العوامل المؤثرة في الزراعة
الزراعة
تُعرّف الزراعة بأنها عملية إنتاج الموارد الغذائيّة والألياف والأعلاف وغيرها من المنتجات التي يحتاجها الإنسان، وذلك من خلال زراعة أنواع عدّة من النباتات، وتتنوع الزراعة، إذ توجد زراعة الطفوف، وهي زراعة مناطق صغيرة لتلبية احتياجات العائلة، والزراعة المكثفة التجارية، وينطوي هذا النوع على زراعة أعداد كبيرة من الحقول واستخدامها في الصناعات، وتلعب العملية الزراعية دورًا كبيرًا في زيادة الدخل المادي والإنتاجي، وكذلك تساهم في زيادة الثروة الحيوانيّة، وفي المقال الآتي بيان العوامل التي تؤثر في الزراعة بالإضافة إلى ذكر نبذة موجزة عن تاريخها، وأخيرًا بيان أهميتها.
العوامل المؤثرة في الزراعة
تستند قرارات المزراعين بشأن ما يتوجب عليهم فعله في العملية الزراعية لنموها إلى عوامل عدّة، منها العوامل الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى العوامل البيئية، وفيما يأتي تلك العوامل:
- العوامل الاقتصاديّة والاجتماعية: وتشمل ما يأتي:
- الأيدي العاملة: تستخدم الدول مثل الهند الأيدي العاملة في الزراعة، وهي رخيصة الثمن، وفي المملكة المتحدة واليابان تُشغّل الآلات وتُستخدم في العملية الزراعية؛ نظرًا لارتفاع أجور الأيدي العاملة، ويظهر دور الأيدي العاملة في العملية الزراعية من حيث مهارتها في الزراعة والقدرة على استخدام الآلات الزراعية.
- رأس المال: يعد رأس المال القوة التي يجب على المزارع استثمارها في العملية الزراعية؛ ذلك لزيادة الدخل على العملية الزراعية وينطوي تحت رأس المال؛ الآلات، والبذور، الأسمدة، وترميم المباني الزراعية، ويلعب رأس المال دورًا هامًا في زيادة الإنتاج، إذ كانت الزراعة لها القدرة على تحمل تكاليف رأس المال، فإنها سترفع من العوائد وتحقق أرباحًا كبيرة، وتساهم أيضًا في توسيع الاستثمار من جديد.
- التقنيات المستخدمة: تلعب التقنيات المستخدمة في العملية الزراعية دورًا كبيرًا في زيادة الإنتاج الزراعي، إذ تشمل التقنيات على الآلات والتكنولوجيا المستخدمة في العملية الزراعية إذ يسيطر الكمبيوتر على توفير الظروف المثالية التي تحتاجها المحاصيل من درجات الحرارة والرطوبة، كما يتحكم في كمية الأعلاف التي تحتاجها الحيوانات وقد أدى التطور في الهندسة الوراثية على تربية نباتات جديدة لها القدرة على مقاومة المرض والجفاف بالإضافة إلى عوائد كبيرة.
- الأسواق: تلعب الأسواق ومتطلباتها من الإنتاج دورًا هامًا في التأثير على العملية الزراعية وإنتاجها، فعلى سبيل المثال تحولت في ماليزيا صناعة المطاط إلى صناعة زيت النخيل؛ نظرًا لانخفاض الطلب على المطاط، إذ تختلف الأسواق على مدار العام وتتغير حاجاتهم مما يضطر المزارع إلى التغيير في محاصيله الإنتاجية.
- دور الحكومات: تساهم الحكومات الواعية في تحصيل إنتاج زراعي مثاليّ، يظهر دورها من خلال الإعلانات واللوائح، بالإضافة إلى بناء شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية، وفي بعض الدول مثل ماليزيا وكينيا تقدم الحكومات المساعدات للمزارعين المترحلين لاستقرارهم في مكان محدد، بالإضافة إلى تقديم خطط لتمويل الأراضي واستصلاحها.
- العوامل البيئية: وتشمل ما يأتي:
- المناخ: يلعب المناخ دورًا هامًا في التأثير على العملية الزراعية، إذ إن درجات الحرارة وهطول الأمطار تؤثر بشكل كبير على العملية الزراعية وعلى أنواع المحاصيل التي يمكن زراعتها، فالمناطق الحرارية الرطبة يُزرع فيها محصول الأرز، بينما المناطق الباردة والجافة يزرع فيها محصول القمح، كما يؤثر طول الموسم على نمو المحاصيل، فمثلًا يحتاج محصول القمح مدة 90 يومًا للنمو.
