وش اسوي : التخاطر

 
 

“إن الكلمات قد تخطئ ، ولكن الأفكار تنقل ما يعجز الكلام عن نقله”

كثيرة هي اللحظات التي نكتشف فيها اننا نريد أن نقول شيئاً، فيردده شخص آخر فيعبر عنا أكثر منا، وأحياناً نُصدم أننا نفكر بشخص وفجأة يتصل بنا بداعي أنه أحس بشعور ما في هذه اللحظة تجاهنا، تلك الحالات تندرج تحت إطار “​التخاطر​”، وهو مصطلح يشير إلى المقدرة على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان لآخر، أي أنه يعني القدرة على اكتساب معلومات من أي كائن واعي آخر، وقد تكون هذه المعلومات أفكارا أو مشاعر أو غير ذلك.

فهذه الظاهرة وجدت منذ خلق الإنسان الأول على الأرض فالأخوين قابيل و هابيل تخاطرا فيما بينهما و عَلِم أن أخاه يفكر بقتله عندما قال له “إن كنت تنوي قتلي فأنا لن أفعل”

 
 
 

ومن أبرز الأمثلة التاريخية أيضا على حادثة التخاطر ما حدث للسفينة (تيتانيك) التي غرقت عام 1912 وثارت لغرقها ضجة لم تهدأ طوال عقود.

ففي كتاب صدر عام 1898 قبل غرق السفينة بأربعة عشر عاماً أطلق عليه مؤلفه مورغان روبرتسون اسم (حطام تيتان) اورد فيه المؤلف تفاصيل عجيبة غريبة عن غرق سفينة ضخمة بعد ارتطامها بجبل جليدي. فهل هي مصادفة أن يكون اسم السفينة تيتان؟ وتغرق بعد الاصطدام بجبل الثلج؟ ليس التشابه في الاسم والمصير فحسب، فقد أدرج المؤلف وصفاً دقيقاً للسفينة كحجمها وطولها واتساعها وعدد ركابها التقريبي والعدد المحدود من قوارب النجاة التي على متنها، وتعداها إلى وصف حالات الذعر التي دبت بين الركاب و هم يواجهون حتفهم غرقاً، حتى أصوات التحذير التي تعالت بالقول جبل الثلج، جبل الثلج، نحن مقتربون من جبل الثلج إلى وصف صوت ارتطام السفينة المخيف، حتى موقع الاصطدام ومكانه يكاد يتشابه! تفصيلات مذهلة جعلت الناجين من الغرق وبعض الباحثين يتساءلون هل هي نبوءة تحققت؟ وهل كانت ثمة قوى خفية تمسك بقلم الكاتب وتملي عليه كل تلك التفاصيل؟

 
 
 

و لتقوم بعملية التخاطر بنجاح فأنت تحتاج بالمرتبة الأولى الى الصفاء الذهني. كما يوجد العديد من العوامل التي تساعد على نجاح عملية التخاطر و منها:

– هدوء الأعصاب. – ألا يكون الشخص غاضباً. – اعتدال الطقس وصفاء الجو. – الاعتقاد التام بنجاح العملية والشعور بالتسامح تجاه الذي تريد إرسال الرسالة إليه. – أن تكون هناك رابطة روحية يعني أن يكون هناك محبة ليس شرط أن تكون المحبة من الطرف المرسل والمستقبل ولكن قد تكون من الطرف المرسل فقط أو المستقبل فقط.

و قد تمكن العلماء من تصوير انتقال الموجات الكهرومغناطيسية التي تنقل الأفكار بين شخصين في حالة حب.

التوأم ايضاً يتخاطران فيما بينهما، فهما يملكان نفس التردد، وفي العائلة الواحدة أيضاً من يملك نفس التردد وهذا سبب آخر لسهولة ايصال هذه الطاقة التخاطرية.

 

كما يوجد أنواع عدة لهذه الظاهرة نذكر منها: –التخاطر المتأخر: انتقال الأفكار من شخص الى آخر بوقت طويل.

التخاطر التنبؤي أو الماضي: انتقال الأفكار أو المشاعر من شخص الى اخر من دون مدة زمنية محددة.

تخاطر العواطف: شعور يحس به شخص لآخر بمرحلة زمنية أو وقت معين.

تخاطُر الوعي اللاطبيعي: ويتطلب هذا التخاطر الدراية التامة بخصائص مرحلة اللاوعي للوصول الى الهدف.

 
 
 

أثبتت دراسات علمية عديدة صحة هذه الطريقة، حيث أن ذلك يحدث عن طريق الأثر الكهرومغناطيسي لنشاط العقل الكهربائي، ووجود ملايين الخلايا عند الإنسان والتي تقوم بوظائف متعددة بواسطة إرسال إشارات كهربائية فيما بينها، وهذه الإشارة تعد كالأمر المرسل بين مراكز المخ المختلفة، والتي هي بدورها تقوم بتوصيل الأوامر من المخ إلى جميع أعضاء الجسم الأخرى، كذلك تقوم بإرسال إشارات كهربائية إلى الهالة المحيطة بالإنسان، ويعرف العلماء الهالة بأنها حقل الطاقة الناتج عن الطاقة التبادلية بين داخل الإنسان وخارجه، وتتكون من سبعة ألوان مختلفة، وهي تحيط بجسم الإنسان بسمك 30 سم، وقد تملأ غرفة كاملة، وذلك حين يكون الإنسان سليماً من الناحية البدنية والنفسية والفكرية.

وبعض العلماء يفسرون هذه الظواهر بأن في الإنسان غدة هي «الغدة الصنوبرية» في مركز المخ تلعب دورا مهما في ظاهرة «اتصال الخواطر» و«توارد الأفكار» ويسمونها أحيانا «العين الثالثة» أو «عين البصيرة» ويعتبرونها السبب في «الجلاء البصري» أو «اتصال الخواطر».. ومهما حاول العلماء أن يجدوا تفسيرا لمثل هذه الظواهر غير العادية لدى بعض الناس فإنهم سوف يصلون في النهاية إلى أن هناك ظواهر يعجز العلم عن تفسيرها، وهناك أشخاص نجدهم يتمتعون بهذه الظواهر ولهم شخصيات مميزة أهم صفاتها الهدوء وصفاء النفس، ولديهم قدرة روحية خاصة.

 

وش