وش اسوي : تجديد العلاقة الزوجية بعد الخيانة

 
 

الخيانة الزوجيّة

إن الخيانة الزوجية من أصعب المراحل التي قد تمر بها في حياتك، خاصة عندما تفقد ثقتك بأكثر الاشخاص قربًا منك، أو عندما تضطر إلى خسارته نتيجة تصرف غير مسؤول منك، الأمر الذي يجعل قد يدمر حياتك، فالخيانة الزوجيّة أن يكون عند أحد الزوجين علاقة عاطفيّة مع شخص غير شريكه، وتعد هذه المشكلة من أكثر المشاكل التي تهدّد مؤسّسة الزّواج، وهي آخذة بالتّزايد، إذ كشفت دراسة استقصائيّة أنّ نسبة خيانة الزوجات تصل إلى 15%، بينما كانت نسبة الخيانة الأزواج 25%، وقد يعتقد البعض أنّ الخيانة الزوجيّة تحدث فقط إذا كان الزّواج يعاني من مشاكل واضطرابات، ولكن الدّلائل تشير إلى غير ذلك، إذ يمكن أن تحدث الخيانة من أحد الزّوجين في ظل علاقة زوجيّة سعيدة، ولا يشوبها أي مشاكل، فالمسبّب الرّئيسي للخيانة هي عدم القدرة على تحقيق الرّضا من الشّريك، أو بسبب تدنّي احترام الطّرف الخائن لنفسه، فيبحث عن علاقة تُشعره بأنّه ما زال مرغوبًا.

كيفية استعادة الحياة الزوجيّة بعد الخيانة

قد تزل قدمكَ وتقع في مستنقع الخيانة الزوجيّة، وما يجرّه عليكَ مثل هذا الأمر من الشّعور بالنّدم، والاكتئاب، فليس من السّهل خيانة العهود المقدّسة التي قطعتها لزوجتكَ في بداية زواجكما، وقد يتطلّب منك الأمر الكثير من الجهد، لكسب ثقة شريكتكَ من جديد، وإذا أردتَ لهذا الزّواج أن يستمر ويتعافى بعد الخيانة فكّر في النّصائح التّالية:

  • أعطِ زوجتك الوقت الكافي لتشفى من الصّدمة، ولا تسارع لإنهاء الزّواج بناءً على طلبها.

  • أنهِ علاقتك المحرّمة فورًا، واقطع كل وسائل الاتصال والتّواصل مع الشّخص الآخر.

  • تحمّل مسؤوليّة فعلتك، واعترف بخطئك، واعتذر لها، وأثبت لها أنّك قادر على التغيّر، وعدم العودة لمثل هذا الأمر، واقترح عليها في سبيل ذلك الذّهاب إلى مستشار علاقات زوجيّة خطوة باتّجاه التّغيير، والمحافظة على زواجكما.

  • ضع خطّة لاستعادة ثقة زوجتكَ بكَ، ولا تتعجّل، وثابر ولا تيأس.

  • تجنّب الحديث معها عن تفاصيل العلاقة مع الشّخص الآخر، وإن أصرّت على معرفتها، فالأفضل عدم الإتيان على ذكرها، والمضي قدمًا.

  • تفهّم ألمها النّفسي والعاطفي الذي تسبّبت خيانتكَ به لها، وتقبّل ردّات فعلها، وحاول واستمر بالمحاولة لاستعادة ثقتها، وإصلاح ما كُسِر.

مراحل يمر بها الزّوج بعد خيانة شريكته

من المدمّر لنفسيّتك أن تكتشف خيانة زوجتكَ لك، حتّى وإن كانت الخيانة لا تنطوي على أفعال جنسيّة، ولكنّها تظل خيانة، فهي من أكثر الأشياء إيلامًا، وقد لا تتخيّل أنّك قد تمر بمثل هذا الموقف في حياتكَ، ولكن لا شيء مستحيل، وما ستمر به بعد اكتشافكَ لخيانة زوجتكَ لكَ، ليست مقتصرة عليكَ وحدكَ، فقد أشار علماء النّفس أنّ من يتعرّض للخيانة الزوجيّة يمر بالمراحل التّالية:

