سلسلة صور مذهلة تبرز كيف تتغير تعابير أوجه الأشخاص عندما يتم تصويرهم بملابسهم ثم بدونها
يعتبر فن التصوير الفوتوغرافي للعري مجازفة وعملاً يحمل بين طياته نوعاً من المخاطرة، غير أن المصور الفوتوغرافي الكندي (ديلان هام) يرغب في تحدي الطريقة التي ينظر بها الناس إلى العري مع سلسلة صور مثيرة للاهتمام، التي تتخذ مقاربة فريدة من نوعها تجاه هذا الموضوع.
عنوان سلسلة صور (هام) في مشروعه هذا هو «وجوه عارية»، وهو المشروع الذي بدأ العمل عليه في سنة 2016، ويتكون من صور مرتبة جنباً إلى جنب تعود لـ43 شخصاً تم تصويرهم جميعاً بينما يرتدون ملابسهم، ثم تم تصويرهم وهم مجرّدون منها، وبدلا من تصوير أجسادهم العارية كاملة، ركز (هام) على وجوه المشاركين حتى يتمكن المشاهد من الاطلاع على تعابير وجه الشخص والاختلاف الحاصل فيها بين كونه مرتدياً ملابسه وعارياً.
بعد الفراغ من سلسلة الصور هذه، قام (هام) بمزجها، غير أنه لم يكشف بعد متى التقطت كل صورة على حدى.
تابع معنا قراءة المقال لتطلع على الفوراق الحاصلة على تعابير وجوه الأفراد عندما يتم تصويرهم بملابسهم وبدونها:
*جميع حقوق الصور محفوظة للمصور (ديلان هام) وهذا موقعه الرسمي من هنا.
«وجوه عارية» هي سلسلة صور أنشأها المصور الفوتوغرافي (ديلان هام):
يعيش (هام) في فانكوفر في كولومبيا البريطانية، ويعمل كمصور محترف. تخرج ضمن برنامج «شهادة التصوير التطبيقي» من جامعة (شيريدان).
تتضمن السلسلة على صور 43 شخصا مختلفاً:
تتضمن صور السلسلة صوراً لرجال ونساء على حد سواء، كما تتضمن صوراً لأشخاص بأعمار متفاوتة.
تم تصوير كل فرد مرتين في هذه السلسلة —مرة بملابسه ومرة بدونها–:
تم ترتيب الصور بعد ذلك جنباً إلى جنب من أجل أن يتمكن المشاهدون بسهولة من مقارنتها.
تهدف السلسلة لاستكشاف التواصل غير اللفظي عند الأشخاص، خاصة التواصل غير المقصود:
التواصل غير اللفظي، الذي يعرف كذلك باسم لغة الجسد، هو جانب دائم من حياتنا اليومية، فنحن نتبادل العناق، ونتشابك الأيدي، ونلفّ أعيننا، من بين أمثلة أخرى غيرها. غير أننا غالبا ما نقوم بذلك عن غير قصد.
بينما عمد إلى إنشاء سلسلته هذه؛ قرر (هام) ”إثبات فكرة أن وجوه الناس تنطق بأكثر ما يدركونه“.
لا يوجد عري فعلي يظهر في صور سلسلة «وجوه عارية»:
على موقعه الرسمي، قال (هام) أنه: ”وضع إعلاناً للناس المستعدين ليتم تصويرهم عراة“ في سنة 2016، كما أكد لهم أنه: ”لن يتم تصوير أو نشر أي صور عارية لأجسادهم“.
من أجل تحقيق ذلك، اكتفى بتصويرهم من أكتافهم وصعوداً:
تظهر كل صورة في هذه السلسلة وجه المشارك، وعنقه، وكتفيه.
فقط (هام) والأشخاص الذين صورهم يعرفون أي الصور التُقطت بالملابس وأيها التقطت بدونها:
بينما نشر (هام) كل الصور 43 على موقعه، لم يقم بعد بالكشف عن أيّ الصور التقطها بينما كان المشاركون يرتدون ملابسهم، وأيها التقطها لهم وهم بدون ملابسهم.
