ما المقصود بالخدمة؟
يشير مفهوم الخدمة أو الخدمات Services إلى الأعمال الاقتصادية التي لا تمتلك طبيعة مادية يمكن الإحساس بها، وهي أنشطة يقوم بها الأفراد والشركات لأجلك، على عكس البضائع المادية التي تشتريها ويُمكنك لمسها والإحساس بها، وهذا يعني أن تقديم الخدمات لا يعني بالضرورة جلب شيء مادي جديد لمنحه للناس أو الزبائن، ومن بين أشهر الخدمات الموجودة في المجتمعات الإنسانية كل من الخدمات الصحية، وخدمات البنوك، والخدمات التعليمية، وخدمات النقل، وغيرها من الأمور التي لا تزود أو تمنح العملاء أو الزبائن أشياء مادية ملموسة، لكنها تبقى مهمة كثيرًا لحياتهم العملية، ومن الجدير بالذكر فإن قطاع الخدمات تطور كثيرًا في الآونة الأخيرة وأصبح يحوز على حصة أكبر في الاقتصاد بنسبة فاقت حصص القطاعات الصناعية والزراعية التي كانت هي السائدة في الماضي.
خصائص الخدمات
تتمتع الخدمات بخواص وميزات كثيرة في عالم الاقتصاد، من أهمها الآتي:
- غير ملموسة: لا يُمكن تذوق، أو شم، أو رؤية الخدمات مباشرةً، كما لن يكون بوسع المستهلك أو العميل أن يشعر بالخدمة المُقدَّمة له إلا بعد الانتهاء من تقديمها، وهذا بالطبع يخلق الكثير من المشكلات المتعلقة بكيفية فهم الخدمة المُقدَّمة للعميل، لكن يبقى هنالك آليات كثيرة لقياس مستوى الخدمات وجودتها.
- التلازمية: المقصود بهذا الأمر هو تلازم تقديم الخدمة مع إنتاجها بعد بيعها مباشرة، بعكس البضائع المادية، التي يجب إنتاجها أولًا، ثم تخزينها، ومن ثم بيعها، كما أن الكثير من الخدمات تستوجب وجود العملاء أو الزبائن شخصيًا للاستفادة منها؛ كالخدمات الفندقية أو خدمات الاستشارة القانونية، وهذا يجعل من الواجب تلازم وجود العملاء من أجل إظهار هذه الخدمات.
- قابلية التغيير: يمكن أن تتغيّر نفس الخدمة التي تحصل عليها وفقًا للجهة المُقدِّمة لها، وموعد تقديمها، وكيفية تقديمها أيضًا، وهذا الأمر يظهر بوضوح في خدمات الطيران؛ فعلى الرغم من أن شركات الطيران تقدم جميعها نفس الخدمة، إلا أن بعضها يمتاز باحترام أكبر للمواعيد ولديهم موظفين أكثر تعاونًا مع الزبائن.
- الزوال: من المستحيل تخزين الخدمات لاستخدامها لاحقًا، وهذا ما يجعلها عرضة للفناء أو الزوال في حال عدم استخدامها في وقتها، كما أن زيادة الطلب على خدمات معينة قد يكون من الصعب التعامل معه؛ لأن الخدمات لا يُمكن تخزينها في مستودع أو حفظها لوقت الحاجة كما هو حال البضائع المادية.
- التباين: يصعب على مُقدمي الخدمات تزويد جميع عملائهم بنفس المستوى من الجودة دائمًا على الرغم من تركيزهم على خدمات معينة، وهذا يعني أن هنالك تباينًا في الخدمات المُقدَّمة للزبائن على الرغم من رغبة مقدمي الخدمات بتقديم نفس الخدمة وبنفس الجودة لجميع الزبائن.
- الافتقار للملكية: بوسعك كعميل أو زبون استخدام الخدمات لكن لن يكون بوسعك الاحتفاظ بملكية هذه الخدمات؛ فمثلًا يمكنك المكوث على أسرة الفنادق والمستشفيات، لكن لن يكون بوسعك الادعاء بأنك تمتلك أسرة هذه الفنادق أو المستشفيات، وهذا باختصار يعني أن الزبائن بوسعهم الاستفادة من الخدمات مؤقتًا وليس امتلاكها للأبد.
ما أنواع الخدمات؟
هنالك أنواع كثيرة ومتنوعة من الخدمات المفيدة التي تقدمها الشركات والأفراد، ومن الجدير بالذكر فإن هنالك فرع منفصل في الاقتصاد الدولي بات يُعرف باسم “اقتصاد الخدمات”، الذي يهتم بقطاع الخدمات في دول العالم وكيفية الاستفادة منها، وعلى العموم فإن أهم أنواع الخدمات قد تتضمن الآتي:
- خدمات التصميم، بما في ذلك التصاميم المادية أو التصاميم الرقمية.
- خدمات التسويق والإعلان.
- الخدمات التجارية؛ كخدمات الدفع الالكتروني.
- خدمات البرمجة والحوسبة.
- خدمات الصحافة والمعلومات، التي تتضمن خدمات الاشتراك بالمحطات الإعلامية أو قراءة الكتب الإلكترونية مقابل اشتراك شهري.
- الخدمات الترفيهية؛ كألعاب الفيديو والأفلام السنيمائية.
- خدمات المطاعم، التي تقدم الطعام والشراب.
- الخدمات الليلية، التي يلجأ إليها الناس لقضاء ساعات الليل؛ كخدمات الأوبرا مثلًا.
- الخدمات الثقافية، التي باتت تتخذ طابعًا جديدًا وأصبح بعضها خدمات اشتراك شهرية أيضًا؛ كخدمة الاشتراك للاستماع للموسيقى مثلًا.
- خدمات النوادي الرياضية أو اشتراكات حدائق الملاهي.
- الخدمات المتعلقة بالمنتجات؛ كخدمات الدعم والصيانة.
- خدمات النقل؛ كخدمة القطار السريع.
- الخدمات العامة؛ مثل خدمات التعليم وخدمات الصحة.
- الخدمات غير الربحية، التي تقدمها المنظمات غير الربحية لغرض القيام بالأمور الحسنة؛ كإطعام الفقراء.
- الخدمات المهنية، التي يمنح الأفراد بموجبها وقتهم وأعمالهم المهنية كخدمة للآخرين.
- الخدمات المالية، التي تتضمن خدمات اقتراض المال أو تحويل العملات.
- خدمات التأمين، التي تتحمل جزءًا من المخاطرة مقابل دفع قيمة مالية معينة.
- الخدمات الإنشائية والصيانة المعمارية.