وش اسوي: التواصل و الهاتف المحمول
منذ بداية الخليقة ومع تطور العصور احتاج البشر إلى التواصل مع بعضهم ، وطوّر البشر طرق التواصل مع بعضهم لتصبح أسهل وأقل كلفة وعناء فالحاجة أم الاختراع .
وهناك مراحل لتطور وسائل الاتصال حيث يُمكن تعريف الاتصال بأنّه عملية إرسال واستقبال الرّسائل والمعلومات الواضحة بين عدّة أطراف الأطراف عبر وسائل مختلفة قد تكون لفظيةً أو غير لفظية، مثل: الكلام بحدّ ذاته، والكتابة، والوسائط المصوّرة؛ كالرسومات البيانية والخرائط، إلى جانب الإشارات والعلامات، إذ يتمّ تبادل المعلومات والأفكار ومشاركتها في عملية الاتصال عن طريق نظام مشترك من الرموز كالأحرف أو الإشارات، وقد يقتصر الاتصال على محادثة أو تفاعل بسيط بين شخصين أو ضمن مجموعة صغيرة من الأشخاص، أو يتوسّع ليشمل الخطابات، والمناظرات، والمقالات الصحفية، ونشرات الأخبار، ويُشار إلى أنّ أغلب الأشخاص يمضون وقتاً في الاتصال مع الآخرين عبر المنصات والوسائط المختلفة أكثر من الوقت الذي يمضونه في مختلف الأنشطة الحياتية الأخرى.
يتمثّل الاتصال بمشاركة رسائل مكتوبة أو كلام يُمكن للأطراف الأخرى فهمه والتفاعل معه، حيث يحدث الاتصال عندما يُرسل أحد عناصر الاتصال أيّ المرسل سواء كان كاتباً او متحدّثاً رسالةً الى المُستقبِل الذي يُمكن أن يكون قارئاً أو مُستمعاً، والذي بدوره يتفاعل مع الرسالة أو الكلام بالرد عن طريق الكتابة أو المحادثة،
ومن أهم المراحل والمحطات التي مرّت بتاريخ وسائل الاتصال ما يأتي: الوسائل البدائية استُخدمت طرق التواصل بصورها البدائية في العصور القديمة عن طريق إصدار أصوات معيّنة، فإصدار الأصوات الصاخبة أو ذات النبرات والترددات المختلفة كان مؤشّراً للتواصل الاجتماعي مع الناس أو دلالةً للتحذير من خطر ما، كما كانت لغة الجسد تُستخدم كوسيلةٍ للاتصال أيضاً، إلى جانب طرق التواصل التي تعتمد على الرسومات التعبيرية لأحداث وشخصيات حقيقية أو خيالية تنقل الثقافة الخاصة بالشعوب والمتمثّلة في قصص المعارك، والحروب، وطرق الصيد، وغيرها، إلى الأقوام التي تليها خصوصاً قبل وجود الكتب.
كانت الطبول تُستخدم كوسيلة لإرسال الأصوات والإشارات للقبائل المجاورة والمحيطة بالمنطقة، من خلال إصدار أصوات تتبع لأنماط وترددات معينة تُخبر الأطراف الأخرى بآخر المستجدّات التي قد يهمّهم معرفتها، بالإضافة إلى إشارات الدخان التي تُعدّ من أهم وسائل الاتصال المرئية بعيدة المدى التي كانت تُستخدم لإيصال معلومة مهمّة أو التنبيه عن وجود خطر أو مشكلة معينة.
الكتابة استخُدمت الكتابة منذ آلاف السنين إلّا أنّ اهميتها ازدادت مع مرور السنين، فقد ظهرت الكتابة بشكلها البدائي على الألواح الطينية واستمرّ استخدامها حتّى في عصر التكنولوجيا والاعتماد على الحواسيب، ولا تزال الكتابة تتقدّم وتتطوّر بشكل كبير ومتسارع،فقد كانت الصيغ الاولى للكتابة صوراً بدائيةً مجمّعةً في رسائل كانت تُدعى بالرسم الصوري (بالإنجليزية: Pictographs)، بحيث تُمثّل كلّ صورة فكرةً بسيطةً واحدة، ومع مرور الوقت تمّ تجميع الصور البسيطة لتُعبّر عن أفكار شاملة ومعقّدة أكثر أُطلق عليها ايدوغرافيات (بالإنجليزية: Ideographs)، ثمّ تمّ إدخال الأصوات في تلك الايدوغرافيات مشكّلةً بداية نشوء الحروف الأبجدية الحديثة.
