وش اسوي : علم ليبيا: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

 
 

دولة ليبيا

دولةٌ من دول أفريقيا تقع شمالها وتقع غالبيتها في الصحراء العربيّة الكبرى، ويحدها البحر المتوسط من الشمال، ومصر من الشرق، والسودان من الجنوب الشرقي، والنيجر وتشاد من الجنوب، وتونس والجزائر من الغرب، عاصمتها طرابلس، ويتركّز غالبيّة السكان على طول الساحل وفي المناطق الداخليّة المباشرة، ومن بين أهمّ مدنها إلى جانب العاصمة طرابلس مدينة بنغازي، كما تضم ليبيا ثلاث مناطق تاريخيّة: طرابلس في الشمال الغربي، وبرقة في الشرق، وفاسزان في الجنوب الغربي، وفي فترة الحكم العثمانيّ كانت تلك المناطق عبارةٌ عن مقاطعاتٍ منفصلةٍ عن بعضها، تمّ توحيدها على شكل مستعمرة واحدة في ظلّ الحكم الإيطالي، غيّر اكتشاف النفط في ليبيا الحالة الاقتصاديّة لديها بشكلٍ كبير، وعملت الدولة على تطوير الزراعة والصناعة من خلال عائدات النفط: كما قدّمت الرعاية الطبيّة والتعليم بتكلفة زهيدة للنّاس، يهمين المناخ الصحراويّ على غالبيّة ليبيا، لكنّه معتدل على الساحل، اللغة الرسميّة للبلاد اللغة العربيّة، وتُستخدَم اللغة الإنكليزيّة كلغة ثانية، ويعدّ الأمازيغ أوائل سكّانها.

تاريخ علم ليبيا

مرّت ليبيا كغيرها من الدول بتاريخ حافل مع الاحتلال، فاحتلتها مجموعةٌ من الدول الأجنبيّة كإيطالية والدولة العثمانيّة؛ ونظرًا لذلك كان لعلَم ليبيا مراحلٌ قد مرّ بها أيضًا خلال الفترات المختلفة من الاحتلال، حتى وصل إلى شكله النهائيّ الحالي، ويمكن تقسيم تاريخ علم ليبيا إلى المراحل الآتية:

تاريخ علم ليبيا من عام 1911م حتّى عام 1949م

في تلك الفترة الزمنيّة كانت ليبيا تحت حكم الاحتلال الإيطالي بدايةً، ومن القرن الخامس عشر إلى عام 1911م كانت تقع تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وكان علم ليبيا هو علم إمارة برقة، والذي كان عبارةً عن علمٍ أسود يحمل نجمةً بيضاء وهلال، وإمارة برقة هي منطقةٌ في شرق ليبيا أعلنت من جانب واحد في عام 1949م استقلالها عن الحلفاء في عهد الملك إدريس، الذي انتقل بعد ذلك إلى توحيدها مع المنطقتين التاريخيتين الأخريين في البلاد: طرابلس وفزان.

تاريخ علم ليبيا عام 1951م

قي هذه المرحلة حصلت ليبيا على استقلالها عن الحلفاء، فصمّم عمر فائق شنيب – رئيس الديوان الملكي ونائب رئيس الجمعية الوطنية ووزير الدفاع في عهد الملك إدريس- علمًا جديدًا بإضافة شريط أحمر في قمّة العلم، وشريط أخضر في أسفل العلم؛ فأصبح العلم بذلك يتكوّن من اللّون الأحمر والأسود والأخضر، والنجمة البيضاء والهلال.

تاريخ علم ليبيا بين 1969م إلى 2011م

في هذه المرحلة استلم الرئيس معمّر القذافي الحكم؛ حيث قام عام 1969م بتسمية ليبيا بالجمهوريّة العربيّة الليبيّة، وجعل العلم عبارةً عن ثلاث خطوط أفقيّة: حمراء وبيضاء وسوداء، وفي عام 1977م قام بتغيير اسم ليبيا مرّة أخرى وأطلق عليها اسم: الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، وغيّر لون العلم وجعل لونه أخضر، والذي يُعد رمزًا للإسلام، وهو رمزٌ للثورة الخضراء في ليبيا التي قامت في عهده.

