وش اسوي : لاختيار شريكة حياتك، ابحث عن صاحبة هذه الصفات

 
 

التوافق بين الأزواج

يعد الانسجام والتّوافق بين الأزواج أساس نجاح الحياة الزوجيّة، بينما الاختلاف وعدم التّوافق بينهما يسبب النّفور وكثرة الخلافات، فتكون نهايته الحتميّة هي الانفصال، وقد أيّد الدّين الإسلامي الحنيف بل شجّع من خلال القواعد الفقهيّة للأئمّة الأربعة على ضرورة التّوافق بين الزّوجين لإنجاح العلاقة بينهما وديمومة الزّواج بسعادة ورضا، مثل؛ التّوافق الدّيني، والثّقافي، والاجتماعي، وغيرها الكثير من الصّفات التي يجب أن تتوفّر في كل من الزّوجين لتستمر مؤسّسة الزّواج قائمةً دون التطرّق لمخاطر الخلافات والطّلاق، مع التّركيز على أنّ التّوافق ليس شرطًا أساسيًّا لصحّة الزّواج، وهو الرّأي الذي تُجمع عليه أغلب المذاهب الفقهيّة مثل؛ المذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشّافعي، بينما يميل المذهب الحنبلي وبعض علماء المذهب الحنفي إلى تفضيل وجود توافق بين الزّوجين في الأخلاق والدّين، ولكن الرأي الأوّل هو الأعم والأدق لزواج الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من صفيّة بنت حياري التي كانت على الدّيانة اليهوديّة، وزواجه عليه الصّلاة والسّلام من جويريّة بنت الحارث، وتزوّج الحسن ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من سيّدة غير عربيّة وأنجب منها زين العابدين.

أفضل صفات لشريكة الحياة

يعد الزّواج من أهم القرارات المصيريّة في الحياة، لذلك على الرّجل ألا ينجرّ خلف معايير الجمال والأنوثة في شريكة حياته فقط، فهي وإن كانت مهمّةً إلاّ أنّها غير كافية لإنجاح الزّواج أو الحصول على الرّاحة والسّعادة بين الزّوجين، وفيما يأتي بعض الصّفات التي تساعد الرّجل في اختيار شريكة حياته لضمان حياة زوجيّة سعيدة بعيدًا عن شبح الخلافات والانفصال:

  • التّوافق والاحترام: البحث عن الشّريكة التي تحترم قيمه ومعتقداته، وهذا لا يعني موافقتها عليها، فالاختلاف بين الزّوجين أمر طبيعي، والسّر يكمن في احترام المرأة لقيم ومعتقدات الرّجل المقبل على خطبتها والزّواج منها وتجنّب السّخرية منه بسببها، وبذلها مجهود لتغييرها، والاحترام ليس شرطًا من قبل المرأة فقط، بل يجب على الرجل أن يقابله باحترام مماثل.

  • الثّقة: البحث عن الشّريكة التي تثق بزوجها المستقبلي، فالرّجل لا يريد زوجة شكّاكة وغيورة، فالشّك والغيرة القاتلة تحيل حياة الرّجل إلى جحيم يرغب بالتخلّص منه.

  • القبول: البحث عن شريكة تقبل الصّفات الشخصيّة التي تميّز شريكها دون محاولة تغييرها حتى لو كانت سلبيّةً بنظرها، وكونها ممتنّة لوجود الرّجل بكل ما فيه من سلبيّات وإيجابيّات في حياتها ومقدّرة له دون إشعاره بالنّقص أو الدّونيّة لما لا تحبّذه فيه.

  • الأولويّة: البحث عن شريكة يكون الزّوج بالنّسبة لها أولويّةً في حياتها وتوليه الاهتمام، وتوفّر له الوقت للعناية به وبتلبية طلباته ورغباته.

  • احترام الخصوصيّة: البحث عن الشّريكة التي تُعطي زوجها مساحته الخاصّة به، فالرّجل يقدّس حريّته وخصوصيّته، ولا يرغب لأحد بالتعدّي عليها أو اقتحامها.

  • المرونة: البحث عن شريكة بعيدة كل البعد عن صفة العناد البغيضة التي ينتج عنها أغلب المشاكل الزوجيّة، والأساس يكون بقبول الحلول الوسطيّة العادلة التي تُرضي كل من الزّوجين.

  • احترام العائلة: البحث عن شريكة تحترم والديّ الرّجل المقبل على الارتباط به وسائر عائلته، وهذا لا يعني بالضّرورة الشّعور بالحب الحقيقي والانسجام معهم، إذ يكفي أن تكون معاملتهم من قبل الشّريكة مبنيّةً على الاحترام والتّقدير.

  • النّظرة للمثاليّة: البحث عن شريكة لا تؤمن بالمثاليّة كأحد الصّفات الشخصيّة النّاجحة، فالمثاليّة هي نقيض طبيعة الإنسان، ونبذ المثاليّة يعني الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه والاعتراف بالتّقصير ومحاولة تصحيحه، فالاعتذار عن الأخطاء والتّقصير من أهم الأسباب الضّروريّة لإنجاح الحياة الزّوجيّة.

  • مشاركة الاهتمامات: البحث عن شريكة تحمل نفس اهتمامات الرّجل، مما يساعد على زيادة الانسجام بينهما لا سيما فيما يتعلّق بالنّشاطات اليوميّة، والتخطيط للمستقبل، والأهداف التي ينوي كل منهما تحقيقها في حياته وتنعكس على علاقتهما الزّوجيّة.

