المشاريع الخاصة
عندما يصبح الشغف والطموح في أعلى مراتبه، ويتبلور هدفك في الحياة، وما تريد أن تفعله جليًا، ثمّ تفكر حينها بأنه حان الوقت لتحقق ما تصبو إليه، فيصبح ما تتبناه من أفكار خطوات عملية له أبعاده الثلاثية، فمشروعك الشخصي بات يلوح في الأفق القريب، فتُترجم اهتماماتك لخطط مكتوبة، وتصبح أهدافك خطوات ملموسة، ولكن عليك أن تركز بدقة ولا تشتت فكرة مشروعك، وأن تبقى ضمن مجال واحد، ولربما وجب التنوبه أن تكون الفكرة في حد ذاتها قابلة للتطبيق، فتصبح حينها جميع مهاراتك من تخطيط وتنظيم للوقت وتسقط جميع قدراتك نحو مشروعك، كما يتطلب بناء مشروعك التفرغ التام له، وإدارته بإحكام وخطّة مُفصّلة.
متى يجب أن تبدأ مشروعك الخاص؟
بداية عليك أن تسأل نفسك هل أنا مستعد بالفعل للبدء بمشروعي الشخصي؟ هل سأبقى في عملي الحالي وفي ذات الوقت أبدأ بمشروعي؟ أو هل هناك أي سفر مخطط له؟ كل تلك الأسئلة وغيرها عليك الإجابة عليها بكل صراحة وموضوعية، فالبدء بمشروع شخصي لا يحتاج تشويشًا أو الشعور بأي اضطراب، بل يحتاج إلى التركيز والتركيز فحسب، كما عليك أن تكون متفرغًا له، فتبدأ بقوة وهمة عالية، وقدرة على تحمل ضغوطات وإرهاق عمل جديد وتأسيسه بالطريقة الصحيحة، فمسألة الوقت الصحيح لتأسيس مشروع خاص لا ترتبط بعمرك مطلقًا، وإنما بقدرتك واستعدادك لذلك.
والسؤال بمتى ليس بالضرورة أن يرتبط بإجابة رقمية؛ أي أن تدل على ساعة محددة أو عمر معين، بل لربما يشير إلى توفر بعض السمات والصفات الشخصية من عدمها، فهل أنت مستعد لكي تصبح من رجال الأعمال أو التجار حتى، فإن كانت إجابتك النفي، فعليك إذن الانتظار حال توفرها بل والعمل على ايجادها وتنميتها، كما يجب توفر المهارات التسويقية والتنظمية والأهم من ذلك المهارات الإدارية والقيادية، ومن منظور آخر هل أنت مستعد من الناحية المالية؟ إذ يعد هذا الجانب من أهم ركائز البدء بمشروع خاص، أم هل تريد أن تقترض أو أن تعتمد على أحد مصادر التمويل
كما عليك أن تضع في الحسبان كيف لهذا المشروع أن يؤثر بطريقة مباشرة على العائلة وبالأخص إن كنت متزوجًا، فهكذا مشاريع تحتاج وقتًا كبيرًا والتزامًا عاليًا على مدى عدة سنوات، وبالتالي قد يؤثر على تلك العلاقات ومن الممكن أن يؤثر سلبًا عليها، ولتكن أكثر ذكاءً؛ أشرك أفرادًا من عائلتك كزوجتك أو أبنائك فيه، ليصبح حجم الضغط أقل بكثير، وعليك أن تكون جريئًا وعازمًا لإيجاد اللحظة المثالية لبدء مشروعك، ففي كل مرة تفكر في الوقت المناسب ستظهر أمامك العديد من المعيقات وما يستوجب التأخير لأجله، فاصنع أنت الوقت المناسب حتى لا تنتظر وتؤجل للأبد.
مخاوف عليك التغلب عليها لتبدأ مشروعك الخاص
لم تسأل نفسك وأنت لا زلت جالسا في مكانك، لماذا هناك آخر يعمل ويجتهد ويقطف ثمار أتعابه وأنت لا زلت تخطّ مسودة متبوعة بأخرى لمشروعك الشخصي؟! مع تفهّم التنوع في القدرات والمهارات ولربما في الظروف، فهناك من يريد فقط أن يعيش بهدوء وله ذلك بينما آخر في ذات الوقت تراه منهكمًا لا يكلّ ولا يملّ، ونوع ثالث تراه مترددًا خائفًا لا يعلم من أين ولا كيف يبدأ، ولذلك كان لا بدّ من تحديد هذه المخاوف بدقة ليسهل عليك تجاوزها إن كنت تعاني منها أو من إحداها:
- جهلك لنقطة البداية: لعلّ هذه هي النقطة الأصعب فعلًا، ولكن يجب عليك أن تتخطاها، وذلك من خلال البحث عن مشاريع مشابهة ومعرفة الطريقة التي انتهجها أصحابها لبلوغ أهدافهم، ولربما عليك طلب مشورتهم ونصيحتهم إن أمكن ذلك.
- قلة الخبرة: من الطبيعي أن تكون قليل خبرة في مجال عملك الجديد، فلا تقلق أن تعلم بشكل كاف عن منتجك أو ما تقدمه من خدمات تؤهلك لحل معظم المشكلات التي قد تواجهك، ولكن عليك الاستمرار في التعلم فلا عيب في ذلك ابدًا.
