وش اسوي : الإيدز

 
 

الإيدز

هو مرض مزمن يشكل خطرا على الحياة، وهو ناجم عن فيروس يسبب قصوراً في الجهاز المناعيّ لدى البشر (فيروس نقص المناعة البشري HIV – Human Immunodeficiency Virus)، أو باختصار: فيروس الإيدز.

كيف يعمل فيروس الإيدز؟

يسلب فيروس الايدز الجسم قدرته على محاربة ومقاومة الفيروسات، الجراثيم والفطريات من خلال إصابته للجهاز المناعي، فيجعل الجسم عرضة للإصابة بأمراض مختلفة.

يعرّض الايدز جسم الإنسان للإصابة بأنواع معينة من السرطان والالتهابات، التي كان بإمكانه (الجسم)، بشكل عام، محاربتها والتغلب عليها، مثل الإلتهاب الرئوي وإلتهاب السحايا، ويُطلق على الفيروس والإلتهاب الذي يسببه اسم الايدز (فيروس HIV).

يشكل مصطلح “نقص المناعة المكتسب” (أو: مُتلازمة العَوَز المناعيّ المُكتَسَب – Acquired immunodeficiency syndrome) (بإختصار: AIDS – مرض الايدز)، تعريفا لمرض الايدز في مراحله الأكثر تقدما.

نحو 39,5 مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم مصابون اليوم بفيروس الايدزـ بالرغم من كبح الايدز في عدة دول من العالم، إلا أن مدى انتشار الايدز ما زال على حاله، بل إزداد في دول أخرى.

أعراض الإيدز

تختلف اعراض الايدز من حالة إلى أخرى، وطبقا للمرحلة العينية من مرض الايدز.

المراحل المبكرة من التلوث

في المراحل الأولى من التعرض لفيروس الايدز، قد لا تظهر أية أعراض أو علامات لمرض الايدز.

بالرغم من أن الشائع جدا في مرض الايدز هو ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، سرعان ما تختفي بعد أسبوعين حتى أربعة أسابيع منذ لحظة التعرض لفيروس الايدز.

وقد تشمل اعراض الايدز :

  • إرتفاع درجة حرارة الجسم (حمّى)

  • الصداع، آلام في الحنجرة

  • إنتفاخ في منطقة الغدد اللمفيّة

  • الطفح الجلدي.

إذا كان شخص ما قد تعرض لفيروس الايدز، فمن المحتمل أن ينقل فيروس الايدز إلى أشخاص آخرين (أن يصيبهم بالعدوى بفيروس الايدز)، حتى وإن لم يظهر عليه أي من اعراض الايدز.

فما أن يدخل فيروس الايدز إلى الجسم حتى يصبح الجهاز المناعي عرضة للهجوم.

يقوم فيروس الايدز بالتكاثر ومضاعفة نفسه في داخل الغدد اللمفية، ومن ثم يبدأ بعملية تدمير بطيئة للخلايا اللمفاوية من نوع (Lymphocytes T CD4)- وهي خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن تنسيق جميع عمليات وأنشطة الجهاز المناعي.

المراحل المتقدمة من التلوث

قد لا يعاني المصاب من أية أعراض في المراحل المتقدمة من الايدز خلال فترة تتراوح بين سنة واحدة وتسع سنوات، بل وربما أكثر من ذلك في بعض الأحيان.

ولكن فيروس الايدز يواصل، في هذه الأثناء، التكاثر ومضاعفة نفسه وكذلك تدمير خلايا الجهاز المناعي، بشكل منهجي.

في هذه المرحلة قد تظهر لدى المصاب بعض اعراض الايدز المزمنة، مثل:

  • إنتفاخ في الغدد اللمفية (وغالبا ما يشكل هذا أحد الأعراض المبكرة للإصابة بعدوى فيروس الايدز)

  • إسهال

  • فـَقـْد وزن

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمّى)

  • سعال

  • ضيق نَفـَس.

المراحل الأخيرة من التلوث

في المراحل الأخيرة من اعراض الايدز والإصابة بفيروس الايدز، والتي تكون بعد 10 سنوات وأكثر من التعرض لفيروس الايدز في المرة الأولى، تبدأ بالظهور أعراض الايدز الأكثر خطورة وعندئذ يصبح التلوث في حالة تمكـّن من تسميته بمرض الايدز.

في العام 1993، وضعت “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية” (CDC) تعريفاً جديداً لمرض الايدز.

هذا التعريف ينص: يعتبر الايدز مرضا إذا وُجد فيروس الإيدز في الجسم (وهذا يمكن التأكد منه إذا بينت نتائج فحوص وجودَ أضداد (Antibodies) لفيروس الإيدز في الدم) مصحوباً بواحد من أعراض الايدز التاليين:

1. ظهور أخماج / تلوثات / عدوى إنتهازية (Opportunistic infection): تحدث عندما يكون الجهاز المناعي ضعيفا أو مصابا، مثلما في حالة الالْتِهابٌ الرِئَوِيٌّ بالمُتَكَيِّسَةِ الجُؤْجُؤِيَّة (Pneumocystis carinii pneumonia – PCP)

2. تعداد الخلايا اللمفيّة (اللمفاويات – Lymphocytes): من نوع CD4 في الدم يبلغ 200 أو أقل – علما بأن القيمة السليمة يجب أن تتراوح بين 800 و 1200.

كلما تطور مرض الإيدز وتفاقم، يشتد الضرر اللاحق بالجهاز المناعي فيضعف أكثر فأكثر، الأمر الذي يجعل الجسم فريسة سهلة للتلوثات الإنتهازية.

أعراض الايدز وبعض هذه التلوثات تشمل:

  • التعرق الليلي المفرط

  • قشعريرة برد أو حمّى فوق الـ 38 درجة مئوية تستمر لعدة أسابيع

  • السعال الجاف وضيق النفس

  • الإسهال المزمن

  • نقاط بيضاء دائمة أو جروح غريبة على اللسان وفي جوف الفم

  • الصداع

  • التشوش أو اضطراب الرؤية

  • فـَقـْد الوزن.

وفي مرحلة أكثر تقدما من الايدز يمكن أن تظهر أعراض إضافية، مثل:

  • التعب الدائم الذي لا يمكن تفسيره

  • التعرق ليلي مفرط

  • قشعريرة برد أو حمّى فوق الـ 38 درجة مئوية تستمر لعدة أسابيع

  • إنتفاخات في الغدد اللمفيّة تستمر لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر

  • الإسهال المزمن

  • الصداع الدائم.

