وش اسوي : كيف أعرف زوجتي تحبني أو لا
الحب بين الزّوجين
الوقوع في الحب هو بداية الطّريق الذي يؤدّي إلى الزّواج، وتكون المشاعر في بداية العلاقة متّقدة وقويّة، وتعتمد على ترديد لفظ “أنا أحبّك” من كلا الزّوجين اتجاه بعضهما، والكثير من الأزواج يشكون من تلاشي هذه المشاعر أو أنها تقل عمّا كانت عليه في بداية الزّواج، إذ تبدأ حياة أخرى من الالتزامات والمشاعر وحدها لا تكفي لديمومتها، بل تحتاج إلى الالتزام وتحمّل المسؤوليّة، وتبدأ الزّوجة بالاهتمام بأعمال المنزل وتربية الأولاد أكثر من إظهار مشاعرها لزوجها، ما يجعل الزّوج يتساءل “هل ما زالت زوجتي تحبّني؟”، وهو ما سنحاول الإجابة عليه في الأسطر القليلة القادمة.
كيفية معرفة حب الزوجة لزوجها
بعد الزّواج يختلف تعبير الزّوجة عن حبّها لزوجها، وبدلاً من استخدام لفظ “أنا أحبّك” التي كانت تُكثر من قولها في بداية الزّواج تلجأ إلى قولها بأفعالها وتصرّفاتها اتجاه زوجها، وعلى الزّوج إن رأى هذه العلامات من زوجته أن يعرف أنّها ما زالت تهتم به وتحبّه، ومن أبرز هذه العلامات ما يلي:
-
اهتمام الزّوجة بإنجاز أمور زوجها وترتيبها دون تباطؤ، مثل الاهتمام بنظافة ملابسه، وغسلها وكيّها، وتعطيرها، وهي تفعل ذلك للتعبير لزوجها عن حبّها له والاهتمام به وبمظهره.
-
ذكر إيجابيّات زوجها دائمًا، والتّغاضي عن سلبيّاته، سواء بحضوره أو بغيابه، وهذا لا يعني أن تكون الزّوجة كالرّجل الآلي دون مشاعر غضب أو إحباط للتّعبير عنها، فهي طبيعة إنسانيّة ولكن يوجد فرق بين أن تكون دائمة الشّكوى والتذمّر وبين أن تنفّس عن مشاعرها.
-
غفران زلاّت الزّوج ومسامحته على الأخطاء بحقّها مثل الانفعال عليها.
-
تلبية جميع احتياجاته الماديّة والعاطفيّة والجنسيّة، وهي أمور تفعلها الزّوجة بدافع الحب والميل لزوجها.
-
الدّعم الدّائم لزوجها ومساندته في جميع ظروفه وأحواله، سواء كان محقًا أو مخطئًا، أو في حالات يسر أو عسر حالته الماديّة.
-
تبذل جهدها لترى زوجها سعيدًا ومرتاحًا من النّاحية النفسيّة في المنزل وخارجه، من خلال فعل كل الأمور التي يحبّها، وتجنّب تلك التي يكرهها أو لا يحبّها وتثير غضبه.
-
التزامها ضبط الأعصاب في المشاكل الطّبيعيّة التي لا تخلو منها أي حياة زوجيّة، وعدم تجريحها لزوجها والغضب والصّراخ، ورضاها السّريع بمصالحة زوجها لها بعد أي خصام بينهما، هذه كلّها رسائل مليئة بالحب والاهتمام من الزّوجة لزوجها.
-
تحمّل الزّوجة أي تعليقات أو تدخّلات سلبيّة من أهل الزّوج، والتّجاوز عنها إرضاءً لزوجها، وتجنّب إثارة مشاكل قد تؤدّي لخسارة زوجها أو حتّى وضعه بموقف محرج مع أهله.
-
جعل احتياجات زوجها أولويّة بالنّسبة لها حتى على حساب حاجاتها هي، وأن تتخلّى عن أي رغبة أو حاجة لها لا يحبّها زوجها.
-
الاهتمام والخوف على صحّته من أي ممارسات خاطئة يمارسها وتؤثّر على صحّته الجسديّة، مثل تعبيرها عن رغبتها بإقلاع زوجها عن التّدخين، أو الطّلب الدّائم منه عدم إرهاق نفسه بالعمل.
-
ثقة الزّوجة بزوجها في الأمور الماليّة التي تخصّها، وحتّى في مسائلها الشخصيّة مثل الرّقم السرّي لهاتفها، وكلمة السّر لبريدها الإلكتروني، أو شبكات التّواصل الاجتماعيّة، أو الاهتمام برأيه في أمورها الشخصيّة، إذ تعد هذه التصرّفات تعبيرًا منها في رغبتها بمشاركة كل أمورها الشخصيّة مع زوجها وعدم رغبتها بالفصل بينها وبينه بأي شيء يخصّها حتى لو كان من حقّها الاحتفاظ به لنفسها.
-
الاهتمام بالزّوج أثناء مرضه أو ألمه حتّى لو كان مجرّد وعكة صحيّة عابرة، فتبقى بجانبه لتلبية احتياجاته، وإعطائه الدّواء في وقته، والاهتمام بتغذيته أثناء مرضه، وتوفير جو من الهدوء له.
