وش اسوي : كوكب بلوتو

 
 

يُعدّ كوكب بلوتو كوكباً قزماً، و تدور الكواكب القزمة حول الشّمس أو في مدارها كالكواكب الأخرى تمامًا؛ إلّا أنها تتميز بصغر حجمها بشكل كبير مقارنة بالكواكب، وقد اكتُشف بلوتو في عام 1930م من قِبل كلايد تومبو وهو عالم فضاء من الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ويتميّز بلوتو بأنّه ليس كبير الحجم؛ حيث إنّه أصغر من القمر التّابع لكوكب الأرض وكالكواكب الأخرى تختلف الخصائص الكيميائيّة والفيزيائيّة الخاصّة بكوكب بلوتو القزم عن مكوّنات الفضاء المختلفة كالنّجوم والكواكب والأقمار والكتل الفضائيّة الأخرى.

 

تم اقتراح اسم بلوتو من قبل تلميذة تُدعى: فينيسيا بورني، وقد كانت حينها تبلغ من العُمر أحد عشر عامًا، وبلوتو هو الاسم الآخر لهيدز، الذي يعتبر الإله اليوناني للعالم السفلي عند من كانوا يعتقدون بذلك، وفي السابق، كان علماء الفلك في حيرة حول متوسط ​​قُطر بلوتو وإيريس، وإيريس هو كوكب قزم آخر، ووفقًا للاتحاد الفلكي الدولي،

يجب أن تفي الأجرام السماوية بالمعايير الآتية لتكون كوكباً:

أن يكون الكوكب مستديراً، وأن يدور حول الشمس، وأن يبرز مدار ذو جاذبية مؤثرة حول الكوكب، ولا يعدّ بلوتو كوكبًا نظرًا لأنه يفقد السبب الثالث من هذه الأسباب الثلاثة، وفي أي بحث عن كوكب بلوتو يظهر بلوتو كأبعد ما يكون عن الشمس، لأنه يستغرق الحد الأقصى من الوقت في دورانه حول الشمس، فدورة واحدة كاملة من بلوتو حول الشمس تستغرق 248 سنة من سنين الأرض، ويتناول أي بحث عن كوكب بلوتو، دورانه في الاتجاه المعاكس مثل الأرض، مما يعني أن الشمس في بلوتو تشرق في الغرب، بينما تغرب في الشرق.

 
 
 

و تنطبق مواصفات بلوتو تماما على تعريف “الكويكب” الذي حدده الاتحاد الفلكي الدولي، لذلك يعتبر بلوتو كويكباً، و من هذا المنطلق تكمن إجابة سؤال ” لماذا خرج كوكب بلوتو من المجموعة الشمسية؟” في عدة حقائق ساهمت في النقاش الطويل حول ما إذا كان يجب اعتبار بلوتو كوكبًا أم لا، وهي كالآتي:

 

١- كتلة بلوتو صغيرة بحيث لا تعطيه ما يكفي من الجاذبية كي يهيمن على محيطه، أو يمهد الطريق على مداره فمدار بلوتو غير مرتب إلى حد ما.

 

٢- المدار الذي يسلكه بلوتو يختلف عن الكواكب الأخرى؛ فجميع الكواكب في النظام الشمسي تدور حول الشمس في مستوى مسطح نسبياً، لكن بلوتو يدور حول الشمس بزاوية 17 درجة من هذا المستوى و بالإضافة إلى ذلك فإن مداره بيضاوي بشكل استثنائي و يتقاطع مع مدار نبتون.

 

٣- أحد أقمار بلوتو “تشارون” يصل حجمه حوالي نصف حجم بلوتو – في حين يكون الفرق بين كواكب المجموعة الشمسية و أقمارها أكبر من ذلك بكثير – لذلك أوصى بعض علماء الفلك باعتبار الجسمين كنظام ثنائي بدلاً من كوكب وقمره.

 

٤- اكتشف علماء الفلك أن بلوتو هو أحد الأجسام الكثيرة التي تدور حول الشمس في منطقة من النظام الشمسي تسمى حزام كويبر، و يعتقد العلماء أن هناك العديد من الأجسام الجليدية و الصخرية في هذه المنطقة المزدحمة و التي تعتبر كبيرة أو أكبر من بلوتو، و عندما يتم اكتشافها سيضطر العلماء إلى الاعتراف بآلاف الأجرام على أنها كواكب كاملة.