كما تزيد الإصابة بعدوى فيروس الإيدز من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، وخصوصا غرن كابوزي (ساركومة كابوزي – Kaposi’s Sarcoma)، سرطان الحنجرة وسرطان الغدد اللمفيّة (لِمفومَة – Lymphoma).

رغم إنه بالإمكان الحدّ من خطر الإصابة بهذه الأمراض بواسطة علاجات وقائية.

أعراض الإيدز لدى الأطفال

أما أعراض الإيدز التي يصاب بها الطفل فتشمل:

  • مشاكل في إرتفاع الوزن

  • مشاكل في النمو

  • مشاكل في السير

  • تباطؤ النمو العقلي

  • مَراضَة (Morbidity) خطيرة بأمراض أطفال شائعة، مثل: إلتهابات الأذنين، إلتهاب الرئتين وإلتهاب اللوزتين (Tonsillitis).

أسباب وعوامل خطر الإيدز

عادة، تهاجم خلايا الدم البيضاء والأضداد الكائنات الحية (Organisms) الغريبة التي تغزو الجسم وتقوم بتدميرها.

يتم تنظيم وتنسيق ردة الفعل هذه بواسطة خلايا دم بيضاء تسمى لمفاويات (أو: خلايا لمفاوية / لمفيّة – Lymphocytes) من نوع CD4.

وتشكل هذه اللمفاويات، أيضا، الهدف المركزي لفيروس الإيدز، الذي يهاجم هذه الخلايا ويتغلغل إلى داخلها.

بعد نجاح فيروس الإيدز باختراق هذه الخلايا، يقوم بإدخال مادته الجينية إليها، وبهذه الطريقة يقوم باستنساخ (مضاعفة) نفسه.

تبدأ فيروسات الايدز الجديدة، المستَنْسَخة، بالخروج من الخلية اللمفية المضيفة والدخول في مجرى الدم، حيث تبدأ هناك بالبحث عن خلايا جديدة لمهاجمتها.

في تلك الأثناء تموت الخلية اللمفية المضيفة وخلايا CD4 السليمة المجاورة بسبب تأثيرات فيروس الايدز المهاجِم. وتشكل هذه الظاهرة ظاهرة دورية تعيد نفسها، مرارا وتكرارا.

هكذا يتم، في هذه العملية، إنتاج ملايين الخلايا الجديدة من فيروس الإيدز يوميا. وفي نهاية هذه العملية، يقل عدد خلايا CD4، حتى الوصول إلى نقص مناعة خطير، الأمر الذي يعني عدم قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات والجراثيم المسببة للأمراض والتي تهاجمه.

كيفية الإصابة بعدوى فيروس الإيدز

قد تحصل الإصابة بعدوى فيروس الإيدز (HIV) بعدة طرق، بينها:

1- الاتصال الجنسي: وهي اهم اسباب الايدز ويمكن الإصابة بالعدوى بفيروس الايدز عن طريق إتصال جنسي مهبلي، فموي أو شرجي، مع شريك (شريكة) حامل لفيروس الايدز، لدى دخول أحد هذه الامور إلى الجسم: الدم، المَني أو الإفرازات المهبلية (من الشريك أو الشريكة).

ومن اسباب الايدز والإصابة بالعدوى بفيروس الايدز، أيضا، في حال الاستعمال المشترك لأدوات (ألعاب) جنسية لم يتم غسلها وتنظيفها أو لم يتم تغليفها بعَازِلٌ ذَكَرَيّ (Condom) نظيف بين الإستعمال والآخر.

يعيش فيروس الايدز في المني أو في الإفرازات المهبلية التي تدخل إلى الجسم، عند الممارسة الجنسية، من خلال جروح أو تمزقات صغيرة موجودة أحيانا في المهبل أو في المستقيم (Rectum – الجزء من الأمعاء الغليظة بين القولون الحَوضي وقناة الشرج).

إذا كان شخص ما حاملا لمرض جنسي معدٍ آخر، فإنه يكون أكثر عُرضة للإصابة بفيروس الإيدز.

وخلافا لما كان يعتقده الباحثون في الماضي، فحتى النساء اللواتي يستعملن مبيد المَني (Spermicide) من نوع نونوكسينول 9 (Nonoxynol 9) معرضات، هن أيضا، للإصابة بفيروس الايدز.

ذلك إن مبيد المَني هذا ينبه الغشاء المخاطي الداخلي للمهبل، الأمر الذي قد يحدث شقوقا وتمزقات يمكن لفيروس الايدز أن ينفذ من خلالها إلى داخل الجسم.

2- العدوى بفيروس الايدز من دم ملوث: في بعض الحالات، من الممكن أن ينتقل فيروس الايدز بواسطة الدم أو مشتقات الدم، التي تُعطى لإنسان عن طريق الحقن بالوريد وهو احد اسباب الايدز المنتشرة (نَقل الدم الوريديّ – Intravenous transfusion).

منذ العام 1985، تقوم المستشفيات وبنوك الدم في الولايات المتحدة بفحص الدم المتبرَّع بغية الكشف عن أية أضداد لفيروس الإيدز يمكن أن تكون فيه.

وقد قلصت هذه الفحوصات، بشكل كبير، أخطار التعرض لفيروس الايدز من جراء النقل الوريدي، بالإضافة إلى تحسين فرز المتبرعين وتصفيتهم.

3- إبر الحقن: ينتقل فيروس الإيدز بسهولة بواسطة الإبر أو الحقن الملوثة التي لامست دما ملوثا.

إن إستعمال أدوات مشتركة للحَقن الوريدي يزيد من خطر التعرض لفيروس الإيدز وأمراض فيروسية أخرى، مثل إلتهاب الكبد.

يزداد خطر الإصابة بالعدوى بفيروس الايدز مع إزدياد اسباب الايدز مثل، إستعمال المخدرات عن طريق الحقن الوريدي أو ممارسة علاقة جنسية بدون وقاية.

إن الطريقة الأفضل للوقاية من الإصابة بالعدوى بفيروس الايدز هي الإمتناع عن إستعمال مخدرات تـُحقن بالوريد. أما إذا لم تكن هذه الإمكانية متوفرة، فمن الممكن تقليص خطر الإصابة بواسطة إستعمال أدوات حَقن تُستعمل لمرة واحدة ومعقمة.

  • وخزة إبرة عرضية: إن إحتمال إنتقال فيروس الايدز بين حاملي فيروس الإيدز وبين طاقم الخدمات الطبي، بواسطة وخزة إبرة عَرَضية هو إحتمال ضئيل جدا. ويميل المختصون إلى تقدير الإحتمال بنسبة تقل عن (1%).