في معظم الحالات، تبدو الصور متطابقة تقريباً:
لنأخذ على سبيل المثال صور المشارك الذكر هنا، بإمكاننا الجزم بأنها تقريباً متطابقة ولا يمكن الفصل والتفريق بينها.
غير أن الفروقات واضحة جدا في صور أخرى..
يبدو هذا الشاب وكأنه مبتسم أكثر في الصورة على اليسار، كما يبدو أنه اتخذ وضعية أكثر ثباتاً وحزماً في الصورة على اليمين، كما أن هيئة شعره ووضعيته مختلفتان في كلتا الصورتين.
كان لبعض المشاركين تعابير وجه بارزة في كل صورة:
في الصورة على اليسار، نظر الرجل مباشرة باتجاه عدسة الكاميرا وبدا هادئاً، غير أنه في الصورة الثانية بدا جافلاً وبدت عيناه جاحظتان أكثر.
الابتسامات المصطنعة هي علامات تكشف على أن شيئاً ما قد تغير:
إن هذا المشارك من بين الكثيرين الذي بدوا مرتاحين وهادئين في صورة، غير أنه اصطنع ابتسامة في صورة أخرى.
تبدو بعض الصور، مثل هذه، وكأنها التقطت من مسافة مختلفة:
تبدو الصورة على اليسار ملتقطة من مسافة أبعد، وتصور لنا وجه المشارك، وعنقه، وبعضا من كتفيه. غير أن الصورة على اليمين، لا تظهر سوى وجهه وعنقه.
تظهر هاتان الصورتان كذلك اختلافاً بارزاً في المسافات:
تبدو المشاركة قريبة من عدسة الكاميرا في الصورة الأولى، وبعيدة عنها في الصورة الثانية. غير أن تعابير وجهها تبدو متطابقة تقريبا في كلتا الصورتين.
تختلف تصفيفات وشكل الشعر أيضاً بين الصور في هذه السلسلة:
لنأخذ هذه المشاركة على سبيل المثال، التي تبدو هيئة شعرها في الصورة الأولى مختلفة عن الصورة الثانية.
مال بعض المشاركين برؤوسهم بشكل مختلف في كل صورة على حدى:
بينما مال هذا المشارك برأسه جانباً في إحدى الصورتين، فإنه بدا معتدلا أكثر أمام الكاميرا عندما تموضع لالتقاط الصورة الثانية. كما تختلف تعابير وجهه كذلك بشكل بارز بين الصورتين.
قال (هام) أنه بدأ التحقيق في موضوع ”التواصل اللاواعي“ في سنة 2016:
يقول (هام): ”لقد كنت أفكر في الموضوع منذ مدة. فكرة الاختلافات التي تطرأ على وجوه البشر دون قصد منهم: التواصل غير الواعي“.
قضى (هام) الكثير من الوقت يفكر في هذه الفكرة قبل أن يمضي قدماً في مشروعه:
بشكل أخص، توجه (هام) إلى ”أساتذة وأصدقاء“ من أجل المساعدة على بلورة هذه الفكرة.
..وهو لم يتوقف هناك:
قضى هذا المصور كذلك ”الكثير من الوقت في إجراء الأبحاث“ قبل تصوير أية صور.
في البادئ، واجهت (هام) مشكلة العثور على مشاركين يقوم بتصويرهم:
وفقاً لـ(هام)، فإن العثور على أشخاص للمشاركة في سلسلة صوره هذا كان ”مهمة صعبة“، خاصة لكونه لم يكن قد التقط أية صور في هذا المشروع ليستعرضها عليهم، ومنه لم يكن قادراً على مشاركة مثال بصري عن فكرته وتصوّره هذا.
كان الناس خائفين بشكل أكثر من التقاط الصور لهم وهم عراة:
يقول (هام): ”رفض الكثير من الناس الفكرة ببساطة لأنهم لم يرغبوا في أن يتم تصويرهم مجردين من ملابسهم“.
من أجل جعل الناس يقتنعون بفكرته ومشروعه، قرر (هام) أن يقسم جلسة التصوير إلى يومين اثنين:
بينما التقط (هام) صورة كل شخص ”مرتديا ملابسه وبدونها في نفس اليوم، وذلك خلال مدة دقيقتين إلى ثلاثة دقائق“، غير أنه لم يقم بتصوير جميع المشاركين الثلاثة والأربعين في يوم واحد.