 
 
 
 

يحتوي كوكب بلوتو القزم على غلاف جوي كباقي الكواكب باستثناء عُطارد، ويتميّز غلافه الجويّ بأنّه غير سميك ولكن يُمكن ملاحظته عبر المركبات الفضائيّة من نوع نيو هورايزونز، وتُشير المعلومات القادمة من المهمات الفضائيّة أنّ الغلاف الجوي لبلوتو يتكوّن من النيتروجين المُتجدد بسبب هروبه إلى خارج الكوكب، ويُعتقد أن المادة التي تهرب من بلوتو تهبط على القمر شارون وتُجمّع على غطائه القطبيّ، وتتحول المادة إلى اللون الغامق عندما تتعرّض للأشعة الشّمسية أيضاً.

و مسافة بلوتو عن الشمس، تُقدّر بحوالي 5.9 مليار كيلومتر، وهي تمنح بلوتو مدارًا هائلًا أكثر استطالة من أي من مدارات الكواكب الأخرى، ويصبح أكثر ميلًا، عند 17.1 درجة، إلى المسار الشمسي، ورغم ذلك لا يصطدم بلوتو ونبتون أبدًا، لأن بلوتو يكمل مدارين حول الشمس في الوقت الذي يستغرق نبتون بالضبط ثلاثة مدارات، وقد كشفت عمليات المراقبة الفضائية من الأرض أن سطوع بلوتو يختلف مع 6.3873 يومًا من الأرض، والتي تم اعتبارها الآن كفترة زمنية لدوران بلوتو، أو ما يُعرف باليوم الفلكي لبلوتو، بينما يقضي عطارد فترة دوران تقرب من 59 يومًا، أما كوكب الزهرة، فهو يقضي فترة دوران تقرب من 243 يومًا، وينحرف محور دوران بلوتو بزاوية 120 درجة من المستوى العمودي إلى مستوى مداره، بحيث يشير قطبه الشمالي إلى 30 درجة، ووفقًا للاتفاقيات الفلكية الدولية، يتم أخذ المستوى العلوي له في اتجاه القطبين الشماليين للأرض والشمس، وعلى سبيل المقارنة، يميل محور القطب الشمالي للأرض بمقدار 23.5 درجة، بعيداً عن المحور العمودي، فوق مستواه المداري، بينما يدور بلوتو على جانبه تقريبًا في اتجاه رجعي، أي مقابل اتجاه دوران الشمس ومعظم الكواكب، وهو أمر مُسلّم به في أي بحث عن كوكب بلوتو.

 
 
 
 

و يعتقد معظم العلماء أنه لا توجد أمطار على بلوتو، فبلوتو يختبر أنماطاً جوية فريدة خاصة به، بما في ذلك تساقط الثلوج و تغيرات درجات الحرارة الموسمية، و تقدم التطورات التكنولوجية في مجال الفلك لمحات مذهلة عن طقس بلوتو، و من المفيد توضيح كيف يحدث المطر على الأرض، حيث يتبخر ماء البحيرات والجداول إلى غاز، و تتكثف تلك المياه في السحب عندما تصل إلى الغلاف الجوي، ثم تسقط على الأرض كمطر، ثم تتكرر تلك الدورة مرات ومرات، ولا بد بأن أي بحث عن كوكب بلوتو لا يتضمن وجود أي أدلة على وجود مياه سائلة على سطحه، ويقترح بعض العلماء أن بلوتو قد يكون لديه محيط من المياه تحت الأرض ومخبأة تحت طبقات سميكة من الجليد، وهذه النظرية تتطلب المزيد من الأبحاث لإثباتها، وبالنظر إلى درجات الحرارة السطحية شديدة البرودة على بلوتو، فإن وجود المياه الجوفية لا يشير إلى احتمال هطول الأمطار على الأرض، وتتراوح درجات الحرارة على سطح بلوتو بين 1717 إلى -238 درجة مئوية، وبفضل أجواء حرجة جدًا من النيتروجين والميثان، يشير علماء ناسا إلى أن جو بلوتو بأكمله يمكن أن يتجمد ويسقط على سطح الأرض.

بالإضافة إلى القمر الأكبر شارون يمتلك الكوكب القزم مجموعة من الأقمار الصغيرة التي تسمّى ستيكس ونيكس وكيربيروس وهيدرا، و تتميّز هذه الأقمار بشكلها الغريب، و يُعتقد باستلاء بلوتو عليها بعد اصطدام ضخم حصل بالماضي، و تعود تسميتها إلى الأساطير القديمة و الآلهة المرتبطة بالعالم السفليّ.