  • إنتقال فيروس الايدز من أمّ إلى طفلها: تدل الإحصائيات على إن نحو 600،000 طفل صغير يصابون بعدوى فيروس الإيدز، سنويا، سواء في فترة الحمل أو من جراء الرضاعة. لكن خطر إصابة الجنين بالعدوى بفيروس الايدز عند تعاطي الأم علاجا لفيروس الإيدز خلال فترة الحمل يقل بدرجة كبيرة جدا.

في الولايات المتحدة الأمريكية، تخضع غالبية النساء إلى فحوصات مبكرة لإكتشاف أضداد فيروس الإيدز، كما تتوفر لهنّ أدوية لمعالجة الفيروسات القهقـَرِية (Retroviruses).

لكن الوضع في الدول النامية مختلف، حيث تفتقر غالبية النساء إلى الوعي بحالاتهن الصحية ولاحتمال إصابتهن بفيروس الإيدز، وحيث فرص وإمكانيات علاج الايدز محدودة جدا، في الغالب، أو أنها غير متوفرة، إطلاقا.

حين لا تتوفر الأدوية، فمن المفضل الولادة بعملية قيصرية بدلا من الولادة المهبلية العادية.

أما الإمكانيات والبدائل الأخرى، كالتعقيم المهبلي مثلا، فلم تثبت نجاعتها.

  • طرق أخرى لانتقال عدوى فيروس الايدز: ثمة حالات نادرة يمكن أن ينتقل فيها فيروس الايدز لدى زرع أعضاء أو أنسجة، أو عن طريق أدوات عمل طبيب الأسنان، إذا لم يتم تعقيمها كما ينبغي.

عمليات لا يمكن نقل فيروس الإيدز من خلالها

لكي تحصل الإصابة بعدوى فيروس الإيدز يجب أن يدخل إلى الجسم أحد هذه: دم ملوث (مُصاب)، سائل مني ملوث أو إفرازات مهبلية ملوثة.

ومن هنا، فإن الإصابة بالعدوى بفيروس الايدز لا تحصل من خلال اتصال يومي عادي مع شخص مصاب بفيروس الإيدز، مثل: العناق، القبلة، الرقص أو مصافحة اليد.

أي إنسان، في أي سن، من أي جنس أو ميول جنسية يمكن أن يصاب بعدوى فيروس الإيدز، لكن خطر الإصابة بفيروس الايدز يرتفع عند:

  • ممارسة علاقة جنسية بدون وقاية مع العديد من الأشخاص. ولا تختلف درجة الخطر سواء كان الشخص يمارس الجنس مع الجنس الآخر (Hetrosexual)، المماثل (Homosexual) أو الجنسين معا (Bisexual). والعلاقة الجنسية بدون وقاية تعني إقامة اتصال جنسي بدون عازل ذكريّ (Condom)

  • ممارسة علاقة جنسية مع شريك/ة يحمل فيروس الإيدز

  • شخص مصاب بمرض جنسي معدٍ آخر، مثل: الزّهري (Syphilis)، الهربِس (Herpes)، المُتَدَثـِّرَة (Chlamydia)، داء السَّيَلان (Gonorrhea) أو إلتهاب المهبل الفيروسي

  • استعمال متكرر، عدة مرات، لحُقـَن وإبَر مشتركة عند تعاطي المخدرات بالحَقن الوريدي

  • عدم وجود كمية كافية من مُورِّثة (جين) CCL3L1 المساعدة على محاربة فيروس الإيدز

  • الأطفال المولودون حديثا والأطفال الرضّع لأمهات يحملن فيروس الإيدز، لكن لم يتلقين علاجا وقائياً.

مضاعفات الإيدز

إليك أهم المضاعفات التي من الممكن أن تنتج بسبب الإصابة بالإيدز:

1- الخمج (العدوى / التلوث – Infection)

الناجم عن فيروس الإيدز يُضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الشخص حامل فيروس الايدز عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض التلوثية (المعدية) الناجمة عن جراثيم، فيروسات، فطريات أو طفيليات.

كما يصبح الجسم عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان. غير أن علاج الايدز بأدوية مضادة للفيروسات القهقرية قد قلل بصورة ملحوظة من عدد التلوثات الإنتهازية ومن أنواع السرطان المختلفة التي تهاجم المرضى المصابين بفيروس الإيدز.

ويمكن الافتراض، اليوم، بأن هذه التلوثات سوف تظهر لدى الأشخاص الذين لم يتلقوا أي علاج.

  • أخماج / تلوثات جرثوميّة (Bacterial infections):

هناك العديد من الجراثيم التي قد تؤدي إلى الإصابة بإلتهاب رئة جرثوميّ، يمكن أن ينشأ تلقائيا جراء تلوث في الرئة نفسها أو نتيجة لالتهاب في المسالك الهوائية التنفسية العلوية، بسبب البرد أو الإنفلونزا.

  • معقـّد المتفطرة الطيرية (Mycobacterium avium complex – MAC):

هو تلوث ينجم عن مجموعة الجُرَيثمات (Microbacteria) تُسمى، بإختصار، MAC .

هذه الجريثمات تسبب، عادة، تلوثا في الجهاز التنفسي. ولكن، إذا كان تلوث الـ HIV قد بلغ مراحله المتقدمة وانخفض تعداد اللمفاويات من نوع CD4 إلى ما دون الـ 50، فمن المرجح أن ينشأ تلوث متعدد النظم، قادر على إصابة أي عضو، تقريبا، من أعضاء الجسم الداخلية، بما في ذلك نِقي العظم (نخاع العظام – Bone marrow)، الكبد أو الطحال.

ويسبب تلوث MAC مجموعة من الأعراض، مثل: إرتفاع درجة حرارة الجسم (الحمّى)، التعرق الليلي، فـَقد الوزن، آلام البطن والإسهال.

  • السلّ (Tuberculosis – TB):

يشكل مرض السلّ في الدول النامية التلوث الإنتهازي الأكثر إنتشارا ارتباطا بتلوث فيروس الإيدز.

ويعتبر السل المسبب الأول للوفاة بين مرضى الإيدز. الملايين من الأشخاص حول العالم مصابون بمرضيّ الإيدز والسل معا، وينظر العديد من الخبراء إلى التلوثين باعتبارهما وباءين توأمين. وذلك نظرا لوجود علاقة تكافلية قاتلة بين الإيدز وبين السل، إذ يحفز كل منهما ظهور الآخر.

