ما واجبنا نحو تشجيع السياحة؟
تلعب السياحة دورًا رئيسيًا في النمو الاقتصادي في الدولة وذلك لما لها من أهمية كبرى تنعكس على كافة القطاعات الأخرى فيها، وتقع مسؤولية تشجيع السياحة على المواطنين والحكومات على حدّ سواء، فلكل منهما دوره الخاص، وسنوضح ذلك فيما يلي:
دور المواطنين في تشجيع السياحة
يمكن للمواطنين المساهمة في دفع عجلة السياحة في الدولة بناء على ثلاثة أنواع من المشاركة وبعض الاستراتيجيات الناجحة التي يمكنك تطبيقها بنفسك، نوضحها بالتفصيل فيما يلي:
- المشاركة القسرية؛ وعلى الرغم من أنها تعدّ أدنى مستوى من مستويات المشاركة في تشجيع السياحة وذلك لأن المواطنين لا يتمتعون بسلطة على مسار تنمية السياحة، ولكن يمكنهم تحديد نشاطات متعلقة بالدعاية للسياحة والترويج لها، وتلزمهم الدولة بتلك المشاركة من خلال تجنب إساءة استغلال الأماكن السياحية أو هدمها.
- المشاركة المستحثة أو المحفّزة؛ وتعني المشاركة التي تتم عند وجود دافع لدى المواطنين يحثهم على الاهتمام بالمرافق السياحية في الدولة، مثل المهرجانات الترفيهية في الموقع السياحية والتي تعود بعوائد ربحية اقتصادية على الجميع، وهنا يأتي دورك في الاهتمام بالأماكن السياحية الموجودة في بلدك.
- المشاركة التلقائية؛ وقد يقوم بها المواطنين بشكل غير ممنهج وتلقائي كإزالة المهملات عن المباني القديمة والمواقع الأثرية أو زيارتها بقصد الاستمتاع والترفيه.
- ومن باب المشاركة التلقائية وبالإضافة للاهتمام بالأماكن السياحية في بلدك ومنطقتك يمكنك أن تكون مؤثرًا على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء مدونة أو موقع لعرض المناطق السياحية الجذابة في بلدك، وحاول انتقاء الأماكن السياحية الفريدة التي تميّز بلدك عن غيرها من الدول، واعرض هذه الأماكن على موقعك سواء على شكل صور أو فيديوهات جذابة، كما يمكنك الترويج لصفحتك أو مدونتك لتصل لأكبر عدد ممكن من السياح.
- يمكنك استخدام الطعام وخصوصًا الأطباق الشعبية التي تشتهر بها بلدك للترويج للسياحة، فلا شكّ أن السياح يحبون تجربة أطعمة جديدة تنتمي لثقافة وتراث البلد الذي يزورونه.
دور الحكومة في تشجيع السياحة
إن اهتمام الحكومة في التشجيع على السياحة مسؤولية مركزية للتقدم، ويمكن تحقيقها من خلال ما يلي:
- الترويج للقطاع السياحي عبر معارض التجارة الدولية للسياحة والسفر والتي تزيد من جاذبية القطاع وتؤدي إلى زيادة العملة الأجنبية في الدولة.
- تعزيز الحوافز الإضافية للسياح مثل التخفيضات وسواها، والتي تصل إلى أكبر شريحة ممكنة من محبي الاستكشاف والإثارة في العالم أجمع.
- التركيز على الدعاية والإعلان بأسلوب تسويقي مبدع ومقنع، مما يرقى بالدولة ويجعلها على قدر المنافسة مع العديد من المنافسين الآخرين في الساحة الدولية.
- تشجيع القطاعات الأخرى في الدولة على المشاركة في الترويج للسياحة، كالفنادق والمطاعم وأصحاب المحال والحرف اليدوية، وعلى الحكومات تثقيفهم حول كيفية جذب السياح والتعامل معهم.
- تحدي المخاطر التي تهدد القطاع السياحي وإيجاد حلول سريعة لها، مثل مشكلة الاستدامة البيئية، والاستقرار الاقتصادي، والمخاطر الاجتماعية والثقافية.
