أدوات الزراعة قديمًا وحديثًا

الزراعة

توفر الزراعة أغلب المواد الغذائية والأقمشة حول العالم، كما توفر الأنشطة الزراعية الأخشاب والورق المستخدمين في مختلف الأنشطة اليومية، ويرجع الفضل للزراعة المنظمة وتطورها في نشأة وتطور الحضارات إلى يومنا هذا، وتجمع الزراعة بين مهارات العلوم والفنون، فقد نشأت قديمًا كمهارة وحرفة بشرية يمارسها الإنسان لإنتاج الغذاء، وتطورت وأدخلت إليها علوم التربة والمحاصيل للاستفادة بأقصى درجة من التربة والبذور، وما تزال الزراعة إلى يومنا هذا تتطلب مهارات وخبرات لا تكتسب إلا بالخبرة، كما يشتمل الإنتاج الزراعي على تربية الماشية وإعداد المحاصيل بعد جمعها وتهيئتها للتوزيع في الأسواق والاستهلاك اليومي.

أدوات الزراعة قديمًا وحديثًا

أدوات الزراعة القديمة

اعتمد المزارعون القدماء على الأراضي الخصبة بالقرب من الأنهار للزراعة، على عكس التقنيات الحديثة التي تسمح بالزراعة في الأراضي قليلة الخصوبة عن طريق استصلاحها، وما زالت العديد من الأدوات الزراعية كالتي استخدمت في مصر القديمة جزءًا من الأدوات المستخدمة حاليًا بعد تطويرها وتحديثها، ومن أبرز تلك الأدوات ما يلي:

  • المنجل: وهو عبارة عن آداة قطع ذات نصل هلاليّ، صنعت في مصر القديمة بالكامل من الخشب الذي كان يزجج ويشحذ ليصبح بالحدة الكافية لقطع المزروعات كالقمح، وتطور فيما بعد ليصبح النصل معدنيًا، ويشيع استخدامه في آسيا أيضًا مع تغيرات طفيفة في شكل المقبض وطوله.
  • المحراث: استخدم المحراث لتقليب التربة الزراعية وتهويتها قبل البَذر، وهو عبارة عن عارضة خشبية يثبت فيها نصلين من المعدن، وكانا يصنعان من البرونز في مصر القديمة، ويدفعه المزارع لصنع مسارات مستقيمة في التربة، كما استخدمت الثيران والحمير في جر المحراث.
  • الشادوف: وهو من أقدم أدوات الريّ في العالم، وما يزال مستخدمًا إلى اليوم في مصر والهند، ومهمته هي رفع المياه من النهر إلى الأراضي الأعلى منها، ويصنع من عامود خشبي متحرك ومثبت على عارضة مع تعليق ثقل في نهاية العامود ودلو لجلب الماء في مقدمته، ويستخدم العامود بواسطة المزارع.

أدوات الزراعة الحديثة

تطورت الأدوات الزراعية والآلات لتقليل الجهد البشري المبذول في عملية الزراعة إلى الحدّ الأدنى مع الحصول على أكبر إنتاجية، وعلى الرغم من وجود بعض الأدوات المستخدمة منذ القِدم لفاعليتها وسهولة استخدامها، إلا أن التطورات قد طالتها من ناحية خامات التصنيع، أمّا المعدات والآلات الزراعية فقد سمحت بتقليص عدد العاملين إلى الحدّ الذي يسمح لفرد واحد بممارسة أعمال واسعة على مساحة مئات الهكتارات، ومن الأدوات المستخدمة في الوقت الراهن نجد ما يلي:[٣]