الإنسان المريض بالإيدز أكثر عرضة للإصابة بمرض السل، كما يزداد خطر انتقال فيروس الإيدز لديه من فيروس خامد إلى فيروس فعال.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد مرض السل من وتيرة ومعدل تكاثر فيروس الإيدز. ناهيك عن أن مرض السل قد يهاجم الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز قبل سنوات عديدة من ظهور أية أعراض من شأنها أن تدل على الإصابة بفيروس الايدز.

ويشكل الظهور المفاجئ للسل – خارج الرئتين في الغالب – أحد الأعراض الأولية لعدوى الإيدز.

إذا ما بينت الفحوص إن شخصا ما يحمل فيروس الإيدز، فعندئذ يوصى بإخضاعه على الفور لفحص يخصص للكشف عن السلّ. وإذا ما كانت نتتيجة فحص السل إيجابية، فعندئذ يوصى بإجراء تصوير للرئتين وفحوص ضرورية أخرى لكشف ما إذا كان مرض السل خامدا أم فعالا.

وإذا كان المرض غير فعال، فهناك عدة علاجات طبية من شأنها منع المرض من التحول إلى مرض فعال. إن السل مرض يثير قلقا أكبر وأشدّ من الامراض الإنتهازية الأخرى، نظرا لكونه مرضا معديا جدا.

ويثير قلقا أكبر وأشدّ، وخاصة لدى المرضى الذين يحملون فيروس الإيدز أو الإيدز، نوع من السل حصين للأدوية ولا يمكن معالجته بالأدوية التقليدية، مثل المضادات الحيوية.

  • السلمونيلـّة (Salmonella) – التهاب الامعاء:

ينتقل هذا المرض التلوثي المعدي عن طريق الماء أو الطعام الملوثين.

وتشمل أعراضه: الإسهال الحاد، ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى)، القشعريرة، آلام البطن والقيء أحيانا.

بالرغم من إن كل من يتعرض لجرثومة السلمونيلة يصاب بالمرض، إلا ان مرض السلمونيلة أكثر إنتشارا لدى حاملي فيروس الإيدز.

من الممكن تقليص خطر الإصابة بالمرض عن طريق غسل اليدين جيدا بعد ملامسة الطعام أو الحيوانات، والإهتمام بطهي اللحوم والبيض كما ينبغي.

  • ورم وعائي (ورم في الأوعية الدموية):

يحدث هذا التلوث نتيجة لفيروس يدعى (Bartonella henselae) أعراضه الأولية هي بقع أرجوانية إلى حمراء اللون تظهر على الجلد. الأعراض قريبة جدا من أعراض ساركومة كابوزي (Kaposi’s sarcoma) غير أنها قادرة على الإنتشار إلى مناطق وأعضاء أخرى في الجسم، بما في ذلك الكبد والطحال.

2- أخماج فيروسيّة (Viral infections):

والتي تشمل:

  • الفيروس المُضَخّم للخلايا (Cytomegalovirus – CMV):

هذا الفيروس الشائع والمسبب للهربِس (الحَلَأ – Herpes) ينتقل، بالأساس، بواسطة سوائل الجسم، مثل: اللعاب، الدم، المني وحليب الأم.

يستطيع الجهاز المناعيّ السليم أن يبطل مفعول هذا الفيروس محوّلا إياه إلى فيروس خامل في الجسم. ولكن، حين يكون الجهاز المناعي ضعيفا يصبح الفيروس فعالا وقد يسبّب أضرارا في العينين، في الجهاز الهضمي، في الرئتين وفي أعضاء أخرى من الجسم.

ويسبب فيروس CMV، في أغلب الحالات، تلوثات وإلتهابات في شبكية العين (CMW retinitis). وإذا لم تتم معالجة مثل هذا الالتهاب في العين فقد يتفاقم إلى درجة العمى الكلي.

  • إلتهاب الكبد الفيروسي (Hepatitis):

تشمل أعراض التهاب الكبد الفيروسي: إصفرار بياض العين (اليرقان – jaundice)، التعب، الغثيان، آلام البطن، فقدان الشهية والإسهال. هنالك عدة أنواع من إلتهاب الكبد الفيروسي، غير أن هناك ثلاثة أنواع منتشرة بشكل خاص هي: B، A و C.

قد يؤدي إلتهاب الكبد من النوعين B،C إلى تلوث مزمن ومستمر، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات بعيدة المدى، مثل: تليف أو تشمّع الكبد (Cirrhosis) وسرطان الكبد.

وإذا كان شخص ما يحمل فيروس الإيدز وأصيب بالتهاب الكبد الفيروسي، فعندئذ قد يكون معرضا للإصابة، مستقبلا، بتسمم الكبد نتيجة للأدوية التي سيضطر إلى تناولها لمعالجة ذلك المرض.

  • الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus – HSV):

إن فيروس الهربس البسيط، الذي يسبب ظهور الهربس في الأعضاء التناسلية غالبا، ينتقل عند ممارسة جنس شرجي أو فموي بدون وقاية.

وتشمل الأعراض الأولية لهذا المرض: آلاما أو تهيّجا وحكة في مناطق الأعضاء التناسلية. ثم تظهر، بعد ذلك، بثور تحتوي على سوائل تنفجر وتنزف في مناطق الأعضاء التناسلية، المؤخرة وحول فتحة الشرج.

وبالرغم من إن هذه الجروح تشفى، عادة، من تلقاء نفسه، إلا أن الفيروس يعود ويظهر بشكل دوري مسببا نفس الأعراض، مرارا وتكرارا.

وإذا كان شخص ما حاملا لفيروس الإيدز، فالمرجّح أن يكون التلوث الجلدي الناجم عن فيروس الهربس البسيط لديه أكثر شدة وخطورة مما يمكن أن يكون عليه لدى الأشخاص الأصحاء، وقد يحتاج أحيانا إلى وقت أطول لشفاء الجراح.

كذلك، من المرجح أن تكون أعراض الهربس العامة لديه أشد خطورة. فبالرغم من إن الهربس مرض لا يشكل خطورة على الحياة، إلا أنه قد يؤدي، في الحالات الخطيرة، إلى العمى أو إلى ضرر دماغي.

  • فَيروسُ الوَرَمِ الحُلَيمِيُّ البَشَرِيّ (Human papilloma virus):

يعتبر هذا الفيروس أحد الفيروسات الأكثر إنتشارا بين الفيروسات المنتقلة عن طريق الإتصال الجنسي.

تسبب بعض أنواع هذا الفيروس ظهور ثآليل بسيطة. وقد تسبب أنواع اخرى منه ظهور الثآليل في منطقة الأعضاء التناسلية.

