وش اسوي : علم زيمبابوي: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له
![](https://static.wixstatic.com/media/cdff94_f4f941126ea2413bbdfd41e7fdd622e3~mv2.jpg/v1/fill/w_740,h_352,al_c,lg_1,q_90/cdff94_f4f941126ea2413bbdfd41e7fdd622e3~mv2.webp)
زيمبابوي
تقع جمهورية زيمبابوي جنوب قارة أفريقيا، وهي تشترك في حدودها الجنوبية مع جمهورية جنوب أفريقيا، وتحدها من الجنوب الغربي والغرب بوتسوانا، ومن الشمال زامبيا، ومن الشمال الشرقي والشرق موزمبيق، وعاصمتها هي “هراري”، وقد حصلت زيمبابوي على الاستقلال المعترف به دوليًا في أبريل 1980 بعد فترة طويلة من الحكم الاستعماري، وأكثر من ثلثي الزيمبابويين يتحدثون “الشونا” كلغة أولى، وقد وُلد في زيمبابوي حوالي ربع السكان البيض البالغين فقط، ومن بعد الحرب العالمية الثانية تضاعف عدد السكان البيض بشكل ملاحظ بسبب الهجرة، ونحو ثلثي الزيمبابويين البيض الحاليين تعود أصولهم إلى أوروبا، وينتمي أكثر من أربعة أخماس الزيمبابويين إلى الدين المسيحي، وقد دفعت حركة النضال القومي إلى تدشين نهضة ثقافية هائلة في زيمبابوي، ويظهر ذلك في روايات ستانليك سامكانج من القرن التاسع عشر، وذلك بالإضافة إلى عدد من اللوحات الفنية المتميزة التي أسهمت في تعزيز دور الفن، وسيتناول هذا المقال توضيح تاريخ علم زيمبابوي وألوانه وسبب اختياره.
تاريخ علم زيمبابوي
تعد زيمبابوي من أقدم دول أفريقيا، وتتميز بخصائص جغرافية وتاريخية هامة تزيد من قيمتها بين باقي الدول، ومن بينها ألوان علمها الوطني وتصميمه الفريد أيضًا، ويمكن توضيح المزيد من المعلومات حول تاريخ علم زيمبابوي فيما يأتي:
علم زيمبابوي من أواخر القرن التاسع عشر إلى عام 1965
أسهمت مقاومة زيمبابوي ضد تهديدات بريطانيا في تشجيع نظام الديمقراطية لديها، وأدت تلك التغييرات إلى اعتماد علم جديد في 8 أبريل عام 1964 بدلًا من الراية الزرقاء البريطانية السابقة، وقد كان للعلم الروديسي الجديد خلفية زرقاء فاتحة، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك شابه تصميمه تصميم العلم البريطاني، فتضمن تصميم العلم جاك كانتون ودرع روديسيا حتى أعلنت الحكومة الاستقلال في 11 نوفمبر عام 1965م.
علم زيمبابوي في الفترة 1968-1979
كان للتصميم الجديد الذي تم اعتماده عام 1968 خطوط رأسية خضراء وبيضاء مع شعار النبالة الكامل في المركز، وعندما أجبرت الجماعات القومية الأفريقية الروديسيين البيض على إقامة ديمقراطية محدودة كان من دواعي ذلك أن اعتمدت زيمبابوي علمًا جديدًا في 2 سبتمبر عام 1979.
علم زيمبابوي من عام 1980
بعد الانتخابات الديمقراطية الحرة التي شهدتها زيمبابوي تم اعتماد علمًا جديدًا بتعديلات طفيفة في 18 أبريل عام 1980م، وتم اختياره في الأصل من قبل الجبهة الوطنية في ذلك الوقت، وضم العلم شعار طائر زيمبابوي القديم، وكان من الشائع استخدام رموز في تصميم علم زيمبابوي، وكان أغلب هذه الرموز يعبر عن حيوانات أو طيور منتشرة في هذا البلد، وظهرت شارة مميزة على شكل منحوتات من الحجر الأملس، والتي كانت تعود أطلالها الأثرية إلى قرون بعيدة.
