طرق ترشيد استهلاك المياه في الزراعة

مفهوم ترشيد استهلاك المياه

يُعرّف مفهوم ترشيد الاستهلاك بأنه نظام يُتَّبع من قبل الأشخاص أو الدول، للحد من إسراف كمية الماء أو الطعام أو الوقود، أو أي مادة ضرورية للاستمرار البشري؛ كي تسمح لكل شخص الحصول عليها بشكلٍ متساوٍ، أو توفرّها عند الحاجة لها، وتعدّ خطوة ترشيد استهلاك المياه في الاستخدام الزراعي أو الاستخدام اليومي، من أهم الخطوات الأولية الّتي يجب على الفرد والدولة معًا العمل للمحافظة عليها وإدامتها كي تضمن الاستمرار السليم للحياة البشرية، لأن كل شيء في هذا الكوكب مرتكز على المياه في قول الله عزّ وجلّ في سورة [الأنبياء:30] {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.

وبتعريف أكثر خصوصية، يُعرّف ترشيد استهلاك المياه بأنّه عملية المحافظة على الثروة المائية وذلك لاستخدامها في كافة الأمور الحياتية، كالاستخدامات المنزلية، أو الصناعية، أو الزراعية، وغيرها من الأمور الّتي تتطلب استخدام المياه بشكلٍ رئيسي، وبحسب دراسات علمية فإنّ الماء الصالح للشرب يمثّل 3% من كمية المياه الموجودة على كوكب الأرض، كما أثر فرط الاستهلاك البشري على دورة المياه الطبيعية، إذ تسبب هذا الأمر كثير من المشاكل البيئية كالجفاف، والتصحّر، الأمر الذي أثر على الحياة البريّة والبحريّة تأثيرًا مباشرًا، كما يمثّل استهلاك المياه للريّ الزراعي نسبة 70% من مجموع استخدامات المياه، بينما تتوزّع النسبة المتبقية على الاستخدامات المنزلية والصناعية، والجدير بالذكر أن هذه النسب تختلف باختلاف الظروف الإقتصادية والمناخية لكل منطقة.

طرق ترشيد استهلاك المياه في الزراعة

أثبتت دراسات أنّه بحلول عام 2025 ميلاديًا، ستعاني ثلث بلدان العالم من نقص حاد في توفّر المياه، كما ستزداد الحاجة إلى ترشيد الاستهلاك، ولتفادي تلك المشكلة يجب الحرص على اتباع طرق فعّالة لترشيد استهلاك المياه في المجالي الزراعي الّذي يلعب الحصة الأكبر من استهلاك المياه عن باقي المجالات الأخرى، ومن هذه الطرق:

