مفهوم العولمة
تُعرّف العولمة بأنها عملية التكامل الدولي الناشئة عن تبادل عدّة أمور: المنتجات، وجهات النظر، الثقافات العالمية، الأفراد وغيرها، أمّا من وجهة نظر الاقتصاديين فتعرف بأنها الزيادة في التجارة العالمية للسلع، والتكنولوجيا، ورأس المال، والخدمات، وعُرف هذا النمو التجاري بين الدول المُتقدّمة في الاقتصاد والصناعة مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ويرجع هذا النمو لأن العولمة ساعدت التجارة العالمية على تخفيض تكلفة النقل التي أدت إلى انخفاض التكاليف التجارية، كما ساعدت في إزالة العديد من الحواجز بفعل التطور التكنولوجي، إضافة إلى مساعدتها للسياسات الاقتصادية الليبرالية على تقليل الحواجز السياسية أمام التجارة.
أسباب ظهور العولمة
ساعدت عدّة أسباب في ظهور العولمة، فالتطورات التكنولوجية وتطور وسائل النقل والتجارة الدولية سمحت للشركات في جميع أنحاء العالم بإتمام عملية التبادل التجاري للسلع والخدمات بسهولة وسرعة وتكلفة أقل، بالإضافة إلى إمكانية وصول الفرد إلى منتجاتهم بسهولة وسرعة في أي وقت، كما ساعد التطور في مجالات الاتصال والإنترنت الشركات والأفراد على حدٍّ سواء من مشاركة المعلومات والمنتجات، وللتطورات التي طرأت على وسائل النقل أيضًا دور كبير ساهم في ظهور وتعزيز العولمة، إذ مكنت الشركات من تقديم سلعها وخدماتها إلى جميع عملائها في أنحاء العالم في غضون أيام قليلة، وتجدر الإشارة إلى أن هناك أسباب أخرى مثل ظهور وسائل الإعلام العالمية، وتخفيض الحواجز الجمركية، وزيادة الأيدي العاملة، والنمو السريع للشركات، وتوفير وظائف جديد.
إيجابيات العولمة
للعولمة جوانب إيجابية عديدة، منها:
- إتاحة التبادل الثقافي والوصول إلى كافة الثقافات العالمية عن طريق الأفلام، والموسيقى، والفن، والملابس، والطعام وغيرها الكثير.
- زيادة الفرص أمام الأشخاص في الدول النامية من تحقيق النجاح في المجال الاقتصادي، وزيادة مستوى معيشتهم بسبب تدفق المزيد من الأموال إليهم.
- تعمل العولمة على زيادة المنافسة العالمية والتي تؤدي إلى التشجيع على الإبداع والاكتشاف والاختراع والابتكار، إضافةً إلى وضعها حدود لأسعار السلع والخدمات.
- تمكن البلدان النامية من الاستفادة من فوائد التكنولوجيا الحالية دون أن تتعرض للجوانب السلبية المرتبطة بهذه التكنولوجيا.
- تمكّن العولمة الحكومات من العمل معًا بشكل أفضل لتحقيق الأهداف المشتركة، إذ توجد العديد من الفوائد في التعاون، وقدرة أفضل على التنسيق، وإدراك جيد للقضايا العالمية.
- عززت من العدالة الاجتماعية على النطاق الدولي، ويقول المناصرون للعولمة أنها ركزت الانتباه على حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
- إمكانية الاستعانة بمصادر خارجية من قبل الشركات لجلب التكنولوجيا والوظائف إلى الدول النامية، كما تزيد من المبادرات التجارية عن طريق إزالة القيود المتعلقة بجوانب العرض والطلب المتعلقة بالتجارة، ويؤيد أنصار العولمة هذا الجانب، إذ قالوا بأنها تتيح للبلدان النامية اللحاق بالدول الصناعية من خلال زيادة التصنيع والتوسع الاقتصادي وتحسين مستويات العيش.
سلبيات العولمة
للعولمة جوانب سلبية عديدة، منها:
- تؤثر العولمة على الركود الاقتصادي في أي دولة على اقتصاد الدول الأخرى من خلال تأثير يعرف بتأثير “الدومينو” Domino Effect، وهو تفاعل تسلسلي يحدث عندما يتسبب تغيير صغير في مكان ما بالتأثير على مكان آخر بجواره، وجواره بجواره وهكذا، فمثلًا، مرّ العالم بأزمة مالية شديدة عام 2008 ميلادي، فتأثرت بعض الدول بشكل كبير منها البرتغال، اليونان، أيرلندا وإسبانيا، إذ أن كل هذه الدول كانت أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأثرت هذه الأزمة على اقتصاد العالم بالكامل.
- أصبحت العولمة قضية استقطابية في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أصبح يُنظر إليها على أنها عامل رئيسي في الضغط على الطبقة الوسطى.
- هيمنت العلامات التجارية الكبيرة على الأسواق العالمية، وطمست الأسواق المحلية، وسيطرت على الفضاء التجاري الواسع، إذ أصبحت التجارة أُحادية الاتجاه.
- تعرض الشركات الصغيرة والخاصة أو الناشئة إلى تنافس غير عادل مع الشركات والأسواق العالمية؛ وذلك بسبب التجارة الحرة، كما توجد فجوة رقمية ناتجة عن عدم قدرة جميع السكان الوصول إلى الإنترنت الذي بدوره يسمح ويسرع من عملية التجارة، كما أن العولمة وضعت السلطة والمعلومات في أيدي نخبة صغيرة بحصول هذه النخبة على موارد وقوة تَفوق موارد دولة معينة، الأمر الذي يشكل تهديدات وانتهاكات جديدة لحقوق الإنسان على النطاق الدولي.
وش أسوي