المعدل الجامعي
يعرف معدلك الجامعي أو التراكمي الخاص بك بأنَّه رقم يشير إلى مدى إحرازك للدرجات في مساقاتك الجامعية، وعادةً ما يُقاس بالدرجات بين 1.0 و 4.0، إذ يستخدم هذا الرقم لتقييم ما إذا كنت تلبي المعايير والتوقعات التي حددها برنامج تخصصك أو جامعتك، فبنفس الطريقة التي يمنحك بها أساتذتك ومعلموك تقديرًا لتقييم تقدمك أو نجاحك في الدورة التدريبية الخاصة بك، فإنَّ معدلك الجامعي عبارة عن درجة تُستخدم لتقييم نجاحك خلال برنامج شهادتك وتخصصك بالكامل، فالمعدل التراكمي الخاص بك يوضّح ما سجلته من نتائج في فصولك الدراسية طوال سنوات دراستك الجامعية، إذ يمكن أن ترتفع أو تنخفض درجات معدلك التراكمي خلال سنوات دراستك الجامعية وفقًا لمدى ارتفاع درجاتك الإجمالية أو انخفاضها في كل فصل من فصولك الدراسية.
هل المعدل الجامعي مهم للحصول على عمل؟
تُفضّل بعض القطاعات والشركات رؤية معدلك الجامعي على سيرتك الذاتية، فبالنسبة لقطاعات المحاسبة والتعليم والتمويل والصحة والقانون يعدُّ المعدل التراكمي أمرًا مُهمًا، ويعدونه مؤشرًا رئيسيًا لكفاءة المرشح ويستخدمونه كأداة قائمة مختصرة لاختيار موظف من بين العديد من المرشحين، ونُقل عن مسؤول في جامعة نيويورك قوله إنَّ البنوك الاستثمارية الكبرى وشركات الخدمات المهنية الكبرى والمستحضرات الصيدلانية حريصة على رؤية المعدل الجامعي مذكورًا في السيرة الذاتية.
فبالنسبة لبعض الشركات التي تأخذ المعدل الجامعي في الاعتبار للتوظيف، تستخدمه بصورة أساسية في قائمة المرشحين المختصرة، أي كطريقة لتقليص مجموعة المتقدمين للوظيفة، إذ ينظر البعض في طلبات التوظيف فقط لأولئك الذين لديهم معدل تراكمي من 3.0- 3.3 فما فوق، بينما تحدد بعض الشركات الكبرى معدل 3.5 كحدٍّ أدنى لقبول الطلب، لكنَّ العديد من الشركات لا ترفض الطلبات بسبب انخفاض المعدل التراكمي، فعلى الرغم من أن بعض أصحاب العمل يصرّون على معدل تراكمي 3.0 على الأقل والبعض يقيسه عند 3.5، فإنَّ البعض الآخر ليس لديه قواعد صارمة بشأن ذلك، إذ يمكن اختيار المرشح الحاصل على معدل تراكمي 2.1 للحصول على وظيفة إذا كان لديه سبب وجيه لمعدل درجاته المنخفضة، على سبيل المثال إذا استُدعي للخدمة العسكرية أثناء دراسته في الكلية.
المعدل الجامعي ليس كل شيء، فتدريبك وخبرتك يلعبان دورًا كبيرًا في توظيفك، فإذا كان معدلك جيد ولديك سيرة ذاتية قوية تتضمن التدريب الجزئي والخبرة في بيئة العمل فستكون لديك فرصة عمل أقوى من شخص حاصل على معدل امتياز لكنه لا يمتلك التدريب والخبرة بعد، فمدى امتلاكك للخبرة والتدريب المسبق حتى ولو كان جزئيًا يؤثّر كثيرًا على فرصة توظيفك، وقدرتك في المنافسة على شواغر عمل قوية ومرموقة حتى وإن كنت ذو معدل جامعي منخفض، فخبرة العمل أهم من المعدل في العديد من الوظائف، وكلما كنت تمتلك خبرة أو تدريب مسبق وكان معدلك الجامعي مرتفع، فستكون فرصتك في العمل أقوى، وقدرتك في المنافسة على شواغر العمل أعلى.
كيف تحصل على عمل بمعدل جامعي منخفض؟
إنَّ حصولك على معدل تراكمي منخفض لا يعني بالضرورة أنَّك لن تحصل على فرصة عمل جيدة، ففيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للحصول على وظيفة جيدة بالرغم من معدلك الجامعي المتدني:
- استخدم الضعف لصالحك: يخشى العديد من أصحاب العمل من المتقدم الحاصل على معدل تراكمي مرتفع بسبب اعتقادهم بأنه قد يتصف بالغرور وعلو سقف التوقعات، فإذا استطعت أن تثبت لصاحب العمل أنك اتخذت خطوات لتغيير سلوكك نحو الأفضل فستقطع شوطًا طويلًا، إذ لا يمكن لأي شخص أن يكون مثاليًا إلى الأبد، وبالتالي إذا كنت قد حصلت على معدل منخفض وتعلمت من أخطائك، فمن المحتمل أنك ستكون أكثر نضجًا أثناء العمل.
- ركّز على الأنشطة الأخرى: إنَّ الحصول على معدل 3.0 ليس ممتازًا، ولكنه جيد بما يكفي لتقديم طلبك للمؤسسات الجيدة، ولتعويض النقص في معدلك الجامعي تحتاج إلى مناقشة ما تعلمته في أنشطتك اللامنهجية، والتي قد تتضمن وظيفة بدوام جزئي جعلت منك شخصًا أفضل، أو اتصافك بالتنظيم والنزاهة وأخلاقيات العمل والامتثال والعمل الجماعي، فهي السمات الرئيسية الخمس التي يبحث عنها صاحب العمل، فإذا تمكنت من إثبات أنك تتصف بهذه الصفات، فقد عوضت افتقارك لمعدل جامعي مرتفع.
- عوّض معدلك المتدني: عليك تعويض معدلك الجامعي المنخفض بزيادة جهدك على نفسك وتطوير ذاتك؛ كالتعمق في تخصصك، وحضور العديد من الورشات التدريبية المتعلقة به، وتخصيص وقت للدراسة وإنجاز المهام، وبالتالي تستطيع تقوية سيرتك الذاتية، وسدّ فجوة معدلك الجامعي المنخفض.
- كنّ مميزًا: إذا أردت الحصول على وظيفة جيدة ومريحة مع معدلك الجامعي المنخفض، فعليك أن تكون مميزًا في أحد مجالات العمل، ابحث عن مجال معين في تخصصك وتعمَّق في دراسته والعمل به، وكن مميزًا فيه؛ كأن تبني علامة تجارية خاصة بك بعد سنوات من التميز في مجال التجارة وهكذا، فإن تميُّزك في مجال معين سيجعل فرصة تنافسك على الوظيفة كبيرة، إذ يفضّل أصحاب العمل الموظف الذي يتميز في مجال وينجز ويبدع فيه.
- اكتسب الخبرة: في الأساس بالنسبة للكثير من أرباب العمل، فإنَّ الخبرة تتفوق على الدرجات والمعدل، وبينما لا يمكنك الحصول على درجات أفضل، يمكنك بالتأكيد الحصول على نوع الخبرة التي ستؤدي إلى عمل جيد من خلال التدريب، فحاول اكتساب الخبرة التي ستقوي سيرتك الذاتية وبالتالي زيادة فرصة عملك.