إذا ما كان شخص ما حاملا لفيروس الإيدز فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بتلوث ناجم عن فيروس الورم الحليمي، إضافة إلى احتمال زائد لإصابته بتلوثات متكررة يسببها هذا الفيروس.

ويشكل التلوث الناجم عن فيروس الورم الحليمي خطرا كبيرا، بشكل خاص، على النساء لأنه يزيد من إحتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم.

إن اجتماع فيروس الإيدز وفيروس الورم الحليمي البشري معا يزيد من درجة الخطر لدى النساء بشكل كبير، إذ وجد أن سرطان عنق الرحم يهاجم النساء الحاملات لفيروس الإيدز، بصورة أشدّ خطورة وفتكا.

وقد صادقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، في العام 2006 للمرة الأولى، على إستخدام لقاح (Vaccine) ضد الأنواع الأشد خطورة من فيروس الورم الحليمي.

وقد تبين إن هذا اللقاح فعال، بالأساس، عند إعطائه لفتيات قبل أن يبدأن بممارسة علاقات جنسية، لكنه فعال وناجع أيضا للنساء الشابات حتى سن 26 عاما اللواتي تمارسن علاقات جنسية اعتيادية.

أما إذا كان هذا اللقاح غير ملائم لسيدة حاملة لفيروس الإيدز و/أو تمارس علاقات جنسية من غير وقاية مع عدد كبير من الشركاء، فمن المفضل أن تخضع لفحص لكشف سرطان عنق الرحم يدعى “اختبار بابانيكولاو” (Papanicolaou test) مرة واحدة كل سنة، إذ يتم في هذا الاختبار فحص خلايا أخذت من عنق الرحم بغية نفي إحتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم، بورم حليمي أو بأمراض جنسية أخرى تنتقل بالعلاقات الجنسية.

ويوصى كل إنسان يمارس الجنس الشرجيّ بالخضوع لفحص خاص لكشف السرطان في فتحة الشرج، نظرا لأن فيروس الورم الحليمي يزيد من خطر الإصابة بهذا السرطان لدى كل من الرجال والنساء، على حد سواء.

  • اعْتِلالُ بَيضاءِ الدِّماغِ العَديدُ البَؤَرِ المُتْرَقِيّ (Progressive multifocal leukoencephalopathy – PML):

إلتهاب الدماغ الفيروسي هو إلتهاب حاد تسببه الفيروسة التَّورامِيّة البشرية (Human polyomavirus) من نوع (JCV – John cunningham virus).

تختلف أعراض المرض وعلاماته الأولية، من حالة إلى أخرى، وتشمل: صعوبات في التكلم، ضعف في جهة واحدة من الجسم، فقدان القدرة على الرؤية في إحدى العينين او كلتيهما أو فقدان الإحساس في أحد الأطراف.

أما إلتهاب السحايا الفيروسي فيظهر فقط عند إصابة الجهاز المناعي بضرر كبير.

3- أخماج فطريّة (Fungal infections):

وهي تشمل:

  • داء المبيضّات (Candidiasis):

يُعد فُطار (مرض متسبب من فطر – Mycosis) داء المبيضّات أحد أكثر التلوثات الخاصة بمرضى الإيدز إنتشارا.

يؤدي داء المبيضّات إلى نشوء طبقة بيضاء سميكة فوق غشاء الفم، اللسان (فطر الفم والحنجرة)، المريء (مُبيَضّة المريء – Candida esophagitis) أو في المهبل. تكون الأعراض أكثر حدة لدى الأطفال، عامة، وتظهر بالأساس في الفم والمريء، مسبّبة آلاما حادة وصعوبات في تناول الأكل.

  • الْتِهابُ السَّحايا بالمُستَخْفِيات (Cryptococcal meningitis):

إلتهاب السحايا هو إلتهاب يصيب السحايا (غلاف الحبل الشوكي والدماغ – Meninges) والسوائل الحاوية والحافظة للدماغ ومنطقة النخاع الشوكي.

التهاب السحايا بالمستخفيات هو إلتهاب في الجهاز العصبي المركزي وهو منتشر لدى حاملي ومرضى الايدز (HIV).

يحدث هذا الالتهاب نتيجة لفطر موجود في التربة. كما يتواجد الفطر، أيضا، في إفرازات الطيور والخفافيش.

وتشمل أعراض هذا الالتهاب: الصداع، ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمّى)، تصلب (تيبّس) الرقبة وحساسية مفرطة للضوء.

من الممكن معالجة التهاب السحايا بالمستخفيات بواسطة أدوية مضادة للفطريات، لكن الإكتشاف والعلاج المبكرين هما أساس الشفاء.

التهاب السحايا هو مرض خطير جدا قد يسبب مضاعفات وتعقيدات صعبة جدا، بل قد يسبب الموت حتى، خلال فترة زمنية قصيرة. في حال الإصابة بإلتهاب السحايا بالمستخفيات ينبغي الخضوع لعلاج دوائي طويل الأمد من أجل ضمان عدم معاودة المرض مستقبلا.

4- أخماج طفيليّة (Parasitic infections):

والتي تشمل على:

  • الْتِهابٌ رِئَوِيٌّ بالمُتَكَيِّسَةِ الجُؤْجُؤِيَّة (PCP – Pneumocystis carinii pneumonia):

على الرغم من إن العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية أثبت قدرته على التقليل من عدد المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي من نوع PCP، إلا أن هذا المرض لا يزال أحد الأمراض الأكثر انتشارا بين حاملي ومرضى فيروس الإيدز في الولايات المتحدة.

يصيب هذا الإلتهاب الرئتين مسببا ضيق النفس. ومن بين أعراضه، أيضا: السعال المتواصل، ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).

  • داء المقوّسات (Toxoplasmosis):

هذا التلوث، الذي قد يسبب الوفاة أحيانا، يسببه طفيليّ يدعى المُقـَوَّسَة الغوندِيّة (أو: القـَندِيّة – Toxoplasma gondii). ينتشر هذا الطفيلي، بالأساس، بواسطة القطط.

تنقل القطط المصابة بالطفيلي المرض عن طريق البراز أو من خلال نقله إلى حيوانات أخرى. ويصاب بنو البشر بهذا الطفيلي، بشكل عام، عند لمسهم أفواههم بأيديهم دون غسلها جيدا بعد معالجة فراش قططهم، أو نتيجة أكلهم لحما غير مطبوخ بشكل كاف، الغنم أو الغزلان.

بعد التعرض إليه، ينتشر هذا الطفيلي إلى جميع أعضاء الجسم، بما فيها القلب، العينان والرئتان.