استُخدمت عدّة وسائل وأساليب لتنسيق الحروف الأبجدية على مرّ التاريخ، حيث كان اليونانيون القدماء يضيئون المشاعل بطريقة معيّنة للتعبير عن الحروف الأبجدية، كما أنّ رجال البحرية قديماً استخدموا الأعلام والأضواء الوامضة بطرق خاصة للدلالة على الحروف الأبجدية، وبهذه الطرق كان يتمّ تحويل الرسائل إلى صيغ مفهومة ومنطقية، كما استخدم البشر في العصور القديمة مواد مختلفة للكتابة عليها، مثل: لحاء الشجر، والحجارة المُسطّحة، وجلود الحيوانات، حتّى أنّهم طوّروا بعض أنظمة الكتابة لتتكيّف مع أنواع المواد التي تُكتب عليها، فاستخدم البابليّون الألواح الطينية والحجارة المسطّحة للكتابة، أمّا المصريون القدماء فقد استخدموا قماشاً خاصّاً مصنوعاً من نبات البردي، أمّا اليونانيّون فقد كتبوا على ورق نفيس مصنوع من جلود الأغنام والماعز، وفي الوقت الحالي يتمّ استخدام الورق الذي تمّ اختراعه في الصين في جميع أنحاء العالم المتحضّر.
الطباعة تطّلب إعداد نُسخ متعدّدة من الكتابات قبل اختراع الطباعة وقتاً طويلاً وعملاً مُجهداً من الكتّاب الذين كانوا ينسخوها يدوياً، وقد تسبّب ذلك في جعلها غير متاحة لجميع الناس، ممّا قلّل من الدافع لدى الناس لتعلّم القراءة أو الكتابة، إذ سهّلت الطباعة إعداد نسخ متعددة وغير مكلفة من هذه الأفكار والكتابات، ويعود أصل الطباعة الى القرن الثاني، فقد تمكّن الصينيون من الطباعة عن طريق وضع الحبر على أسطح رخامية بطريقة معيّنة ثمّ وضع الورق عليها، وبحلول عام 500م استُخدمت الألواح الخشبية في بعض الأجزاء من قارة آسيا لطباعة الكتابات والرسوم، إلّا أنّ ذلك كان يتطلّب وجود لوح خشبي منحوت لكلّ صفحة من الكتاب، لذلك اخترع الصينيون في القرن الحادي عشر مجّسمات صغيرة للأحرف بمواقعها المختلفة من الكلمات بحيث تكون بارزة عن اللوح الخشبي ليتمّ إعادة تجميعها واستعمالها لطباعة نصوص مختلفة.
اخترع صائغ الذهب الألماني يوهان غوتنبرغ المطبعة خلال عهد الامبراطورية الرومانية حوالي عام 1440م، حيث طوّر نظام طباعة كامل بالاعتماد على الأدوات المتوافرة آنذاك وابتكر أساليب جديدة أيضاً، وقد ساهم اختراعه في زيادة إنتاجية المؤسسات المطبعية وربحها، وإحداث ثورة علمية من خلال نشر اكتشافات العلماء وأبحاثهم على نطاق واسع في المجلات العلمية، كما أصبح التأليف مُجدياً من الناحية المادية، وساعدت الطباعة على توثيق اسم الكاتب ووقت النشر، وساهمت في توثيق المراجع، والتركيز على فكرة تطابق الأعمال والكتب من حيث اسم الكاتب والمعلومات الواردة في الكتاب ممّا أدّى إلى ظهور الفهارس وترقيم الصفحات وهو ما لم يكن موجوداً قبل اختراع الطباعة.
ظهرت اختراعات بسيطة في بدايات القرن التاسع عشر لإرسال الرموز والحروف من خلال نبضات كهربائية تمرّ في أسلاك، وفي عام 1832م اخترع صمويل فينلي بريز مورس التلغراف الذي كانت رسائله تستغرق أياماً وأسابيع وأشهر في بعض الأحيان حتّى تصل إلى وجهتها،
ولكن بعد مدّ أول سلك تلغراف كهربائي في خمسينيات القرن التاسع عشر أصبحت الرسالة تستغرق بضع دقائق فقط لتُرسل من لندن إلى نيويورك، وتمكّنت الصحف من نشر الأخبار حول العالم في نفس يوم حدوثها، كما ساعدت الكهرباء على حصول ألكسندر غراهام بيل على براءة اختراع الهاتف عام 1876م، وهو جهاز ينقل الصوت على شكل تيّارات كهربائية تمرّ في أسلاك، وقد شكّل هذا الاختراع ثورةً إلكترونيةً في مجال الاتصال ففي عام 1880م بلغ عدد أجهزة الهاتف في الولايات المتحدة فقط 30,000 جهاز.
