد من مستوى التوتر لديك كثيرًا، ووفقًا لمقال نُشر سابقًا في صحيفة الغارديان، كتبه أحد المسعفين الحاليين العاملين في NHS قال فيه: “إن 4 من أصل 30 مسعف يعملون في محطة الإسعاف التي أعمل بها يعانون من الإرهاق والتوتر خلال السنوات القليلة الماضية، إذ إنهم لم يتمكنوا من الاستمرار في العمل لنوبات عمل أخرى”.
- المحامي: تتميز شخصية المحامي عادةً بكونها شخصية تتحمل الضغط الإضافي، والتعامل مع المواقف الصعبة، إلى جانب التعامل مع الكثير من الشخصيات، وإن طبيعة عملك كمحامٍ يتطلب منك الفوز في الدعاوي القضائية مع ساعات العمل الطويلة والتي ستترك في نفسك الكثير من مشاعر التوتر والقلق، وما إلى ذلك.
- الطبيب الجراح: يمارس الجراحون أعمالهم تحت ظروف عمل صعبة للغاية يتخللها الضغط النفسي الشديد، وينتج عن ذلك الخوف والتوتر من بعض النتائج غير المتوقعة، إلى جانب الوقوع بالأخطاء الفادحة مما يغير سير النتائج كافة، لذا تأكد من امتلاكك القوة النفسية الكافية التي تؤهلك للخوض في هذه المهنة.
- المذيع: يوكل إليك من خلال مهمتك كمذيع نشر الأخبار العاجلة والإعلان عن بعض الأخبار عبر التلفاز أو الراديو أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، وبحكم رؤية المشاهد لصورتك أو سماع صوتك عليك التأكد من قدرتك على التحكم بردود أفعالك، كما أن عليك التحدث ضمن بروتوكول معين متفق عليه، الأمر الذي من شأنه أن يزيد نسبة التوتر لديك.
- الطيار: فكونك مسؤول عن أرواح مئات الركّاب ستكون في إرهاق وتوتر مستمر، وتُعد وظيفتك كطيار إحدى أكثر الوظائف توترًا على مستوى العالم، إذ إن المكوث لساعات طويلة في الهواء يُشعِرُك بالإرهاق النفسي والتوتر.