وقد يتفاقم داء المقوّسات لدى الأشخاص الحاملين للإيدز أو المصابين به فيتطور إلى مرض الـتهاب الدماغ (Encephalitis). وتشمل أعراضه: التَّوَهان الحيّزي (عدم القدرة على التوجه المكاني – Spatial disorientation)، اختلاجات (Convulsios) وصعوبات في السير والكلام.

  • داءُ خَفِيَّاتِ الأَبْواغ (Cryptosporidiosis):

تلوث يسببه طفيليّ موجود، عادة، في أمعاء الحيوانات المختلفة. ينتقل عادة بعد استهلاك ماء او غذاء ملوث بالطفيلي.

يتطور الطفيلي في الأمعاء وفي القـُنَيّات الصفراوية (قنيّات المرارة – Biliary ducts)، فيسبب الإسهال الحاد والمزمن لدى الأشخاص الحاملين لفيروس الإيدز أو المصابين به.

5- السرطان (Cancer):

  • ساركومة (غرن) كابوزي (Kaposi’s sarcoma):

هو ورم سرطاني ينشأ ويتطور على جدران الأوعية الدموية.

بالرغم من كون هذا النوع من السرطان نادرا بين الأشخاص غير الحاملين لفيروس الإيدز، إلا أنه منتشر جدا بين حاملي فيروس الايدز.

يظهر هذا النوع من السرطان بشكل عام كبقع أرجوانية إلى حمراء اللون على الجلد وفي تجويف الفم. وتظهر هذه البقع بلون بني غامق أو أسود لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة اللون.

وقد تصيب ساركومة كابوزي أعضاء الجسم الداخلية أيضا، بما في ذلك الجهاز الهضميّ والرئتان.

ولا يزال العلماء يواصلون البحث عن توليفات جديدة من أدوية العلاج الكيميائية لمعالجة هذا النوع من السرطان، وذلك في موازاة البحث، أيضا، عن طرق حديثة لإعطاء هذه الادوية.

بالإضافة إلى ذلك، وكما في معظم التلوثات الإنتهازية المتعلقة بالإيدز، فقد قلّص إستعمال مضادات الفيروسات القهقرية من إنتشار هذا النوع من السرطان، كما خفف من عدد وحجم الجروح الظاهرة لدى الأشخاص الذين أصيبوا به.

  • لِمْفُومةٌ لَاهودجكينيَّة (Non – Hodgkin’s lymphoma):

مصدر هذا السرطان في اللمفاويات (الخلايا اللمفية)، التي هي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء.

تتمركز اللمفاويات في النّـِقي (نخاع العظم – Bone marrow)، الغدد اللمفية، الطحال، الجهاز الهضمي والجلد. وتبدأ هذه اللمفومة في الغدد اللمفية، عادة، رغم إنها يمكن أن تبدأ في أي عضو من أعضاء الجسم.

وتشمل أعراضها الأولية: الانتفاخ، غير مصحوب بأوجاع، في الغدد اللمفية في منطقة الرقبة، في الإبط أو في الأُربيّة (Groin).

مضاعفات أخرى:

  • فـَقد الوزن (متلازمة الهزال – Wasting Syndrome): اعتماد برامج علاجية صارمة أدى إلى تقليص ظاهرة فقد الوزن لدى مرضى الإيدز، لكن هذا العَرَض ما زال يصيب العديد من المرضى. ويعرّف فـَقد الوزن بأنه فقدان أكثر من 10% من وزن الجسم، بحيث يكون مصحوبا في أحيان عديدة بإسهال، ضعف مزمن وإرتفاع في درجة حرارة الجسم.

  • مضاعفات عصبيّة: على الرغم من إن مرض الإيدز لا يهاجم الخلايا العصبية، إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات عصبية، مثل: الارتباك، فقدان الذاكرة، التغيرات السلوكية، الاكتئاب، القلق وصعوبات في المشي. وأحد الأعراض العصبية الأكثر إنتشارا هو الخَرَف (Dementia)، الذي يؤدي إلى حصول تغيرات سلوكية ويحدّ من أداء الدماغ. ويتمثل العلاج، بشكل عام، في إعطاء أدوية مضادة للفيروسات القهقرية.

تشخيص الإيدز

يتم تشخيص الإيدز بواسطة فحص دم أو فحص الغشاء المخاطي في الفم لكشف عما إذا كانت ثمة أضداد لفيروس الايدز.

وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية (Centers for Disease Control and Prevention – CDC) بإجراء فحوصات الإيدز هذه للمراهقين والبالغين، في الأعمار بين 13 و 64 عاماً، كجزء أساسي من الفحوصات الطبية الروتينية.

توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن يخضع لفحوصات الإيدز مرة واحدة في السنة، على الأقل، كل شخص ينتمي إلى أي واحدة من مجموعات الخطر المذكورة أعلاه.

للأسف، فإن فحوصات الإيدز لا تعطي نتائج دقيقة تماما حين يتم إجراؤها بعد التعرض لفيروس الايدز على الفور، وذلك لأن جسم الإنسان في حاجة إلى بعض الوقت لتطوير الأضداد الملائمة لفيروس الايدز.

وربما يحتاج الأمر إلى 12 أسبوعا على الأقل منذ لحظة التعرض لعدوى فيروس الايدز ، بل قد تطول المدة في بعض الحالات النادرة إلى نحو ستة أشهر أو اكثر لكي يكون بالإمكان الكشف عن وجود فيروس الايدز في الجسم.

الفحوصات التي تمكن من تشخيص الايدز:

1- مُقَايَسَةُ المُمْتَزِّ المَناعِيِّ المُرتَبِطِ بالإِنْزِيْم – إِليزا (Enzyme – linked immunosorbent assay – ELISA) واختبارات اللطخة الغربية (Western Blot Test)

طيلة سنوات عديدة، كان الفحص الوحيد المتوفر لإكتشاف وجود أضداد لفيروس الإيدز في الجسم هو فحص “إليزا”، الذي يكشف عن أضداد فيروس الايدز في عيّنة دم تم أخذها من الشخص المعني.

فإذا كانت نتائج الفحص إيجابية، أي بيّنت وجود أضداد فيروس الايدز في الدم، يتم إجراء الفحص مرة ثانية.

إذا كانت النتائج ايجابية في الفحص المُعاد (في المرة الثانية)، أيضا، فسيتوجب على الشخص المعني نفسه إجراء فحص دم إضافي يدعى “اختبار اللطخة الغربية” (Western Blot Test)، الذي يفحص وجود بروتينات الايدز (HIV) في الدم.

