وش اسوي : لغة جسدك طريقك للنجاح في الحياة
لايختلف اثنان على أنّ أغلب التواصل بين البشر هو تواصل جسدي، وتؤكد الدراسات أنه من 60 إلى 90 % من التواصل الانساني هو تواصل جسدي.
فالانطباع الأوَّل له تأثير كبير في المقابلات سواء الشخصية منها أو مقابلات العمل، ولذلك من الضروري جداً أن نهتم بطريقة إخراج اللقاء الأوَّل بصورة جيّدة بحيث تعطي الفكرة الأولى الإيجابية، حيث أنَّ هذه الدقائق الأولى قد تكون مفصليَّةً في حياتنا، فقد تكون مقابلة عمل أو صفقةٍ تجارية أو أي شيء مهم آخر، من هنا جاءت أهمية لغة الجسد والتي استفاض علماء النفس والاجتماع بدراستها ووضع القواعد الأساسية لها.
وفيما يلي أقدم لك عزيزي القارئ أهم الطرق التي يمكنك استخدام لغة الجسد فيها لتعزيز الانطباع الأوَّل وزرع الصورة الإيجابية لدى الشخص المقابل لك.
المظهر الإيجابي
إنّ المظهر الإيجابي في بداية اللقاء له دور كبير في تهيئة الأجواء الصحيحة لهذا اللقاء، والمقصود بالمظهر الإيجابي النقاط التالية:
1. ألاَّ يبدو عليك التوتّر، وأن يكون جسمك مستقيماً يوحي بالثقة.
2. أن تقف بمحاذاة الشخص الذي يتكلّم معك.
3. لتكن ساقيك بحالة استرخاء، أي لاتقم بحركات هز الأرجل سواء عند الجلوس أو الوقوف.
4. حاول أن تكون مركزاً مع ما يُقال لك فهذا دليل اهتمام منك بالشخص المتكلم.
5. أعطِ الصورة الصادقة عن مشاعرك، أي عبِّر بصدق ولا تتزلَّف في مشاعرك.
رسائل اليدين والقدمين
إنّ لكل عضو من أعضاء الجسد رسائل ومن هذه الرسائل هي تلك الصادرة عن اليدين والقدمين وهي كالتالي:
1. ابقِ يديك وقدميك في حالة استرخاء وبمحاذاة بعض عند تبادل الحديث، ولكن عند الاستماع لتعليمات أو أمر هام فمن الجيِّد أن تصالب يديك فهي تدل على الإنصات الجيّد.
2. تذكًّر أنّ التحية باليد هي من أهم حركات الجسد في مقابلات الشركات فهي تعطي فكرة عن أنَّ الحديث سيكون جيداً وفعَّالاً.
رسائل الرأس
إنّ المقصود برسائل الرأس هي تلك الإيماءات والحركات الصادرة من عينيك وفمك من ابتسامة وضحك وصوت وتتلخص بمايلي:
1. الابتسامة الحقيقة التي ترتسم على شفتيك تدل على مدى اهتمامك وتفهّمك للحديث الذي يدور.
2. إنّ الضحك المهذَّب هو وسيلة لتخفيف التوتّر وتعديل أجواء الحديث الدائر بشرط أن يكون استخدام الضحك في الوقت المناسب.
3. للعين أهمية كبيرة جداً من خلال الرسائل التي ترسلها حيث أنَّ استمرار النظر في عيني المتحدث من أهم أساليب استمرار التواصل ودليل اهتمام.
4. حاول ألا تحرك عينيك بسرعة، وأن تكون سرعة الطرف عادية أو بطيئة لأن زيادة السرعة إنَّما تعطي صورة عن عدم الارتياح والقلق.
5. انتبه إلى نبرة صوتك، لا تتكلّم بصوتٍ عالٍ، خذ نفساً عميقاً، تكلَم ببطئ وبشكل واضح.
6. تذكر أنَّ تعابير وجهك وإيماءتك هما مرآةٌ لك، فاحرص على أن تكون متناسقة.
ملاحظات هامة
إضافةً إلى ما سبق توجد بعض الأمور التي يجب أن ننتبه إليها وهي التالي:
1. من الضروري أن تركِّز على الاتصال العيني في عملك أو في مقابلاتك وأثناء كتابتك للملاحظات والتعليمات حتى يشعر المتكلّم أنك مهتم بحديثه وأنَّك معه.
2. إنّ استخدام لغة الجسد بشكل صحيح سيؤدي إلى إعطاء المتعة للأحاديث واللقاءات، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على اللقاء الذي جرى كما يمهِّد لإجراء لقاءات أخرى.