علم ليبيا بعد عام 2011م

في هذا العام وبعد الإطاحة بنظام معمّر القذافي، أُعيد علم ليبيا الذي كان مُستخدَمًا عام في الفترة المتراوحة بين عامي 1951م و 1969م ، وهو العلم الذي تستخدمه الأمم المتحدة في تمثيل ليبيا حاليًا.

علم ليبيا: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

يعد العلم رمز الدول وشعارها الذي يميّزها عن غيرها، وغالبًا ما تختار كل دولةٍ علمًا يعبّر عن ما عاشته من أشكالٍ مختلفةٍ من الاحتلال، أو يعبّر عن حريّتها واستقلالها، أو عن مواردها، أو عن تضحيات شعوبها، وكذلك علم ليبيا حيث كان لكلّ لونٍ معنى ودلالة، وللأشكال الهندسية رموزًا ودلالات أيضًا.

وصف العلم الليبي

هو عبارةٌ عن مستطيل طوله ضعفيّ عرضه؛ أي نسبته 1:2، ويُقسَم إلى ثلاثة خطوط أفقيّة متوازية، الخط الأول باللون الأحمر، الخط الثّاني باللون الأسود، الخط الثّلث باللون الأخضر، وتكون مساحة الخط الأسود مساوية لمساحة الخط الأحمر والأخضر مُجتمعَين، وفي الوسط نجمةٌ خماسيّةٌ بيضاء وهلال، ولشكل الهلال والنجمة دلالةٌ إسلاميّة؛ حيث يذكر الهلال ببداية الشهر القمريّ وقصّة هجرة النبيّ، والنجمة دليل الأمل والنور والتفاؤل بغدٍ أفضل.

سبب اختيار العلم الليبي بهذا الشكل

اختير العلم بهذا الشكل لأنه علم الاستقلال فاستخدامه مرّة أخرى يعيد الأمل في نفوس الشعب الليبيّ، كما أنّ في وضع النجمة والهلال تذكيرٌ بدور الملك إدريس في قيادة البلد إلى الاستقلال.

ألوان العلم الليبي ومعانيها

  • اللون الأحمر: للون الأحمر دلالةٌ على سفك دماء الشعب الليبيّ، وما قدموه من تضحياتٍ من أجل الحصول على الحريّة والاستقلال.

  • اللون الأخضر: هو اللون الوطنيّ لليبيا، ويعكس الصبغة الإسلاميّة، كما يعطي دلالة على السعي في جعل ليبيا بلدًا أخضر -كما كان سابقًا- في ظل ازدياد المساحات الصحراوية في البلاد؛ وذلك من خلال توسيع المساحات الزراعية وما إلى ذلك.

  • اللون الأسود: كغيره من الألوان لوجوده دلالةٌ معيّنة؛ فيدلّ اللون الأسود في العلم على الناس ذوات البشرة السّوداء القاطنين في أفريقيا، كما قيل للدلالة على الأيّام المظلمة التي مرّت فيها ليبيا أثناء الاحتلال الإيطاليّ.

تحيّة العلم الليبي

كما كل البلدان كانت ليبيا؛ حيث كان لعلمها مكانةٌ وأهميّة عند شعبها مدنيين وعسكريين، ومواطنين وحكّام، فللعلم أهميةٌ كبيرةٌ عند الشعوب، وهو رمزُ الوطن وهويته بين البلدان الأخرى، ويقف الشعب الليبي أمام العلم باحترام وإجلالٍ له بما يسمّى بتحيّة العلم، ومن أبرز مواقف تحيّة العلم في المدارس؛ حيث يقف الطلّاب صباحًا وقفة استعدادٍ واحترام أمام العلم المرفوع أعلى بناء المدرسة بحلّته المرتّبة والنّظيفة، مع ترديد النشيد الوطني الليبي الذي يدعو إلى الدفاع عن الوطن ضدّ كلّ محتل، وتكرار الدعاء للوطن بالسّلامة والتخلّص من القيود والاستعمار، كما يبيّن أهميّة الاستقلال ودور الملك إدريس في تحقيقه، كما يقف العسكريين في المناسبات الوطنيّة وقفة احترامٍ وإجلال مع أداء التحيّة العسكريّة وسماع النشيد الوطني.