وش اسوي : إدمان الآباء على الهواتف المحمولة وتأثيره على أطفالهم

إدمان الآباء على الهواتف المحمولة
إن أطفالك الصغار يرتبطون بكَ بناءً على اهتمامك بهم؛ إذ لا يتطلب منك الاهتمام بهم جسديًا فقط، وإنما اجتماعيًا وعاطفيًا أيضًا وتنميتهم تنمية جيدة؛ إذ أظهرت العديد من الدراسات البحثية الحديثة الضرر الذي يمكن أن تحدثه لأطفالك عندما تكون موجودًا جسديًا فقط، بينما تكون طوال الوقت ممسكًا بهاتفك المحمول ومنشغلًا بها، ولا تلتفت لأطفالك، فعلى الرغم من جميع المزايا التي لا تعد ولا تحصى التي وضعتها التكنولوجيا الحديثة بين يديك، إلا أنه لا يتوجب عليك أبدًا أن يكون هاتفك المحمول صديقك الوحيد والدائم في هذا العالم، ولا يجب أن يكون هو وحده شريكًا في محادثتك خلال يومك، فإدمانك عليه هو نوع من أنواع الإدمان الذي يشبه تمامًا الإدمان على الكحول أو على المخدرات، بالطبع لن يضر الهاتف صحتك مثل الكحول والمخدرات ولكن تكمن سُميته في تأثيره الكبير على وعيك، وعلى علاقاتك مع الناس من حولك وخاصة أطفالك.
وتذكر دائمًا أن إدمانك هذا سوف يكون السبب الرئيسي لوجود الكثير من المشاكل في حياتك التي أنت في غنى عنها، فإذا كنت ترغب بأن تعيش حياة صحية وحقيقة، اترك هاتفك فورًا، وحاول أن تتغلب على جميع الصعوبات التي تواجهك من خلال التواصل مع الأقرب والأعز على قلبك وهم أطفالك بكل تأكيد لا العالم الافتراضي الذي تعيش فيه وأنت تنظر إلى شاشة هاتفك، حينها ستصبح وبكل تأكيد أقل عرضة للإدمان، لذا فإن الحل الدائم لكَ لكي تصبح أقل إدمانًا على هاتفك لا يتعلق بالهاتف نفسه، إنما يتعلق فيك أنت كشخص إذ يجب عليك تغيير أولوياتك في هذه الحياة وتخصيص المزيد من الوقت للأشخاص الذين يحبونك من حولك.
تأثير إدمان الهواتف المحمولة على الأطفال
مما لا شك فيه أن الهاتف المحمول مهم لكَ كما هو مهم لغيرك من الناس، لكن تكمن المشكلة في الإفراط في استخدامه لما له من تأثير سلبي ليس عليك أنت وحدك، وإنما على صحة أبنائك النفسية والبدنية والعقلية أيضًا، ومن أهم الآثار المترتبة على أطفالك في حال كنت من المدمنين على هواتفهم:
-
سوف يعاني أطفالك من السلبية وعدم المرونة: يمتلك الآباء الذين يقضون وقتًا طويلًا على الهواتف المحمولة أطفالًا أكثر سلبية وأقل مرونة؛ إذ أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على الأطفال الرضع والأطفال الصغار من عمر سبعة أشهر إلى عمر عامين، أن هؤلاء الأطفال يعانون من مزاج سيئ دائمًا، ولا يرغبون بمشاركة أقرانهم بأي أنشطة.
-
سيتنافس أطفالك معك على الهاتف للفت انتباهك: سوف يشعر أطفالك بأنك لا تهتم بهم كما تهتم بهاتفك، مما يجعلهم يخوضون حربًا شرسة معك من خلال افتعال الكثير من الأمور المزعجة، حتى يجذبوا انتباهك ويبعدوك عن هاتفك، ففي دراسة دولية كبيرة أجريت على ستة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين ثمانية وثلاثة عشر عامًا، خلُصت هذه الدراسة أن 32 بالمئة من الاطفال يشعرون بعدم الأهمية عندما يستخدم آباءهم هواتفهم المحمولة باستمرار وفي جميع الأوقات.
-
التشتت الاجتماعي والعاطفي: سوف يعاني أطفالك من التشتت الاجتماعي والعاطفي نتيجة قلة اهتمامك بهم، حيث أثبت الدراسات أن إهمال الأطفال يمكن أن يؤدي إلى تعطل في نمو الدماغ لديهم ، مما قد يُصيبهم ببعض الاضطرابات العاطفية في وقت لاحق من حياتهم.