لغة الجسد وأهميتها في مُقابلة العمل
إنّ لغة الجسد تعبر عن التواصل غير المباشر بين الأشخاص، وهي كل شيء يخص الجسم، فهي تشمل إيماءات الوجه ونظرات العينين وحركات اليدين، كذلك نبرة الصوت وطريقة التحدث مع الإشارة باليد، وما إلى هنالك من حركات تعبّر عما يدور في داخل الشخص من أفكار ومشاعر. ومن شروط نجاح مقابلة العمل هي اجتياز اختبار لغة الجسد الذي ستخضع له دون أن تشعر، من خلال المؤشرات التي سيأخذها عنك الشخص المقابل، فإن كانت إيجابيةً تأكد بأنك وضعت قدماً في الوظيفة.
صافح باحترافيّة
إنّ البيئة المريحة تجعل من المقابلة الشخصية ناجحة بكل المقاييس، والمصافحة الصحيحة هي أول ما يجب عليك القيام به عند دخولك لمقابلة العمل، فمن الأفضل أن يكون سلامك حاراً وبنفس الطريقة التي يصافحك بها الشخص المقابِل، حيث أكدّ خبير لغة الجسد ديفيد ألسيما أن صلة الوصل الأولى بين الأشخاص هي المصافحة، والتشابه بالسلام مهم للغاية، حيث يخلق اتصالاً مباشراً بين البشر.
اجلس بشكل صحيح
إنّ لطريقة الجلوس أهمية كبيرة كذلك في تأمين الجو المناسب لمقابلة عمل ناجحة. عليك أن تجلس بطريقة سليمة تعكس أدبك واحترامك للشخص الذي يجلس أمامك، وحاول تغيير الطريقة النموذجية المتّخذة في الجلوس، كأن تحرك الكرسي قليلاً نحو الأمام، ولاتنسى أن تجعل هناك مسافة مناسبة بينك وبينه، لا تضع رجلاً على رِجل، لأنّ ذلك يعبر عن لامبالاتِك بكلام الشخص الآخر، فتجنب هذا التصرف غير اللائق.
انتبه لكلامك ولنبرة صوتك
من أهم العوامل التي تصنع الفارق في مقابل العمل هي نبرة الصوت. تأكد بأن الشخص الذي يجري معك المقابلة ينتظرك لتتحدث، فكن لبقاً وابدأ الحديث بنبرة صوت متوسطة، واحذر من النبرة المنخفضة فهي تشير لانعدام الثقة بالنفس. عليك أن تكون مستمعاً جيداً ولا تتحدث إلا عندما يحين دورك بالكلام.
تقرّب ممّن يُقابلك بحركة بسيطة
عندما يتكلم الشخص المقابل في أمر يشدك إليه، بإمكانك ببساطة بالغة أن تميل بجسدك قليلاً نحو الأمام، حاول أن تبادر بحركة بسيطة تجذب انتباهه أثناء الحديث، ولزيادة التواصل بينكما عليك أن تقلص المسافة بينكما بشكل لبق، مما يزيد في ثقته بك.
تواصل معهُ بالنّظر
يقول ديفيد ألسيما خبير لغة الجسد: إنّ التقاء العيون مهمّ للغاية، لكن دون زيادة أو نقصان لكي لا يفهم بشكل خاطئ. عليك النظر في عينيه مباشرةً ومجاراته في ذلك إذا ماكان يبادلك النظرات. وعليك الانتباه جيداً في حال كانت المقابلة أمام لجنة، لأنه يتوجب عليك في هذه الحالة توزيع نظرك عليهم بشكل متساوي، وتجنب النظر حول المكان، لأنه يدل على الملل أو عدم الارتياح من المقابلة.
تجنّب أخطاء لغة الجّسد
لكي لا تقع في المحظور عليك تجنب أخطاء لغة الجسد أثناء المقابلة. لا تشبك ذراعيك ببعضهما لكي لا تبدو غير راض عمّا يقوله الشخص المقابل، ولا تضع يديك خلف ظهرك لكي لا تبدو مستسلماً أو خائفاً. اجعل يديك في حرية بعض الشيء وتجنّب الإشارة بهما أكثر من اللازم لأنه يعطي انطباعاً سلبياً عنك وهو القلق والتوتر.
شاهد أيضاً: فديو: 4 أخطاء في لغة الجسد ابتعد عنها
عزيزي القارئ… أنت لست الوحيد الذي ستتقدم لفرصة العمل تلك، فبالتأكيد هناك الكثيرون ممن لديهم الكفاءات والميزات التي تتيح لهم الفرصة ليتقدموا للمقابلة، لكن عليك التميّز بلغة جسدك، لتعطي انطباعاً جيداً عنك للشخص المقابل، يجعلك تكسب ثقته وحبه، وشغفه ليراك كأحد أفراد فريق عمله. وإن كان لديك نصائح أخرى يسعدنا أن تشاركنا بها في التعليقات.
في الختام عزيزي القارئ يجب أن تعلم أنَّ لجسدك رسائل تساعدك في حياتك اليومية وفي مقابلاتك العملية، ومن الضروري أن تتعلَّم وتتدرَّب على هذه الرسائل للتركيز على الصحيح منها وتصحيح الخاطئ ومعرفة الجديد من هذه الرسائل الهامة.
وش اسوي