وش اسوي : الشاي الأخضر

 
 

الشاي الأخضر أحد المشروبات الأكثر شيوعاً في العالم و لطالما تم استخدامه في الطب الصيني التقليدي، وعرفت فوائد الشاي الأخضر في علاج العديد من المشاكل الصحية مثل مقاومة حدوث الجلطات، خفض الضغط الدموي، والوقاية من السكري، خفض الكولسترول الضار والإبقاء على الكولسترول المفيد، التخلص من الوزن الزائد، تحسين الذاكرة، تقوية جهاز المناعة، حماية البشرة، كما أن له أضراره بحال الإصابة ببعض الأمراض.

 

تنتشر في الوقت الحالي زراعة الشاي في كل من الصين واليابان بشكل أساسي وباكستان وسيرلانكا والهند وأندونيسيا وتايوان وأفريقيا الشرقية بالإضافة لأمريكا الجنوبية.

 

يتكاثر نبات الشاي إما بالبذور أو التكاثر الخضري (لا يتم عن طريق البذور وإنما بواسطة الإنسان أو الطبيعة عن طريق الساق أو الأوراق). ويستمر استثمار الشجرة لمدة 60-70 عام. أما موعد جني المحصول فيعتمد على المنطقة والمناخ ويستمر لمدة 8-9 أشهر كل عام وكلما ازدادت أوراق الشاي المقطوفة نضارةً كانت جودته أفضل.

 
 

وأما عن عملية الإنتاج: فجميع أنواع الشاي الأخضر والأسود تأتي بالأساس من نبتة تعرف باسم Camellia sinensis و صنف Assamica عريض الأوراق هو الأكثر أهمية وانتشاراً في الزراعة. لكن يختلف الشاي الأخضر عن الأسود بطرق الإنتاج، فالشاي الأسود ناتج عن تخمير أوراق الشاي. أما الشاي الأخضر فهو ناتج عن عملية تبخير تمر بها الأوراق الخضراء الطازجة بالإضافة لحذف مرحلتي التجفيف والتخمير التي تحدث في إنتاج الشاي الأسود.

 

والجدير بالذكر أن لإنتاج الشاي الأخضر طريقتين، صينية أو يابانية فالطريقة الصينية تعتمد على تحميص الأوراق ثم اللف والغربلة وبالنهاية التسخين، أما الطريقة اليابانية فيتم التبخير أولاً ثم التبريد والتجفيف واخيرا اللف بدرجة حرارة عالية.

ينخفض أثناء معالجة الشاي الأخضر محتوى أوراقه من التاينين وصباغ الكلوروفيل وفيتامين C والحموض العضوية. يبدو الشاي الأخضر المغلي خفيف اللون ذو مذاق مر. ويعطر في كل من اليابان والصين بإضافة أزهار البرتقال أو الورد أو الياسمين. العديد من العوامل تدخل في تصنيف الشاي الأخضر إلى درجات حسب جودته ومنها: المنشأ والمناخ والعمر وطريقة المعالجة ونوع الورقة.

 
 

أما عن أنواع الشاي، فمن أشهر أنواع الشاي الصيني: البارود، لونغ جينغ (هو أفضلها وأغلاها ثمناً)، تشن-مي أما أشهر الأنواع اليابانية: سينشيا، بانشا، هووجيشا، جينمايشا.

 

أظهرت الدراسات أن للشاي الأخضر تأثيرات إيجابية في العديد من المستويات.

1. فهو يساعد على خفض الوزن:

 

فالشاي الاخضر يزيد من معدل الاستقلاب الغذائي في الجسم وبالتالي يساعد في خسارة الوزن. والعوامل المسؤولة عن زيادة الاستقلاب الغذائي في الشاي هي على الارجح مادة الكافيين ومادة البوليفينول الموجودة في اوراق الشاي الأخضر. ففي احدى الدراسات تم اثبات انخفاض نسبة 4.6% من وزن الجسم في تجارب سريرية اجريت على 70 شخصا ممن تناولوا خلاصة الشاي في فترة اكثر من ثلاثة اشهر.