- عدم توفر التمويل: من أبرز ما يسبب المخاوف لدى صاحب المشروع عدم توفر التمويل، أو توفر جزء منه فقط، ولكن العديد من المؤسسات والبنوك تقدم برامج تمويلية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أو من الممكن جذب مستثمر للمشروع.
- عدم الاقتناع بصاحب العمل: لربما من الأحكام المغرضة للبعض في المجتمع التعامل بالشكليات والمظاهر، فتراه يحكم عليك بسبب طولك، أو شكلك، أو عرقك، أو لأي سبب كان ولكن إن كنت مؤمنًا حقًا بنفسك وبفكرتك، وتتحلى بأخلاقيات ورواسخ العمل فسوف يتفاعلون بشكل جيد معها نهايةً.
- عدم تقدير خدمتك أو منتجك: الخوف من عدم تحقيق العائد المخطط له من قبل الزبائن أمر مقلق، فأولًا وأخيرًا جمهورك هو الحكم وعليك السعي لإرضائه جاهدًا، كما يجب ألّا تنتظر مجيئهم إليك، بل اذهب أنت إليهم من خلال خطط تسويقة إبداعية.
- ضياع الأسرة: لا تبن مشروعك على حساب أسرتك، فحمايتها وتأكيدك على أنك تفعل ذلك لأجلهم، وإشاركهم ببعض عملك سوف يخفف من وطأة الأمر لديك ولديهم.
- انتظار الربح: من صفات رائد الأعمال أنه مجازف، وله قلب قوي، فمن الطبيعي أن يجازف في ماله، ومن المؤكد أنه يفعل ذلك ليسترده مع أرباحه بسرعة، لكن عليك بالتريث قليلًا، لأنك إن تركت عملك قبل أن تجني الربح، لن تجنيه حينها أبدًا، وما عليك فعله هو الاستمرار في العمل فقط.
نصائح قبل أن تبدأ مشروعك الخاص
عليك أن تعرف بعض النصائح والتوجيهات لعلها تكون سببًا في تحفيزك للبدء بمشروعك الخاص:
- يجب أن تعلم أن لديك ما يكفي من الوقت، فمن أنجز في حياته يمتلك ذات الوقت الذي تمتلكه، فاستعد وكن لحوحًا على مطلبك.
- يتوفر لديك بعض المال؛ إذن أنت من رجال الأعمال الأذكياء، والذين يحققون المزيد، بمصادر وموارد أقل من المال، والوقت، أو حتى الموظفين، فقط عليك بمواجهة الأمر فإن توفر التمويل كان رائعًا، وإن لم يتوفر فابدأ برسم خطة تتلاءم مع مواردك، ولا تتخلى عن حلمك مطلقًا.
- تحلّى بالشجاعة؛ ولكن اعلم أن شعورك بالخوف طبيعي، فاستثمره لصالحك لا عليك، ومن الجميل أن تكون راضيًا، لكن انتبه فالرضا يثبط من العزيمة ويبعد الإنجاز.
- حاول أن تستثمر جميع وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، ولربما عليك وضع قائمة من الأشخاص والمسؤولين الذين من الممكن أن يساعدوك في مشروعك، وتبدأ بالتواصل معهم، ولكن لا تنتظر الإجابة من الجميع.
- قلّد ما هو موجود وأضف ميزة تنافسية جديدة، فأنت لم تتأخر أبدًا، فهناك العديد من الناجحين كرروا أفكار غيرهم، لكن ابتكروا عليها.
- كن صاحب كلمة، وأثر على الناس، ووجه كلماتك إلى أصحابها، وإن وجدتهم لا يستمعون فاعلم أن الخلل في الرسالة أو في كيفية إيصالها، ليس بهم.
- كف عن الشكوى لعدم امتلاكك المعرفة والمهارة، فهما يكتسبان اكتسابًا ولا تجدهم على قارعة الطريق، عليك بالبحث والعمل والاجتهاد.
- اشكِ لنفسك عن المشاكل المحيطة بك، فتلك المشاكل التي تولد الأفكار من خلال إيجاد حلول لها، وتذكر أن معظم المشاريع أُسست على كلمة أفضل، وليس على كلمة جديدة، فهذا بالطبع أسهل بكثير.
- تحمّل المخاطر، فلربما تجعلك أقوى وأصلب.
- توقف عن انتظار الكمال، فهو غير موجود مع أهمية السعي للتحسين المستمر، لكن انتبه بغية التطوير لا لتلقى استحسان الغير.
- افعل الشيء ذاته بشكل مختلف، ومدد نفسك أكثر ستجد مناطق أكثر للراحة، ولا تتخلّ عن مبادئك لأجل التغيير، وإنما تلك الأمور التي اعتدت على فعلها فقط لأنك مرتاح هكذا وتجد نفسك بأمان.
- لا تضمن نجاحك، وضع احتمال الفشل نصب عينيك، فقط عليك أن تؤمن بنفسك ولا تخف من ذلك، بل اسع واجتهد.
- اجعل خطواتك فردية فلا تقفز مرة وتتأذى، وقسّم هدفك إلى مجموعة من الأهداف ليسهل عليك تحقيقها، وفكر في نهاية المطاف.
- اجعل الأمور أكثر سلاسة، ولا تأخذ بتعقيدها فيصعب عليك تنفيذها، وتعلق هناك وتفتر الهمة، ويقل الحماس، فيمكنك إنجاز عملك في غضون ساعات قليلة حينها.