- التربة: فالتربة الغنية وذات الخصوبة الجيدة تحسن الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى أنها تقلل من احتياجاتها للأسمدة، في حين أنّ التّربة الضعيفة ستؤثر على كمية الإنتاج ونوعيته وعلى الفترة الزمنية اللازمة للنضج، الأمر الذي يؤثر على الإنتاج الزراعي العام.
- السطح الأرضي الزراعي: إذ تؤثر طبيعة الأرض الزراعية ونوعها ومستوى الانحدار فيها على العملية الزراعية، بالإضافة إلى تأثيرها على معدل تآكل التربة، ويعود السبب في زراعة المناطق المنحدرة؛ نظرًا للضغط السكاني ونقص في العمليات الزراعية.
تاريخ الزراعة
ظهرت الزراعة أولًا في منطقة الهلال الخصيب، وتضم منطقة الهلال الخصيب من غرب آسيا ومناطق بلاد ما بين النهرين والشام، بالإضافة إلى الصحراء السورية من الجنوب وهضبة الأناضول من الشمال، وتعد منطقة الهلال الخصيب مهدًا للحضارات، إذ ظهرت فيها لأول مرة الكتابة، وقد اُكتشفت الزراعة خلال العصر الحجري الحديث أو الحصر الحجري الجديد والذي مضى علية من 7000 إلى 10000 عام، وقد استخدمت الحبوب مثل القمح والبازيلاء، والشعير، والكتان، وعدس في أول العمليات الزراعيّة، ومع انتهاء العصر الحجري تطورت الأدوات المعدنية المستخدمة في الزراعة.
وقد ظهرت عمليات الري للمحاصيل الزراعية لأول مرة في مصر وبلاد ما بين النهرين، وقد بدأ الناس في عمليات الحفر وإصلاح القنوات المائيّة، وقد ساعدت تلك العمليات على تنظيم تدفق المياه من الأنهار، ونظرًا للمخاطر التي ستنشأ من فيضانات الأنهار والتي بدورها تعمل على انجراف التربة والقضاء على الأراضي الزراعية طُوّرت عمليات ريّ المزروعات من خلال استخدام تيارات تحت سطح الأرض، وما زالت هذه العمليات تستخدم إلى يومنا هذا.
أهمية الزراعة
ارتبطت الزراعة منذ عقود عدّة بالمحاصيل الغذائية، وتلعب الزراعة دورًا هامًا في اقتصاد الدول وتظهر أهميتها في عدّة أمور، فيما يأتي إجمالها:
- مصدر للرزق: فهي المصدر الرئيسي لكسب العيش، ويعتمد 70% من الناس عليها كمصدر لرزقهم، وقد ظهرت هذه النسب المرتفعة نتيجة عدم تطور في الأنشطة غير الزراعية لاستعاب الازدياد الهائل للسكان.
- المساهمة في الإيرادات الوطنية: إذ تعد الزراعة المصدر الأساسي للدخل بالنسبة للبلدان النامية، وكذلك بالنسبة للبلدان المتقدمة فهي تساهم بنسبة أقل في دخلها القومي.
- مهمة في التجارة الدولية: تشكل المنتجات الزراعية ومنها الشاي والسكر والأرز، والتبغ، والتوابل، عناصر رئيسية لصادرات الدول التي تعتمد على الزراعة، إذ تساهم في التقليل من ميزان المدفوعات بالإضافة إلى توفير العمولات الأجنبية والتي تُستخدم لاستيراد المدخلات الأساسية، مثل الآلات ومواد الخام.
- دعم النمو الإقتصادي: توظّف الزراعة أعدادًا كبيرة من السكان، فهي تساهم في عمليات التنمية الاقتصادية، فهي تحسن الدخل القومي والمستوى المعيشي للسكان، وتساهم في تطوير القطاع الزراعي وزيادة الحافز التنموي، فهي تساعد أيضًا في خلق جو جيد للتنمية الاقتصادية، إذ إنها تعتمد على معدلات النمو الزراعي.
وش اسوي نصائح افكار ابداعات حلول سؤال جواب نصيحة معلومات منوعة تطبيق وش اسوي موقع وش اسوي خبراء وش اسوي حكم حلول وش اسوي مقالات وش اسوي مقالات منوعة مقالات مفيدة مقال