  • الجرار الزراعي: وهو يعادل المحراث الذي كانت تجره الحيوانات قديمًا، ومهمته تقليب التربة وتهيئتها للبذر، ويرجع الفضل للجرار الزراعي في إمكانية زراعة العديد من المناطق الوعرة نظرًا لإمكانية توصيله بأكثر من آداة زراعية للحرث والتقليب، والعمل بكفاءة وقوة على نطاق واسع، وهو من أشهر المعدات المستخدمة في الزراعة حاليًا حول العالم.
  • المحراث الآلي: وهو آداة آلية صغيرة تستخدم في زراعة المساحات الصغيرة كالحدائق والبساتين، ويعمل المحراث الآلي بالوقود، ويحتاج إلى فرد لتحريكه يدويًا وتحديد المناطق المراد حرثها وتشكيلها.
  • المجرفة: على الرغم من قدم تلك الآداة اليدوية المكونة من صفيحة معدنية متصلة بيد خشبية، إلا أنها ما زالت فعّالة في حفر التربة ومساعدة المزارعين أثناء العمل مع الآلات الكبيرة، كما تعد آداة مثلى لصناعة الحفر الصغيرة يدويًا.
  • الحصّادة: وهي من أكثر المعدّات قوة، إذا إنها قادرة على قطع المحصول وتجميعه في العربة المتصلة بها، مع تنحية الأجزاء غير المهمة كالعيدان جانبًا وجمعها معًا، ساهمت الحصّادة في تقليل العمالة والعمل بكفاءة وسرعة، الأمر الذي يتيح الفرصة للنشاط الزراعي في التوسع بالمساحات الكبيرة دون القلق من التكلفة، وتعد الآن من الآلات شبه الضرورية للعمل الزراعي.
  • رشّاشات الماء: تستخدم أنظمة الري بالرش لتقليل كمية المياه المستخدمة في عملية الزراعة، وقد أثبتت نجاحات عظيمة في الأراضي التي تعتمد على المياه الجوفية والتي تعاني من شح الماء، وتعمل بطريقة رفع المياه في مواسير ورشها في الهواء لتحاكي قطرات الأمطار التي تتساقط على التربة، وعادة ما تصمم نظام الري هذا في مساحات كبيرة وثابتة.
  • البذّارة: طُورت تلك الآداة لوضع البذور والأسمدة في التربة مباشرة وتوزيعها على مسافات متساوية، وهي من المعدات الحديثة التي ساهمت في تسريع عمليات البذر والتسميد والعمل على رقعة زراعية أكبر في وقت قليل للغاية، ولا تحتاج إلى العدد الضخم من الأفراد للبذر اليدوي.

نشأة وتطور الزراعة

قبل الزراعة اعتمد الإنسان في غذائه على الصيد وجمع النباتات البرية والترحال من منطقة إلى أخرى تتوفر بها مقومات الحياة، وتدريجيًا تعلم البشر زراعة المحاصيل، ومع الزراعة اتجهوا نحو الاستقرار وتأسيس القرى الزراعية ومن ثم المدن، وهو ما ساهم بعد ذلك بنشأة الدول القديمة في الصين ومصر والعراق، وصاحب تطور الزراعة عملية تدجين واستئناس الحيوانات البرية لأغراض مختلفة، إذ استخدمت الكلاب في الصيد والماعز والأغنام والماشية في الحصول على الجلود واللحوم، بالإضافة إلى كونها مصادرًا للحليب والزبد، وقد استخدمت الماشية المستأنسة في عملية الزراعة بحرث الحقول وجر ونقل المحاصيل.

يعتقد أن أولى المحاصيل التي زرعت كانت الأرز والذرة، إذ أظهرت الاكتشافات زراعتهم في الصين منذ 7500 عام قبل الميلاد، ومنذ 6000 عام قبل الميلاد استطاع المزارعون في مصر وجنوب آسيا تطوير سلالات جديدة من القمح يمكن استخدامها بسهولة في صناعة الخبز، كما استطاع سكان بلاد ما بين النهرين تطوير أنظمة الري، فجلبوا المياه من الأنهار والجداول إلى الحقول المرتفعة، وقد ساعدت هذه التطويرات في تنمية الأنشطة التجارية في تلك المناطق، وقد انتقلت التقنيات الزراعية من مكان إلى آخر حول العالم عن طريق الغزو غالبًا، فقد استطاع الرومان تكييف أنظمة الزراعة في المناطق التي فتحوها لتناسب الطبيعة الأوروبية، وفي عصر الفتوحات الإسلامية كانوا المسلمين أول من جعلوا الزراعة علمًا يدرّس، وتطور ذلك العلم من وقتها إلى يومنا هذا.

وش اسوي نصائح افكار ابداعات حلول سؤال جواب نصيحة معلومات منوعة تطبيق وش اسوي موقع وش اسوي خبراء وش اسوي حكم حلول وش اسوي مقالات وش اسوي مقالات منوعة مقالات مفيدة مقال