إدمان العمل
يعد الإدمان على العمل حالة صحية وعقلية حقيقية تشبه أيّ إدمان آخر كالإدمان على التدخين أو الكحول، فإذا كنت مدمنًا على العمل فإنك تشعر بأنك غير قادر على إيقاف رغبتك تجاه العمل، وينتج الإدمان على العمل غالبًا من رغبتك في تحقيق المزيد من النجاح والتقدّم في حياتك المهنية، ويكون أحيانًا سببًا للهروب من التوتر العاطفي، ولكن على الأغلب يكون النجاح الوظيفي الدافع الأساسي وراء الإدمان على العمل، فإذا كنت مُدمِنًا على العمل فهذا يعني أنك ستستمر بالعمل لتحصل على راحة وسعادة ورضى، وستشعر بالإحباط والتوتر والاكتئاب إن لم تعمل، وإذا كنت في مرحلة متقدمة من الإدمان لن تستطيع التوقف بسهولة على الرغم من تأثيره السلبي على صحتك وحياتك الشخصية.
كيف تتجنب أن تصبح مدمنًا على العمل؟
إذا لم تكن مدمنًا على العمل بالفعل أو أنك في مرحلة متقدمة ولكنك تشعر بالإرهاق وبصعوبة الفصل بين حياتك وعملك، إليك النصائح التالية لتعمل بجدّ ولكن بعيدًا عن الإدمان:
- اضبط عقليتك تجاه العمل: يعتقد الأشخاص المدمنون على العمل أن عملهم لساعات طويلة ومستمرة سيعود عليهم بتعليقات إيجابية ومراجعات آداء جيدة من صاحب العمل، ولكن تذكّر بأن عملك على مدار الساعة لا يعني بالضرورة أنك ستنجح في مهنة ما، فالنجاح غير مرتبط بساعات عملك فحسب، إذ تشير الدراسات إلى أن إنتاجية الإنسان تنخفض كثيرًا بعد 50 ساعة عمل في الأسبوع.
- واجه قلقك: إذا كنت قلقًا حيال أمر ما فقد يدفعك هذا القلق إلى العمل لساعات طويلة جدًا لإثبات شيء ما لنفسك أو للآخرين، ولهذا واجه قلقك ومخاوفك وحاول أن تجرب تقييمًا ذاتيًا لصحتك النفسية، واسأل نفسك إن كنت تعاني من مشاكل في النوم أوالإرهاق، أو أنك لم تعد مستمتعًا بعملك كما السابق، فقد يكون ذلك نتيجة قلق من أمر ما متعلق بالعمل، فقد أثبتت الدراسات أن الموظفين يعانون القلق والاكتئاب والأمراض بنسب متفاوتة نتيجة لعملهم.
- أعد التفكير في مسؤولياتك: قبل أن تنغمس في الإدمان بالعمل رتّب مسؤولياتك واسأل نفسك لماذا تعمل هذه الساعات الطويلة، فقد تكون المشكلة أعباء العمل الكثيرة، وبهذه الحالة يجب أن تتحدث مع صاحب العمل لترتيب مهامك وإعادة صياغة متطلبات عملك، وقد تكون المشكلة من سوء الإدارة وأنك غير قادر على تنظيم وقتك بطريقة صحيحة، وبكل الأحوال يجب أن تعرف السبب لتتصرّف على الفور قبل أن تدمن على العمل.
- تعلّم كيفية الفصل: عليك أن تتعلّم الفصل بين عملك وحياتك الخاصة، وفي اللحظة التي تشعر بها أن عملك طغى على وقتك الخاص يجب أن تتوقف وتجد حلًّا مناسبًا للفصل، ومع ذلك من الجيد أن توقف تلقي رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل عندما تكون في المنزل خارج أوقات ومكان العمل.
- اجعل شخصًا آخر يحاسبك: المُساءلة أمر مهم في هذه الحالة، وقد تعلق في ضغط وأعباء العمل ولا تدرك أنك تعمل كثيرًا دون توقف، ولهذا يجب أن تجعل شخص ما يراقبك وينبهك في حالة تجاوزت الوضع الطبيعي لساعات العمل.
- احصل على عمل جديد: إذا أحسست أنك تكره عملك وليس لديك دافع للاستيقاظ كل يوم صباحًا فمن الأفضل أن تحصل على وظيفة جديدة، فقد يكون تغيير وظيفتك هو كل ما تحتاجه للتوقف عن إدمان العمل نتيجة التخلص من الأعباء المرتبطة به.
كيفية النجاح في العمل دون أن تكون مدمنًا عليه
يمكنك تحقيق النجاح والتقدّم في عملك دون أن تصبح مدمنًا عليه باتباع النصائح التالية
- حدد أولويات حياتك الأخرى: على الرغم من أن العمل مهم جدًا لنجاحك وبناء شخصيتك وتوفير حياة جيدة، إلا أن هنالك أمور أخرى في حياتك مهمة أيضَا ويجب أن تنجح بها، فالنجاح لا يعني فقط أن تتقدّم في وظيفتك، خذ ورقة وقلم واكتب أولوياتك في الحياة والأشياء التي تهمّك فعلًا كتمضية الوقت مع عائلتك وأصدقائك والاهتمام بصحتك والعمل على مشاريع أو هوايات خارج نطاق مهنتك، فكل هذه النشاطات والواجبات العائلية والصحية مهمة وأساسية لتتمكن من التركيز في عملك.
- حدد وقت التوقف عن العمل الخاص بك: يجب أن تكتب في مفكرتك الأوقات التي يجب أن تتوقف فيها عن العمل، ولهذا اكتب الأنشطة التي تحبّ أن تمارسها وضع جدولًأ لكل منها وجدولًا منفصلًا للعمل ومهامه، وحاول أو توازن بين الجدولين.
- احتفل بنجاحاتك الصغيرة: التركيز على الهدف النهائي هو الأمر الذي يحفزك في وظيفتك مهما كان هدفك أو النجاح الذي تريد الوصول إليه، ولكن في هذه المرحلة لا تنسَ أن تحتفل بالنجاحات الصغيرة التي تحققها، فلا تدع الهدف النهائي يُلهيك عن النجاحات التي حققتها في الطريق إليه، ولهذا احتفل بمكاسبك ونجاحاتك الصغيرة لتحافظ على الدافع.
- ضع قائمة مهام: خصص قائمتين إحداهما قائمة مهام يجب إنجازها والأخرى قائمة المهام المُنجزة، إذ تعدّ هذه الطريقة من الاستراتيجيات الهامة لتحقيق النجاح في العمل، وستفيدك هذه القوائم في تنظيم وقتك ومهامك من جهة وبرؤية إنجازاتك التي حققها من ناحية أخرى، كما أن هذه القوائم ستبقيك على المسار الصحيح لتحقيق النجاح.
- أعد تعريف النجاح: يجب أولًا أن تحدد ما الأشياء التي تشكّل نجاحًا بالنسبة لك وتحدد المسار الذي تريد السير به لتحقيق النجاح، ولكن لا تنسَ أنك لن تستطيع تحقيق النجاح إن كنت مرهقًا ولست بصحة جيدة ولست محاط بحياة اجتماعية صحية، ولهذا اهتم بنفسك لتكون أكثر إنتاجية ونجاحًا.