وش اسوي : علم السعودية: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

المملكة العربية السعودية
تشغل المملكة العربية السُّعودية مساحةً كبيرةً من شبه الجزيرة العربيَّة، التي كانت مهدَ الدَّعوة الإسلاميَّة على يدي النَّبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مرَّت المملكة خلال فترة تأسيسها بعدَّة مراحل هي دولة السُّعوديَّة الأولى ودولة السُّعوديَّة الثَّانيَّة، حتَّى تمَّ توحيدها على يدي الملك عبد العزيز بتاريخ 1351هجري، والذي أصبح عيدًا وطنيًا للملكة بعد تولِّي الحكم الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحدُّ المملكة السُّعوديَّة من الشَّمال الأردن والكويت والعراق ومن الجنوب اليمن، أمَّا حدودها الشَّرقية فهي قطر والخليج العربي والإمارات العربيَّة المتَّحدة، تحتل السَّعودية المرتبة الأولى بين دول العالم في احتياطي النِّفط لديها، تهتَّم السُّعوديَّة بالعمليَّة التعليميَّة وهي مجانيَّة عندها وفي بعض الأحيان تكون جامعات النِّساء منفصلة عن جامعة الذُّكور، تتميَّزُ باحتضانها لمقدَّسات المسلمين كالكعبة المشرَّفة في مكة المكرَّمة والمسجد النَّبوي في المدينة المنورة، وعاصمتها مدينة الرَّياض التي يرفرف في سمائها علم السُّعودية والذي سيتمُّ الحديث عن تاريخه ورموزه فيما بعد.
تاريخ العلم السعودي
لم تكن ظاهرة الاهتمام بالأعلام باديةً بشكل واضحٍ وجليٍّ إلَّا ما بعد الحرب العالميَّة الثانيَّة، ومن المعروف أنَّ اعتماد تصاميم الأعلام وألوانها ما كان يومًا بشكلٍ عشوائيٍّ وتَعسُّفيٍّ، إنَّما هو نتاج ثقافة البلد متأثِّرًا بطابعها الدِّينيِّ، والمملكة السُّعوديَّة حالها كحال جميع الدُّول مرَّ علمها بالعديد من المراحل التَّاريخيَّة حتَّى وصل إلى ما هو عليه الآن، وسيَتمُّ الحديث عن مراحل تطور تاريخ العلم السُّعودي حتى بلوغه شكله الآني:
المرحلة الأولى بأواخر القرن الثامن عشر
من المعروف عن المملكة السُّعودية أنَّها كانت عبارة عن ولاياتٍ ومدن كنجد والحجاز وغيرها من المدن، حينما بدأ محمد بن عبد الوهاب بالعمل على نشر الإسلام وتوحيد سكان شبه الجزيرة العربيَّة تحت رايةٍ واحدةٍ، اتَّخذ عندها أتباعه رايةً خضراء مكتوبٌ عليها الشَّهادة، وابتَعدوا عن التَّصاوير في علمهم متأثِّرين بالعقيدة الإسلاميَّة التي تنهى عن التَّصاوير، إلَّا أنَّه بذلك الوقت كانت كل ولايَةٍ من ولايات السُّعوديَّة تتخذُ علمًا خاصَّا بها دليلًا على سُلطتها ونفوذها، .
المرحلة الثانية للعلم السعودي
لقد ارتبط علم السُّعودية بالرَّاية الخضراء والتي تمَّ تدوين لفظ الشَّهادة عليها منذ بداية القرن الثَّامن عشر، وهذا ما أورثها القبول بين أفراد الشَّعب السُّعودي لارتباطها بمعتقداتهم الدِّينيَّة، إلَّا أنَّ هناك بعض الولايات التي كان لها علمها الخاص ومن هذه الولايات ما يأتي:
-
ولاية الحجاز: إنَّ ولاية الحجاز لم تندرج تحت راية ابن الوهاب وآل سعود فقد تمسكت بعلمها الذي كان يعدُّ أساسًا لعلم الثَّورة العربيَّة وذلك بين عامي1917 إلى 1920، ثمَّ تمَّ تبديله ليبدو مشابهًا إلى حدٍّ كبير علم دولة السُّودان ومطابقًا لعلم فلسطين وذلك بين عامي 1920 إلى 1926.
-
ولاية نجد: لقد اختلفت نجد في علمها عن الحجاز إذ كانت قريبة نوعًا ما إلى علم السَّعودية، فقد كان علمها عبارة عن راية خضراء يتوسطه الهلال الأبيض وذلك كان ما بين 1744 إلى عام 189، ثمَّ اتخذت نجد علمًا ظهر فيه الخطُّ العربيُّ وذلك منذ عام 1902 إلى 1921، ومن ثمَّ مرَّ بعد ذلك علم نجد بعدة مراحل تاريخيَّة قبل أن ترفع علمها الحاليِّ.
المرحلة الثالثة للعلم السعودي
ويمكن أن تعد مرحلة القرن العشرين هي أخر مرحلةٍ تمَّ فيها رفع علمٍ لا تتخلله كلمة الشَّهادة على أراضي الحجاز ونجد، ورغم أنَّ علم المملكة السُّعودية لم تكن مقاييسه قد توحدت بعد، إلَّا أنَّه منذ عام 1938 بقي محافظًا على شكله ولم تتطرأ عليه التغيُّرات بشكلٍ جذري باستثناء المساحة البيضاء إلى جانب العلم والتي كانت تتناقص.
