وش اسوي : أثر الطلاق على الرجل
الطلاق
الطلاق هو من أصعب الحالات التي يمكن أن يمر بها الشخص وهو ليس مجرد الانفصال الجسدي والعاطفي عن الطرف الآخر ولكن هو الانفصال الروحي والقانوني لشخصين كانا يعيشان معًا وسويًا رغم كل الظروف التي ستحيط بهما، وأغلب مشاكل الطلاق تأتي من التسرّع في اتخاذ قرار الزواج مما ينجم عنه العديد من المشاكل التي تؤدي بالنهاية للانفصال، والزواج مؤسسة يجب خلالها بذل كافة الجهود المستطاعة للاستمرار فيها، ويجب أن يكون الطلاق آخر الخيارات المتاحة، ويؤثر الطلاق على جميع الأسرة من الزوج والزوجة الأولاد من جميع النواحي العاطفيّة والنفسيّة والاجتماعيّة، ولمصطلح الطلاق آثار يمكن أن تكسر الناس وتتركهم بلا أمل وعلى الرجل والمرأة أن يعرفا بأن الطلاق ليس نهاية العالم، وقد تكون نهاية شيء ما بداية شيء آخر أجمل وأفضل، وفي هذا المقال أثر الطلاق على الرجل والمرأة والأطفال.
أثر الطلاق على الرجل
للطلاق أثر كبير على الرجل من جميع النواحي والاتجاهات، ومن أهم آثاره:
-
الصدمة العاطفية: وهي واحدة من أهم آثار الطلاق على الرجل، إذ يميل أغلب الرجال بعد حدوث الطلاق إلى الابتعاد عن الأهل والأصدقاء ويميلوا إلى العزلة والابتعاد عن أي حديث عن الارتباط أو الحب أو أي شيء يخص الزواج.
-
تغيّر في الحياة الاجتماعية: فالعديد من العلاقات التي كانت في فترة الزواج يصعب الحفاظ عليها بعد حصول الطلاق، ويُقلل الرجال من اختلاطهم لدرجة كبيرة خوفًا من طرح الأسئلة عن أسباب الطلاق وكيفية حدوثه أو تحميل ذنب الطلاق للرجل، وقد يشعر الرجل في الكثير من الحالات بالندم والحزن الشديد حتى لو لم يكن هو صاحب قرار الطلاق.
-
الاكتئاب: لا يمكن تجاهل حدوث الاكتئاب للرجل في كثير من حالات الطلاق، خاصة إذا كان للرجل أبناء من زوجته فستنتقل الحضانة للأم وستقل فرص مشاهدة الأب لأبنائه مما يدخله في دوامة القلق والاكتئاب، فهو مطلق من قِبل جميع أفراد الأسرة وليس من الزوجة فقط، والشعور بالمسؤولية اتجاه الأبناء والخوف من أثر الطلاق عليهم يجعل الرجل يشعر بأنه أب سيئ وغير محب لأبنائه.
-
زيادة النفقات: ففي الكثير من الأحيان وبعد حدوث الطلاق توجد نفقات ومصاريف على الرجل أن يدفعها لزوجته وأبنائه لتعليمهم وتربيتهم وقد يحتاج لأموال يدفعها كأتعاب للمحامي مما يُدخله في ضائقة مالية في بعض الأحيان، خاصة إذا كان معاشه الشهري متواضعًا وبالكاد يكفي.
-
الشعور بالغضب: وقد يؤدي الطلاق لشعور الرجل بالغضب لأتفه الأمور وأقل الأسباب والغضب نحو أولئك الذين سببوا له الألم والحزن وربما حتى الغضب من الذات والنفس.
-
فقدان احترام الذات: لأن الشخص الذي وعد بأنه سيكمل حياته مع شريكه سيتركه للأبد مما يؤدي لتحطم المشاعر وفقدان احترام الذات.
-
الخوف من نظرة المجتمع: فالمجتمع يحكم على الرجل بأنه مطلق دون معرفة الأسباب التي أدت لهذا الطلاق وفيما إذا كان الرجل غير مسؤول عن نتيجة طلاقه، وسيبقى يفكر طويلًا في هل تتغير معاملة من حوله له؟ وهل سيقل احترامهم له؟ وهل سيعاملونه بطريقة مختلفة الآن؟ وكل هذه الأسئلة ستؤثر على حالة الرجل وتفكيره.
-
إدمان المواد المخدرة: كردة فعل على الطلاق قد يحاول بعض الرجال الهروب من التفكير فيما حصل عن طريق تناول المخدرات والمسكرات التي ستزيد أثر الطلاق سوءًا وتعقيدًا.
-
صعوبة الثقة بالمرأة: يجعل الطلاق الرجل غير قادر على الثقة بالمرأة أو بأي شخص آخر بعد خذلانه بعلاقته وطلاقه وذلك يمنعه من تطوير علاقات جديدة أو الحاجة لوقت طويل للدخول في علاقة جديدة.
