الإدارة
أصبحت الإدارة مفهومًا يتبادله معظم الناس في حياتهم بمختلف مجالاتها، إذ إنّ المفاهيم الحديثة للإدارة باتت تعتبر الإدارة ظاهرة، أي ينطبق عليها الأحكام التي تُطلق على الظاهرة، والتي من أهمّها دخولها في جميع مناحي الحياة، فكلّ عمل يحتاج وبشكل تلقائيّ تطبيق الوظائف الإداريّة دون معرفة علم الإدارة كما يُدرس في الجامعات، ومن الناحية العلميّة المتعارف عليها فإنّ مفهوم الإدارة أحيانًا يُطلق عليه مصطلح Administration، وأحيانًا أخرى Management، إذ يكمن الفرق بينهما في أنّ المفهوم الأوّل مرتبط بالسلطات العليا، فهي من يرسم السياسات، ويضع الأهداف، أي أنّها عمليات إداريّة تخصّ السلطة في قمّة الهرم الإداريّ وما ينتج عنه في تطبيق الإدارة بعيدًا عن ما هو مطبق داخل المنظمة، أمّا المصطلح الثاني فهو اتّخاذ القرارت التي تنعكس على الأعمال الإجرائيّة داخل المنظمة، ويقوم بها المدراء عند تطبيقهم أسس الوظائف الإداريّة من تخطيط و تنظيم وتوجيه ورقابة.
مفهوم علم الإدارة
تتعدّد المدارس التي تناولت علم الإدارة وما نتج عنه من مفاهيم كلاسيكيّة أو حديثة، وتغيّرت الكثير من المفاهيم الإداريّة بدليل أنّها أصبحت تدرّس في الجامعات حديثًا باسم المفاهيم الإداريّة الحديثة، ولكن جميع هذه التوجهات العلميّة لا تخلتف في وجود وظائف أساسيّة تشكّل علم الإدارة، وهي أنّ الإدارة عملية توجيهيّة ومحفّزة لمجهودات الموارد البشريّة والموارد الماديّة، بغرض تحقيق الأهداف التي صيغت في وظيفة التخطيط التي تعتبر من أصعب الوظائف الإداريّة، لا سيّما أنها تعتمد على عمليّة تنبؤ للمستقبل المجهول، إذًا فاإدارة علم له مجموعة من القواعد والمبادئ العلميّة التي تحكمه، ومن شأن هذه المبادئ أن تستخدم الموارد الماديّة أو البشريّة، بأقل جهد وكلفة ممكنة وبأعلى درجات من الكفاءة والفاعليّة في العمل الإداريّ.
خصائص علم الإدارة
أهمّ ما يميّز علم الإدارة تركيزه على عمليّات اتّخاذ القرارات الإداريّة، هذه القرارات لا تنتج بشكل اعتباطيّ، ولكن لا بدّ من اتّباع المنهج العلمي للوصول إلى القرار العقعلانيّ المعتمد على الدراسات كعلم بحوث العمليات، كما أنّ علم الإدارة مرتبط بجملة من العلوم الأخرى، ويعتمد استخدام النماذج الرياضيّة المنبثقة عن بيانات رسميّة، وحديثًا يعتبر استخدام الحاسوب أداة مهمّة لجميع العمليّات الإداريّة، مما له أثر في زيادة الفاعليّة والكفاءة الإداريّة.
مدارس الفكر الإداريّ
برزت مجموعة من المدارس الإداريّة بدءًا من أواخر القرن التاسع عشر، إذ ظهرت المدرسة الكلاسيكية أو التقليديّة، ومن أبرز علمائها فردريك تيلور، هنري فايول، وماكس فيبر، وتمحورت أفكارهم باعتبار الفرد أو العامل في المنشأة، متغيّرًا ثابتًا قابلًا للتحكم به والسيطرة عليه، ويمكن دفعه للمزيد من الإنتاج بالحوافز الماديّة، وبرز في هذا الفكر التقليديّ ما يُسمى بالبيروقراطية ونظريّة الإدارة العلميّة.
أمّا المدرسة المناقضة فكريًا للمدرسة الكلاسيكية، فهي مدرسة العلاقات الإنسانيّة، والتي أتت كردّة فعل للمدرسة الكلاسيكية في ثلاثينيات القرن العشرين، وأعطت للفرد قيمتة كإنسان له ميول وعلاقات اجتماعية…الخ، وأخيرًا ظهرت مدرسة العلوم السلوكيّة، في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، إذ ركزت على دراسة النواحي الشخصيّة والسلوكية للفرد، وما هي أبرز الجوانب الإداريّة فيها، فطبقت النظريات العلمية على الفرد، ومعرفة سلوكه التنظيمي وأثره على الإنتاج.