2- اختبار اللطخة الغربية

يكتسب “اختبار اللطخة الغربية” أهمية خاصة في تشخيص الايدز نظرا لأن الدم قد يحتوي على أضداد هي ليست أضداد فيروس الإيدز، لكنها قادرة على تشويش نتائج فحص “إليزا” وإعطاء نتيجة إيجابية، بينما هي في الحقيقة نتيجة مغلوطة.

وقد أتاح استخدام هذين الفحصين معا، في حينه، التأكد من الحصول على نتائج دقيقة، فكان تشخيص الايدز الذي يؤكد حمل فيروس الايدز يعتبر نهائيا وموثوقا فقط بعد الحصول على نتائج إيجابية في الفحوصات الثلاثة المفصلة أعلاه.

لكن العيب الأساسي والكبير في هذه الفحوصات هو الحاجة إلى الإنتظار مدة أسبوعين للحصول على نتائج الفحوصات الثلاثة كلها، الأمر الذي قد يكلّف ثمنا نفسيا بالغا وقد يؤدي إلى عدم رجوع الشخص المعني إلى العيادة للحصول على نتائج فحوصاته.

فحوصات سريعة:

هنالك، اليوم، العديد من الفحوصات السريعة التي تعطي نتائج دقيقة وموثوقة في غضون نحو 20 دقيقة. وتهدف هذه الفحوصات إلى الكشف عن وجود أضداد فيروس الايدز في الدم أو في السوائل في اللثة العلوية، أو السفلية، بعد أخذ عيّنات منها.

الفحص المأخوذ من سوائل الفم يعطي نتائج دقيقة، بنفس دقة النتائج التي يعطيها فحص الدم، بل ويوفر عناء أخذ الدم. ولكن، عند الحصول على نتيجة ايجابية في الفحص السريع يتوجب إجراء فحص دم للتأكد من النتيجة.

ونظرا لكون هذه الفحوصات حديثة العهد، نسبيا، فقد صودق على إجرائها، بداية، في عدد محدد من المختبرات المؤهلة فقط، ولذا فمن المحتمل ألا تكون هذه الفحوصات متاحة في كل مكان.

فحوصات بيتية:

أجازت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA)، مؤخرا، استخدام طقم عُدّة لفحص يجرى في البيت للكشف عن مرض الإيدز.

وتتولى تسويق هذا الفحص البيتي المسمى (Home Access HIV – 1 Test) شركة تدعى (Home Access Health).

ويمتاز هذا الفحص بدقته المماثلة لدقة الفحص المخبري. وجميع النتائج الإيجابية التي يتم الحصول عليها في هذا الفحص يتم إخضاعها لفحص إضافي آخر.

وخلافا للفحص البيتي لكشف الحمل، فإن نتائج الفحص البيتي لكشف الإيدز لا يتم تحليلها بشكل ذاتي، وإنما يتوجب على الشخص المعني الذي يجري الفحص أن يرسل عينة من دمه إلى المختبر، ثم الاتصال بعد بضعة أيام للحصول على نتائج الفحص.

هذه الطريقة تضمن الخصوصية، حيث يتم التعرف على الشخص صاحب الفحص بواسطة الرقم الرمزي (Code number) الموجود على كل واحد من أطقم العدّة.

النقص الأساسي في هذه الطريقة يكمن في عدم حصول الشخص الخاضع للفحص على المشورة الشخصية المباشرة التي كان يمكن أن يحصل عليها لدى توجهه إلى الطبيب المعالج أو إلى العيادة، وذلك بالرغم من أنه يُعرَض عليه توجيهه إلى الخدمات الطبية أو إلى الخدمات الاجتماعية.

بصرف النظر عن الفحص المحدد الذي يختار الشخص إجراءه والخضوع إليه، فحص تختار الخضوع، ففي حال اكتشاف حمله لفيروس الإيدز، يتوجب عليه أولا إبلاغ شريك/ة حياته بالأمر، فورا، لكي يتمكن هو الآخر من إجراء الفحص وإتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

في حال حصول شخص ما على نتيجة إيجابية تبين إنه يحمل فيروس الإيدز، فبإمكان طبيبه المعالج مساعدته في تقدير المراحل المتوقعة لتطور مرض الايدز، إذ إن هذا الفحص يبيّن كمية الفيروسات الموجودة في الدم (الحمولة الفيروسية).

وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص ذوي الحمولة الفيروسية المرتفعة يمرضون أكثر من ذوي الحمولة الفيروسية المنخفضة.

كما يتم إجراء فحوصات الحمولة الفيروسية أيضا لتحديد موعد البدء بالمعالجة الدوائية وموعد تغييرها.

علاج الإيدز

عند إكتشاف فيروس الإيدز للمرة الأولى، في سنوات الـ 80 من القرن الماضي، لم يكن يتوفر إلا القليل من الأدوية لعلاج فيروس الايدز والتلوثات / الأخماج الإنتهازية المرافقة له.

ولكن منذ ذلك الوقت، تم تطوير العديد من الأدوية لعلاج فيروس الايدز (HIV)، الإيدز والتلوثات الإنتهازية المرافقة له. وقد ساعدت هذه الانواع من علاج الايدز العديد من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، ورفعت من جودة حياتهم.

يقدر الباحثون في معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (National Institutes of Health – NIH) أن علاج الايدز والادوية المضادة للفيروسات القهقرية التي أعطيت للمرضى المصابين بمرض الإيدز في الولايات المتحدة منذ العام 1989 منحت هؤلاء المرضى إضافة تُعد ببضع سنوات على مؤملات الحياة (Life expectancy) لديهم.

لكنّ أيّا من هذه الأدوية لا يشكل علاجا شافيا لمرض الإيدز، ناهيك عن إن للعديد منها أعراضا جانبية قاسية، إضافة إلى كونها مكلفة جدا.

وزيادة على هذا كله فان علاج الايدز وتناول مثل هذه الأدوية لسنوات طويلة، تزيد أحيانا عن 20 سنة، يُفقدها مفعولها ونجاعتها نظرا لأن العديد من المرضى المصابين بمرض الإيدز المعالَجين بها يطورون قدرة على تحملها ومقاومتها فلا يعودون يتأثرون بها.

وعلى ضوء ذلك، تجرى أبحاث حثيثة لتطوير وإنتاج أدوية جديدة تكون قادرة على مساعدة هؤلاء المرضى المصابين بمرض الإيدز.