أثر الطلاق على المرأة
وقد تكون معاناة المرأة بعد الطلاق أكثر من معاناة الرجل لأنها ستتحمل مسؤوليات الأبناء وتربيتهم والاهتمام بهم، ولكن عمومًا تتشابه آثار الطلاق على المرأة والرجل إلى حدٍ ما، ومن أهمها على المرأة المعاناة من ضائقة ماليّة بعد أن كان الزوج هو المصدر الأول للمال وهو المسؤول عن جلب كل ما تحتاجه الزوجة ويحتاجه البيت، وستلعب المرأة هذا الدور وستكون هي المسؤول الأول والأخير عن الأسرة لذلك ستعاني المرأة من ضائقة مالية كبيرة خاصة في بداية الطلاق، وقد تعاني المرأة من بعض المشاكل الصحيّة بعد حدوث الطلاق بفترة من الإجهاد النفسي وكثرة التفكير والقلق والتي قد تتطوّر لمشاكل صحيّة أخرى وخطيرة، وقد تشعر المرأة بعد الطلاق بضائقة عاطفية كبيرة جراء فقدان الزوج وقد تشعر بالألم والوحدة والتعاسة حتى لو كانت هي المسؤولة عن قرار الطلاق، وفي الكثير من الحالات تفقد المرأة الثقة بالرجل وتحاول الابتعاد عن موضوع الارتباط خاصة في بداية الطلاق، وقد تحارب المرأة طويلًا في بعض الأحيان في سبيل الحصول على الرجل المثالي الذي يعوضها بكل ما فقدته لكنها بالوقت نفسه قد تشعر المرأة بالخوف من الرفض نتيجة فشل زواجها السابق.
أثر الطلاق على الأطفال
وبما أن للطلاق آثارًا وخيمة على المرأة والرجل فإن له تأثيرًا كبيرًا على الأطفال أيضًا، ويظهر ذلك جليًا في تدني التحصيل العلمي وانخفاض الأداء المدرسي للأطفال، ويزيد الطلاق أيضًا من حدة الغضب والعصبيّة عند الأطفال ويؤدي لفعل الأطفال لبعض السلوكيات المنحرفة والمتهورة والعدوانية مع أقرانهم في المدرسة، وقد يؤدي لافتقارهم للكثير من المهارات الاجتماعية اللازمة لاندماجهم في المجتمع والمدرسة.
وفي الكثير من الأحيان يترك الأطفال المراهقون مدرستهم ويتجهون لبعض السلوكيات الخطيرة كالتدخين والانضمام لرفقاء السوء وتعاطي المخدرات وتظهر هذه الآثار لدى الأولاد أكثر منها لدى البنات التي يظهر لديهن الاكتئاب وقلة التركيز، وبالتالي قلة التحصيل العلمي، وبالإضافة لذلك تظهر لدى الأطفال بعض المشاعر السلبية كتدني احترام الذات وسوء التقدير وارتفاع مشاعر انعدام الأمن والخوف والألم الشديد، فوقت الطلاق هو من الأوقات العصيبة على الأطفال، لذلك لا بد للأب أو الأم اتباع بعض الأمور لتهدئة أطفالهم وإعادة الثقة لهم وإشعارهم بالحب والحنان.
ويمكن التخفيف من آثار الطلاق على الأطفال عن طريق الجلوس والحديث معهم في كافة الأمور التي تزعجهم وتقلقهم وطمأنتهم وأخذهم لأماكن ترفيهية لقضاء وقت سعيد وجميل ينسون من خلاله مرارة الطلاق وآثاره، ويجب أن يكون الأهل أكثر قربًا لأبنائهم وأن يساعدوهم على تخطي المرحلة بسلام، والطلاق بالنسبة للأطفال هو عالم من التغيرات الكثيرة، أهمها الخروج من المنزل لمنزل جديد وفيه معيل واحد، وقد يضطر بعض الأطفال لتغيير مدارسهم مما يعني صداقات جديدة وأُناس جديدين وكل ذلك سيكون بمثابة نقطة تحوّل في حياة الطفل، لذلك فالأطفال أكثر ما يكونوا بحاجة للشعور بالحب والأمان والاستقرار، وما يجب على الأهل فعله هو إحاطتهم بالرعاية وأنهم سيكونوا إلى جانبهم في كل أحوالهم وظروفهم حتى لو كان الأب والأم بعيدين ولا يعيشان معًا، ويُفضّل أخذهم لملاقاة أصدقائهم القدامى والمحافظة على بعض الروتين القديم وليس نسيان كل ما يمت للعلاقة السابقة بصلة، ومن الخطأ فعل ذلك، ويمكن البدء بنشاط جديد أو هواية جديدة يحبها الأطفال وتنمية هذه الهواية وتطويرها، فمجرد شعور أطفالك بأنك معهم وإلى جانبهم سيشعرهم بالأمان والحب.
وش اسوي