ومن ضمن القرارات التي اتَّخذها مجلس الشُّورى عام 1937بخصوص علم المملكة السُّعوديَّة، هو تخصيص علم لكلٍ من الملك المسؤول عن هذه المملكة وعلم لولي العهد بالإضافة للعلم المدني، وسيتمُّ إلقاء الضَّوء على تصميمِ كلِّ علمٍ منهم فيما يأتي:
-
العلم الخاص بالملك: وهو علمٌ مطابقٌ بتصميمه علم الدَّولة، إلَّا أنَّه يتميَّز عنها بشعار المملكة المطرَّز على زاوية العلم السفلى بالخيط الذَّهبيِّ وهو عبارة عن سيفين يرمزان إلى التَّصحية، والنَّخلة التي ترمز إلى الصبر والحيويَّة .
-
العلم الخاص بولي العهد: وهو أيضًا مطابقٌ لعلم المملكة، إلَّا أنَّه يختلف عنها وعن علم الملك، بأنَّ شعار المملكة يُطرَّزُ بالخيطِ الفضيِّ.
-
العلم المدنيِّ: وهو العلم الذي يُرفع على وسائط النَّقل البحريَّة والتي تستخدم في التِّجارة البحريَّة، وهو عبارة عن رايةٍ بخلفيَّة خضراء اللون، وفي الزَّاوية اليمنى من أعلى العلم يُرسم علم المملكة محاطًا بإطارٍ أبيض.
ألوان علم السعودية ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له
لا يخفى على باحثٍ أهميَّة العلم بالنِّسبة للدَّولة ولرعاياها، فالمملكة العربيَّة السعوديَّة ككثيرٍ من الدُّول، يرمز علمها إلى سلطتها وحكمها، وإنَّ من صمم علم السُّعوديَّة هو حافظ وهبة سفير الدَّولة السُّعودية في مصر، وذلك في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وما يميِّزُ العلم بأنَّه يملك وجهتين متعاكستين وذلك بهدف قراءة الشَّهادة بشكلها الصَّحيح، وسيرد تفسير هذه الرُّموز والألوان فيما يأتي:.
ألوان علم المملكة السُّعوديَّة وخصوصيَّته
إنَّ علم السُّعودية من الأعلام التي يشعرُ كلُّ مسلمٍ بالفخر اتجاهها، وذلك لارتباطها الدِّينيِّ بهم، فعبارة الشَّهادتين التي تمَّ تطريزها على العلم السُّعودي لها الوقع البارز في نفوسهم، فقد عُرف عن العلم الخاص بالمملكة السُّعوديَّة بعددٍ من المميِّزات والخصوصيَّات وهي كالآتي:
-
لون العلم السُّعودي: إنّه علمٌ مستطيل الشَّكل ويبلغ عرضه ثلثي طوله، وهو ذو لونٍ أخضرٍ يمتدُّ من بداية العلم حتَّى نهايته، وهو لونٌ اختاره له محمد بن عبد الوهاب قائد الحركة السَّلفيَّة، ويداخل هذا اللون الأخضر اللون الأبيض حيث كُتبت الشَّهادة بخط الثُّلث وباللون الأبيض بالإضافة للون السَّيف الأبيض،وهناك من قال أنَّ اللون الأخضر للرَّاية اختيرَ نسبةً لابنة الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- فاطمة الزَّهراء.
-
رموز العلم السُّعودي: إنَّ الرموز التي وضعت على العلم تدلُّ على أنَّ الحكم في الدَّولة السُّعوديَّة قائمٌ على اتِّباع حكم الإسلام، فالسَّيف الموجود على العلم والذي يتَّجه لأدناه، دليلٌ على القوَّة والصَّرامة في تحقيق العدل، والشَّهادتين هو رمزٌ للشَّريعة الإسلاميَّة التي يحكم بها هناك.
-
خصوصيَّة العلم السُّعودي: إنَّ ما يختصُّ به العلم السُّعودي دون غيره هو عدم السَّماح بتنكيسه مهما حصل، وحفظه من أماكن النَّجاسة أو الإهانة، وذلك من أجل عدم المساس بمقدسات الشَّريعة الإسلاميَّة والمتمثِّلة بالشَّهادتين المكتوبة عليه.
استخدامات العلم السُّعودي وتحيته
يُستخدم العلماء بتمثيل الدَّولة في المحافل الوطنيَّة والعالميَّة، ولكن يجب الحذر أثناء استخدام العلم السُّعوديِّ وذلك لأنَّه يحمل في ثناياه لفظة الشَّهادتين -أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله- التي خلعت عليه من القداسة؛ ما يُنأي عنه أي تَصرُّفٍ يهينه أو يحطُّ من قدره، فلا يسمح مثلًا باستخدام العلم كزيٍّ رياضيٍّ للاعبين، ويُحتَرز رفعه بطريقةٍ تهان فيه عبارة الشَّهادة ويتعذَّرُ قراءتها.
لم يكن للسُّعودية نشيدًا خاصًا بها في حال تحية علمهم، ولكن فيما بعد قام المؤلف عبد الرحمن خفاجي بتأليف النَّشيد الوطني بناءً على طلبٍ رسميٍّ في زمن الملك فهد بن عبد العزيز، ليصبح بعدها نشيدًا وطنيًّا يتمُّ ترديده أثناء تحيَّة العلم في المؤتمرات والمدارس وفي جميع المحافل الدُّولية بالإضافة لتحيَّة العلم أثناء استقبال الوفود الأجنبيَّة والعربيَّة، وكلمات النَّشيد هي كالآتي:
سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء
::::مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء
وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ
::::يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
رَدّدِي اللهُ أكْبَر
:::يَا مَوْطِنِي
مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين
:::عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ.