وش اسوي: العقل الباطن و قدراته

 
 

عندما تتمكن عقولنا من حل بعض الألغاز، أو قراءة بعض الكلمات غير الواضحة، نشعر بأننا نتحكم في عقولنا بشكل جيد و هذا المفهوم خاطئ.

هناك عقل باطن يقوم بالنصيب الأكبر من عملية التفكير، وهذا ما يتفق عليه الخبراء النفسيون، فإذا سألت نفسك عن عاصمة فرنسا، تأتي الإجابة على الفور إلى عقلك – باريس!

و إذا قررت أن تحرك أصابعك فستتحرك للأمام والخلف بنمط معقد لم ترتب له مسبقًا، ولكنه جاء إلي من عقلك الباطن.

يتحدّث البعض من العلماء عن العقل الباطن باعتبار أنّها لؤلؤةٌ مدفونةٌ داخل النفس البشرية تحتاج إلى من يكتشفها، فقد طلب الفيلسوف سقراط من الإنسان الغوص في أعماق نفسه البشرية؛ ليَعرِف ذاته بنفسه دون الرجوع إلى نظريةٍ معينةٍ أو قانونٍ ما، فذاته هو أعلم بها من غيره، وحتى يتمّ تقريب مفهوم العقل الباطن أكثر، فقد تمّ تشبيهه لجبلين: الجبل الأول وهو العقل الواعي؛ وهو العقل الذي يتعامل به الإنسان مع عالمه الخارجي والداخلي بناءً على مبادئ وأسس معينة في الحياة، ويراها الكثيرون أنّها منطقية ومقبولة، وهذا العقل الواعي يتشكّل منذ الطفولة؛ حيثُ يتشكّل من مجموعةٍ من العوامل؛ كأساليب التربية، وطبيعة التنشئة الأسرية، والاجتماعية، والأخلاقية، والدينية، فيبدأ الجبل الأول بالارتفاع والنمو أكثر من الجبل الآخر، وهو عقل اللاواعي أو العقل الباطن.

و هو الوعاء الذي يجمع كل ما أدخله الإنسان إليه من أفكار و مشاعر سيجدها يوماً ما تخرج إلى العالم الخارجي بأسلوبٍ معين لتُعبّر عن شخصيته.

 
 
 

هناك العديد من العوامل المؤثرة على عقلنا الباطن و منها :

المجتمع و البيئة: كالوالدين، والأسرة والأقارب والأصدقاء، والثقافة السائدة في المجتمع، إضافة لوسائل الإعلام .

 

الشخصيّة المؤثّرة: دوماً يكون للفرد شخصيّة لها تأثيرٌ كبيرٌ عليه كأن تكون تلك الشخصيّة دينيّة أو سياسيّة أو فنيّة، فيحاول تقليد تلك الشخصيّة في كافّة الأفعال على اعتبار أنّها القدوة.

العاطفة: و ذلك من خلال الأحداث التي يمرّ بها الفرد، حيث يكون لها تأثيرٌ قوي على عاطفته، كموقفٍ إنساني معيّن أو فقدان شخص مقرّب، حيث يكون من شأن تلك الأحداث التأثير على سلوك الفرد في المستقبل.

ويُمكن اتباع الخطوات الآتية لزيادة قوة العقل الباطن:

– تحديد الأمور التي يريدها الشخص أو يرغب بامتلاكها بدقة متناهية.

 

-كتابة الهدف بوضوح و بكلّ تفاصيله، فالهدف الذي لا يُدوّن هو مجرد أمنية، وبالتالي فإنَّ كتابته تنبّه العقل الباطن بضرورة تحقيقه.

 

-كتابة الهدف بكلمات بسيطة، و قراءتها يوميّاً عند الاستيقاظ صباحاً و قبل النوم.

-التخطيط العكسي؛ ويتمّ من خلال تذكّر و متابعة كلّ ما تمّ تحقيقه مسبقاً.

 

-تنفيذ خطوة واحدة على الأقل من الخطوات المكتوبة في القائمة الشخصيّة كلّ يوم، حيث يُساعد هذا على الوصول إلى الهدف.

 

-تخيُّل نجاح الهدف مراراً وتكراراً، و يكون ذلك عبر تصوّر الهدف في الذهن، و كأنه شيء قد حدث بالفعل، فكلما كانت الصورة النفسيّة للهدف أكثر وضوحًا وحيويةً ،أصبح تحقيقه أسرع.

 

-التظاهر بتحقق الهدف في الواقع، و التصرّف بثقة تامة، و تفكير الفرد باستمرار بأنّه في طريقه نحو تحقيق الهدف، و أنّ الهدف في المقابل يقترب منه شيئاً فشيئاً.

 

-إراحة العقل؛ إذ ينبغي أخذ قسط من الراحة و التنفّس و الصلاة كلّ يوم، فالحالة الذهنيّة الهادئة للدماغ تسمح بالوصول إلى مسارات عصبيّة جديدة.

 

-تحرير الهدف و توجيهه إلى العقل الباطن.

و على الفرد أن يثق بقدراته والعمل بفعاليّة لتحقيق أهدافه، وذلك من خلال حشد قوّة وقدرات العقل الباطن لتذليل كافة العوائق والعقبات.

 
 
 

أورد الدكتور جوزيف ميرفي في كتابه (تسخير عقلك الباطن في حياتك العلميّة) العديد من الخطوات لتسخير العقل الباطن والوصول إلى حياة مهنيّة ناجحة، وهي:

 

– تحديد الأهداف المرجوة والسعي إلى تحقيها.

– السعي الدؤوب لتنمية الثقة بالذات.

– التفكير بإيجابيّة بشكلٍ مستمر.

– إتقان قانون الجذب.

– على الفرد أن يكون أكثر حماساً ونشاطاً للعمل الذي يسعى لتحقيقه.

– تنمية المرونة الشخصيّة والقدرة على التكيّف.

 

– السعي المستمرّ للقضاء على التوتّر والقلق.

– السعي لقهر الخوف والتغلّب عليه.

– تعزيز القوى الإبداعيّة وتنميتها.

– التخلّص من كافة العادات السيئة.

 
 
 

و يعتبر النجاح في حياة الفرد و تقدّمه هو خير مثالٍ يوضّح هذا الأمر، حيث إنّ هناك العديد من الأشخاص يقومون بتقييد نمو و تطوّر حياتهم المهنيّة بسبب الخوف لأي سبب كان.

 

وش اسوي