  • اتباع أنظمة الريّ الحديثة: تلعب هذه الأنظمة دورًا كبيرًا في المحافظة على المياه، إذ إن طرق الريّ التقليدية عن طريق غمر النباتات لا تستفيد منها إلّا بمقدار 10% من كيمة المياه المُستهلكة، أمّا 90% من الكمية المتبقية تُفقَد عن طريق التبخّر أو التسرّب إلى طبقات الأرض.
  • الريّ السطحي المطوّر: وهي التسوية الدقيقة لسطح التربة في جعل جميع النقاط في الحقل متساوية الارتفاع، إذ يجب أن يكون الفرق في ارتفاع النقاط أو انخفاضها في حدود 1.5؛ وإلّا تعدّ المساواة غير مقبولة.
  • الريّ التنقيطي: وهي تقنية توصل المياه بكميّات قليلة وبفترات متقاربة، وفي نقاط محدودة جدًا من التربة والجذور، إذ إن هذه التقنية تسمح للمزارعين بتزويد محاصيلهم بكمية المياه اللازمة في منطقة جذور النباتات، كما تضمن الريّ الجيد وتوفير المياه من جهة، والحد من تلوث المياه الجوفية من جهةٍ أخرى، كما أن تقنية الريّ التنقيطي تناسب جميع أنواع الأتربة، إذ تساعد الأتربة الثقيلة ذات النفاذية العالية على الاحتفاظ بكمية المياه لأطول فترة ممكنة، وتقلل من ضياعها بسبب الجريان السطحي، أمّا بالنسبة إلى الأتربة الرملية، فهي تكون غير قادرة على الاحتفاظ بالمياه، فيعدّ التقطير الخيار الأمثلة للريّ، مع الحرص على التقليل المدة الزمنية بين فترات الريّ، والجدير بالذكر أن استخدام الريّ التنقيطي في الحدائق قد يوفّر ما يصل إلى 0.75% مليار متر مكعب من المياه سنويًا.
  • تقنية الريّ بالرذاذ: تعدّ طريقة الريّ بالرذاذ من أكثر الطرق حرصًا على المياه، فهي مناسبة للشروط المناخية والزراعية والطبوغرافية، إذ تعدّ وسيلة ريّ فعّالة للأراضي الزراعية غير المنتظمة، ومناسبة لمصادر المياه المحدودة، وتقلل من كمية المياه المفقودة بسبب الجريان السطحي وتحدّ من مشكلة حتّ التربة، وتساعد على تلطيف الحرارة المرتفعة للجو الأمر الّذي يساعد على التقليل من تساقط أزهار النباتات في فترة حملها الأولى خصوصًا نباتات الحمضيات.
  • الزراعة بالشتل: وهي طريقة يحدث فيها زراعة شتلات النباتات بكثافة عالية في حيّز صغير خلال فترة حياتها الأولى، ثم تُنقل إلى الأرض الزراعية المستدامة؛ إذ تساعد هذه الطريقة على توفير كمية كبيرة حوالي ما بين مرتين لأربع مرات من الري.

الأسباب المؤدية إلى زيادة استهلاك المياه

تتعدد الأسباب المؤدية لزيادة استهلاك المياه، إمّا بسبب سوء استخدام بشري، أو بسبب مشاكل في الأدوات والآلات الّتي تنقل المياه، وفيما يأتي أبرز النقاط المؤديّة إلى ذلك:

  • زيادة المتسارعة لأعداد السكّان، الأمر الّذي يزيد من كمية طلب المياه في الدولة، لذلك يجب على الدولة متابعة تلك الزيادة لتمدها بحصّة المياه المناسبة.
  • اللامبالاة في استهلاك المياه.
  • الجهل بالتكاليف الضخمة الّتي تصرفها الدولة من أجل توفير المياه الصالحة للشرب، لذلك يجب الحرص على نشر الحملات التوعية لترشيد استهلاك المياه.
  • تعرّض تمديدات المياه إلى مشاكل كالتسرب أو التلف، إذ إن 30% من المياه تُفقد بسبب هذه المشكلة، ولذلك يجب الحرص على التفقّد الدوري للتمديدات، ومعالجة المشكلة أولًا بأول.
  • استخدام أساليب الري التقليدية في الحدائق أو الأراضي الزراعية تعدّ من أكثر المشاكل المؤدية إلى استهلاك المياه، لذلك يجب الحرص على تطوير طرق الريّ، واستخدام طرق بديلة وأكثر فعالية، مثل طرق الريّ بالرذاذ، أو التنقيط.
  • استخدام الصنابير القديمة ذات التدفق الكبيرة، الأمر الّذي يسبب إلى فقد كمية كبيرة من المياه الزائدة عن الحاجة، إذ ينصح باستبدالها بصنابير موفّرة، خصوصًا في الأماكن الّتي يكثر استخدام المياه فيها كدوراة المياه في المساجد، والمدارس، والمولات.
  • استخدام خزّانات مياه المراحيض الكبيرة، إذ يجب البحث عن وسيلة أفضل وأقل توفيرًا، من خلال استبدالها بخزّانات أصغر حجمًا وتؤدي نفس النتيجة.

وش اسوي نصائح افكار ابداعات حلول سؤال جواب نصيحة معلومات منوعة تطبيق وش اسوي موقع وش اسوي خبراء وش اسوي حكم حلول وش اسوي مقالات وش اسوي مقالات منوعة مقالات مفيدة مقال