وش اسوي: ثقب الأوزون

 
 

ثقب الأوزون فهو ظاهرة تزيد من كمية الضوء الواصلة إلى سطح الأرض، حيث يتم إطلاق موجات الأشعة فوق البنفسجية التي تؤدّي إلى اختراق طبقات الجلد العليا، وإتلاف الخلايا، وتدمير أجزاء من المادة الوراثية الموجودة داخل كل خلية، ممّا قد يؤدي إلى إصابة الجلد بالأمراض السرطانية.

يتم تدمير الأوزون عن طريق نزع ذرات الأكسجين المفردة من جزيئات الأوزون، وتصبح ذات تغطية وسماكة منخفضة بشدة من الأوزون، وهذا ما يُسمى بثقب الأوزون، وأكبر ثقب يتشكل على القطبين في فصل الربيع امتدَّ أكثر من 20.7 مليون كيلو متر مربع على أساس ثابت منذ عام 1992م، ويظهر سنويًا فوق القارة القطبية الجنوبية بين شهري سبتمبر ونوفمبر، وفي عام 2019م، أعلنت ناسا أنَّ ثقب الأوزون أصغر منذ اكتشافه لأول مرة في عام 1982م.

 

يعود السبب الرئيس لحدوث ثقب في طبقة الأوزون إلى انبعاث العديد من المواد والمركبات من سطح الأرض وتنتقل إلى طبقة الستراتوسفير عن طريق عمليات الخلط، وبمجرد دخولها طبقة الستراتوسفير يحدث تفكك لذرات الهالوجين من خلال التفكك الضوئي مما يحفز تحلل غاز الأوزون إلى أُكسجين،

ومن هذه المواد:

 

– المواد الكيميائيّة المصنعة، وخاصةً المبردات الهالوكربونيّة المصنعة في الثلاجات ومكيفات الهواء والمبردات الكبيرة والمذيبات والوقود المندفع عن عمليات التصنيع.

 

– عوامل النفخ لصنع الرغاوي البلاستيكية لمركبات الكلوروفلوروكربون ومركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية والهالوجينات، حيثُ تُسمى بالمواد المستنفذة للأوزون.

 

– عوامل مكافحة الحرائق والمذيبات للتنظيف الجاف وإزالة الشحوم.

 

الأوزون شفافٌ بالنسبة للأشعةِ فوق البنفسجية، لذلك فإنّ معظم الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض ذات الطول الموجي الطويل، وهذا النوع من الأشعة يُعد أقل ضررًا على الحمض النووي، ولكن وصول هذهِ الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض يُسبب أضرارًا ومنها الآتي:

 

أضرار جسدية:

تؤثر على صحة الإنسان، وهي السبب الرئيس لحروق الشمس، والتعرض المفرط لهذه الأشعة تُسبب تلفًا في عدسة العين، وتؤثر على الجهاز المناعي، وتسبب الأضرار الجينية، حيثُ تؤدي زيادة الأشعة فوق البنفسجية السطحية إلى زيادة الأوزون التروبوسفيري، وهو ما يشكل خطرًا على صحة البشر.

 

أمراض سرطانية:

بسبب التعرض لأشعة الشمس الفوق بنفسجية لفترات طويلة يسبب أمراض الجلد، وأكثرها شيوعًا هي سرطان الخلايا القاعدية والحرشفية، بحيث يؤدي امتصاص الأشعة فوق البنفسجية إلى حدوث أخطاء في عملية النسخ عند تكرار الحمض النووي، وهذه السرطانات تكون خفيفة نسبيًا ونادرًا ما تكون قاتلة.

 

التأثير على المحاصيل الزراعية :

زيادة الأشعة فوق البنفسجية يؤثر على المحاصيل الزراعية، وهو من الأضرار التي تندرج تحت إجابة سؤال “ما هو ثقب الأوزون؟”،وهذا يؤثر من ناحيةٍ أخرى على الاقتصاد، مثل محاصيل الأرز، حيث تحتاج جذور الأرز على البكتيريا الزرقاء للاحتفاظ على النيتروجين، ومن المعروف أنّ البكتريا الزرقاء حساسة للأشعة فوق البنفسجية وتتأثر بزيادتها.

 
 

الأسباب الطبيعية المسببة لثقب الأوزون تُعرف الأسباب الطبيعية، بتلك الأسباب الناتجة من ظواهر طبيعية بعيدة عن صنع الإنسان، والتي تسببت في ثقب الأوزون على النحو الآتي:

 

البراكين: تؤثر الغازان المُطلقة من البراكين بطريقة غير مباشرة في ثقب الأوزون، حيث اكتشف العلماء أن الجسيمات الناتجة عن الانفجارات البركانية الكبرى أحد أهم مسببات الثقب، لأنّها توفر سطحًا تحدث عليه التفاعلات الكيميائية، وهذا يعزز استنفاد الأوزون الناتج عن الكلور، حيث تشكل البراكين حوالي 3٪ من الكلور في الستراتوسفير.

 

النشاط الشمسي: تسبب الاختلافات في الإشعاع الشمسي، مثل التوهجات الشمسية والبقع الشمسية، والتغيرات في الأطوال الموجية (مثل الأشعة فوق البنفسجية أو المرئية الأطوال الموجية)، سبب رئيسي في اختلاف درجات الحرارة العالمية، مما يسببالاحتباس الحراري والذي بدوره يؤثر على طبقة الأوزون.

 

حرائق الغابات الطبيعية: يؤثر احتراق الغابات لفترات طويلة على حرارة المناخ، إذ يُطلق احتراق الغابات الكربون المخزن، مما يزيد الغازات الدفيئة كغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي واحتباسه، فيسبب ارتفاع في درجة درجة حرارة الجو فتؤثر سلبًا على طبقة الأوزون.

 

ذوبان التربة الصقيعية: ترتكز هذه التربة على كل من القطبين الشمالي والجنوبي وتحتفظ بداخلها بكميات كبيرة من الكربون، إذ يؤدي ذوبانها إلى الانطلاق المفاجئ لهذا الكربون المحتبس في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى اختلال في دورة الكربون والعمليات الطبيعية الأخرى والتأثير على طبقة الأوزون.

 
 
 
 

و من الأسباب السابقة يتبين أنَ للأسباب الطبيعية أثرًا كبيرًا في زيادة الاحتباس الحراري وبالتالي زيادة ثقب الأوزون، نتيجة للتغيرات الحاصلة بسببها كإطلاق الكربون وغاز ثاني أكسيد الكربون وبعض من الجسيمات التي تُعد وسطًا ملائمًا للتفاعلات الكيميائية التي تزيد من توسع الثقب.