وش اسوي : كيف أتعامل مع خطيبتي الخجولة
الخجل
توصفُ علاقة الرجل بالمرأة بأنها علاقة متشابكة لا يمكن أن يفهمها الطرفان بسهولة، وهي من أصعب العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهد حتى يُكتب لها الاستمرارية والنجاح، وإنشاء علاقة متوازنة من أجل حياة طويلة يعيشها الطرفان بحلوها ومرها، وتعد فترة الخطوبة أهم المراحل في العلاقة بين الرجل والمرأة لأنها بمثابة حجر الأساس في بناء أواصر التواصل، إلا أن عددًا كبيرًا من الناس يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين خاصة إن لم يكونوا من الأشخاص المألوفين، فيراودهم الخجل وهو يعني الميل للشعور بعدم الراحة والقلق أو التوتر عند المواجهات الاجتماعية، وهو شعور طبيعي تتفاوت حدته من شخص إلى آخر، ولكن خجل البعض قد يكون ملحوظًا أكثر مما يحول بينهم وبين التفاعل العادي مع الآخرين سواء في العمل أو في العلاقات الخاصة، ويظهر الخجل عليهم من خلال أعراض جسدية كاحمرار الوجه أو التعرق أو اضطراب المعدة أو زيادة ضربات القلب، كما تتولد لدى العديد منهم مشاعر سلبية اتجاه أنفسهم قد تتحول إلى مخاوف بشأن نظرة الآخرين لهم، وهو ما يؤدي بهم في نهاية المطاف إلى تجنب العلاقات الاجتماعية والإبقاء عليها في حدودها الدنيا والانعزال والانطواء.
كيفية التعامل مع الخطيبة الخجولة
فترة الخطوبة هي الاختبار الحقيقي الذي يتمكن الشريكان من خلاله من تقييم العلاقة والحكم على مدى استمراريتها، وبالرغم من أهميتها للتعارف إلا أنها قد لا تُستغل دومًا بالشكل الصحيح والسليم لإنجاح العلاقة الزوجية مستقبلًا، إذ ينبغي للطرفين إظهار أفضل ما لديهم خلال تلك الفترة، إلا أنه في الوقت عينه لا يجب إخفاء مساوِئهم الشخصية مهما بلغت لأنها قد تظهر بعد الزواج فتشكل صدمة لدى الطرف الآخر، والخجل واحد منها فهو سلاحٌ ذو حدين، وإذا تنبه الرجل إلى أن خطيبته من النوع الخجول وواجه صعوبات في التعامل معها فلا يجب أن يشعر بالقلق أو الخوف من فشل العلاقة العاطفية لوجود عدة طرق وأساليب تيسر التواصل معها وتجعل العلاقة بين الطرفين ممكنة بل وناجحة ومريحة لكليهما، ومن أهم ما يجب على الرجل أن يفعله:
-
التحلي بالصبر والتفكير بالكلمات قبل البوح: من عادة الرجال أنهم عندما لا يعجبهم تصرف ما في المرأة ينفعلون بسرعة ويتشاجرون، وعندما يعون الخطأ يبادرون بالاعتذار، وهذا ما لا تحبه المرأة وخاصة في بداية علاقتهما ببعضهما والتي لا تكون قوية بما يكفي، مما يهدد مصير العلاقة بالفشل، وليس من السهل التعامل مع فتاة خجولة لذلك على الرجل أن يأخذ وقته ويتحلى بالصبر فهو مفتاح التعامل معها، ويكون ذلك بالبقاء في منطقة الراحة الخاصة بالخطيبة الخجولة من خلال الصداقة على الأقل في الفترة الأولى من التعارف، وطرح الأسئلة التي لا تشكل الإجابة عنها أي إحراج، وفي هذه المرحلة على الرجل الحديث أكثر عن نفسه وإظهار الاهتمام بها بطريقة لطيفة لا تجعلها تخجل منه.
-
التصرف بطريقة طبيعية وعدم المبالغة في لفت الانتباه: فالمبالغة قد تقلب الأمور ضد الرجل، وقد تراه الخطيبة كرجل سطحي، فالأفضل معاملتها بالحسنى والود والمحبة عند الرغبة بلفت نظرها، وأن يعتمد الصراحة معها لأبعد الحدود كمبدأ دائم فهذا أكثر ما تحبه المرأة في الرجل.
-
التعبير عن الحب في الوقت المناسب والمكان المناسب: إذ لا يجب استخدام الكلام الجميل للمجاملة طيلة الوقت، فلن يعود له معنى عندما تصبح عادة، والمرأة تعرف جيدًا إذا ما كانت هذه الكلمة تقال بدافع الحب من عدمه، فالتعبير عن الحب في الوقت والمكان المناسبين له سحر خاص لذلك يجب أن يتم بأسلوب خاص.
-
تقديم المساندة والدعم في القرارات والنجاحات: فالمرأة لا تشعر بأهمية ما حققته إلا بدعم من تُحب، ويجب على الرجل أن يحاول الاستماع إليها ومساعدتها في الخروج من المشكلات التي تواجهها حتى لو لم تكن طرفًا فيها، كما يجب مشاركتها في الأمور الخاصة بالرجل حتى تشعر بأن رأيها مهم، فالمشاركة بين الطرفين هي ركيزة النجاح لعلاقة قوية مترابطة.