  • الانجذاب: البحث عن الشّريكة التي ينجذب الرّجل إليها من حيث المظهر الخارجي، فبعض الرّجال يفضّل الارتباط بالمرأة المحتشمة ذات لباس محدّد، بينما البعض الآخر لا يولي الكثير من الأهميّة لطريقة لباس الشّريكة ويعدونها حريّةً شخصيّةً، ويجب عليه أن يولي أهميّة لهذه النّقطة التي تشكّل نقطة خلاف بين الكثير من الأزواج قبل الإقدام على الارتباط.

  • الوضوح: البحث عن الشّريكة الواضحة في تصرّفاتها وأفكارها، وبعيدة عن الغموض الذي يخلق الخلافات بين الشّريكين، ويفاقم المشاكل الزوجيّة.

  • الانفتاح وتقبّل التّغيير: البحث عن شريكة تتقبّل التّغيير حسب متطلّبات الحياة، وبعيدة عن الجمود الذي يقتل الحياة الزوجيّة ويُحيل دون تقدّم الرّجل في حياته، وتُعرقل استغلاله للفرص الجديدة المتاحة أمامه لتطوّره وتحسين نفسه.

  • تحمّل المسؤوليّة: البحث عن شريكة واعية قادرة على تحمّل مسؤوليّة بيت وزوج وأطفال، وقادرة على التكيّف مع التقلّبات الماليّة التي لا تخلو منها أي حياة زوجيّة.

علامات توافق الأزواج

توجد الكثير من العلامات والأمور التي تشير إلى توافق الزّوجين وانسجامهما مع نفسهما، وأنّ علاقتهما الزّوجيّة تسير بالطّريق الصّحيح بعيدًا عن النّهايات المؤسفة، وفيما يأتي ذكرها:

  • الثّقة بمشاعر الشّريكين تجاه بعضهما بعضًا، بعيدًا عن الشّك والقلق من تغيّر مشاعر أي منهما تجاه الآخر، حتّى عندما يكون الشّريكان بعيدين عن بعضهما.

  • الشّعور بالأمان وعدم التّهديد في إطار مؤسّسة الزّواج.

  • مراعاة كل منهما لمشاعر الآخر ووجود ثقافة الاعتذار بينهما.

  • معرفة الشّريكين بجميع التّفاصيل الشخصيّة لكل منهما، من حيث المواقف المحرجة في حياة الطّرف الآخر، والأسرار، والتّفضيلات، والهوايات، وغيرها من الأمور الحياتيّة.

  • الرّغبة في قضاء الشّريكين للوقت مع بعضهما البعض، وعدم رغبة أي طرف منهما في الابتعاد عن الآخر، والرّغبة في المشاركة بالأمور الحياتيّة مع بعضهما، مثل؛ زيارة الأهل والأصدقاء، أو قضاء الوقت بممارسة نفس الاهتمامات مثل؛ ممارسة اليوغا، أو دروس الرّقص، أو الموسيقى، أو الطّهي معًا، أو مشاهدة برامج تلفزيونيّة معًا.

  • الرّغبة في تسوية الخلافات الكبيرة طويلة الأمد مع بعضهما؛ مثل الأمور المتعلّقة بالحالة الماديّة، أو المكان الذي يعيش فيه الزّوجان، والاستعداد للتوصّل إلى حلول عادلة.

  • تحفيز كل من الشّريكين لبعضهما لتحسين وتطوير نفسيهما كلٌ في المجال الذي يجد نفسه فيه؛ مثل تهيئة الأجواء المكانيّة والنفسيّة للحصول على ترقية في العمل، أو إكمال الدّرجة العلميّة، أو متابعة شغف الحياة.

  • التّخطيط للمستقبل سويًّا؛ مثل عدد الأطفال المنوي إنجابهم، وأسلوب تربيتهم، والتّعليم اللّذان يرغبان بتوفيره لهم، وغيرها الكثير من المسائل المستقبليّة التي تخص الزّوجين من جهة، وتتعلّق بالأبناء والأسرة ككل من جهةٍ أخرى.

  • الرّاحة في أن يتصرّف أي من الشّريكين على طبيعته دون تكلّف أو تصنّع مع استمرار تقبّل شريكه له.

  • احترام وتقدير كلّ من الشّريكين لعائلة الشّريك الآخر.

الحب أم التّوافق في الزّواج

تعد شرارة الحب ضروريّةً لانجذاب كل من الرّجل والمرأة لبعضهما للاستعداد للدّخول في شراكة الزّواج، ولكنّه ليس كافيًا لديمومة هذه الشّراكة، فقد يكون الحب في بداية الحياة الزوجيّة جميل ويُشعر كل منهما بالسّعادة، ولكنّه مع الوقت يضمحل ويتلاشى إن لم يكن يوجد انسجام وتوافق في نواحي الحياة المختلفة بين الزّوجين، فالكثير من علاقات الحب العنيفة التي تكلّلت بالزّواج انتهت بالطّلاق، إذ يعد التّناغم والانسجام بين الزّوجين أهم من الحب، فالزّواج النّاجح لا يتطلّب مشاعر الحب بقدر ما يتطلّب الأفعال الدّالة على الحب، وأنسب طريقة لمعرفة ما إن كان يوجد توافق وانسجام بين الشّريكين منحهما فرصة للتعرّف على بعضهما عن قرب، والتحدّث مع بعضهما لتحديد ما إن كان يوجد انجذاب وراحة في الحديث مع الطّرف الآخر أم نفور وملل من حديثه، وذلك في إطار منضبط بتعاليم الدّين الإسلامي الحنيف، والعادات والتّقاليد العائليّة فيما يُعرف بفترة الخطوبة، مع ضرورة التزام الوضوح ومجافاة التصنّع والتكلّف من قبل الشّريكين لتُعطي فترة التّعارف أثناء الخطوبة ثمارها المرجوّة منها.