- محاربة الفساد والاهتمام بالبنية التحتية للدولة والاهتمام بوسائل النقل وقطاع الخدمات والاتصالات.
- تخفيض الضرائب على قطاع السياحة وتسهيل الحصول على تأشيرات الدخول لجذب السياح.
ما واجبنا تجاه الأماكن السياحية في وطننا؟
أنتَ أيضًا عليكَ دور كبير تجاه الأماكن السياحية في وطنك، ويمكن تلخيصه في النقاط التالية:
- ساعد على الحفاظ على الآثار الطبيعية والبيئية الموجودة حول الأماكن السياحية القديمة، وامنع وتجنب تدميرها أو إحداث أي أذى لها.
- سارع في الإبلاغ عن أي اعتداء تشهد حدوثه أو تجده لاحقًا بحق الأماكن السياحية، كي تسارع الجهات المعنية في الترميم وإعادة البناء ومعاقبة المُقدمين على ذلك.
- حافظ على مسافة أمان بينك وبين المقتنيات التاريخية الصغيرة في الأماكن السياحية خوفًا من إصابتها بالخدوش أو كسرها؛ لأن العديد منها يتجاوز عمره مئات أو آلاف السنين.
- احرص على خلق الوعي الثقافي بين الجمهور لأهمية الأماكن السياحية والتراثية من خلال إخبار الآخرين بمكانتها التاريخية وقدسيتها وأهميتها للدولة ككل، وعدم الاستخفاف أو الاستهتار بأي ثقافة أو التقليل من أهمية التراث.
- حافظ على نظام الأماكن من خلال تجنب إلقاء أي قاذورات فيها أو تناول المأكولات وترك المخلفات بالقرب من الأماكن السياحية، وعدم التقاط الزهور من الحدائق المحيطة بها.
- تجنب الطلاء أو الرسم أو الكتابة على الأسوار الخارجية والأعمدة القديمة والجدران في الأماكن السياحية، أو إلقاء الماء والمواد السائلة عليها.
ما أهمية تشجيع السياحة؟
لكن لماذا كل هذا الحرص على التعامل مع الأماكن السياحية؟ هل يستحق هذا القطاع كل الاهتمام الذي توليه إياه الدولة؛ مواطنون وحكومة على حد سواء؟، سنجيب عن تلك التساؤلات من خلال إخبارك بأهمية تشجيع السياحة:
- تعزّز السياحة عائدات الاقتصاد مما يعني تحريك عجلة المال والأعمال في الدولة، وخلق الآلاف من فرص العمل والوظائف للعاطلين عن العمل وللكفاءات العالية، والتي قد لا تكون جزءًا من قطاع السياحة وحسب بل قد تكون وظائف في قطاعات الصحة والزراعة والاتصالات والقطاع التعليمي وغيرها.
- تطور السياحة البنى التحتية للدولة مما يعني تعبيد الشوارع وبناء الجسور والأفق بشكل أسرع وأكثر كفاءة، والاهتمام بالمرافق العامة والمتقدمة، وبالأرصفة والمواصلات العامة وقطاع النقل، وتطوير المطارات وتحسينها، وبناء المدارس والمستشفيات، إذ تستغلّ بعض الدول عائدات السياحية لتحسين مرافق الدولة.
- يغرس تشجيع السياحة الإحساس بالتبادل الثقافي بين الأجانب والمواطنين، مما يخلق الفرصة لتوحّد الشعوب وصهر الخلافات والتعرف على عادات وتقاليد المجتمعات الأخرى.
- تغني السياحة التجربة الفردية للسياح على المستوى الذاتي، فالعديد منهم قد يسافر من أجل التعرف على فنون الطهي وزيارة المطاعم، أو زيارة الأسواق التجارية أو التعرف على الممارسات الدينية والمعتقدات المختلفة.
- تؤدي السياحة إلى إدرار أرباح مالية كبيرة من خلال متاجر الهدايا ومساحات عرض الإعلانات الدعائية وما يتصل بها من حقوق النشر الإعلامية وغيرها.
وش أسوي