2. منع ارتفاع ضغط الدم:

أظهرت الدراسات العلمية أن الشاي يوفر الحماية ضد تطور ارتفاع ضغط الدم، اذ أن مكونات الشاي الاخضر تمنع هذه الظاهرة من خلال زيادة مرونة الاوعية الدموية والحماية من عمليات التنكس فيها. فأظهرت دراسة لمدة ثماني سنوات على 1،500 شخصا تتراوح اعمارهم بين 20 وما فوق من الذين لم يعانوا من ارتفاع في ضغط الدم من قبل، أن الأشخاص الذين تناولوا من كوب إلى ثلاث أكواب من الشاي الأخضر يومياً، كان خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لديهم اقل بنسبة 46% مقارنة مع الذين تناولوا الشاي بانتظام.

 

3. يحمي الجلد والبشرة:

الشاي الاخضر هو من مضادات الاكسدة القوية فهو يوفر حماية فعالة من اشعة الشمس، وذلك عبر تثبيط الجذور الحرة التي تنتجها الشمس مما يسبب شيخوخة الجلد، بالإضافة لذلك فالشاي الأخضر قد يساعد على الحماية ضد كسر الكولاجين الناتج عن اشعة الشمس، وبالتالي يمكن دمجه بكريمات وعلاجات تجميلية لحماية الجلد.

 
 
 
 

4. خفض الكولسترول:

استهلاك الشاي الاخضر بشكل ثابت يؤثر بشكل ايجابي على انخفاض الكولسترول السيئ (Hdl) في الدم. وقد اظهرت دراسة أن اليابانيين الذين استهلكوا الشاي الأخضر يومياً كان لديهم مستويات أقل من الكولسترول والدهون الثلاثية. ومع ذلك كان مستوى الكولسترول الجيد (Ldl) في الدم ارتفاعاً. وتشير بعض الدراسات أن هناك انخفاض في معدلات خطورة الاصابة بأمراض القلب لدى المستهلكين المنتظمين للشاي الأخضر.

5. يمنع حدوث نزلات البرد:

المستويات المرتفعة من المواد المضادة للأكسدة في الشاي تسهم في تعزيز نظام المناعة.

بالاضافة الى ذلك، فقد وجدت الدراسات الحديثة أن للشاي تأثير مضاد للجراثيم والفيروسات، وإن استهلاكه يقلل من خطر الإصابة بنزلات البرد أو الانفلونزا بنسبة 23% ويقلل من مدة المرض بنسبة 36%، فالبوليفينول في الشاي الاخضر والمعروف باسم Ktchins يمنع تكاثر فيروس الانفلونزا، وله تأثير مباشر على إبادته.

6. يحسن الذاكرة:

اختبرت دراسة علمية اثنين من مكونات الشاي الاخضر، ومضادات الاكسدة والاحماض الامينية فيه، واظهرت نتائج هذه الدراسة أن هذه المكونات لديها القدرة على تحفيز نشاط الدماغ وتحسين الذاكرة. اجريت هذه الدراسة على 100 شخص بالغ، يعانون من انخفاض طفيف في قدراتهم المعرفية، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين. وقد أجري في نهاية هذه الدراسة اختبار للممتحنين وأظهرت النتائج أن الذين شربوا الشاي الاخضر تعززت لديهم القدرات الفكرية والذاكرة مقارنة بالمجموعة الأخرى.

 
 
 

لا توجد حتى الآن دلائل قاطعة على دور الشاي الأخضر في الوقاية من الزهايمر أو الأورام السرطانية ونتائج الأبحاث التي اجريت لم تكن بالدقة المطلوبة. أما عن مضار الاستهلاك الخاطئ للشاي الأخضر، فإن للشاي تأثير مباشر على امتصاص الكالسيوم لذلك يجب فصله عن الوجبات الحاوية على الكالسيوم وزيادة كمية الطعام المحتوي على الكالسيوم في حالة الانتظام في شرب الشاي، خاصةً على من يعاني من هشاشة العظام والنساء اللواتي انقطعت لديهن الدورة الطمثية (سن اليأس). وعلى المصابين بفقر الدم التنبه أيضاً إلى أن الشاي يؤثر على امتصاص الحديد لذا يجب فصله عن الوجبات التي تحوي الحديد بفترة كافية وكذلك زيادة كميات الطعام التي تحوي الحديد في حالة الانتظام في شرب الشاي الأخضر. ينصح جميع الأطباء والخبراء بمجال الصحة باستهلاك الشاي الأخضر بشكل منتظم دون الإفراط به لما له من فوائد عظيمة عرفت منذ أقدم العصور.

 

وش اسوي/ الشاي الأخضر