-
اعتماد الزّوجة على زوجها لتلبية طلباتها، والاختيار عنها، فهذه ليست اتّكاليّة منها على زوجها، بل رغبةً منها في المشاركة.
-
الاهتمام بتفاصيل الحياة اليوميّة لزوجها مثل كيف العمل، أو كيف قضى يومه، وكيف سارت أموره، وقد يعتقد الزّوج أنّ مثل هذه الأسئلة هي تدخّل صارخ من زوجته في شؤونه، أو لغيرتها عليه وعدم ثقتها به، ولكنّها تقصد بها إظهار اهتمامها به ومشاركته حياته.
-
الاعتذار عن أي أخطاء تفعلها بحق زوجها، أو عندما تغضب وتفقد أعصابها، وتعترف بخطئها، فهي مواقف طبيعيّة يمر بها أي إنسان حتّى المحبين.
-
بذل مافي وسعها للاهتمام بمظهرها بارتداء الملابس بالأسلوب الذي يحبّه، أو التعطّر بالرّوائح التي تستهويه، والاستفسار منه عن مدى رضاه عن مظهرها.
-
تفضيلها قضاء الوقت مع زوجها على أن تقضيه مع أهلها، أو أصدقائها، سواء بالواقع أو على الهاتف.
-
البدء بالبكاء في المشاكل التي تواجه الزّوجين، أو تلك التي تواجهها هي على الصّعيد الشّخصي، فهي بذلك لا تُظهر ضعفها أو قلّة حيلتها، وإنّما رسالة منها على أنّها بحاجة له بجانبها وليس ضدّها، وبحاجة لدعمه واهتمامه.
-
الاهتمام بالتّواريخ التي تهمّه، مثل أوّل لقاء لهمها، أو تاريخ ميلاده، أو أي ذكرى لهما لها أهميّة وتأثير على حياتهما، بالإضافة إلى تقديم الهدايا في مثل هذه المناسبات.
كيفيّة الحفاظ على زواج صحّي وسعيد
على الزّوج أن يبذل جهده للحفاظ على جذوة الحب متّقدة بينه وبين زوجته، فالزّوجة المُحبِّة إذا لم تلقَ اهتمامًا وتقديرًا، وعرفانًا منه اتجاهها، تشعر بإهماله وعدم حبّه لها، ما يؤثّر على مشاعرها اتجاهه، ويستطيع الزّوج أن يحافظ على الحب وصحّية العلاقة مع زوجته بعيدًا عن الملل والرّتابة في الحياة الزوجيّة من خلال اتّباع النّصائح التّالية:
-
الاستمرار في فعل الأمور الصّغيرة، وعدم إهمالها بحكم التقدّم في الفترة الزمنيّة بالزّواج، مثل إمساك يد الزّوجة، أو احتضانها، أو مساعدتها في الأعمال المنزليّة، أو الطّهي لها، أو شكرها عند تقديم القهوة له، أو إعطائها مجالًا لتقود السيّارة بنفسها إن كانت من محبّي القيادة، فجميعها أمور صغيرة ولكنّها ذات أهميّة كبيرة بالنّسبة للزّوجة تُشعرها بالرّضا عن نفسها، وأنّ زوجها ما زال يقدّرها ويكن لها مشاعر الحب.
-
الحفاظ على الرّومانسيّة سواء داخل أو خراج البيت، كالعشاء، أو حضور الأفلام سويًّا، أو النّظر مباشرةً لعينيها وإسماعها كلامًا عذبًا، أو التّخطيط لقضاء شهر عسل ثانٍ بمفردهما لتجديد العلاقة بينهما، وتذكّر تاريخ ميلادها.
-
إهمال الهاتف عندما تكون بجانبه، أو انشغاله بأي من أمور التّكنولوجيا التي تأتي عند بعض الرّجال على حساب الاهتمام بالزّوجة.
-
تجنّب افتعال المشاكل معها لأسباب تافهة، أو تجنّب الأمور التي لا تحبّها وتُغضبها، وفعل الأمور التي تحبّها في المقابل وتجعلها سعيدة.
أنواع الحب في العلاقة الزوجيّة
يوجد نوعان من الحب في العلاقة الزوجيّة، أحدهما الحب الرّومانسي الذي نراه في الأفلام الرّومانسيّة، ونقرأ عنه في الرّوايات، مثل المغازلة، والهدايا، والشّوق الدّائم للتّواجد معًا، وتأجّج العلاقة الحميمة بينهما، وهذا النّوع من الحب يكون عادةً في بداية العلاقة، ولكنّه لا يدوم على نفس وتيرته مع التقدّم في فترة الزّواج؛ إذ ينتقل الحب من المرحلة الرّومانسيّة إلى مرحلة الالتزام والمسؤوليّة، إذ يكون التّعبير عن الحب في هذه المرحلة بالاحترام أكثر من الرّومانسيّة، ودعم الزّوجين لبعضهما، وبذل الجهد لإدامة الزّواج قائمًا بعيدًا عن الملل والرّتابة والمشاكل الدّائمة التي لا تُطاق، والتّغاضي عنها لأنّها تجعل حياة الزّوجين جحيمًا، وغيرها من الممارسات اليوميّة التي تفوق الحب الجسدي إلى الحب بتقضية باقي الحياة مع الطّرف الآخر، والحفاظ عليه للأبد وخشية خسارته.