مفهوم النجاح الوظيفي
النجاح مُصطلح كبير يعني حصول الأفراد على أمور معينة يتمنونها، فعلى سبيل المثال يكون النجاح عند فئة من البشر هو شراء المواد الأولية التي تُبقيهم على قيد الحياة، بينما عند آخرين فالنجاح يكون بالحصول على سيارة فارهة أو بالسفر حول العالم، فلكلّ شخص فكرته وتعريفه الخاصين للنجاح، وللنجاح الوظيفي كذلك عدة تعاريف، وأهمها الارتقاء على مستوى العمل، والحصول على مسمى وظيفي جيد، ولبدء النجاح الوظيفي يجب التخلص من الروتين اليومي لممارسة العمل، ومعرفة مدى الرضى ومقدار الحماس في المهنة عن طريق طرح عدة أسئلة على النفس مثل:
- هل تُحب حياتك المهنية؟
- هل يتناسب عملك مع شخصيتك؟
- هل تجني ما يكفي من المال لإعالة نفسك وعائلتك؟
- هل تتعارض أم تتفق مهنتك مع موهبتك؟
- هل يوفر العمل فرصة التطور والتحسن؟
- هل يوجد بدائل متوفرة أفضل من هذا العمل؟
- هل تعمل بشكل كاف وجاد لتطوير نفسك؟
والإجابة على هذه الأسئلة يُحدد مستوى النجاح الوظيفي والرضا العام عن النفس والوظيفة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكمالية والنجاح لا يأتيان مباشرة، بل سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لوضع نهج مختلف للحياة واستثمار الطاقات وتحويلها لنجاح وظيفي.
مجالات النجاح الوظيفي
أصبحت القوى العاملة أكثر تنوعًا وظيفيًا ولديها العديد من المجالات للعمل، والزيادة في التنوع تعني أن تركيز توجيه مجالات النجاح يجب أن يكون محددًا بدقة ويتناسب مع الأهداف الضرورية لكلّ مؤسسة، كما أن أغلب القوى العاملة يريدون أن يشعروا بأن منظمتهم تقدرهم، ويعرفون أن نجاحهم المستقبلي لا يقل أهمية عن نجاح شركتهم ومدرائهم، ومن المجالات المُهمة في النجاح الوظيفي هو النجاح في تقاسم المعرفة، وردود الفعل الصادقة بين الموظفين أنفسهم وبين الإدارات والموظفين، والنجاح في زيادة فرص التواصل ومشاركة الموظفين المُمكنة حتى مع المُتدربين، وزيادة شعور الفخر والولاء للمنظمة، وبكل تأكيد قادة أقوياء يديرون أيّ مؤسسة أو مُنظمة وفق منهج سليم ومتوازن، وهو من أهم مجالات النجاح الوظيفي، فالمدير الجيد يرتقي بشركته وموظفيه، وهذه النقاط جميعها تصب في مصلحة الفرد والجماعة، وتقود لزيادة مجالات النجاح الوظيفي.
ومن الحقائق المُحزنة التي يجب ذكرها أن نسبة صغيرة فقط من الشركات الناشئة تُحقق النجاح، وأغلب هذه الشركات تفشل بسبب الإدارة السيئة، فتأسيس الشركات عمل محفوف بالمخاطر، ولنجاحه أكثر يجب معرفة المجالات والمسارات التي تتجه لها أيّ شركة ومؤسسة ناشئة أو قديمة، ويجب مواكبة السوق، والسرعة في النمو، ووجود الثقة بالعمل واتصالات جيدة مع شبكة العملاء والمستثمرين، بجانب وجود دهاء مالي ومثابرة وتفاني كبيرين من قبل القيادة والموظفين، ومحاولة إظهار منتجات الشركة بشكل استثنائي عن غيرها من منتجات السوق.