إرشادات وتوجيهات من اجل علاج الايدز:

عكفت مجموعة رائدة من الباحثين في موضوع علاج الايدز على صياغة لائحة من التوصيات الموجهة إلى مرضى الإيدز تتضمن إرشادات توجيهات تتعلق بعلاج الايدز المضادة للفيروسات القهقرية. تعتمد هذه التوصيات على أفضل المعلومات التي توفرت حتى كتابة التوصيات.

AIDSinfo – هو برنامج لخدمات الصحة العامة في الولايات المتحدة، يهدف إلى حتلنة، تحديث وتحسين هذه التوصيات وفقا للمعلومات الأحدث المكتشفة عن مرض الإيدز.

وبحسب قائمة التوصيات الحالية، ينبغي على علاج الايدز أن يركـّز على كبت وإخفاء أعراض الايدز لأطول فترة زمنية ممكنة. ويُعرف هذا التوجه الهجومي بـ “المعالجة الشديدة الفعالية بمضادات الفيروسات القهقرية” (Highly active antiretroviral therapy – HAART).

الهدف من برنامج (HAART) هو تقليص كمية الفيروسات الموجود في دم المريض إلى الحد الأدنى الذي لا يمكن فيه حتى ملاحظتها أو اكتشافها، رغم ان هذا لا يعني إختفاء مرض الايدز من دمه بشكل كلي ونهائي. ومن الممكن الوصول إلى هذه النتيجة عن طريق دمج ثلاثة أدوية أو أكثر، معا.

تضع توصيات علاج الايدز نصب أعينها موضوع جودة الحياة، ولذلك فإن الهدف الأساسي في علاج الإيدز هو إيجاد النظام العلاجي الأكثر سهولة وبساطة والأقل أعراضا جانبية.

في حال كون شخص ما مصابا بفيروس الايدز (HIV) أو بمرض الإيدز، فمن المهم أن يكون شريكا فعالا في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتدابير وخطوات علاج الإيدز الخاصة به.

وينبغي عليه مناقشة برامج علاج الإيدز المعروضة عليه مع طبيبه المعالج، وذلك لتقييم الأخطار والفوائد في كل من العلاجات المقترحة من اجل علاج الإيدز، حتى الوصول إلى قرار واع وحكيم بشأن علاج الإيدز، الذي قد يكون معقدا وقد تطول مدته.

أدوية مضادة للفيروسات القهقرية (Anti – retroviral drugs):

تقوم الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بكبح نمو وتكاثر فيروس الإيدز (HIV) في المراحل المختلفة من دورة حياته. وتتوفر هذه الأدوية بسبع مجموعات مختلفة:

  • مثبّطات إنزيم المُنْتَسِخَة العكسية المضاهئ للنوكليوزيد (Nucleoside analog reverse – transcriptase inhibitors – NARTIs or NRTIs)

  • مثبطات البروتياز (Proteaseinhibitors – PIs)

  • مثبّطات إنزيم المُنْتَسِخَة العكسية اللا نوكليوزيدية (Non – nucleosidereverse – transcriptase inhibitors – NNRTIs)

  • مثبّطات إنزيم المُنْتَسِخَة العكسية النوكليوزيدية (Nucleosidereverse – transcriptase inhibitors – NtRTIs)

  • مثبطات الاندماج (Fusion inhibitors)

  • مثبطات الإنزيم المدمِج (مثبطات الاندماج بالمادة الوراثية – Integrase inhibitos)

  • Chemokine co – receptor inhibitors.

الاستجابة لعلاج الايدز:

يقاس مدى الاستجابة مع علاج الايدز بحسب مستوى “الحِمْل الفيروسي” (Viral load – كمية الفيروسات في الدم) لدى المريض. يجب قياس الحمل الفيروسي عند بدء المعالجة الدوائية وبعد ذلك بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، طوال مدة علاج الإيدز. وفي بعض الحالات الخاصة وغير الاعتيادية يمكن أن تجرى هذه الفحوصات خلال فترات متقاربة أكثر.

طرق جديدة لعلاج الايدز:

لا تزال تشكيلة منوعة وواسعة من الأدوية لمعالجة الأعراض الجانبية لفيروس HIV أو الإيدز في مراحل الاختبار والفحص والتطوير في المختبرات المختلفة.

الوقاية من الإيدز

لا يتوفر، حتى الآن، لقاح فعال يقي من الإصابة بفيروس الإيدز، كما لا يتوفر، حتى الآن، علاج شاف لمرض الإيدز.

لكن كل شخص بإمكانه وقاية نفسه والآخرين من الاصابة بمرض الإيدز، وذلك عن طريق دراسة مرض الإيدز وفهم حيثياته والإمتناع عن كل ما من شأنه أن يعرّضه لإفرازات ملوثة بفيروس الإيدز، مثل: الدم، المني، الإفرازات المهبلية وحليب الأم.

الأشخاص غير المصابين بمرض الإيدز قد يستفيدون من النصائح التالية للوقاية ومنع الاصابة بفيروس الإيدز:

  • التوعية الذاتية وإرشاد للأخرين

  • الوعي بحالة الشريك/ة في أية علاقة جنسية في ما يتعلق بفيروس الإيدز ومرض الإيدز

  • ضرورة استعمال عازل ذكري جديد (Condom) لدى إقامة علاقة جنسية

  • فحص إمكانيات الختان (للذكور)

  • ضرورة إستعمال حـُقن نظيفة

  • اعتماد الحذر الشديد عند التعامل مع مشتقات دم من دول معينة

  • إجراء فحوصات لكشف المرض بشكل دوري وثابت

  • الابتعاد عن اللامبالاة.

 

طرق منع نقل العدوى:

أما الأشخاص الحاملون لفيروس الايدز (HIV) أو المصابون بمرض الإيدز، فقد تساعدهم النصائح التالية في منع نقل العدوى بفيروس الايدز إلى أشخاص آخرين:

  • ضرورة ممارسة الجنس الآمن (بوسائل وقائية) فقط

  • ضرورة إبلاغ الشريك/ة بحقيقة الحمل لفيروس الإيدز

  • إذا كانت الشريكة حاملا فمن الواجب إخبارها بحقيقة حمل فيروس الإيدز

  • ضرورة إبلاغ الأشخاص الذين من المهم أن يعرفوا الحقيقة

  • الامتناع عن استعمال الإبر، الحُقـَن أو أدوات حـَقن خاصة بالآخرين

  • الإمتناع عن التبرع بالدم أو التبرع بالأعضاء

  • الامتناع عن استعمال شفرات الحلاقة أو فراشي الأسنان الخاصة بالآخرين

  • في حالة الحمل، ينبغي التوجه لتلقي علاج طبي بشكل فوري.