-
يتعارض استخدامك للهاتف مع الأبوة والأمومة الصحية: سوف تشعر بالانفعال السريع من أي تصرف قد يتصرفه أطفالك حتى لو كان بسيطًا مما ينتج عنه نفاد صبرك والصراخ عليهم أو ضربهم في بعض الأحيان مما يتعارض مع الطريقة الصحية لتربية الأبناء التي يجب عليك اتباعها مع أبنائك.
-
سوف يشعر أطفالك بمشاعر سلبية دائمًا: سوف يشعر أطفالك بالحزن والوحدة والغضب عند استخدامك لهاتفك لوقت طويل.
كيف تحمي أطفالك من إدمان الهواتف المحمولة؟
لقد وضعت الهواتف المحمولة العالم كله تحت قبضتها، بغض النظر عن الفئة العمرية لمستخدميها، لكن الفئة الأكثر تضررًا من هذه التكنولوجيا هم الجيل الصغير، وبالطبع أطفالك جزء من هذا الجيل، الذي أصبح ضحية للعصر الرقمي، لكن باستطاعتك تنظيم عدد الساعات التي يقضيها أطفالك على الهاتف، وحمايتهم من الإدمان عليه، ومن بعض الطرق الاستراتيجية لإبعاد طفلك عن إدمان الهاتف:
-
سجل أطفالك في الأندية الرياضية المختلفة: فقد نسي أطفال اليوم الطريقة الصحيحة للاستمتاع بطفولتهم؛ إذ أصبحوا أكثر اهتمامًا بالبقاء في منازلهم مع هواتفهم، إذا كان هذا هو حال أطفالك، فقد حان الوقت حتى تتولى مسؤولية أطفالك بشكل صحيح؛ لذلك شارك أطفالك بإحدى الرياضات الخارجية التي يحبونها، مثل كرة القدم أو كرة السلة، أو التنس، أو ركوب الدراجات الهوائية، فهناك عدد لا يحصى من الخيارات المتاحة أمامك.
-
حدد وقتًا للهاتف: في حين أنه من الصعب عليك منع أطفالك من الهاتف كليًا، إلا أن تحديد وقت لاستخدامها يعد خيارًا معقولًا لك ولهم، أخبر أطفالك بسياستك المتبعة في تنظيم الوقت الذي يقضونه على الهاتف، وبين لهم متى سيكون من الإلزامي لهم تقديمها، وسيمنحك ذلك فرصة ذهبية للتواصل مع أطفالك وقضاء وقت ممتع معهم.
-
كن مثالًا جيدًا لأطفالك: أنت كأب تعتبرالقدوة الأولى لأطفالك، فإذا كنت منغمس في الهاتف لساعات طويلة، فإن أطفالك سوف يقلدوك، لذلك يُنصح الآباء بالابتعاد عن الهواتف قدر الإمكان حتى يكونوا مثال جيد لأطفالهم.
-
أخبر أطفالك بأضرار الهاتف: يمتلك الأطفال عقولًا نيرة ومنفتحة، لذلك يمكن أن يتأثروا بسهولة بكل ما يرونه على الهواتف، هنا يقع الواجب عليك من خلال تعليم أطفالك المخاطر الصحية والعقلية التي يسببها الهاتف لهم، وجعلهم على علم ودراية بها.
-
تعيين كلمات المرور: التكنولوجيا نفسها هي حل لمجموعة واسعة من المشاكل التي قد تواجهك؛ إذ يُمكنك استخدام التكنولوجيا للتحقق من استخدام أطفالك للهاتف بشكل صحيح، وسوف يساعدك في ذلك العديد من التطبيقات التي تتبع استخدام طفلك للهاتف، ويمكن أن تصدر هذه التطبيقات تنبيهات لطفلك لتعلمه أنه تجاوز المهلة المحددة له، ويمكن إيقاف تشغيل الهاتف تلقائيًا إذا لم يضعه في الوقت المناسب.
قد يُهِمُّكَ
يعد الأطفال المراهقون أكثر عُرضة لإدمان الهواتف المحمولة من الأطفال الصغار، في حال ظهرت على أطفالك المراهقين العلامات التالية، فهم للأسف يعدون من المدمنين على هواتفهم:
-
يصبح قلقًا أو مزاجيًا أو مزعجًا عند منعه من استخدام الهاتف.
-
البقاء حتى وقت متأخر على الهاتف أو الاستيقاظ ليلاً لاستخدامه.
-
كسر قواعد المنزل أو المدرسة باستمرار التي تمنعه من استخدام الهاتف.
-
فقدان الاهتمام بجميع الأنشطة الخارجية التي لا تشمل الهاتف، مثل اللعب مع أقرانه، أو الذهاب في نزهه مع العائلة.
-
كثيرًا ما يعزل نفسه عن الآخرين حتى يتمكن من استخدام الهاتف.
-
عدم القدرة على التركيز على الدراسة، وأداء الواجبات المطلوبة منه بسبب الهاتف.