مقومات النجاح الوظيفي
النجاح الوظيفي يختلف من شخص لآخر، ولكن توجد عدة مقومات يتم التركيز عليها في حال الرغبة بالنجاح وأهمها:
- الثقة بالنفس: الثقة بالنفس والتشجيع الذاتي من أهم مقومات النجاح الوظيفي، ففي البداية إن لم يكن هنالك مشجعين لك فالجدير بك خلق مشجع خاص داخلي يُحفز ويُعلي الهِمَم، ويجب أن تكون أكبر وأكثر المُعجبين لنفسك ولصفاتك الإيجابية، ولا تنتظر من شخص آخر أن يقول لك بأنك قمت بعمل جيد.
- اختيار المهنة بحكمة وتروي: قبل قرار متابعة أيّ مهنة واختيارها يجب عليك التفكير مليًا بالتطور الوظيفي الذي سيحصل لك في السنوات القادمة، كما يُفضل اختيار وظيفة تتناسب مع شخصيتك واهتماماتك ومهاراتك الشخصية، ومن المفيد في اختيار الوظيفة الناجحة تعلُم قدر المستطاع عن نفسك وإجراء تقييم ذاتي كامل لك قبل اختيار الوظيفة.
- قياس النجاح: تختلف مقاييس النجاح من شخص لآخر، وكل واحد منا يقيس هذا النجاح بشكل مختلف، والرضا عن حياتك المهنية مُرتبط بقوة بتفسير النجاح وبما تشعر به في حياتك المهنية والوظيفية.
- اتخاذ المهنة المٌناسبة لنفسك وعدم ترك أيّ شخص يتخذ القرار عنك: من الأخطاء الرئيسية التي يقع فيها الكثير من الأشخاص هو اختيار المهنة وفق آراء الآخرين أو اتباع لشخص معين كأحد أفراد العائلة؛ لأنه غالبًا ما يكون كلام الآخرين عن العمل مجرد أساطير وكلام غير صحيح.
- طلب المُساعدة من أهل التخصص والخبراء: يوجد أشخاص لديهم خبرة أكثر منك مهما تصورت بأنك ذو خبرة ومعرفة كبيرة، وبُحكم تجاربهم في الحياة يمكن طلب مساعدتهم في تحديد المسارات الوظيفية وطُرق النجاح فيها، ومن أسباب النجاح الوظيفي الرئيسي تقدير الأشخاص أصحاب الخبرة والاعتراف بفضلهم عليكَ مع الوقت.
- التعلم من الأخطاء: الجميع يُخطئ حتى لو حاولت بجهد عدم القيام بذلك فسيحدث الخطأ في وقت ما من حياتك العادية والوظيفية، لكن عليك فعل المستحيل لتجنب ارتكاب الأخطاء الفادحة، ولكن إن حصلت عليك مواجهتها والتعلم منها لا الهرب واتخاذ إجراءات متسرعة ومتهورة.
- تفقُد الجانب السلبي وحوّله لإيجابي: يرى بعض الأشخاص الجانب السلبي فقط من تصرفاتهم وأعمالهم ويكثرون من الشكوى، ولكن من المُمكن تحويل هذه الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية والنظر لنصف الكأس الممتلئ بدلًا من الشكوى الدائمة والمتكررة، والبحث عن إصلاح الصفات والمواقف السلبية.
- الشعور بالتطور الدائم: من أسوأ الأمور في المجال الوظيفي الشعور بأنك عالق في متاهة عملك ولا تستطيع التغيير، وتواجد هلوسات داخل رأسك بأنك لست جيدًا بشكل كافٍ، ولكن هذه الهلوسات والأصوات يجب توقيفها، والتحول لفكرة تطوير نفسك وعملك وترك النقد السلبي.
- الاستماع للكلام أكثر من التحدث: يمكنك تعلم الكثير وتطوير وظيفتك بشكل كبير من خلال الاستماع للآخرين وكسب المهارات منهم، وسوف يُزيل الاستماع الدقيق سوء الفهم ويساعدك على بناء علاقات جيدة مع زملاء العمل ومدرائك.