  • الإنكار/الصّدمة: لشدّة ألم مثل هذا الشّعور، قد تشعر بالخدر في جميع أنحاء جسمك، أو تشعر بالصّدمة وكأنّ شخصًا لكمكَ بقوّة على وجهك، مع ميلكَ للتّشكيك بما اكتشفته رغبةً منك بعدم تصديقه، وإنكار مثل هذا الشّعور، لتجنّب الشّعور بالخذلان والحزن، ولتتجنّبه قد تفكّر في الانخراط بسلوكيّات قهريّة مثل تعاطي المخدّرات، أو إدمان الكحول، أو الإفراط في تناول الطّعام، أو المقامرة، وقد تلجأ بكل بساطة للطّلاق والانفصال عن شريكتكَ الخائنة، وهنا يجب عليكَ التوقّف وأخذ نفس عميق، نعم هو شعور مدمّر وليس سهلاً، ولكن لا يستحق أن تدمّر صحّتك، ومستقبلك بالإقبال على مثل هذه الأمور.

  • الغضب: بعد استيعاب الأمر قد تشعر بالغضب الشّديد من فعلة زوجتكَ، وأنّها خدعتكَ، واستهانت بمشاعركَ، وخانت الثّقة التي استودعتها بها، وقد يجعلكَ الغضب شديد التهوّر، وأوّل تصرّف يقفز لذهنكَ هو الانتقام منها، ومثل هذا التّفكير أمر طبيعي، ولكن لا يجدر عليكَ الانجرار خلفه، إذ لا يجب أن تنجر خلف ردّات الفعل في وقت الغضب، وعليك أن تأخذ وقتك لتهدأ حتّى لا تُقدِم على أمر تندم عليه طوال حياتكَ، وهذا لا يعني أن تكون سلبيًّا، بل ابتعد وخذ مساحتك حتّى تستوعب الصّدمة، وتتأقلم مع مشاعر الغضب، وإيّاكَ أن تلجأ لتنفيس مشاعر الغضب مع شريكتكَ، فقد لا تُحمد عقباها، لأنّ زوجتكَ قد تجد نفسها في موقف دفاع عن نفسها ما يدفعها لقول أمور قد تزيد من جرحكَ، أو غضبكَ.

  • الحزن: بعد استنفاد مشاعر الغضب لديكَ، تبدأ بالشّعور بالحزن الشّديد، والعميق على ما فقدته، وعلى خيانة ثقتك، وننصحكَ أن لا تكبت مشاعر الحزن، وتعبّر عنها كوسيلة للتخلّص من الغضب، مثل البكاء، أو كتابة ما تشعر به من حزن ومشاعر سلبيّة وتفريغه على الورق.

  • التقبّل: التّعبير عن الحزن بطريقة صحيحة، تعد وسيلة شفاء تنتقل بكَ للمرحلة التّالية وهي تقبّل الأمر، واستعداد التّعامل مع الأمر، واتّخاذ القرارات بوضوح، فقد تصل لنتيجة حتميّة بأنّ شريكتكَ لا تستحق ثقتك، والأفضل الابتعاد عنها، وإنهاء العلاقة معها، وقد تفكّر بطريقة منطقيّة وتُسامح، وتجد أنّ ما بينكما من الأشياء الجميلة، والجيّدة ما يستحق الإبقاء على العلاقة، مع اتّخاذ خطوات صحيّة للشّفاء من الجرح، واستعادة التّعافي.

أسباب الخيانة الزوجيّة

تتعدد الأسباب التي قد تدفعك أو زوجتك إلى الخيانة، ولكن تلك الأسباب لا تعدد مبررًا للخيانة التي هي إفراط واستهانة بالعقد الروحي والرسمي الذي بينكما، ومن الأسباب التي قد تدفع أحدكما للخيانة:

  • الإنترنت: إذ كانت الخيانة سابقًا تتطلّب الخروج من المنزل، ولكن مع اقتحام الإنترنت لمنازلنا أصبحت الخيانة الزوجيّة أسهل، وتقدّم الكثير من المغريات للخيانة، فالتّعارف على الإنترنت أسهل وأكثر أمانًا منه على أرض الواقع، ويسهل إخفاء الأمر، خاصّةً مع انتشار مواقع التّواصل الاجتماعي لا سيما الفيسبوك الذي سهّل الوصول للمعارف السّابقين، وإحياء التّواصل معهم، وما يجرّه ذلك من إيقاظ للمشاعر القديمة التي توقع في مستنقع الخيانة.

