وش اسوي : الحيوانات الأليفة
الحيوان الأليف هو أي حيوان يحتفظ به البشر كمصدر للرفقة والسرور وعلاقة المتعة هذه متبادلة حيث إنّ الحيوانات الأليفة تشعر بالمتعة بمرافقة الإنسان، لذلك يمكن وصف تربية حيوان أليف بعلاقة تبادلية تُفيد كل من الحيوانات والبشر.
وجدت هواية تربية الحيوانات الأليفة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الوقت الحالي، حيث كانت الحيوانات الأليفة في كل مجتمع وثقافة تقريباً.
وبما أنّ تربية الحيوانات الأليفة أصبحت عادة منتشرة جدًا هناك اتجاه عالمي متزايد للنظر في الحيوانات الأليفة كجزء من الأسرة.

في الواقع، الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم يحبون حيواناتهم الأليفة، ويستمتعون برفقتهم، والذهاب للمشي معهم، واللعب وحتى التحدث إليهم. وهناك أدلة تشير إلى أن التعلق بالحيوانات الأليفة مفيد لصحة الإنسان ويساعد حتى في بناء المجتمع. لنتحدث في مقالنا هذا عن الفوائد والإيجابيات والسلبيات لهذه الحيوانات اللطيفة.
تعود تربية الحيوانات الأليفة بالفائدة سواء على الفرد أو على الحيوان نفسه، ومن أهم فوائدها أن أصحابها هم أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب ويتمتعون بمستويات منخفضة من التوتر وزيادة في النشاط البدني (من خلال المشي مع الكلب مثلاً)، كما أنهم يتمتعون بضغط دم متوازن في المواقف الصعبة ولديهم مستويات الدهون الثلاثية والكولسترول أقل.

وأثبت الدراسات أن ارتباط حياتك مع حيوان أليف يخفض خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، واللعب معه يُمكن أن يرفع مستوى السيروتونين والدوبامين لديك، وهذا يفيد في الحفاظ على الهدوء والاسترخاء.
من جانب آخر، يبقى مربو الحيوانات الأليفة المريضين بالنوبات القلبية على قيد الحياة لمدة أطول من أولئك الذين لا يملكون حيوانا أليفا، ويقوم أصحاب الحيوانات الأليفة الذين تزيد أعمارهم عن 65 عام بزيارة الطبيب بنسبة 30% أقل مقارنة مع غيرهم.
كما يمكن أن يكون رفيقا هاما للأطفال، فالأطفال الذين لديهم حيوانات أليفا قد يكون لديهم مستويات أعلى من التعاطف واحترام الذات مقارنة مع أقرانهم.
العلاقة بين البشر والحيوانات ليست فقط جيدة لصحة الإنسان، إذ يمكن أن تساعد أيضا في بناء المجتمع، فالناس مع الحيوانات الأليفة غالبا ما تجد اتصالات مع أشخاص آخرين؛ كالشبكات الاجتماعية التي تم تطويرها على أساس الاهتمام المشترك حول رفاهية الحيوانات التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة التفاعل بين الناس، وكذلك الأنشطة التي تنطوي على الحيوانات الأليفة (مثل نوادي المشي للكلاب وفي المناطق العامة حيث يمكن التفاعل مع الجيران وغيرهم من المشاة).
وبالمقابل قد تكون تربية الحيوانات الأليفة ضارة بصحتها وذلك إذ لم يتم الالتزام بمتطلبات معينة لتلك الحيوانات.

ومن أهم المشاكل التي ممكن أن تواجهها هي التغذية غير المناسبة، ومثال على ذلك زيادة كميات السكر المتناول قد تسبب العمى للقطط و الشوكولاتة و العنب قد تؤدي إلى موت الكلاب.
وأيضًا تُعتبر الحيوانات المنزلية عُرضة للسمنة سواء قطط أو كلاب أو غيرهم من الحيوانات، والوزن الزائد يمكن أن يسبب لها السكري و مشاكل في الكبد و ألم في المفاصل و فشل كلوي و سرطان، لذلك يجب على من يُربي الحيوانات الأليفة تحمل مسؤولية هذه الحيوانات والاعتناء بها بشكل جيد وذلك لكيلا تُصاب بأي ضرر.
لا نخفي أن لهذه الحيوانات سلبيات أيضا ومن أهمها أن الشخص الذي يربيها يحتاج إلى تغيير كبير في نمط الحياة وذلك وفقًا لنوع الحيوان الذي يحتفظ به، وبالتالي سيتعين عليه إنفاق الكثير من المال على طعامها وملحقاتها وعلاجها وما إلى ذلك.
كما يجب على المربي تخصيص فترة زمنية من وقته للحيوانات الأليفة للعب معها والاهتمام بها.
علاوة على ذلك لا يمكن السفر مع الحيوانات الأليفة كثيرًا لأنها تتعرض للإرهاق بسبب ذلك، ويعد فقدان أو موت الحيوان الأليف حسرة شديدة للغاية لأن المربي يتعلق به ويعتاد عليه في روتينه اليومي وسيشعر بالوحدة والضياع والحزن بدونه.

بعد الحديث عن ميزات هذه الحيوانات وآثارها على الإنسان والمجتمع لنتطرق قليلاً لوسائل حمايتها والتعامل معها، حيث من المهم جداً وضع قواعد وقوانين متعلقة بالحيوان وطريقة تربيته، مثل: القوانين الخاصة بإطعامه وتنظيفه، أو أخذه للنزهة، وذلك من أجل تعويده على نمط حياة معين، وحصر الأماكن التي يمكن الذهاب إليها أو تلك الممنوعة عليه.
بالإضافة إلى تجهيز جميع المستلزمات اللازمة للحيوان كالطعام وأواني الطعام الخاصة به، وأواني شرب الماء، ومكان قضاء الحاجة، وإبعاد الأجهزة الكهربائية والمنظفات والمبيدات السامة والنباتات المنزلية التي قد تضر بصحة الحيوان، وربط الأسلاك الكهربائية لحماية الحيوانات من مضغها والتسبب بالأذى لها، أو الإضرار بالمنزل.
وإغلاق الأبواب بشكل جيد سواء الأبواب الخارجية أو الداخلية لمنع الحيوانات من الهروب.

و ينصح بأخذه للطبيب البيطري للتأكد من إعطائه اللقاحات اللازمة، وتقليم أظافره، والحرص على عدم إطعامه بإسراف، وذلك لكي لا يؤثر الأمر سلباً على صحة الحيوان الأليف ونشاطه.
ولمعرفة كيفية التعامل مع الحيوانات الأليفة يجب الحرص على أن يدرك كافة أفراد الأسرة كيفية التعامل مع الحيوان، وطريقة حمله واللعب معه، بالإضافة إلى معرفة القوانين التي تتعلق به، لتجنب إزعاجه أو إرباكه أو تخويفه، وذلك بقراءة الكتب المتعلقة بتربية الحيوانات، ومشاهدة مقاطع الفيديو التي توضح هذه الجوانب.
وش اسوي.