وسائل البث في بداية القرن العشرين أصبح بالإمكان إرسال الرسائل حول العالم دون استخدام الأسلاك عن طريق تشفير الرسائل بموجات كهرومغناطيسية تنتقل في الفراغ، فقد تمّ اختراع تلغراف لا سلكيّ عام 1901م مهّد لاختراع المذياع الذي انتشر بشكل واسع في البيوت والمحال بحلول عام 1920م، وفي عام 1926م بدأ العمل على اختراع جهاز التلفاز الذي ينقل إشارات فيديو أكثر تعقيداً من إشارات الصوت في الفضاء باللونين الأبيض والأسود، إلّا أنّه شهد انتشاراً واسعاً في أواخر الأربعينيات، ثمّ تمّ اختراع التلفاز الملوّن في منتصف الخمسينيات والذي شهد انتشاراً واسعاً في أواخر الستينيات.
الوسائل الرقمية أتاحت التكنولوجيا الرقمية ضغط كميات كبيرة من البيانات وتخزينها ونقلها بكفاءة، ممّا ساعد على الاتصال الفوري للمعلومات النصية والصوتية والفيديو عن بعد وخفض تكلفتها، إذ تُستخدم الوسائل الرقمية في الوقت الحالي لتواصل الأفراد، وعقد المؤتمرات التجارية عن بعد، وإدارة الأموال في البنوك والشركات، كما لعبت الوسائل الرقمية دوراً محورياً في مجال الترفيه من خلال التأثيرات البصرية المستخدمة في الرسوم المتحرّكة الحاسوبية والأفلام، كما أنّ أجهزة الحاسوب قادرة على تخزين كميات هائلة من المعلومات ونقلها إلى أجهزة أخرى عن طريق شبكات الحاسوب أو الإنترنت.
وكان أهم اختراع في مجالات الاتصال هو الهاتف النقال ومع ذلك فكان له إيجابيات وسلبيات.
يُعرّف الهاتف الذكي بأنّه جهاز كمبيوتر محمول مدمج ومصنع داخل الهاتف المحمول، حيث ينصع الهاتف الذكي بشاشة عرض وبرامج تقنية ذكية لإدارة المعلومات الشخصية، كما يعتبر الهاتف الذكي من الأجهزة التي تحمل نظام تشغيلٍ يسمح بتشغيل برامج الحاسوب المختلفة، مثل: تصفح الويب، والبريد الإلكتروني، والموسيقا، والصور والعديد من التطبيقات المختلفة. مميزات الهاتف الذكي يمتاز الهاتف الذكي بقدرته على القيام بعدّة مهام ومسؤوليات،
ومن أهمها ما يأتي:
إدارة المعلومات الشخصية للفرد مثل التقويم، وقائمة المهام اليومية، والملاحظات الشخصية.
القدرة على الاتصال بالأجهزة الأخرى مثل أجهزة الحاسوب المكتبية.
القدرة على مزامنة المعلومات مع تطبيقات مايكروسوفت، وتطبيقات معالجة النصوص، وألعاب الفيديو.
القدرة على صرف شيكات وحذف إيصالات.
تخزين معلومات بطاقات الائتمان وتسديد الفواتير.
القدرة على إنشاء اتصال عن طريق شبكات الواي فاي.
تعتبر الوظيفة الرئيسية لأجهزة الهواتف توفير المكالمات الهاتفية الصادرة والواردة، بالإضافة إلى أن معظم الهواتف الذكية توفر القدرة على اختيار مكبر الصوت للمكالمة، كما توفر الاستمتاع بخدمة ترك رسالة عند عدم الرد على المكالمات.
التصوير تشمل الهواتف الذكية كاميرا رقمية عالية الدقة تساعد في الحصول على صورٍ رقمية، ويستطيع الفرد من خلال الهاتف الذكي مشاركة هذه الصور مباشرةً باستخدام الهاتف مع الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي أو باستخدام الرسائل النصية، كما توفر القدرة على تسجيل مقاطع الفيديو.
الرسائل النصية يتيح الهاتف الذكي القدرة على إرسال واستقبال الرسائل النصية القصيرة، حيث يحتوي الهاتف الذكي على لوحة مفاتيح تعرض على شاشة الهاتف عند الحاجة، مصممة كلوحة مفاتيح الحاسوب، بحيث تمّ تفضيلها على لوحة مفاتيح الهواتف التقليدية.
الاتصال بالإنترنت يوفر الهاتف الذكي خدمة تصفح الإنترنت من خلال برامج متصفح الويب تماماً كأجهزة الحاسوب، حيث تقوم هذه العملية من خلال استقبال شبكات الواي فاي أو استقبال الأبراج الخلوية، بالإضافة إلى أنّه يمكن للفرد تصفح العالم من خلال شبكات الويب.
وهكذا نرى أن الهاتف النقال هو سلاح ذو حدين قد يستغله الإنسان في المنفعة والتعلم وقد يكون مصيبة على الإنسان حيث يهدر وقته الثمين على الألعاب والمقاطع الفارغة التي لا تقدم للإنسان والبشرية أي نفع .