بدل ذلك، قام بتصوير عدد صغير منهم، ثم عرض صورهم على مشاركين جدد في محاولة ”لحمل أشخاص جدد على القدوم لجلسة التصوير الثانية في اليوم الثاني“.
ساعدت جلسة التصوير المقسّمة على فترة يومين اثنين المشاركين على الشعور بالارتياح بينما يتم التقاط الصور لهم:
وفقاً لـ(هام)، فقد قام بتقسيم جلسة التصوير لتجري على مدى يومين اثنين ”لعلمه أن الناس قد يغيرون آراءهم بمجرد أن يفهموا جيدا الفكرة ويتمكنوا من معاينتها بصرياً“.
قال (هام) كذلك أن المشاركين شعروا بارتياح أكبر عندما وصلوا إلى المحل واكتشفوا بأنه ”لم يكن في الواقع يلتقط الصور لهم تحت عظمة الترقوة من أجسادهم“.
كان المصور يعرف جيداً الكثير من المشاركين في سلسلته قبل أن يبت في جلسة التصوير:
وفقاً لـ(هام)، ”كان معظم المشاركين في سلسلة التصوير أصدقاءً، وأصدقاء أصدقاءٍ له“.
بفعل طبيعة جلسة التصوير هذه، سهر (هام) على المحافظة على خصوصية موقع التصوير قدر الإمكان:
بشكل أخص، تم التقاط الصور بين عارية وغير عارية في منطقة مغلقة بواسطة ستارات.
عندما لم يكونوا يتموضعون لالتقاط الصور لهم، كان المشاركون يستمتعون برفقة بعضهم البعض في قسم منفصل داخل محل التصوير:
وفقاً للمصور، كانت هناك ”منطقة مفتوحة من أجل كل من أتى باكراً، أو كل من أتوا في مجموعات، مع توفر بعض الوجبات الخفيفة والجعة“.
بينما كانوا جالسين في قاعة التصوير؛ سمع (هام) بعض المشاركين في سلسلته يناقشون مشروعه:
يقول (هام): ”كانت تتم مناقشة الكثير من الأفكار [بين المشاركين]: درجة توتر بعضهم، ودرجة ثقة آخرين منهم“.
بينما دخل المشاركون لجلسة التصوير بعقلية، فإن الكثير منهم غادروها بعقلية أخرى:
يقول (هام): ”تغيرت الكثير من العقليات بمجرد دخول المشاركين لفضاء التصوير“، واستطرد قائلاً: ”شعر الرجال الواثقون بالتوتر، وشعرت النساء المتوترات بالقوة والفخر“.
كانت هذه التوقعات المتغيرة أكثر وضوحاً خلال التقاط الصور العارية:
على موقعه الخاص، قال (هام): ”تنوعت ردة الفعل عن التجرد من الملابس بداعي التصوير عارياً من الضحك، إلى الصراخ، إلى إطلاق الدعابات“، غير أن المصور تابع ليشرح بأن: ”ردود الأفعال هذه نادراً ما ارتبطت بنتائج التصوير“.
اكتشف (هام) أن مشروعه هذا وقف كتحدٍّ في وجه النمطية الجندرية كذلك:
على موقعه؛ قال (هام) بأن هذه السلسلة: ”أظهرت ساهمت في طرح أسئلة حول النمطية الجندرية، واللاوعي، والطريقة التي نتغير بها بشكل لا نلاحظه بأنفسنا، والطريقة التي نتغير بها بشكل ملحوظ بالنسبة للآخرين“.
بشكل أخص، افترض (هام) أن النساء سيكنّ أكثر تردداً، بينما سيكون الرجال منفتحين أكثر:
يقول (هام): ”كنت أعتقد أن النساء سيكنّ أكثر انغلاقاً وتردداً من الرجال، وأن الرجال سيكونون أكثر ثقة من النساء“، وأضاف: ”غير أن هذه النظرة سرعان ما انقلبت في ذهني“.