  • الهروب من المشاكل: الكثير من الأزواج يهربون إلى شخص آخر هربًا من المشاكل الكثيرة التي لا تنتهي في منازلهم، خاصّةً إذا كان هذا الطّرف الثّالث مستمعًا جيّدًا، ومتعاطفًا.

  • المواد الإباحيّة: إدمان تلك المواد على الإنترنت من أكثر الأسباب تدميرًا لزواجك، لذلك عليك تجنبها لأنّها أمور تجاريّة بعيدة كل البعد عن الواقع.

  • الملل: والرّوتين خاصةً في العلاقة الرومانسية يدفع الشّريك للبحث عن حاجاته بعيدًا عن شريكه، وهو ليس مبرّرًا، إذ يمكنك فتح حوار مع زوجتك بهذا الخصوص، ومحاولة إنعاش العلاقة بينكما.

  • الإدمان: سواء تعاطي المخدّرات، أو إدمان الكحول، يمثّلان بوّابة واسعة لعالم الخيانة الزوجيّة، فقد يلجأ الشّريك لخيانة شريكه في سبيل الحصول على جرعة مخدّرات، أو الحصول على المال ليشبع إدمانه على الكحول.

  • الزّواج عن غير قناعة: عندما لا يجد الشّخص نفسه مع الشّريك المناسب الذي يحلم ببناء بيت وأسرة سعيدة معه، تجده يبحث عن البديل الذي يُرضي طموحاته بعيدًا عن شريكه.

  • غياب التّقدير: من أبرز أسباب الخيانة الزوجيّة تدنّي احترام الذّات النّاتج عن التنمّر من قبل أحدكما تجاه الآخر، وشعور الأخير بعدم التّقدير لجهوده في استدامة نجاح الزّواج، ما يجعله يهرب للبحث عن الاحترام والتّقدير مع شريك آخر خارج إطار الزّواج.

  • التقدّم في السّن: عندما يكون فارق العمر بين الشّريكين كبيرًا، ما يعني ظهور علامات الشّيخوخة على أحدهما وهذا يدفع الشّريك الآخر للخيانة للحصول على ينبوع الشّباب من غيره، كذلك ثقافة تقدّم المرأة بالعمر وزيادة وزنها، وأنّها تظهر عليها مظاهر الشّيخوخة أكثر من الرّجل وإن كانت أصغر منه، تساهم في خيانة بعض الأزواج لزوجاتهم.

  • البعد لفترات طويلة: بسبب ظروف السّفر والعمل قد يضطر الشّريكان للابتعاد عن بعضهما، وفي ظل الحاجة للعاطفة لكليهما قد تدفع أحدهما لسد حاجته خارج إطار الزّواج، وبعيدًا عن شريكه.

قد يُهِمُّكَ

التّسامح بعد الخيانة هو العلاج، فالانتقام ليس حلًا للخيانة الزوجيّة فالتّسامح، والمضي قدمًا في الحياة، من أهم الفضائل التي تسرّع في شفائك وتعافيك من أثر الخيانة، فلا فائدة من الحقد والكراهية التي قد تدمّرك في النّهاية، وقد تدفعك لأمور قد تندم عليها في المستقبل، إلى جانب أهميّة الصّفح والتّسامح لصحتك الجسديّة والنّفسيّة، إذ أشار خبراء الصحّة في جامعة جونز هوبكنز إلى أنّ التّسامح يقللّ من خطر الإصابة بالأمراض النّاتجة عن الحزن الغضب من جرّاء الخيانة الزوجيّة مثل الأزمات القلبيّة، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدّم، أو الوقوع في وحل الإكتئاب، فالتّسامح ليس ضعفًا منك، بل هو تصرّف واعٍ ومسؤول لمعالجة المشكلة والمضي قدمًا، وللتخلّص من مشاعر الغضب والحزن.