علم زيمبابوي: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له
يتميز علم زيمبابوي بألوانه الزاهية ورموزه التي تعكس طبيعة جمهورية زمبابوي إلى حد بعيد، ويمكن توضيح الكثير عن تصميم علم زيمبابوي وألوانه ومعاني هذه الألوان فيما يأتي:
تصميم علم زيمبابوي
تأثر تصميم علم زيمبابوي بتصميم علم الاتحاد الأفريقي، ويظهر تصميم العلم في صورته الحالية بسبعة أشرطة أفقية بالألوان الآتية: الأخضر والأصفر والأحمر والأسود مع مثلث له ألوان بيضاء وسوداء، ويوجد داخل المثلث نجمة حمراء وطائر زيمبابوي الشهير، وقد تم تصميم هذا العلم ليرمز إلى تطلعات شعب زيمبابوي، وتتضمن شارة العلم رموزًا تمثل منحوتات من الحجر الأملس وُجدت أصولها في مواقع أثرية قديمة في زيمبابوي.
سبب اختيار شكل علم زيمبابوي
هناك تفسيرات متعددة تتناول أسباب اختيار علم زيمبابوي، والسبب الأبرز هو تأثر زيمبابوي بعلاقتها التاريخية المضطربة مع بريطانيا، ولذلك تضمنت تصميمات العلم في بعض الفترات الراية الزرقاء البريطانية، والاعتقاد الشائع أن هذا التصميم يرمز إلى الاشتراكية؛ فألوان الخطوط المتتابعة للعلم لها طابع ثقافي وإقليمي وسياسي، وبالإضافة إلى ذلك تم استخدام رموزًا مثل الطيور وغيرها لارتباط شعب زيمبابوي بطيور وحيوانات هذه المنطقة الجغرافية.
تحية علم زيمبابوي
لتحية علم زيمبابوي آداب عامة يجب مراعاتها لكل مواطن زيمبابوي ولكل وافد أجنبي كذلك، ويجب ألا يلمس علم زيمبابوي الأرض أبدًا، ولا توجد قوانين تحظر رفع العلم في أي مكان طالما لم يتم التقليل من شأنه أو إهانته، وهناك قانون يمنع بيع المنتجات التي لها نفس ألوان العلم الوطني، كما ويتم إذاعة النشيد الوطني صباحًا في مختلف وسائل الإعلام.
معاني ألوان علم زيمبابوي
لألوان علم زيمبابوي معاني وطنية عظيمة، وقد استلهم شعب زيمبابوي هذه المعاني في خضم الحروب التي دخلتها زيمبابوي حتى نالت استقلالها، فقد ترك ذلك انطباعًا مميزًا في ذاكرة الشعب قبل وبعد الاستقلال، ويمكن توضيح الكثير عن معاني ألوان علم زيمبابوي فيما يأتي:
-
اللون الأسود: وهو يرمز إلى لون بشرة الأغلبية العرقية التي تقطن زيمبابوي من آلاف السنين.
-
اللون الأحمر: وهو يرمز إلى بذل الدم والتضحية من أجل تحرير زيمبابوي وتحقيق استقلالها.
-
اللون الأخضر: وهو يرمز للخصوبة والنماء واعتماد زيمبابوي على الزراعة كأحد مصادر دخلها الرئيسة.
-
اللون الأصفر: وهو يرمز إلى الثروة المعدنية التي تزخر بها زيمبابوي في باطن أرضها.
-
اللون الأبيض: وهو يرمز إلى معاني السلام والتقدم.
وبشكل عام يرتبط شعب زيمبابوي بألوان علم بلادهم، ويستلهمون منه معاني الإخلاص والعدالة التي ينص على قوانينها دستور زيمبابوي، ورغم أن جمهورية زيمبابوي ليست من أوائل دول أفريقيا في قوة الاقتصاد وفي التقدم العلمي، إلا أن الحقيقة الثابتة تتمثل في أن هذه الدولة تستلهم معاني الشجاعة والكبرياء من تضحية أبنائها بكل غالٍ ونفيس من أجل الدفاع عن راية بلادهم ضد أي عدوان، ولكي ينعم كل مواطن وكل وافد أجنبي بالأمان والحرية.