-
الاهتمام بهواياتها: تحب كل فتاة أن تحظى هواياتها واهتماماتها بمتابعة من خطيبها، والفتاة الخجولة رغم ما قد يبدو منها من عدم رغبة في مشاركة الآخرين أشياءها فإنها ستسعد حتمًا إن وجدت من الطرف المقابل رغبة في اكتشاف ما تحبه من أفلام وهوايات ورياضات، ويكون ذلك بطرح أسئلة مباشرة عنها أثناء التواصل معها أو معرفته عن طريقة الاستنتاج من خلال حديثها عن نفسها أو عبر المقربين منها، وقد تكون إجابات الخطيبة الخجولة في البداية قصيرة مقتضبة ولا تظهر انفتاحًا أو رغبة في مشاركة الخصوصيات، لكن مع مرور الوقت وإظهار الرجل اهتمامه بمجالات الاهتمام المشتركة والحديث عنها ستتحمس الفتاة وتظهر رغبة أكبر في المشاركة.
-
طرح أسئلة مفتوحة: مما يبقي المحادثة مستمرة ويمكنها من مشاركة المعلومات الخاصة عن نفسها، ويمكن لتلك الأسئلة أن تتعلق بأي مما يخصها بدءًا من أكلاتها المفضلة وموسيقاها التي تحبها وصولًا إلى يومياتها وأفكارها حول مواضيع مختلفة، ويجب أن تكون تلك الأسئلة محددة مسبقًا في ذهن الرجل، فالفتاة الخجولة ترتبك عند تلقيها أسئلة غير مترابطة، وللحصول على إجابات مفصلة يجب طرح أسئلة تبدأ بكيف ولماذا.
-
تفهم طبيعتها الهادئة: إذ يكون الأشخاص الخجولون هادئين غالبًا ولا يميلون إلى الثرثرة أو الانخراط في أحاديث جادة أو هزلية مع الآخرين خاصة في بداية علاقة جديدة مع الغرباء، وعلى الرجل تفهم تلك الطبيعة ومجاراتها والابتعاد عن كل محاولة لتغييرها أو التذمر منها، ويكفي للشخص أن يكون حاضرًا وسط ذلك الهدوء ويحترمه حتى تصبح علاقته بخطيبته ذات الطبع الخجول أقوى.
-
قضاء أكبر وقت ممكن مع الخطيبة الخجولة: إذ يساعد ذلك على إزالة الحواجز ويُيسر تأقلمها مع الوضع الجديد، ويجعلها أكثر إقبالًا على الطرف الآخر، ويتحول التعارف إلى علاقة وطيدة يُمحى فيها خجل الفتاة تدريجيًا وبسرعة أكبر ويمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لذلك الأمر.
آثار الخجل على العلاقة بين الرجل والمرأة
يقف الخجل عائقًا بالنسبة لبعض الأشخاص أمام إمكانية بناء علاقات اجتماعية عديدة وطبيعية، فالتعارف مع الأفراد الآخرين يمكن أن يكون مؤلمًا وصعبًا بالنسبة للأشخاص شديدي الخجل؛ فهؤلاء يشعرون بقلق وخوف كبيرين من وجودهم في إطار جماعي يفرض عليهم التواصل مع الغير، وتتسبب تلك المشكلة في جعل الحصول على شريك مناسب أمرًا صعبًا، فإيجاد شخص يتقبل ويتفهم طبيعة الآخر الخجولة ليس بالأمر الهين، ويمثل ارتباط الأشخاص الخجولين بشركاء رومنسيين سببًا في عزل الشعور بالخجل وما يرافقه من مشاعر سلبية تجاه الذات، فمن يعيشون علاقات عاطفية أصبح لديهم مستويات أقل من الخجل من أولئك الذين لم ينجحوا بعد في إيجاد الشريك المناسب، ومن بين آثار الخجل على العلاقة بين الرجل والمرأة:
-
انخفاض القدرة على التواصل فيما بينهما وعدم اطلاع كل منهما على مشاعر الآخر وأفكاره وعدم القدرة على مشاركته اهتماماته وخصوصياته.
-
تولد البرود و الجفاء في العلاقة الثنائية التي تغيب عنها المشاركة والصراحة وتنخفض فيها الثقة بالنفس وبالآخر، ومن ناحية أخرى ينعكس الخجل سلبًا على العلاقة بين الرجل والمرأة؛ إذ إن كل طرف ينتظر من العلاقة العاطفية ما لا ينتظره من علاقاته الاجتماعية الأخرى مثل الصداقة أو الزمالة أو القرابة وغيرها.
-
الانفصال وانتهاء العلاقة إذ تقتصر آثار الخجل على النفور والبرود وغياب التواصل بين الطرفين، وذلك على اعتبار وجود طرف متضرر من خجل الطرف الآخر قد فقد قدرته على الاستمرار في علاقة عاطفية تنطوي على عدم المشاركة والإقبال على الآخر بحماسة ورغبة.
كيفية التخلص من الخجل
يمكن لأي شخص خجول أن يتغلب على ذلك الأمر باتباع النصائح التالية:
-
عدم إخبار الآخرين بالخجل: إذ لا حاجة للإعلان عنه خاصة في ظل معرفة المقربين بالأمر، ويساعد ذلك على إنكاره وعدم الشعور به أمام الغير.
-
حسن اختيار العلاقات: إذ يجب على الخجول أن يمنح علاقاته مع الآخرين وقتًا أطول لتتبلور وتستحوذ على مكانتها الحقيقية في حياته، ويجب منح وقت للأشخاص الإيجابيين الذين لا يختزلون المرء في خجله ولا يرون فيه ضعفًا أو نقيصة.
-
تجنب الأشخاص السيئين والمتنمرين: الذين سيعتمدون الخجل نقطة ضعف يهاجمون من خلالها الشخص الخجول ويسخرون منه عبرها.
-
معرفة نقاط القوة في الشخصية: وتعزيزها يمثل خير وسيلة لتلافي المشاعر والأفكار السلبية التي يولدها الخجل.